ركن المرأة
دواء
يغسل الذنوب
ويشفى مرض
القلوب
قال
الإمام الحسن
البصرى رضى
الله عنه: بينما
أطوف فى أزقة
البصرة وفى
أسواقها مع شاب
عابد فإذا أنا
بطبيب وهو
جالس على
الكرسى وبين
يديه رجال
ونساء وصبيان
بأيديهم
قوارير فيها
ماء، وكل واحد
منهم يستوصف
دواء لدائه: فتقدم
الشاب إلى
الطبيب فقال: أيها
الطبيب هل
عندك دواء
يغسل الذنوب
ويشفى مرض
القلوب؟ فقال:
نعم، فقال: هات،
فقال: خذ منى
عشرة أشياء:
خذ عروق شجرة الفقر مع عروق شجرة التواضع
واجعل فيها اهليج التوبة واطرحه فى هاون الرضا واسحقه بمنجار القناعة واجعله فى قدر
التقى وصب عليه ماء الحياء واغله بنار المحبة واجعله فى قدح الشكر وروحه بمروحة
الرجاء واشربه بملعقة الحمد، فإنك إن فعلت ذلك فإنه ينفعك من كل داء وبلاء فى
الدنيا والآخرة.
تلك وصفة روحانية يا أختاه تشفى علل القلوب
التى هى أشد على الإنسان من علل الأبدان، ونحن نجد أن الإنسان إذا مرض أو ألم به
داء لا يستطيع أن يبيت ليلته دون أن يسرع إلى أقرب طبيب ليصف له داءه ودواءه ويظل
يتأوه ويتضرع إلى الله بكل ما أوتى من وسائل الدعاء لكى يسرع فى شفاءه فكيف حالنا
مع أمراض قلوبنا المختلفة وعلل أرواحنا التى نعانى منها وانطمس إحساسنا بها، ألم
يصف لنا الله جل وعلا أن الغيبة والنميمة مرض قد رسخ فى عاداتنااليومية، نأكل لحوم
إخواننا وأخواتنا ونتمتع بمضغها دون أن نظن أن هذا مرض، بل نعلل لأنفسنا الغيبة بل
البهتان على الناس دون إحساس بألم الذنب.
انظرى إلى السيدة عائشة رضى الله تبارك وتعالى
عنها عندما كانت تتحدث مع حضرة النبى صلى الله عليه وسلم عن إحدى السيدات فقالت
(هذه الطويلة) أو قالت (هذه القصيرة) فقال لها صلوات ربى وسلامه عليه (لقد اغتبتيها
يا عائشة).
فماذا عنا عندما لا نترك شاردة ولا واردة عن
الجارة أو ابنة الجيران وننعتها بأقبح القول ثم تعود كل منا أدراجها وكأنها لم تفعل
شئ فمابالك ياأختاه بنصيحة الطبيب للحسن البصرى .
رانيا
الشيخ
|