مولده صلى الله عليه وسلم -
2
تاريخ ولادته
قال القرطبي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ولدت عام الفيل)
وروي عنه أنه قال: (يوم الفيل) حكاه الماوردي في التفسير وسئل عتاب بن أسيد: أنت
أكبر أم النبي؟ فقال: النبي أكبر مني، وأنا أسن منه؛ ولد النبي عام الفيل، وأنا
أدركت سائسه وقائده أعميين مقعدين يستطعمان الناس،وأخرج ابن إسحاق في السيرة
والواقدي وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن عائشة قالت: لقد رأيت سائس الفيل
وقائده بمكة أعميين مقعدين يستطعمان. وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في الدلائل عن ابن
أبزي قال: ولد النبي عام الفيل.وأخرج ابن اسحق وأبو نعيم والبيهقي عن قيس بن مخرمة
قال: ولدت أنا ورسول الله عام الفيل. وأخرج البيهـقي عن محمد بن جبير بن مطعم قال: ولد رسول الله عام الفيل وكانت عكاظ
بعد الفيل بخمس عشرة سنة، وبني البيت على رأس خمس وعشرين سنة من الفيل، وتنبأ رسول
الله على رأس أربعين من الفيل قال بن كثير في البداية والنهاية من طريق جابر وابن
عباس قالا ولد رسول الله عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول وفيه بعث
وفيه عرج به إلى السماء وفيه هاجر وفيه مات وفي سيرة بن هشام حدثنا زياد بن عبد
الله البكائي محمد بن إسحاق قال: ولد رسول الله يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت
من شهر ربيع الأول، عام الفيل.
موضع ولادته
ولد النبي في فجر يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت
من شهر ربيع الأول (وأهل مكة يزورون موضع مولده في هذا الوقت) في عام الفيل
ولأربعين سنة خلت من حكم كسرى أنوشروان خسرو بن قياذ بن فيروز بمكة في الدار التي
صارت تدعى لمحمد بن يوسف الثقفي أخي الحجاج. وكانت قبل ذلك لعقيل بن أبي طالب.
قابلته
ونزل على يد الشفا أم عبد الرحمن بن عوف فهي قابلته رافعاً بصره إلى
السماء واضعاً يده بالأرض وكانت أمه تحدث أنها لم تجد حين حملت به ما تجده الحوامل
من ثقل وكان يطوف بالبيت تلك الليلة فجاء إليها فقالت له يا أبا الحارث ولد لك
مولود عجيب فذعر عبد المطلب وقال أليس بشراً سوياً؟ فقالت نعم ولكن سقط ساجداً ثم
رفع رأسه وأصبعيه إلى السماء فأخرجته ونظر إليه وأخذه ودخل به الكعبة وعوذه ودعا له
ثم خرج ودفعه إليها. وهو الذي سماه محمدا.. فقيل كيف سميت بهذا الاسم وليس لأحد من
آبائك فقال أني لأرجو أن يحمده أهل الأرض كلهم. وكانت تلك السنة التي حمل فيها
برسول اللّه سنة الفتح والابتهاج فإن قريشاً كانت قبل ذلك في جدب وضيق في تلك
السنة...
من عجيب ولادته
من عجيب ولاته ما روي عن ارتجاج إيوان كسرى وسقوط أربع عشرة شرفة من
شرفاته وذلك إشارة إلى أنه لم يبق من ملوكهم المستنين بالملك إلا أربعة عشر ملكا
فهلك عشرة في أربع سنين وهلك أربعة إلى زمن عثمان رضي اللّه عنه. وغيض بحيرة طبرية
وخمود نار فارس وكان على ما يقال لها ألف عام لم تخمد كما رواه البيهقي وأبو نعيم
والخرائطي في الهواتف وابن عساكر. ومن ذلك أيضاً ما وقع من زيادة حراسة السماء
بالشهب وقطع رصد الشياطين ومنعهم من استراق السمع. ولقد أحسن الشقراطيسي حيث قال:
ضاءت لمولده الآفــاق واتصلت
بشرى الهواتف في الإشراق والطفل
وصرح كسرى تداعى من قواعـده
وانقض منكسر الأرجاء ذا ميـــل
ونار فارس لم توقد وما خمـــدت مذ ألف عام ونهر القوم لم يســـل
وينسب بعضـهم ذلك إلى أنه حدث في ذلـك الوقت زلزال عظيم. قال اليعـقوبي
في تاريخه: وأصابت الناس زلزلة عمت جميع الدنيا. ويروى أن الرشيد أراد هدم إيوان
كسرى فقال له وزيره يحيى بن خالد البرمكي يا أمير المؤمنين لا تهدم بناء هو آية
الإسلام.
وقال البوصيري في الهمزية:
وتدعــى إيوان كسرى ولولا
آية منك ما تداعى البــــناء
وغدا كل بيت نار وفيــــه
كربة من خمودها وبــــلاء
وعيون للفرس غارت فهل كا ن
(كان) لنيرانهم بـهـا
إطـفـاء
|