والبرزخ
المعمور عنهم
قد حكى
صدقاً
وبين
الصحوتين
قياما
البَرْزَخُ: ما بين كل شيئين، وفي الصِّحاح:
الحاجز بين الشَّيئين، والبَرْزَخُ: ما بين الدُّنيا والآخرة قبل الحشر من وقت
الموت إِلى البعث، فمن مات فقد دخل البَرْزَخ، وفي حديث المبعث عن أَبي سعيد: في
بَرْزَخِ ما بين الدنيا والآخرة، قال: البَرْزَخُ ما بين كل شيئين من حاجز، وقال
الفراء في قوله تعالى:
﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُون﴾ المؤمنون:
100 قال: البَرْزَخُ من يوم يموت
إِلى يوم يبعث، وفي حديث عليّ رضوان الله عليه: أَنَّه صلَّى بقوم فأَسْوَى
بَرْزَخا، قال الكسائي: قوله فأَسْوَى بَرْزَخاً: أَجْفَلَ وأَسْقَط، قال:
والبَرْزَخ ما بين كل شيئين، ومنه قيل للميت: هو في بَرْزخ لأَنه بين الدُّنيا
والآخرة. |
|
فأَراد بالبَرْزَخ ما بين الموضع الذي أَسقط
عليٌّ منه ذلك الحرف إِلى الموضع الذي كان انتهى إِليه من القرآن، وبَرازِخُ
الإِيمان: ما بين الشك واليقين، وقيل: هو ما بين أَوَّل الإِيمان وآخره، وفي حديث
عبد الله: وسئل عن الرجل يجد الوسوسة، فقال: تلك بَرازِخُ الإِيمان، يريد ما بين
أَوّله وآخره، وأَوَّلُ الإِيمان الإِقرار بالله عزَّ وجلَّ، وآخره إماطة الأَذَى
عن الطَّريق، والبَرازخ جمع بَرْزَخ، وقوله تعالى:
﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ﴾ الرحمن:
20 يعني حاجزاً من قدرة الله سبحانه
وتعالى، وقيل: أي: حاجز خفي، وقوله تعالى:
﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً﴾ الفرقان: 35 أي: حاجزا، قال: والبرزخ والحاجز
والمُهْلَة متقاربات في المعنى، وذلك أَنَّك تقول بينهما حاجزٌ أَن يَتزاوَرا،
فتنوي بالحاجز المسافةَ البعيدة، وتنوي الأَمر المانع مثل اليمين والعداوة، فصار
المانع في المسافة كالمانع من الحوادث، فوَقَعَ عليها البَرْزَخ.
ومن ورائهم برزخ أي ومن أمامهم وبين أيديهم،
وقيل: من خلفهم، برزخ أي حاجز بين الموت والبعث، قال الضحاك ومجاهد وابن زيد، وعن
مجاهد أيضاً أن البرزخ هو الحاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا، وعن الضحاك: هو ما
بين الدنيا والآخرة، ابن عباس، حجاب، السدي: أجل، قتادة: بقية الدنيا، وقيل:
الإمهال إلى يوم القيامة، حكاه ابن عيسى، الكلبي: هو الأجل ما بين النفختين،
وبينهما أربعون سنة، وهذه الأقوال متقاربة، وكل حاجز بين شيئين فهو برزخ، قال
الجوهري: البرزخ الحاجز بين الشيئين، والبرزخ ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت
إلى البعث، فمن مات فقد دخل في البرزخ، وقال رجل بحضرة الشعبي: رحم الله فلانا فقد
صار من أهل الآخرة! فقال: لم يصر من أهل الآخرة، ولكنه صار من أهل البرزخ، وليس من
الدنيا ولا من الآخرة، فإن قال لنا قائل: وما في قوله:
﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل
أحياء﴾ من خصوصية الخبر عن المقتول في سبيل الله
الذي لم يعم به غيره؟ وقد علمت تظاهر الأخبار عن رسول الله أنه وصف حال المؤمنين
والكافرين بعد وفاتهم، فأخبر عن المؤمنين أنهم يفتح لهم من قبورهم أبواب إلى الجنة
يشمون منها روحها، ويستعجلون الله قيام الساعة ليصيروا إلى مساكنهم منها ويجمع
بينهم وبين أهاليهم وأولادهم فيها، وعن الكافرين أنهم يفتح لهم من قبورهم أبواب إلى
النار ينظرون إليها ويصيبهم من نتنها ومكروهها، ويسلط عليهم فيها إلى قيام الساعة
من يقمعهم فيها، ويسألون الله فيها تأخير قيام الساعة حذارا من المصير إلى ما أعد
الله لهم فيها مع أشباه ذلك من الأخبار، وإذا كانت الأخبار بذلك متظاهرة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فما الذي خص به القتيل في سبيل الله مما لم يعم به سائر
البشر غيره من الحياة وسائر الكفار والمؤمنين غيره أحياء في البرزخ، أما الكفار
فمعذبون فيه بالمعيشة الضنك، وأما المؤمنون فمنعمون بالروح والريحان ونسيم الجنان؟
قيل: أن الذي خص الله به الشهداء في ذلك وأفاد المؤمنين بخبره عنهم تعالى ذكره
إعلامه إياهم أنهم مرزوقون من مآكل الجنة ومطاعمها في برزخهم قبل بعثهم، ومنعمون
بالذي ينعم به داخلوها بعد البعث من سائر البشر من لذيذ مطاعمها الذي لم يطعمها
الله أحدا غيرهم في برزخه قبل بعثه، ولكن من أهل البرزخ يشاركوننا في دنيانا وذلك
في قوله تعالى
﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون﴾ التفسير: قال مجاهد: هذا وعيد من اللّه تعالى
للمخالفين أوامره، بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى، وعلى الرسول عليه الصلاة
والسلام وعلى المؤمنين، وهذا كائن لا محالة يوم القيامة، كما قال:
﴿يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية﴾، وقال تعالى:
﴿يوم تبلى السرائر﴾، وقال:
﴿وحصل ما في الصدور﴾، وقد يظهر اللّه تعالى ذلك للناس في الدنيا
كما قال الإمام أحمد عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: لو أن أحدكم يعمل
في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة، لأخرج اللّه عمله للناس كائناً ما كان، وقد ورد:
أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ، كما ورد عن
النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من
الأموات، فإن كان خيراً استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى
تهديهم كما هديتنا) أخرجه أحمد والطيالسي، وقال البخاري: قالت عائشة رضي اللّه
عنها: إذا أعجبك حسن عمل امرئ مسلم فقل:
﴿اعملوا فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون﴾، وفي الحديث الصحيح: إذا أراد اللّه بعبده
خيراً استعمله قبل موته، قالوا: يا رسول اللّه وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح
ثم يقبضه عليه أخرجه أحمد عن أنس ابن مالك، وفي مجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي وعن
حذيفة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يكون في أمتي رجل يتكلم بعد
الموت)، وقد أجمعوا أنه سعد بن خارجة بن أبي زهير أخو زيد قتل يوم أحد هو وأبوه
وروى بن منده من طريق داود بن أبي هند عن حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال كان
شاب من سراة شباب الأنصار وخيارهم ويقال له زيد بن خارجة وكان أبوه أو أخوه سعد بن
خارجة أصيبا يوم أحد وأنه تكلم بعد موته فذكر القصة ورواها أبو نعيم مطولة وفيها
إنه قال يا عبدالله بن خولة هل أحسنت إلى خارجة وسعد وكذا رواها مطولة في الجزء
الثاني من حديث محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن مكرم بإسناده عن إبراهيم بن مهاجر
عن حبيب بن سالم وفي الحادي عشر من أمالي المحاملي الأصبهانية.
وفي
البداية
والنهاية
لابن كثير
حدَّثنا الحكم
بن هشام
الثقفيّ،
حدَّثنا عبد
الحكم بن عمير
عن ربعي بن
خراش العبسيّ
قال: مرض أخي
الرَّبيع بن
خراش
فمرَّضته
ثمَّ مات فذهبنا
نجهِّزه
فلمَّا جئنا
رفع الثَّوب
عن وجهه ثمَّ
قال: السَّلام
عليكم، قلنا: وعليك
السَّلام قد
مِت، قال: بلى،
ولكن لقيت
بعدكم ربي
ولقيني بروح
وريحان ورب
غير غضبان،
ثمَّ كساني
ثياباً من
سندس أخضر،
وإني سألته أن
يأذن لي أن
أبشِّركم
فأذن لي،
وإنَّ الأمر
كما ترون
فسدِّدوا
وقاربوا،
وبشِّروا ولا
تنفِّروا،
فلمَّا قالها
كانت كحصاة
وقعت في ماء،
ومن العهود
المحمدية
للإمام
الشعراني شيخ
الأزهر أخذ
علينا العهد
العام من رسول
الله صلى الله
عليه وسلم أن
نرغب إخواننا
التجار الذين
يسافرون إلى
الشام أن
يجعلوا معظم
نيتهم امتثال
أمر الشارع في
سكنى الشام
دون التجارة،
فإن التجارة
حاصلة تبعا
ولو لم
ينووها، وذلك
ليكونوا في سكناهم
الشام تحت
امتثال أمر
الشارع
فيثابوا على
ذلك، بخلاف ما
إذا جعلوا
نيتهم
التجارة فقط
فلا يحصل لهم
أجر عند
بعضهم، لحديث:
إنما الأعمال
بالنيات، ولا
ينافي ما
ذكرناه قول
سلمان
الفارسي لأبي
الدرداء: إن
الأرض
المقدسة لا
تقدس أحدا،
وإنما يقدس كل
إنسان عمله،
لأنا نقول إذا
أمرنا الشارع
بشيء فلا نخرج
عن العهدة إلا
بفعله، فنسكن
في الشام امتثالا
لأمر رسول
الله صلى الله
عليه وسلم معولين
على فضل الله
لا على أرض
الشام، وكذلك
القول في حق
من أقام بمكة
والمدينة
لأجل فضل الصلوات
هناك يقيم
لأجل مضاعفة
الأجر في
الصلوات
هناك، ولا
يعتمد في
نجاته في
الآخرة إلا على
الله تعالى
دون الأعمال
الصالحة،
فافهم، وكان
لفظ أبي
الدرداء الذي
أرسله إلى
سلمان الفارسي:
أما بعد فهلم
يا أخي إلى
الأرض
المقدسة
فلعلك تموت
فيها فكتب
إليه سلمان: أما
بعد، يا أخي
فقد بلغني
كتابك وفهمت
ما فيه وإن
الأرض المقدسة
لا تقدس أحدا،
وإنما يقدس كل
إنسان عمله
والسلام،
فإياك يا أخي
أن تسافر
للقدس أو دمشق
بلا نية
صالحة، فإن
الدنيا وما
فيها كالهباء
إلا ما ابتغى
به وجه الله،
وقد علمت هذا
العهد لبعض
إخواننا من
التجار فصار يحرر
نيته من مصر
إلى زيارة
أبينا الخليل
عليه الصلاة
والسلام وإلى
زيارة موسى
ولوط وشعيب
ونوح وإن لم
يثبت من طريق
المحدثين إن تلك
القبور هي
قبور هؤلاء
الأنبياء
يقينا فيزورهم
العبد بالنية
وأيضا فإن
أرواح
الأنبياء
عليهم الصلاة
والسلام لها
الإطلاق
والسراح في
البرزخ فلا
يطلبهم إنسان
في مكان وإلا
ويحضرون
عنده، وإذا
كان بعض
الأولياء
يحضر عند مريده
في أي وقت
طلبه
فالأنبياء
أولى بذلك،
فما قول
الجهول حبيس
عقل �� ������� إذا
جئنا
بعــــلم
برزخــى
إن
مولانا
الإمام
فخرالدين
شيخنا
وقدوتنا إلى
الله سبحانه
وتعالى الشيخ
محمد عثمان
عبده
البرهانى قد
أفنى عمره فى
جميع طاعات
الله سبحانه
وتعالى
والعمل على
مرضاته
ومحبته ومحبة
حبيبه سيدنا
وحبيبنا محمد
صلى الله عليه
وسلم ومحبة
أهل بيتة
الطاهرين
وصحابته الغرِّ
الميامين رضى
الله تعالى
عنهم أجمعين
وكذلك محبة
جميع أولياء
الله
الصالحين رضوان
الله تعالى
عليهم أجمعين
وقد أفرغ تلك
المحبة فى
قلوب أبنائه
ومريديه كما
قال رضوان الله
تعالى عليه:
وأرضعت
أبنائى هوى آل
احمد ������� فأورئهم
طه الصفاء
ورحمتى
ومن
رحمته رضوان
الله تعالى
عليه أن أحب
مريديه وجميع
طالبى فضله
فلم يبخل
عليهم بأنفس
ماعنده من
جواهر العلوم
وكنوز
المعارف
وأسرار اللطائف،
فقد كان يلقى
على المريدين
دروسه فى جميع
العلوم
الظاهرة
والباطنة
ويرد على تساؤلاتهم
فى جميع الشئون،
وذلك حال
حياته رضوان
الله تعالى
عليه، ثم لما
أراد أن يثبت
تلك العلوم فى
أذهان المريدين
عمد إلى تأليف
كتابيه
النفيسين: أحدهما
إنتصار
أولياء
الرحمن على
أولياء الشيطان
وثانيهما
تبرئة الذمة
فى نصح الأمة
وتذكرة أولى
الألباب
للسير إلى
الصواب جمعها
من نفائس الكتب
كما أشار لذلك
وذكر فى كل
كتاب أنه جامعه
وليس مؤلفه
تواضعاً منه،
وقد جمع فيهما
جميع مايلزم
المريدين فى
تصحيح
العقائد
وأمرهم بالنصوص
القاطعة
والبراهين
الساطعة فى
الرد على
أصحاب
العقائد
الفاسدة فى
جميع ما ينكرونه
من الكتاب
والحديث
الشريف وأوضح
مراتب الحديث،
فدوَّن بذلك
علومه التى
كان يلقيها
كفاحاً، ثم
لما انتقل
رضوان الله
تعالى عليه
إلى الرفيق
الأعلى نظم
مانشره من
علومه لتكون
سهلة الرسوخ
فى الأذهان،
وعليه فهو
حاضر فى حياته
وبرزخه
وآخرته كما
قال رضوان
الله تعالى
عليه:
وإنى
وأيم الله
ماغبت عنكم����� ������� وعاريتى
ردَّت لرب
البرية
وأنكر
البعض أن تكون
القصائد من
البرزخ والناس
أعداء لما
جهلوا وليس من
حقهم أن
ينكروا مالاعلم
لهم به مع أن
النصوص التى
تؤيد ذلك واردة
وواضحة وضوح
الشمس ولكنها
لا تعمى
الابصار ولكن
تعمى القلوب
التى فى
الصدور،
قد تنكر
العين ضوء
الشمس من رمد
وينكر
الفم طعم
الماء من سقـــم
بهذا
المقال رمينا
إلى توضيح
الأمثله التى
تؤيد العلوم
البرزخية،
منها:
فـي
المستدرك على
الصحيحين
حدثنا أبو
العباس محمد
بن يعقوب،
حدثنا بحر بن
نصر
الخولاني، حدثنا
بشر بن بكر،
حدثني عبد
الرحمن بن
يزيد بن جابر،
حدثني عطاء
الخراساني
قال: قدمت
المدينة،
فأتيت ابنة
ثابت بن قيس
بن شماس،
فذكرت قصة
أبيها، قالت: لما
أنزل الله على
رسوله صلى
الله عليه
وسلم
﴿لا
ترفعوا
أصواتكم فوق
صوت النبي﴾ الآية،
وآية
﴿والله
لا يحب كل
مختال فخور﴾ الحديد:
23، جلس أبي في
بيته يبكي،
ففقده رسول
الله صلَّى
الله عليه
وسلَّم،
فسأله عن
أمره، فقال: إني
امرؤ جهير
الصوت، وأخاف
أن يكون قد
حبط عملي،
فقال: بل تعيش
حميدا، وتموت
شهيدا،
ويدخلك الله
الجنة بسلام،
فلما كان يوم
اليمامة مع
خالد بن الوليد،
استشهد، فرآه
رجل من
المسلمين في
منامه فقال:إني
لما قتلت،
انتزع درعي
رجل من المسلمين،
وخبأه في أقصى
العسكر، وهو
عنده، وقد أكب
على الدرع
برمة، وجعل
على البرمة
رحلا، فائت
الأمير فأخبره،
وإياك أن تقول:هذا
حلم، فتضيعه،
وإذا أتيت
المدينة، فإت
فقل لخليفة
رسول الله
صلَّى الله
عليه وسلَّم: إن علي
من الدين كذا
وكذا، وغلامي
فلان من رقيقي
عتيق، وإياك أن تقول:هذا حلم فتضيعه.
قال: فأتاه
فأخبره
الخبر، فوجد
الأمر على ما
أخبره، وأتى
أبا بكر
فأخبره،
فأنفذ وصيته،
فلا نعلم أحدا
بعد ما مات
أنفذ وصيته،
غير ثابت بن قيس
بن شماس،
وأورد بن كثير
فى تفسير قوله
تعالى
﴿إن
الذين اتقوا
إذا مسهم طائف
من الشيطان تذكروا
فإذا هم
مبصرون﴾ الأعراف،
ذكر الحافظ
ابن عساكر فى
ترجمة عمرو بن
جامع من
تاريخه: أن
شابا كان
يتعبد فى
المسجد فهوته
امرأة فدعته
إلى نفسها
فمازالت به
حتى كاد يدخل
معها المنزل
فذكر هذه
الآية
﴿إن
الذين اتقوا
إذا مسهم طائف
من الشيطان
تذكروا فإذا
هم مبصرون﴾ فخر
مغشيا عليه ثم
أفاق فأعادها
فمات، فجاء عمر
بن الخطاب
فعزى فيه أباه
وكان قد دفن
ليلا فذهب
فصلى على قبره
بمن معه ثم
ناداه عمر
فقال: يافتى
﴿ولمن
خاف مقام ربه
جنتان﴾ فأجابه
الفتى من داخل
القبر: ياعمر
قد أعطانيهما
ربى عز وجل فى
الجنة مرتين،
وأورد ابن كثير
فى تفسير قوله
تعالى
﴿الذين
يتبعون
الرسول النبى
الأمى الذى
يجدونه
مكتوبا عندهم
فى التوراة
والإنجيل
يأمرهم
بالمعروف
وينهاهم عن
المنكر ويحل
لهم الطيبات
ويحرم عليهم
الخبائث ويضع
عنهم اصرهم والأغلال
التى كانت
عليهم﴾ الأعراف،
روى الإمام
أحمد حدثنا
إسماعيل عن الحريرى
عن أبى صخر
العقيلى
حدثنى رجل من
الأعراب قال: جلبت
حلوبة إلى
المدينة فى
حياة رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
فلما فرغت من
بيعى قلت
لألقين هذا
الرجل
فلأسمعن منه
قال: فتلقانى
بين أبى بكر
وعمر يمشون،
فتبعتهم حتى
أتوا على رجل
من اليهود
ناشرا
التوراة يقرؤها
يعزى بها نفسه
عن ابن له فى
الموت ـ أى
ميت ـ كأجمل الفتيان
وأحسنها فقال
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم: أنشدك
بالذى أنزل
التوراة هل
تجد فى كتابك
هذا صفتى
ومخرجى؟ فقال
برأسه هكذا أى
لا، فقال ابنه
إى والذى أنزل
التوراة إنا
لنجد فى
كتابنا صفتك
ومخرجك وإنى
أشهد أن لا
إله إلا الله
وأشهد أنك
رسول الله
فقال صلى الله
عليه وسلم: أقيموا
اليهوديعن
أخيكم، ثم
تولى كفنه
والصلاة
عليه، هذا
حديث جيد قوى
له شاهد فى
الصحيح عن
أنس، وقال
تعالى
﴿وقل
اعملوا فسيرى
الله عملكم
ورسوله
والمؤمنون﴾ أورد
ابن كثير فى
تفسير هذه
الآية من سورة
التوبة: قال
أبو داود
الطيالسى
حدثنا الصلت
بن دينار عن
أخيه عن جابر
بن عبد الله
الأنصارى قال:
قال صلى الله
عليه وسلم إن
أعمالكم تعرض
على أقاربكم
وعشائركم فى
قبورهم فإن
كان خيرا استبشروا
به وإن كان
غير ذلك قالوا
اللهم ألهمهم أن
يعملوا
بطاعتك، وقال
الإمام أحمد
أنبأنا عبد
الرزاق عن
سفيان عمن سمع
أنسا يقول: قال
النبى صلى
الله عليه
وسلم إن
أعمالكم تعرض
على أقاربكم
وعشائركم من
الأموات فإن
كان خيرا
استبشروا به
وإن كان غير
ذلك قالوا
اللهم لا
تمتهم حتى
تهديهم كما
هديتنا من
تفسير القرآن
العظيم لابن
كثير، وأخرج
أبونعيم عن يوسف
بن عطية قال: سمعت
ثابتا يقول
لحميد الطويل
هل بلغك أن
أحدا يصلى فى
قبره إلا
الأنبياء؟
قال: لا، قال
ثابت: اللهم
إن أذنت لأحد
أن يصلى فى
قبره فاذن
لثابت أن يصلى
فى قبره،
وأخرج عن جسر
قال: أنا
والله الذى لا
إله إلا هو
أدخلت ثابتا
البنانى فى
لحده ومعى
حميد الطويل
فلما سوينا
عليه الطين
سقطت لبنة فإذا
أنا به يصلى
فى قبره،
أخرجه
أبونعيم فى
الحلية، وورد
فى كتاب
مفاهيم يجب أن
تصحح وفى كتاب
البرزخ،
قال صلى
الله عليه
وسلم من أمتى
من يتكلم بعد الموت
أخرجه
المناوى فى
كنوز الحقائق
والديلمى فى
مسند
الفردوس،
وروى أبو حاتم
الرازى عن
قبيصة بن عقبة
قال: رأيت
سفيان الثورى
فقلت: مافعل
الله بك؟ فقال
لى تلقينا:
نظرت
إلى ربى كفاحا
فقال لى هنيئا
رضائى
عنك يـا ابــن
سعيــد
لقد كنت
قواما إذا
أظلم الدجـــى��
بعبرة
مشتاق وقـلـب
عـمـيـد
فدونك
فاختـر أى قصر
أردتــه
وزرنى
فانى عنك غير
بـعـيـد
ووردت
أيضا فى
البداية
والنهاية
لابن كثير المجلد
السابع بلفظ
آخر عن طريق
الشيخ
الموفق،
وعندما
زار سيدى أحمد
البدوى رضوان
الله تعالى
القبر الشريف
على ساكنه
أفضل الصلاة
وأتم التسلم
وأنشد قائلاً:
إن قيل
زرتم، بم
رجعتم؟������������� يا
أكرم الخلق
مانقول
فجاءه
الرد الشريف:
قولوا
رجعنا بكل خير�
�
وألحق
الفرع
بالأصول
وكذلك
تكملة النبى
صلى الله عليه
وسلم لبيت الإمام
البصيرى
رضوان الله
تعالى عليه فى
قصيدته
الميمية
المشهورة:
أمن
تذكر جيران
بذى سلم
الذى
قال فيه:
فحاصل
الأمر فيه أنه
بشر
فقال له
صلى الله عليه
وسلم قل:
وأنه خير
خلق الله كلهم
وقصة
الإمام
العالم الشيخ
الحسن على بن
حرزهم الفقيه
المشهور
المغربى رحمه
الله الذى كان
يبالغ فى
الإنكار على
كتاب إحياء
علوم الدين
لمؤلفه
الإمام أبى
حامد محمد بن
محمد الغزالى
رضوان الله
تعالى عليه
وكان ابن
الشيخ حرزهم
مطاعاً مسموع
الكلمة فأمر
بجمع ما ظفر
به من نسخ
كتاب الإحياء
وأمر بإحراقها
فى الجامع يوم
الجمعة فماذا
كان:
لقد رأى
فى ليلة تلك
الجمعة التى
كان ينوى أن يحرق
فيها هذا
الكتاب
الكبير كأنه
دخل الجامع
فإذا هو
بالنبى صلى
الله عليه
وسلم ومعه سيدنا
أبوبكر
وسيدنا عمر
رضى الله
تعالى عنهما
والإمام
الغزالى
رضوان الله
تعالى عليه قائم
بين يدى النبى
صلى الله عليه
وسلم، فلما أقبل
ابن حرزهم قال
الإمام
الغزالى
رضوان الله تعالى
عليه: هذا
خصمى يا رسول
الله فإن كان
الأمر كما زعم
تُبت إلى الله
تعالى، وإن
كان شيئاً حصل
لى من بركتك
واتباع سنتك
فخذ لى حقى من
خصمى، ثم ناول
النبى صلى
الله عليه
وسلم كتاب
الإحياء،
فتصفحه النبى
صلى اله عليه
وسلم ورقة
ورقة من أوله
إلى آخره ثم
قال صلى الله
عليه وسلم: والله
إن هذا شئ حسن
ثم ناوله
سيدنا أبا بكر
رضى الله
تعالى عنه
فنظر فيه
واستجاده، ثم
قال رضى الله
تعالى عنه: والذى
بعثك بالحق
انه لشئ حسن،
ثم ناوله
سيدنا عمر رضى
الله تعالى
عنه فنظر فيه
وأثنى عليه كما
قال سيدنا
ابوبكر رضى
الله تعالى
عنه، فأمر النبى
صلى الله عليه
وسلم بتجريد
الفقيه على بن
حرزهم عن
القميص وأن
يضرب ويحد حد
المفترى فجرد
وضرب فلما ضرب
خمسة أسواط
تشفع فيه سيدنا
ابوبكر
الصديق رضى
الله تعالى
عنه وقال: يا
رسول الله،
لعل ظن فيه
خلاف سنتك
فأخطأ فى ظنه،
فرضى الإمام
الغزالى
رضوان الله
تعالى عليه
شفاعة سيدنا
الصديق رضى
الله تعالى
عنه، ثم
استيقظ ابن
حرزهم من نومه
وأثر السياط
فى ظهره وأعلم
أصحابه وتاب
إلى الله
تعالى من
إنكاره على
الإمام
الغزالى
رضوان الله تعالى
عليه
واستغفر،
ولكن بقى مدة
طويلة متألماً
من أثر السياط
وهو يتضرع إلى
الله تعالى ويتشفع
بسيدنا
وحبيبنا رسول
الله صلى الله
عليه وسلم إلى
أن رأى النبى
صلى الله عليه
وسلم دخل عليه
ومسح بيده
الكريمة على
ظهره فعوفى بإذن
الله تعالى ثم
لازم مطالعة
كتاب إحياء علوم
الدين ففتح
الله تعالى
عليه فيه ونال
المعرفة وصار
من أكابر
المشايخ أهل
العلم الباطن والظاهر
رضوان الله
تعالى عليه،
فإن قال المنكرون
هذه رؤيا! فما
قولهم فى
السياط !
ومثال
آخر معلوم لدى
كل من كان له
قلب أو ألقى السمع
وهو شهيد وهو
سماع تلاوة
القرآن
الكريم يتلى
من قبور كثير
من الموتى
وكذلك
الروايات الكثيرة
المتواترة فى
هذا السياق
ومن أعجبها
قصة ذلك السخى
الذى أكرم
أضيافه وهو
ميت،، فقد حكى
أن قوماً من
العرب جاءوا
إلى قبر بعض أسخيائهم
للزيارة
فنزلوا عند
قبره، فرأى
رجل منهم فى
النوم صاحب
القبر وهو
يقول له: هل لك
أن تبادلنى
بعيرك بنجيبى
وكان السخى صاحب
القبر قد خلف
نجيباً
معروفاً به،
ولهذا الرجل
صاحب الرؤيا
بعير سمين،
فقال له فى
النوم: نعم،
فباعه بعيره
بنجيبه،
فلمـا
تم بينهما
العقد عمد هذا
الرجل الى
بعيره فنحره فى
النوم فانتبه
من نومه فإذا
الدم يجري من
نحر بعيره
فقام إليه
وقسَّم لحمه
فطبخوه وقضوا
حاجتهم منه ثم
رحلوا
وساروا، فلما
كان اليوم الثانى
وهم فى الطريق
استقبلهم ركب
فقال رجل من
الركب من منكم
فلان بن فلان
باسم ذلك الرجل
صاحب الرؤيا
والبعير فقال:
أنا، فقال له: هل
بعت من فلان
بن فلان شيئاً
وذكر له اسم
صاحب القبر
قال نعم بعت
منه بعيرى
بنجيبه فى
النوم، فقال: هذا
هو نجيبه ثم
قال: هو أبى
وقد رأيته فى
النوم وهو
يقول لى: إن
كنت ابنى
فادفع نجيبى
إلى فلان بن
فلان وسمَّاك
لى،
ومن
كتاب المدرسة
الشاذلية
الحديثة
للدكتورعبد
الحليم محمود
شيخ الأزهر
قال:
أما
السيد البدوى
فهو حى فى
قبره يجلس
ويضطجع ويقابل
جميع زواره،
هذا حاله،
وأخيرا
نذكر شهادة بن
تيمية حينما
سئل عن الأحياء
إذا زاروا
الأموات هل
يعلمون
بزيارتهم وهل
يعلمون
بالميت إذا
مات من
قرابتهم أو
غيره؟
فأجاب: الحمد
لله نعم جاءت
الآثار
بتلاقيهم
وتساؤلهم
وعرض أعمال
الأحياء على
الأموات، كما
روى بن
المبارك عن
أبى أيوب
الأنصارى قال
إذا قبضت نفس
المؤمن
تلقاها
الرحمة من
عباد الله كما
يتلقون البشير
فى الدنيا
فيقبلون عليه
ويسألونه
فيقول بعضهم
لبعض انظروا
أخاكم يستريح
فإنه كان فى كرب
شديد، قال: فيقبلون
عليه
ويسألونه
مافعل فلان
ومافعلت فلانة
هل تزوجت
ووردت فى
مفاهيم يجب أن
تصحح، وأخيرا،،
تأييد ابن
تيميه لهذه
الوقائع حيث قال:ما
يروى من أن
قوما سمعوا رد
السلام من قبر
النبى صلى
الله عليه
وسلم أو قبور
غيره من الصالحين
وأن سعيد بن
المسيب كان
يسمع الأذان
من القبر
ليالى الحرة
ونحو ذلك،
ثم قال
فى موضع آخر:وكذلك
مايذكر من
الكرامات
وخوارق
العادات التى
توجد عند قبور
الأنبياء
والصالحين
مثل نزول
الأنوار
والملائكة
عندها وتوقى
الشياطين
والبهائم
لها، واندفاع
النار عنها
وعمن جاورها،
وشفاعة بعضهم
فى جيرانه من
الموتى
واستحباب
الاندفان عند
بعضهم وحصول
الأنس
والسكينة
عندها ونزول
العذاب بمن
استهان بها،
فجنس هذا حق
ليس مما نحن فيه
ومافى قبور
الأنبياء
والصالحين من
كرامة الله
ورحمته وما
لها عند الله
من الحرمة
والكرامة فوق
مايتوهمه
أكثر الخلق،
من كتاب اقتضاء
الصراط
المستقيم
لابن تيميه
ومفاهيم
يجـب
أن تصحح،
أبعد
هذا ننكر علم
البرزخ؟
ولهذا يقول
مولانا الشيخ
رضوان الله
تعالى عليه:
فما
قولُ الجهولِ
حبيسُ عقلٍ��� ������� إذا
جئـــنا
بعلمٍ برزخى
فأدناه
لدى أرباب
فضــلي������ �����وأعلاه
لدى العبد
التـقـى
وما
العبد التقى
عليه علمى����� ������� بمضنون
ولو كره الشقـى
نسأل
الله سبحانه
وتعالى ان
يرزقنا حسن
العقيدة وأن
يصلح عقائد
الناس في
الصالحين
أجمعين
ليسلموا و يسعدوا في دنياهم و
أخراهم و قد قال مولانا الشيخ قريب الله رضوان الله تعالى عليه في مدح مولانا الشيخ
رضوان الله تعالى عليه:
و يصفوا الوقت من كدر أتاه
و تنقلب الضلالة بالهــداء
هادية الشلالي
هدى عبدالمجيد
ريم أحمد |