قصص
رد حــاسم
روي عن المأمون أنه قال: ما أعياني جواب أحد قط مثل
جواب ثلاثة: أحدهم أم الفضل بن سهل، فإني عذبتها في ابنها وقلت: لئن جزعت على الفضل
لأنه ولدك، فهأنذا ابنك مكانه، فقالت: وكيف لا أجزع على من جعل مثلك لي ولدا.
والثاني رجل أحضرته يزعم أنه نبي الله موسى، فقلت له:
إن الله تعالى أخبرنا عن موسى أنه يدخل يده في جيبه فيخرجها بيضاء من غير سوء،
فقال: متى فعل ذلك موسى ؟ أليس بعد أن لقي فرعون فاعمل كما عمل فرعون حتى أعمل كما
عمل موسى.
والثالث أن جماعة من أهل الكوفة اجتمعوا إليَّ يشكون
عاملها، فقلت: هو الضعيف الورع العدل، فقالوا: صدقت هو كما ذكرت، فاقسم بين رعيتك
في العدل، ووله غيرنا لينالوا من عدله، قال المأمون: فصرفته عنهم.
ابن خير
الناس
حج هشام بن
عبد الملك،
وأراد أن
يستلم الحجر، فلم
يتمكن من ذلك
لتزاحم الناس
عليه، فجلس ينتظر
خلوه، فأقبل
علي بن الحسين
رضي الله عنهم
وعليه إزار
ورداء، وهو من
أحسن الناس
وجهاً
وأطيبهم
ريحا، فجعل
يطوف بالبيت،
فإذا بلغ
الحجر تنحى
الناس له حتى
يستلمه هيبةً
وإجلالا،
فلما انتهى الطواف
سأل هشام من
هذا ؟ وكان
الفرزدق
حاضراً فقال
له:
هـذا ابن
خير
عبـاد الله
كلهم�����
هـذا النقي
التقي الطاهر
العلم
هذا الذي
تعرف البطحاء
وطأته
والبيت
يعرفه والحل
والحـرم
إذا رأته
قريش
قـــال
قائلها ��
�إلى
مكارم هــذا
ينتمي الكرم
وصية صهر
قال عثمـان بن عنبسة بن أبي سفيان:
أرسلني أبي إلى عمي لأخطب إليه ابنته، فأقعدني جنبه،
وقال: مرحباً بابن لم ألده، أقرب قريب، خطب إلى أحب حبيـب،
لا أستطيع له ردا، ولا أجـد من تشفيعه بدا، قد زوجتكما وأنت أعز علي
منها، وهي أنوط بقلبي، فأكرمها يعذب علي لسان ذكرك ولا تهنها فيصغر عندي قدرك، وقد
قربتك من قربك، فلا تباعد قلبي من قلبك.
حقيقة
العبادة
أتى إعرابي
أبا جعفر بن
محمد فقال له: هل
رأيت ربك حين
عبدته ؟ فقال: لم
أكن لأعبد
شيئاً لم أره،
فقال: كيف
رأيته ؟ فقال: لم
تره الأبصار
بمشاهدة
العيان، بل
رأته القلوب
بحقائق
الإيمان، لا
يدرك
بالحواس، ولا
يقاس بالناس،
الواعظ
المجنون
أراد أحد الملوك مشاهدة المجانين، فلما دخل عليهم وجد
فيهم شـاباً حسن الهيئة فدنا منه، وسـأله عن أشياء كثيرة، فأجابه عن
جميعها بأحسن جواب، ثم إن المجـنون قال للملك: إني أسألـك سؤالاً
واحدا، قال وما هو؟ قال: متى يجد النائم لذة النـوم، فقال: حال نومه،
فقال المجنون: إن النائم في حالة النوم ليس له إحساس، فقال
الملك: قبل النوم، فرد عليه: كيف توجد لذته قبل وجوده، فقال: بعد النوم،
فرد عليه: كيف توجد لذته وقد انقضى، فزاد إعجاب الملك بالمجنون واختاره نديماً له،
وفي مجلس الشراب تناول الملك الكأس، وناول المجنون كأساً أخرى، وقال له: اشرب، فقال
المجنون: أيها الملك أنت شربت هذا لتصير مثلي، فأنا أشربه لأصير مثل من، فاعتبر
الملك، ورمى بالكأس من فوره.
نفحات وعبر
امتحان
القبول
أحضـر
إعرابي ابنه
إلى الخليل بن
أحمد ليعلمه،
فقال له
الخليل يوماً
يمتحنه
وفي يده قدح
زجاج: يا بني،
صف لي هذه
الزجاجة،
فقال: أبمدح
أم بذم ؟ قال: بمدح،
قال: نعم،
تريك القذى،
لا تقبل الأذى
ولا تستر ما ورى.
، قال: فذمها، قال: سريع كسرها، بطيء جبرها.
قال: فصف هذه النخلة، وأشار إلى نخلة في داره، فقال:
أبمدح أم بذم؟ قال: بمدح، قال: هي حلو مجتناها، باسق منتهاها، ناضر أعلاها، قال:
فذمها، قال: هي صعبة المرتقى بعيدة المجتنى محفوفة بالأذى، فقال الخليل: يا بني نحن
إلى التعلم منك أحوج.
* * * * * * * *
بيان حربي
أصدر خالد
بن الوليد
البيان
الحربي
التالي بعد
انتصاره على
الأعداء في (أجنادين)
ونصه:
بسم الله
الرحمن
الرحيم
أحمد الله، وأزيده حمـداً وشكراً على سلامة
المسلمين ودمار الأعداء وإخماد جمرتهم، وانصداع بيضتهم، وإنا لقينا جموعهم وقد
نشروا كتبهم ورفعوا أعلامهم، وتقاسموا بدينهم، فخرجنا إليهم، وأبقنا بالله متوكلين
على الله، فعلم ربنا ما أضمرناه في أفئدتنا، فرزقنا الصبر والنصر، وكبت أعداءنا
فقتلنا منهم في كل فج وشعب وواد، وجملة من أحصينا من قتلى العدو عشرات الآلاف، وقتل
من المسلمين في أول يوم وثانيه أربع مائة وخمسة وسبعون رجلاً ختم الله لهم
بالشهادة.
* * * * * * * *
الصمصامة
بعث عمر بن الخطاب إلى عمر بن معدي كرب أن يبعث إليه
بسيفه المعروف بالصمصامة، فبعث به إليه، فلما ضرب به وجده أقل مما كان يبلغه عنه،
فكتب إليه في ذلك، فرد عليه: إنما بعثت إلى أمير المؤمنين بالسيف، ولم أبعث بالساعد
الذي يضرب به.
* * * * * * * *
دعاء غير مستجاب
لما وُليَّ
أبو جعفر
المنصور
الخلافة دخل
عليه أزهر
السمان
الواعظ فرحب
به وقربه،
وقال له: ما
حاجتك يا أزهر
؟ قال: داري
منهدمة، وعلي
أربعة آلاف
درهم، فأعطاه اثني
عشر ألف درهم،
وقال: قد
قضينا حاجتك،
فلا تأتنا
طالباً
فأخذها وارتحل.
فلما كان بعد
سنة أتاه، فقال
له: ما جاء بك
يا أزهر ؟ قال: أتيت
عائدا، قال: انه
يقع في خلدي
أنك جئت
طالبا، قال: ما
جئت إلا
عائدا، قال: قد
أمرنا لك
باثني عشر
ألفاً واذهب
فلا تأتنا طالباً
ولا مسلماً
ولا عائداً
فأخذها وانصرف.
فلما مضت السنة أقبل، فقال له: ما جاء بك يا أزهر، قال جئت لأكتبه، فضحك أبو جعفر،
وقال: إنه دعاء غير مستجاب، وذلك إني دعوت ربي إلا أراك، فلم يستجب لي، ولم يعطه
شيئا.
* * * * * * * *
فـًّلاح
كسـرى
قيل وقف
كسرى على فلاح
مسن يغرس
نخلا، فقال له:
أترجو أن تأكل
من ثمر هذا
النخل وهو لا
يثمر إلا بعد
سنين كثيرة،
وأنت قد فنى
عمرك؟
فقال: أيها
الملـك
غرسـوا
فأكلنـا، وغرسنا
فيأكلون،
فأعجب به كسرى
وأعطاه
ألف دينار،
فأخذها
الفلاح وقال: أيها
الملك ما أعجل
ما أثمر هذا
النخل !! فزاده
ألفاً أخرى،
فقال الفلاح: أيها
الملك وأعجب
من كل شيء أن
النخل أثمر في
السنة مرتين !
فأثنى كسرى على نشاطه وذكائه، ورتب له معاشاً شهريا.
* * * * * * * *
خطأ الطبيب
اشتغل رجل
بالتصوير
فترة من
الزمان، ثم
تركه لأنه لم
يكن ماهراً
فيه، واشتغل
بالطب، فلقيه
أحد أصدقائه،
وقال له: لقد
أحسنت لأنك
لما رأيت خطأ
التصوير
ظاهراً للعين،
وخطأ الطب
يواريه
التراب، تركت
التصوير ودخلت
الطب؟
أمثال
وحكم
غداء دينار
وهو مضرب الأمثال
على ما يبذل
من أكل لتوقي
المخاطر. ذلك
أن أحمد بن
أبي خالد كان
يعمل للخليفة
المأمون. وكان
شرها أكولا
فاق ما قيل عن
سليمان بن
عبدالملك بن
مروان! وقد لا
يجود الزمن
بمثله! فكان
يقبل أيةُ
هدية تؤكل ممن
يعرف وممن لا
يعرف. ويروى
أنه ولّي
رجلاً كورة (أي
ناحية) جليلة
بخوان فالوذج
أهدي إليه. وإذا عوتب فيما يقبله
قال: ماذا أصنع بطعام شهي أهداه صديق لي؟ الله أعلم أني أستحيي من رده عليه!.
فلما علم
المأمون
بشرهه أسكنه
ببيت عظيم وأجرى
عليه ألف درهم
يومياً، فلم
يتغير عن شرهه
قيد أنملة
فقال فيه أحد
الشعراء:
شكرنا الخليفة إجــراءه
على ابن أبي خالد نزلـه
فكف أذاه عن
المسلميــ
ــن وصيَّر في بيته أكله
وقد كان في الناس شُغل به
ولكنَ فـي بيته شُغـلـهُ
وكان
المأمون ولّى
دينار بن
عبدالله
الجبل فاقتنص
أموالاً
فصرفه
المأمون وغضب
عليه، فكلمه
فيه أحمد بن
خالد، فقال له
اذهب إليه
وحاسبه على ما
في ذمته من
أموال ووافقه
بما بقي عليه. فمضى
أحمد بن خالد
إليه وبعث
المأمون
خادمه ياسر
وقال له
اتبعهما
واعرف ما
يتفقان عليه
وما يدور
بينهما من
حديث وانقله
إلي. فذهب في
أثرهما. فلما
علم دينار
بقدوم أحمد بن
خالد إليه،
وكان يعرف شدة
نهمه، أوصى
طاهيه أن يعد
طعاماً لا
مثيل له فخامة
وكثرة. ولما
أقبل أحمد بدأ
بمناظرة
دينار في
المال الذي
بذمته وأسفر
الأمر عن
اعتراف دينار
بسبعة آلاف
ألف درهم (أي
سبعة ملايين) ووافقه
على أن يحمل
كل أسبوع� ألف ألف. ثم
قطع دينار
الكلام ونادى
بالطعام وسأل
أحمد بن خالد
عما يحب أن يبدأ
الطعام به،
فطلب فراريج،
فقدمت فأكل
منها عشرين
فروجة بماء
الرمان، ثم
قُدم إليه الحار
والبارد فأكل
منها أكل من
لم يأكل شيئاً
منذ أيام! ثم
غسل يده وقال
لدينار: ينبغي
أن تجد في أمر
المال، فقال
إن الذي عليّ
ستة آلاف ألف
درهم، فقال
ياسر لأحمد،
إنه اعترف
بسبعة آلاف
ألف. قال أحمد
إني لا أحفظ
ما قال ولكن
ليقل ما عنده
الآن وليطالب
به فتقرر
الأمر بينهما
على ستة آلاف
ألف درهم. وتوجه
أحمد إلى
المأمون وكان
ياسر قد سبقه
إليه وأبلغه
ما كان. فلما دخل أحمد على المأمون قال لقد تقرر
الأمر بيننا على خمسة آلاف ألف درهم! فضحك المأمون وقال: قد ذهبت ألف ألف درهم
بأكلة، وألف أخرى بمَ ذهبت؟ ثم قال: ما رأيت غداء أذهب ألف ألف درهم إلا غداء
دينار! وما رأيت أغلى منه! فأصبح يتمثل به.
عذب
الحديث
حيّتك
ألسنة
الحيــــا
من دار
وكستك
حلَّتها
يــد
الأزهــار
وتعطّرت
نفحـــات
تربك كلما
�فضّ
النســيم
لطيمة
الأسحـار
فلأنت
معهـــدي
القديم
ومألفي
وبك انقضت
محمودةً
أوطـاري
لله
مــــا
أبقى الأحبة
مودعاً
بثراك
للمشتـاق
مـن
آثـــار
لأصــرّحنَّ
اليوم
فيــك
بلوعة
كلفت
بمــاء في
الطُّلول
ونـار
ما كنت بدعاً
في الصّبابة
والأسى
حتى أواري
زفــرتي
وأواري
ما الحب إلا
لوعة تلـج
الحشــا
أو مدمـع
جــار
لفرقة جــار
ومصونة حوت
البهاء
ستــورها
سمراء يطـرب وصفهـا سمَّاري
عربية
الأنســــاب
قام بحسنها
عذري وطاب عليـه خلع عـذاري
زارت على
بعـــد
الميافة بعدما
هوت النجوم
ولات حــين
مزار
أنَّى طوت
شقق
الفـــلا
وديارها
بحمى
الحجاز
وبالعراق
ديــاري
أهـــلا
بطيف زائــر
أهدى لنا
ريّــا
ممنّعة الحمى
معطـــار
الإمام
الصرصري رحمه
الله تعالى
|