التوسل - 3

من وحي علموا عني - 4

بالحقائق ناطقين

 

التوسل - 3

فـوائـد مـهـمة

من حديث توسل آدم

وفي حديث التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتشرف العالم بوجوده فيه، وأن المدار في صحة التوسل علي أن يكون للمتوسَّل به القدر الرفيع عند ربه عز وجل، وأنه لا يشترط أن يكون حياً في دار الدنيا.

توسل اليهود به صلى الله عليه وسلم قبل وجوده وجاء ذلك في القرآن حيث قال تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين} (البقرة 89)، قال ا بن عباس: (كانت يهود خيبر تقاتل غطفان، فلما التقوا هُزمت يهود، فدعت يهود بهذا الدعاء وقالوا: إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان أن تنصرنا عليهم، قال: فكانوا إذا إلتقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا، فأنزل الله تعالي: {وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا}، أي بك يا محمد، إلى قوله: {فلعنة الله على الكافرين} (تفسير القرطبي جـ 22 ص 26، ص 27).

التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد إنتقاله: ففي صحيح البخاري أنه لما جاء الأعرابي وشكا للنبي صلى الله عليه وسلم القحط فدعا الله فإنجابت السماء بالمطر، قال صلى الله عليه وسلم: (لو كان أبو طالب حياً لقرت عيناه، ومن ينشدنا قوله؟)، فقال عليّ رضي الله عنه: يا رسول الله كأنك أردت قوله:

وأبيض يُستسقي الغمام بوجهه   ثُمال اليتامي عصمة الأرامل

فتهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر إنشاد البيت ولا قوله (يستسقي الغمام بوجهه)، وكان سبب إنشاد أبي طالب هذا البيت من جملة قصيدة مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشاً في الجاهلية أصابهم قحط فاستسقي لهم أبو طالب وتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان صغيرا، فأغدق عليهم السحاب بالمطر، فأنشأ أبو طالب تلك القصيدة.

وعن عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال: يا رسول الله، ليس لي قائد، وقد شق علي،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، يا محمد يا نبي الرحمة إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي بصري، اللهم شفعه في وشفعني في نفسي، قال عثمــان: فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتي دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر)، وقال الذهبي عن الحديث أنه صحيـح (جـ2 ص 519)، وقال الترمذي في أبواب الدعوات آخر السنن: هذا الحديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي.

قلت، والصواب أن أبا جعفر هو الخطمي المدني كما جاء مصرحاً به في روايات الطبراني والحاكم والبيهقي، وزاد الطبراني في المعجم الصغير أن اسمه عمير بن يزيد وأنه ثقة، قال العلامة المحدث الغماري في رسالته إتحاف الأذكياء: وليس من المعقول أن يجمع الحفاظ علي تصحيح حديث في سنده مجهول، خصوصاً الذهبي والمنذري والحافظ، قال المنذري: رواه أيضاً النسائي وابن ماجه وابن خزيمه في صحيحه، كذا في الترغيب كتاب النوافل باب الترغيب في صلاة الحاجة (ج 2ص 438)، وليس خاصاً بحياته صلى الله عليه وسلم، بل استعمل بعض الصحابة هذه الصيغة من التوسل بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، فقد روي الطبراني هذا الحديث وذكر في أوله قصة، وهي أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له، وكان عثمان رضي الله عنه لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: (إئت الميضأة فتوضأ ثم فصلِ ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي حاجتي. وتذكر حاجتك.، فإنطلق الرجل فصنع ما قاله، ثم أتي باب عثمان، فجاء البواب حتي أخذه بيده فأدخله علي عثمان فأجلسه معه على الطنفســة وقال: (ما حاجتك؟)، فذكر حاجته، فقضاها له، ثم قال: (ما ذكرت حاجتك إلى حتى كانت هذه الساعة)، ثم قال: (ما كانت لك حاجة فإتـنا)، ثم أن الرجل لما خرج من عنده لقي عثمان بن حنيف وقال له: (جزاك الله خيرا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلى حتي كلمته في)، فقال عثمان بن حنيف: (والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أوتصبر؟)، فقال: (يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي)، فقال لـه النبـي صلـي الله عليـه وسلـم: (إئت الميضأة فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال ادع بهذه الدعوات)، فقال عثمــان بن حنيف: (فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتي دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط)، قال المنذري: رواه الطبراني، وقال بعد ذكره: والحديث صحيح، كذا في الترغيب (جـ 1، ص 440) وكذا في مجمع الزوائد (جـ 2، ص 279) وحاصل القصة أن عثمان بن حنيف الراوي للحديث المشاهد للقصة علم من شكا إبطاء الخليفة عن قضاء حاجته هذا الدعاء الذي فيه التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والنداء له مستغيثاً به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ولما ظن الرجل أن حاجته قضيت بسبب كلام عثمان مع الخليفة، بادر ابن حنيف بنفي ذلك الظن، وحدثه بالحديث الذي سمعه وشهده ليثبت له أن حاجته إنما انقضت بتوسله به صلى الله عليه وسلم وندائه له واستغاثته به وأكد ذلك له بالحلف أنه ما كلم الخليفة في شأنه.

عوض عبداللطيف- الاسكندرية

 

من وحي علموا عني - 4

علوم الذات والأسماء والصفات

أأحط خبرا مجملا ومفصـلا����� �  بجمع ذاتك ياجميع صفـاته

أم جل وجهك أن يحاط بكنهه����� �� فأحطه ألا يحـــاط بذاته

من كـــان شيمته التلـون�� ����  فما تلون عند تلوينـــاته

يلقاك أبيض في أخضرفي أصفر�� ��  فبياضه في حسن خضرواته

العلم الإلهي ليس كعلمنا،كان جاهل بشئ وعلمه؟ لا، فعلمه بنفسه كعلمه بغيره، وبعدين الصفة أصلا لاتفارق الموصوف ولا تتباين فيه، إتصال الصفات بالنسبة للذات العلية زي حرف الواو بالنسبة لل (هو) فذاته غنية عن صفاته، ولكن الصفات لازمة لظهور الأسماء والأسماء لازمة لظهور الأفعال اللي بنسميها الوجود ومن جود الأسماء كان الوجود ولولا الأسماء لما كان الوجود ولولا الصفات لما كانت الأسماء ولولا الذات ما كانت الصفات فماذا تصف؟ فلابد من ذات واجب الوجود، الأعجب من كده موطن العزة، العزيز يعني إيه؟ يعني منيع الحمى أي لايصل إلى حماه يعني عرينه أي مخلوق وإلا لايكون عزيزا، واذا كانت العزة شأن ذاتي، كمان الذات ليست محتاجة إلى الصفات والأسماء والأفعال وإلا انتفى الغنى عن الذات وعلشان كده الغنى صفه إلهية قديمة،ولكن مافي صفة تفارق الذات ولاهي موصولة بها،عكس البشر إذا أراد شيئ يفعله بذاته عايز يتوضأ لازم ذاته كله يمشي علشان يتوضأ عاوز يصلي لازم يصلي بذاته كله،لكن ذات البارئ أسمائها تعمل كل حاجه، يعني الإسم المحيي فيه أو الحي من شأنه مادة الحياة على الإطلاق ما من نبي ولاولي إلا يقوم بسر الحي من الإسم الإلهي من الصفه الإلهية من الذات العلية، لاموصولة ولامفصولة زي ما قلنا حرف الواو مع الإسم هو فالهو أصلا هـُ وألحقت بها الواو للإشباع كما أنه في الإشارة لغيب الأحدية أضافوا (ي) إني يقول الرؤساء (ماياء إني غير واو هو)

لِلذات فيك بصرف الـراح لَذات      وكل جمع سواها فهو أشتات

تجلت منزهة عن نفس واصفهـا��      آن في حكمها رشد وغيــات

كالجهل أمست علوم العالِمين بها         بلا اعتبار ولافيه إضافــات

وكم دليل حدا للركب يقصدهـا        فحار فيها ولم تجري الشمالات

أبية الوصل لاعلم ولاعمـــل��� ���  منيعة الوصل تحـميها الأبيَّات

بالحقائق ناطقين

الكلمة الطيبة

تعتبر اللغة هى وسيلة من وسائل التفاهم والتواصل بين الناس فى المجتمعات المختلفة ولها عدة مسميات ومعانى ومواقف عديدة فمنها لغة الاشارة ولغة الكلام ولغة العيون ولغة الارواح وغيرها من المسميات والمعانى المتعددة ، ونحن نركز حديثنا فى هذه المرة عن لغة الكلام والتى ماهى إلا نتاج طبيعى لمجموعة من المفردات التعبيرية والتى تحمل فى طياتها الكثير من المعانى المطلقة والغير محصورة وتعتبر لغة الكلام من اهم وأقوى جسور التواصل الممتد بين الناس ولايمكن الاستغناء عنها ونرتشف اليوم من عبق لغة الكلام اهم مفردة ونستخلصها وهي الكلمة الطيبة والتى يستهين بها الكثيرين ويجهلون دورها الفاعل فى شتى ضروب الحياة الانسانية ولايقيم معناها الا الفئة القليلة من الناس مع انها فى حقيقة الامر سلطان عظيم ذو سحر واسع وكبير فى تأثيره على الاخرين للاهمية المترتبة فى الكلمة الطيبة من قدرتها الفائقة فى سرعة انسيابها بين الدواخل والدفع للاستجابة الفورية والاستيعاب التام لكلّ الامور بصورة سهلة وسلسة ولأهمية الكلمة الطيِّبة وما تتركه من صدى في النفوس فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في الآية {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون}��� وقال صلى الله عليه وسلَّم (اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة فان لم تجدوا فبكلمة طيبة) وبرغم أهميتها هذه إلا أنها اليوم أصبحت مهملة وغير مرغوب فى التعامل بها لأن الكثيرين يرون انها غير مجدية والبعض الاخر يرى بانها نوع من انواع الضعف واخرين يرون ان استخدامها موسمى مرتبط بالمناسبات المتعارف عليها على مدار ايام السنة فقط وتناسوا أنها العامل الأساسي في التواصل الوجداني في كافة المجالات الحياتية وأنه تليِّن القلوب وترققها وتُجبر بها الخواطر وتجعل من العدو صديقاً ، وتقـوي الروابط الإنسان سواء أكان ذلك في البيت أو في مجال العمل . فهي تساعدد وتفعِّل من قيمة التفاعل الوجداني في المجتمع الإنساني . ولا يمكن لإنسان أن يُسدي النصح لأخيه إلا من خلال الكلمة الطيبة.

ولو كلمات طيبات يبثهـا      قصير يدٍ تَكفيه شرّ المكائدِ

هادية محمد الشلالي