أذكركم
الله فى أهل
بيتي
يا
محمداه، يا
محمداه، صلى
عليك الله،
ومليك
السماء، هذا
حسين
بالعراء،
مزمل بالدماء،
مقطع الأعضاء
يا محمداه،
وبناتك سبايا،
وذريتك
مقتلة، تسفى
عليها الصبا،
فأبكت والله
كل عدو وصديق
هكذا قالت
بطلة كربلاء
الكريمة
الطاهرة
السيدة زينب،
ثم ساروا بهم
من كربلاء حتى
دخلوا الكوفة
فأكرمهم ابن
زياد وأجرى عليهم
النفقات
والكساوى
وغيرها ودخلت
السيدة زينب
ابنة السيدة
فاطمة
الزهراء فى
أرذل ثيابها
قد تنكرت
وحفّت بها
إماؤها، فلما
دخلت على عبيد
الله بن زياد
قال: من هذه؟
فلم تكلمه،
فقال بعض
إمائها: هذه
زينب بنت
فاطمة. فقال: الحمد
لله الذى
فضحكم وقتلكم
وكذب
أحدوثتكم. فقالت: بل الحمد لله
الذى أكرمنا بمحمد وطهرنا تطهيرا، لا كما تقول، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر.
قال: كيف
رأيت صنع الله
بأهل بيتكم؟
فقالت: كتب
عليهم القتل
فبرزوا إلى
مضاجعهم،
وسيجمع الله
بينك وبينهم
فيحاجونك إلى
الله، فغضب ابن
زياد واستشاط.
قال أبو مخنف: وأما
سليمان بن أبى
راشد فحدثنى
عن حميد بن مسلم
قال: إنى
لقائم عند ابن
زياد حين عرض
عليه على بن الحسين،
فقال له: ما
اسمك؟ قال: أنا
على بن الحسين.
قال: أولم
يقتل الله على
بن الحسين؟
فسكت. فقال له
ابن زياد: مالك
لا تتكلم؟ قال:
كان لى أخ
يقال له: على
أيضا، قتله
الناس. قال: إن
الله قتله،
فسكت. فقال: مالك
لا تتكلم؟
فقال: ﴿الله يتوفى
الأنفس حين موته﴾، ﴿وما
كان لنفس أن
تموت إلا بإذن
الله﴾ قال: أنت
والله منهم. فقال:
ويحك، انظروا
هذا أدرك؟
والله إنى
لأحسبه رجل. فقال:
مرى بن معاذ
الأحمرى: نعم
قد أدرك. فقال: اقتله.
فقال على بن
الحسين: من
يوكل بهذه
النسوة؟
وتعلقت به
زينب عمته فقالت:
يا ابن زياد
حسبك منا ما
فعلت بنا، أما
رويت من
دمائنا؟ وهل
أبقيت منا
أحدا؟
واعتنقته وقالت:
أسألك بالله
إن كنت مؤمنا
إن قتلته لما
قتلنى معه. وناداه
على فقال: يا
ابن زياد، إن
كان بينك
وبينهن قرابة
فابعث معهن
رجلا تقيا
يصحبهن بصحبة
الإسلام، قال:
فنظر إليهن
ساعة، ثم نظر
إلى القوم
فقال: عجبا
للرحم، والله
إنى لأظن أنها
ودّت لو إنى قتلته
أن أقتلها
معه، دعوا
الغلام،
انطلق مع نسائك،
قال: ثم إن ابن
زياد أمر
بنساء الحسين
وصبيانه وبناته
فجهزن إلى
يزيد، وأمر
بعلى بن
الحسين فغل
بغل إلى عنقه،
وأرسلهم مع
محقر بن ثعلبة
العائذى - من
عائذة قريش- ومع
شمر بن ذى
الجوشن قبحه
الله. فلما
بلغوا باب
يزيد بن
معاوية رفع
محقر بن ثعلبة
صوته فقال: هذا
محقر بن
ثعلبة، أتى
أمير
المؤمنين
باللئام
الفجرة،
فأجابه يزيد
بن معاوية: ما
ولدت أم محقر
شر وألأم،
فلما دخلت
الرؤوس والنساء
على يزيد، دعا
أشراف الشام
فأجلسهم حوله،
ثم دعا بعلى
بن الحسين
وصبيان
الحسين ونسائه،
فأدخلن عليه
والناس
ينظرون، فقال
لعلى بن
الحسين: يا
على أبوك قطع
رحمى وجهل حقى
ونازعنى
سلطانى، فصنع
الله به ما قد
رأيت، فقال
على ﴿ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب﴾. فقال
يزيد لابنه
خالد: أجبه. قال:
فما درى خالد
ما يرد عليه. فقال
له يزيد: قل ﴿وما
أصابكم من
مصيبة فبما
كسبت أيديكم
ويعفو عن كثير﴾
فسكت عنه
ساعة، ثم دعا
بالنساء
والصبيان فرأى
هيئة قبيحة،
فقال: قبح
الله ابن
مرجانة، لو
كانت بينهم
وبينه قرابة
ورحم ما فعل
هذا بهم، ولا
بعث بكم هكذ. وروى
أبو مخنف عن
الحارث بن كعب
عن فاطمة بنت على
قالت: لما
أجلسنا بين
يدى يزيد رق
لنا وأمر لنا
بشئ وألطفنا،
ثم إن رجلا من
أهل الشام
أحمر قام إلى
يزيد فقال: يا
أمير
المؤمنين، هب
لى هذه -يعنينى-
وكنت جارية
وضيئة،
فارتعدت فزعة
من قوله، وظننت
أن ذلك جائز
لهم، فأخذت
بثياب أختى
زينب وكانت
أكبر منى
وأعقل، وكانت
تعلم أن ذلك
لا يجوز،
فقالت لذلك
الرجل: كذبت
والله ولؤمت،
وما ذلك لك
وله، فغضب
يزيد فقال لها:
كذبتِ والله
إن ذلك لى ولو
شئت أن أفعله
لفعلت. قالت: كلا
والله ما جعل
الله ذلك لك
إلا أن تخرج
من ملتنا،
وتدين بغير
دينن. قال: فغضب
يزيد
واستطار، ثم
قال: إياى
تستقبلين
بهذا؟ إنما
خرج من الدين
أبوك وأخوك. فقالت
زينب: بدين
الله ودين أبى
ودين أخى وجدى
اهتديت أنت وأبوك
وجدك. قال: كذبتِ يا عدوة الله.
قالت: أنت أمير المؤمنين مسلط تشتم ظالما
وتقهر بسلطانك.
قال: فوالله لكأنه استحى فسكت، ثم قام ذلك
الرجل فقال: يا أمير المؤمنين هب لى هذه.
فقال له يزيد: اعزب وهب الله لك حتفا قاضيا.
مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي – مصر
|