سيداً لم تزل وغيرك زالوا

المحرم بين عاشوراء والتأريخ للهجرة النبوية

عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الشريف الحسينى النسب فى ذكراه

مشروع مدد لمساعدة ضحايا زلزال كشمير

سيداً لم تزل وغيرك زالوا

مزيج من الغضب والثورة والغليان واللا عقلانية والصحوة قد هبت على مختلف الأصعدة ومن كل الأرجاء ومن مختلف صنوف البشر أبيضهم وأسودهم وأحمرهم وأصفرهم خرجوا فى كل الشوارع يتدافعون وتقول قلوبهم قبل حناجرهم (إلا رسول الله). والشارع الأوربى والأمريكى فى دهشة مما حدث لأنهم لا يعوا فعلتهم الشنعاء وأثرها على محبى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وقد اعتاد الناس هناك على رسم المسيح عليه وأمه العذراء أفضل الصلاة وأزكى السلام فى كل الأوضاع المهينة على صفحات الجرائد وفى أفيشات الإعلانات الضخمة وفى محطات المترو، ولم يتحرك الشارع الغربى مرة واحدة للدفاع عن المسيح وغيره من الأنبياء والرموز الدينية، فكل شئ هناك مباح تحت شعار زائف وهو حرية الرأى، وأنا أقول زائف ومزيف لأنه ليس هناك حرية رأى على الإطلاق، فالناس عبيد وسائل الإعلام ووسائل الإعلام الغربية والأمريكية لا تخضع لتحكم الحكومات ولا الشعوب ولكن تخضع لملاكها من اللوبى الصهيونى، فالشعب الدنماركى الذى سوف يذوق ويلات المقاطعة الإقتصادية لمنتجاته نصفه يرفض إهانة الرموز الدينية ونصفه الآخر لا يعى معنى كلمة (دينية) والتعتيم الإعلامى على تلك الشعوب المدفونة فى دياجير جهل الثقافات المفبركة والحرية المزيفة جعلها تعيش فى شلل نصف فكرى. وعلى الجانب الآخر نجد بعض طوائف المسلمين يفعلون نفس تلك الفعلة الشنعاء على المنابر، فقد تدرج الخطباء فى نداء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من (بأبى أنت وأمى يارسول الله) و (فداك روحى ونفسى) إلى قولهم (محمد بن عبد الله) ورايات العز تقول لهؤلاء وهؤلاء قصة صغيرة حدثت عندما عاد الحبيب من إحدى غزواته ووقف الناس يتفقدون ذويهم، وكانت هناك امرأة فقدت زوجها وأربعة هم كل أبنائها، وقفت مع الناس فرآها الحبيب تتشوف فى لهفة حتى وقعت عيناها فى عينيه فرفع الحبيب صوته ليعزيها فقالت (كل مصيبة فى غيرك تهون) فانظروا ماذا قالت، وهنا يعجز القلم عن التعليق ولكن نقول لهؤلاء وهؤلاء (إلا رسول الله). وصدق الإمام فخر الدين رضى الله عنه حيث قال عن الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه:

سيدا لم تزل وغيرك زالوا       وجميعا إلى جنابك آلــوا

وكريما ورحمة وإمامــا        وعظيمـا وليس فيك يقال

المحرم بين عاشوراء والتأريخ للهجرة النبوية

(من وسع على عياله) وهم فى نفقته (فى يوم عاشوراء) عاشر المحرم وفى رواية بإسقاط فى (وسع اللّه عليه فى سنته كلها) دعاء أو خبر وذلك لأن الله سبحانه أغرق الدنيا بالطوفان فلم يبق إلا سفينة نوح بمن فيها فرد عليهم دنياهم يوم عاشوراء، وأمروا بالهبوط للتأهب للعيال فى أمر معاشهم بسلام وبركات عليهم وعلى من فى أصلابهم من الموحدين، فكان ذلك يوم التوسعة والزيادة فى وظائف المعاش، فيسن زيادة ذلك فى كل عام ذكره الحكيم، وذلك مجرب للبركة والتوسعة، قال جابر الصحابى: جربناه فوجدناه صحيحا وقال ابن عيينة: جربناه خمسين أو ستين سنة وقال ابن حبيب أحد أئمة المالكية:

لا تنس ينسك الرحمن عـاشورا       واذكره لازلت فى الأخبار مذكورا

قال الرسول صلاة اللّه تشملــه       قولا وجدنا عليه الحــق والنورا

من بات فى ليل عاشوراء ذا سعة       يكن بعيشته فى الحـول مجبورا

فارغب فديتك فيما فيه رغبنــا        خير الورى كلهم حيــا ومقبورا

قال العلامة المناوى: فهذا من هذا الإمام الجليل يدل على أن للحديث أصل. فى السنة السادسة عشر لهجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد أن اتسعت الدولة الإسلامية ودخل الناس فى دين الله أفواجا التفت أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى صحبه -مستشيرا كعادته- بشأن اختيار حدث إسلامى للتأريخ للأمة فاتفق على أن يكون مبدأ التأريخ هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، والمتأمل لشخص من اختار هذا الحدث ودوره فى التاريخ الإسلامى يلحظ بجلاء حرصه الدائم على الحفاظ على الهوية الإسلامية والذود عنها وإعلاء شأن العلم والعمل، ولم لا فالمبادئ التى كان يتعامل على أساسها سليمة محترمة بين الجميع.وكان الحكم عادلا نزيها فهو القائل: (والله لئن جاءت الأعاجم بالأعمال وجئنا بغير عمل فهم أولى بمحمد منا يوم القيامة فلا ينظر رجل إلى القرابة وليعمل لما عند الله فمن قصر به عمله لم يسرع به نسبه) ومن أمام ضريح كبير القوم الرفاعى كان الاحتفال بالذكرتين ولابد من التنويه بأن الهجرة كانت فى ربيع الأول، أما المحرم ماهو إلا بداية التأريخ الهجرى لسنة هجرية جديدة أعادها الله على الأمة باليمن والبركات.

 

عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الشريف
 الحسينى النسب فى ذكراه

نشأ عالمنا فى أسرة لم تكن واسعة الثراء ولم تكن فقيرة وكان نجم تلك الأسرة اللامع والد عالمنا، حيث كان صاحب دين ملتزما بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو من النسل الشريف الطاهر الحسينى، وكذلك والدة عالمنا هى الأخرى حسينية شريفة النسب، وقد وهبت حياتها لأسرتها، وكان عالمنا الشيخ عبدالحليم إذا نظر إلى والده قال الحمد لله وإذا نظر إلى والدته قال الحمد لله لأنه كان يرى فيهما خيرى الدنيا والآخرة.

ولد عالمنا الشيخ عبدالحليم محمود فى عزبة أبو أحمد (جد والده) مركز بلبيس شرقية وهى تبعد عن القاهرة 45 كم تقريبا، وجاء إلى الحياة على لهفة من أسرته إلى الولد، فقد سبقه أختان وأخ استأثر الله به فى طفولته المبكرة .. ولم يتذكر عالمنا من طفولته الأولى إلا أياما قضاها أطفال القرية ذكورا وإناثا فى الكُتاب يتذكر هذا الجد من الإحترام الذى كان يحيط بالقرآن الكريم وبسيدنا وبالكُتاب، ذهب عالمنا فى طفولته إلى المدرسة الأولية بعد أن أدى الكُتاب رسالته وأتم فيه حفظ القرآن الكريم كاملا وأصبح فى سن مناسبة للإلتحاق بالأزهر الشريف، وقد بدأ الدراسة فى مسجد إبراهيم أغا ونجح فى العام الأول فى الإمتحان وعاد ليقضى العطلة الصيفية بين الأهل وانتهزوها فرصة لإتمام الزواج بالزفاف ومرت السنة الثانية بالأزهر طبيعية دراسة واستذكار، أما فى السنة الثالثة فقد انتقل من المسجد إلى معهد الزقازيق (فرع الأزهر) بالشرقية وبدأ اتصاله بالصحافة وقراءة الصحف وانتهت السنتان الثالثة والرابعة بمعهد الزقازيق، وخلال هاتين السنتين دفعته الظروف للجد والإجتهاد بصورة غير عادية، فقد تقدم لعدد من المسابقات وحصل على الكثير من المعلومات فى مختلف العلوم والفنون تفوق نظائره من الطلاب، وكان نظام الأزهر حينذاك يتيح للطالب بالسنة الأولى الثانوية أن يتقدم مباشرة إلى إمتحان الشهادة الثانوية الأزهرية من الخارج، وبعد تفكير فصل نفسه من المعهد لكى يتقدم فى آخر العام من الخارج للإمتحان ولم يخبر والده وأيا من أسرته، واعتكف فى المنزل مواصلا الليل والنهار للمذاكرة، وترقب النتيجة التى أسفرت عن رسوب جميع الطلبة ماعدا طالب واحد هو عبدالحليم محمود. وعاد الفتى من جديد إلى القاهرة فى المسجد الشريف (الأزهر) ومكث بالدراسة بالقسم العالى بالأزهر 4 سنوات وكان خلالها متصلا اتصالا كبيرا بالجو الثقافى فى الأزهر وخارجه وكانت خاتمة الدراسة العالية بالقاهرة إمتحان العالمية، وفعلا ولله الحمد نجح وكان والده يحب أن يراه مدرسا بالأزهر ولكنه فوجئ برغبة إبنه فى السفر إلى فرنسا لإتمام دراسته بجامعاته.

وفى فرنسا نزل الفتى من الباخرة إلى مارسيليا ثم ذهب إلى باريس وبحث عن مسجد باريس الشهير وأدى فيه صلاة الجمعة وتعرف فيه على محمود بك سالم وانتظمت الدراسة ولم تكن سهلة حيث اللغة والكتابة بها والنقلة المفاجئة من جو الأزهر إلى جو الدراسات الغربية، ونجح فى أول مادة وكانت علم النفس وبدأ عالمنا الدراسة فى فرنسا منذ عام 1932م على نفقته الخاصة ودام الأمر كذلك حتى عام 1938م حيث لحق بالبعثة الأزهرية بعد حصوله على الليسانس فى كلية الآداب وبدأ يفكر فى الدكتوراه، واتصل بأستاذ اسمه مسينيون وتحدث معه وانتهى الأمر بالإتفاق على إختيار موضوع بعنوان (التصوف الإسلامى) من خلال دراسة الحارث بن أسد المحاسبى وحصل الفتى على الدكتوراه وعاد إلى القاهرة رضى الله عنه.

مشروع مدد لمساعدة ضحايا زلزال كشمير

أحد الأنشطة النسائية البارزة من أنشطة الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية هى مد جسر التعاون والتآخى بين أبناء البشرية فى الشرق والغرب، فبعد حدوث زلزال كشمير وهجوم الشتاء على المنكوبين فى العراء بلا غذاء أو كساء هبت قبلها رياح الخير باتفاق السيدة ماريا سبته من أخوات الطريقة البرهانية بميونخ الألمانية والأستاذة إرم محمد آصف ميرزا من إسلام آباد باكستان على جمع التبرعات الفورية والسفر بأية إمكانيات لإغاثة الملهوف، أولا ثم العودة والاستمرار بالتنسيق مع الجهات الخيرية بكل الدول الأوربية، وبالفعل تم جمع عشرين ألف يورو مع بعض التبرعات العينية وذلك عن طريق فعاليات صوفية من الحضرات المفتوحة والإنشاد والمديح التى لاقت أكبر التأييد من الجمهور الأوروبى ثم كان الوصول إلى كشمير، وبحمد الله تمت مهمة السيدتان الجليلتان بكل توفيق ويسر وعادتا إلى أوروبا لمواصلة المشوار.