الـفرقـة النــاجـية - 6
�ثم
قِسْ على هذا رجلاً مِن أمة النبي صلى الله عليه وسلم فاتت أيام عمره دون أن يَعلم
مِن حديث رسول الله هذا شيئا، فلقي ربَّه جاهلاً بأهل بيت نبيّه أو معادياً
لسبيلهم بطريقٍ أو بآخَر !!
�أوَ
ليس يمكن أن نضرب بهذا مَثَلاً لابن نوح
الذي لَعِب الوهم برأسه فطاش عقله وأَعرَضَ عن سبيل النجاة !
�هكذا
صوَّر لنا رسول الله حال مَن أَعرضَ ونأى بجانبه جاهلاً بقدْر أهل بيته الطاهرين.
9ـ جعْلُهم مكان الرأس مِن الجسد ومكان
العينيْن مِن الرأس..
�واقرأ إن شئتَ ما روي عن سيدنا أبي ذر الغفاري
حيث قال : سَمِعْتُهُ يَقُول (اجْعَلُوا أَهْلَ بَيْتِي مِنْكُمْ
مَكَانَ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَد، وَمَكَانَ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الرَّأْس، وَلاَ
تَهْتَدِي الرَّأْسُ إِلاَّ بِالْعَيْنَيْن)..
�وهنا
يريد لك رسولك الحبيب النجاةَ بأيسر سبيل وأَقوَم منهاج، فيجعل مِن أهل بيته أعلى
مكان ومكانة في جسد الأمة، تماماً كالرأس مِن الجسد، فهو يَحمل الرأسَ فوقه، ثم
يريد لِهذا الرأس أن يكون مهتدياً لا ضالا�
ولا مُضِلا، ولا يكون ذلك إلا بموضع النظر في الرأس وهو العينان، فإذا
أبصرت كانت الهداية..
�فإذا
أردتَ الهداية فاجعلهم ـ أي أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما علَّمَك النبي
صلى الله عليه وسلم، وما كان هذا إلا لِلسر المودَع مِن الله ورسوله في هذه الذرية
الطيبة الطاهرة النقية المصطفاة.
�والأحاديث في هذا الباب كثيرة
﴿فَذَكِـّرْ إِن
نَّفَعَتِ الذّكْرَى
� سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى﴾. سورة الأعلى
الآيتان 9،
10
رابعاً : وجوب محبتهم وفضائل محبيهم عند الله ورسوله
�أَخرَج البخاري قول رسول الله(لِكُلِّ
شَيْءٍ أَسَاس، وَأَسَاسُ الإِسْلاَمِ حُبُّ صَحَابَتِي وَأَهْلِ بَيْتِي)
�وأَخرَج الديلمي مرفوعا
(إِنَّمَا سُمِّيَتْ
فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ لأَنَّ اللَّهَ فَطَمَهَا وَمُحِبِّيهَا مِنَ النَّار).
�وأَخرَج ابن أبي عاصم والطبراني وابن منده
والبيهقي بألفاظ متقاربة فيما صح أن بنت أبي لهب لَمّا هاجرَت إلى المدينة قيل لها
: لَنْ تُغْنِيَ عَنْكِ هِجْرَتُكِ ؛ أَنْتِ بِنْتُ حَطَبِ النَّار، فذكَرَت ذلك
لِلنبي فاشتد غضبه، ثم قال على المنبر (مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُؤذُونَنِي فِي
نَسَبِي وَذَوِي رَحِمِي ! أَلاَ وَمَنْ آذَى نَسَبِي وَذَوِي رَحِمِي فَقَدْ
آذَانِي، وَمنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّه).
�وروى
الطبراني وابن عساكر أنه قال (أَنَا وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ
نَجْتَمِعُ وَمَنْ أَحَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ نَأْكُلُ وَنَشْرَبُ حَتَّى
يُفَرِّقَ اللَّهُ بَيْنَ الْعِبَاد).
�وصحّ
أن العباس شكا إلى رسول الله ما تفعل قريش مِن تعبيسهم في وجوههم وقَطْعِهم الحديثَ
عند لقائهم فغضب غضباً شديداً حتى احمر وجهه ودرّ عِرق بين عينيه وقال (وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ
لِلَّهِ وَلِرَسُولِه).
�وروى
أحمد مرفوعا (مَنْ أَبْغَضَ أَهْلَ الْبَيْتِ فَهُوَ مُنَافِق).
�وأَخرَج ابن مردويه عن علي كرَّم الله وجهه أن
رسول الله لَمّا نزلَت آية
﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئنُّ الْقُلُوب﴾ سورة
الرعد مِن الآية
28 قال (ذَاكَ مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ وَرَسُولَه، وأَحَبَّ أَهْلَ
بَيْتِي صَادِقاً غَيْرَ كَاذِب، وَأَحَبَّ الْمُؤْمِنِينَ شَاهِداً وَغَائِبا،
أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ يَتَحَابُّون).
�وأَخرَج أيضاً عن أبي ذر قال : قَالَ رَسُولُ
اللَّه (لِجَهَنَّمَ بَابٌ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِلاَّ مَنْ أَخْفَرَنِي فِي أَهْلِ
بَيْتِي وَأَرَاقَ دِمَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِي).
د.إبراهيم دسوقي- مصر
|