ركن المرأة
الأوراد
الورد في اللغة كلمة مأخوذة من الورود إلى
الماء للحصول على الرى بعد الظمأ، والورد عند أهل الله الصالحين عبارة عن أدعية
وتسابيح وأذكار مرتبطة بطريقة معينة لا يفهم سر تراكيبها إلا أهلها، فيقوم المريد
بترديد الورد بنظام وأعداد في مواقيت معينة لينال مدد صاحبه، ومن اتخذ وردا دون إذن
لا ينال ثمرته، فضلا عن أنه قد تصل إليه أنوار الورد فلا يطيقها فتغلب على عقله ولا
يستطيع لها رد، ومن اتخذ وردا بإذن فيسير في طريقه إلى الله محمولا على شيخه محفوظا
بهمته محميا برعايته من شرور الجن والإنس وتكون عونا له في سيره وتخطيه عقبات السير
والترقى في مدارج الصالحين مصداقا لقوله تعالى ﴿وداعيا إلى الله بإذنه﴾ والأوراد من
عهد النبى صلى الله عليه وسلم، فقد كان للنبى والصحابة أورادا صباحا ومساءا من
أدعية وتسابيح وقد ورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت (من ليس له ورد ليس
له وارد) وفى هذا يقول الإمام الجنيد (من ليس له ورد فهو قرد) وقد ورد أن سيدنا
سلمان الفارسى رضى الله عنه جمع آيات من القرآن ورتبها بطريقة معينة تختلف عن نظام
التلاوة وأخذ يرددها يوميا، ولما علمت الصحابة به رفعوا أمره إلى النبى صلى الله
عليه وسلم على أنه يخلط في القرآن فسأله النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجاب
بقوله: لقد قلت يا رسول الله وقولك الحق (من لم يشفه القرآن فلا شفاء له) ويقول
المولى تبارك وتعالى ﴿وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين﴾ فأخذت من القرآن
مايلزمنى علاجا، فهل أدخلت فيه غيره؟ فأقره الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
قائلا (اذهب يا سلمان أنت الطيب المطيب) والأوراد سنن تفنى الوقت خير من أن نفنيه
في الغيبة والنميمة.� ويقول
سيدى فخر
الدين رضى
الله عنه:
الوقت
في سنن
العبادة قد
فنى وأنا
بقولي منذر
وبشيـــر
لأن
الفرائض قد حد
لها الله
ميقات زمانى
ومكانى وعذر
فيها لأصحاب
الأعذار ولكن
الذكر والأوراد
لم يحد الله
له حدا، بل حض
عليه بالكثرة
في آيات
عديدة، منها
قوله سبحانه
وتعالى ﴿اذكروا
الله ذكرا
كثيرا﴾ ولم
يعذر فيه،
فعلينا كما
قال سيدنا عبد
الله بن عباس
رضى الله عنه:
الذكر
أعظم باب أنت
داخلـه بالله
فاجعل له
الأنفاس حراس
رانيا
الشيخ
|