المدينة المنورة وأسمائها

تلك الوصايا إنها دستوركم    حقب تمر ووجهها وضاء

المدينة المنورة وأسمائها

نتحدث اليوم فى ذكرى مولد الحبيب صلى الله عليه وسلم عن أسماء المدينة المنورة التى سكنها رسولنا الحبيب حتى توفاه الله عزو وجل ثم نذكر وصية منه لباب مدينة علمه كرم الله وجهه عسى أن نعود بها إلى الصواب وحسن المآب. وقد ذكر للمدينة أسماءً عديدة بلغت الخمس والتسعون إسماً وإنما كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، منها (أرض الله) لقوله تعالى ﴿ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيه﴾. قال جماعة المراد بأرض الهجرة المدينة المنورة، ومنها (الإيمان) لقوله تعالى فى الأنصار ﴿والذين تبوؤا الدار والإيمان﴾ .

قال عثمان بن عبد الرحمن وعبد الله بن جعفر سمى الله المدينة بالإيمان أى لأنها مظهر الإيمان ومصيره، وعن أنس رضى الله عنه قال قال ملك الإيمان: أنا أسكن المدينة، فقال ملك الحياء: وأنا معك، ومنها (البارة) لكثرة برها لأهلها خاصة ولجميع العالم عامةً إذ بها منبع الفيض والبركات، ومنها (البلد) و(بيت رسول الله) وهى (الجابرة) لجبرها الكسير وإغنائها الفقير، وهى (الحرم) لتحريمها وفى الحديث الشريف (المدينة حرمٌ أمن) وهى (حرم رسول الله) لأنه الذى حرمها وفى الحديث الشريف (من أخاف أهل حرمى أخافه الله) وفى حديث آخر (حرم إبراهيم مكة وحرمى المدينة) رواه الطبرانى، ومن أسمائها (حسنة) قال تعالى ﴿لنبوئنهم فى الدنيا حسنة﴾ وهى المدينة وقيل هو اسمها لاشتمالها على الحسن الحسى والمعنوى.

ومنها (الدار والأبرار ودار الأخيار) لأنها دار النبى المختار والمهاجرين والأنصار وتنفى شرارها من المقيمين بها وربما نقلوا منها بعد الموت.

هو الدار والديار والخمر والقرى       يراح لديه من عناه المســـافر

وهى (دار الإيمان ودار السنة ودار السلام ودار الفتح) ومنها (ذات الحجر) والمراد منها حجر زوجات النبى صلى الله عليه وسلم.

وهى (سيدة البلدان) لما أسنده الديلمى عن ابن عمر قوله صلى الله عليه وسلم للمدينة (يا طيبة يا سيدة البلدان) وكذلك (الشافية) جاء فى الحديث الشريف (ترابها شفاء من كل داء) وصح الإستشفاء بثمارها وذكر بن مسدى الإستشفاء بتعليق أسمائها على المحموم وهى تنقى الذنوب فتشفى من دائها، وفى الحديث الشريف ان الله عز وجل قد سماها (طابة) وعن وهب بن منبه قال إن من أسمائها فى التوراة (طيبة وطابة) ونقل عنها أيضا (الطيبة والمطيبة) وذلك لطيب رائحتها ولطهارتها من الشرك وحلول الطيب بها صلى الله عليه وسلم ولكونها تنفى خبثها، وقال الاشبيلى: لتربة المدينة نفحة ليست كما أعهد من الطيب بل هى من أعجب الأعاجيب.

ومنها (العاصمة) لعصمتها للمهاجرين من شر المشركين ولانها الدرع الحصينة والمعصومة فلا يدخلها الدجال ولا الطاعون ومن أرادها بسوء أذابه الله.

وذكر عنها أنها (العذراء) وهذا الاسم منقول عن التوراة لصعوبتها وامتناعها عن الأعداء حتى تسلمها مالكها الحقيقى صلى الله عليه وسلم، ومنها (العداء والعروض والغداء) وهى نبت طيب الرائحة يرمز به إلى السيدة الكبيرة والرجل الكريم وقد سادت المدينة على القرى وطاب ريحها فى الورى وكرم أهلها وكثر ثمرتها وابيض وسطع نوره.

وكذلك قد سميت (غلبة) بمعنى الغلب لظهورها على البلاد وكانت فى الجاهلية تدعى غلبة نزلت يهودها على العماليق فغلبتهم على أرضها ونزلت الأوس والخزرج على يهود فغلبوهم عليها، ومن أسمائها (الفاضحة) نقل عن كراع إذ لا يضمر بها أحد عقيدة فاسدة أو غيرها إلا ظهر ما أضمره وافتضح أمره وهذا من معانى تنفى خبثه.

ومنها (القاصمة) وهذا الاسم منقول عن التوراة لقصمها كل جبار عتاها ومتمرد أتاها ومن أرادها بسوء أذابه الله كذلك هى (قبة الإسلام) للحديث الشريف (المدينة قبة الإسلام) ومنها (القرية) للحديث (إن الله قد طهر هذه القرية من الشرك إن لم تضلهم النجوم) وهى قرية الأنصار قيل لأنس رضى الله عنه أأنتم سميتم أنفسكم الأنصار أم الله سماكم فقا سمانا به الله للآية الشريفة ﴿والذين أووا ونصرو﴾...، ومنها أسمائها أيضا (قرية رسول الله وقلب الإيمان والمؤمنة) لإتصاف أهلها بالإيمان وإنتشاره منها واشتمالها كمدينة على أوصاف المؤمنين ولأنها تؤمن أهلها من الدجال والطاعون والأعداء وذكر فى الحديث الشريف أن تربتها المؤمنة، وهذا الاسم منقول عن التوراة، وهى (المباركة ومبوأ الحلال والحرام ومبين الحلال والحرام وهى المجبورة والمحبة والمحببة والمحبوبة) وهذه الثلاثة من مادة واحدة وهى (الحبيبة) لحبه صلى الله عليه وسلم ودعائه لها وهذا الحب نابع من حب ربه لها، ومنها (المحبورة) من الحبر وهو السرور و(المحرمة) لتحريمها وهى (المحروسة) للحديث الشريف (المدينة مشتبكة بالملائكة على كل نقب ملك يحرسها) رواه الجنيدى، وهى (المحفوفة) حفت بالبركات والملائكة و(المحفوظة) للحديث الشريف (القرى المحفوظة أربعة) وذكر المدينة منها و(المختارة) اختارها الله لحبيبه وهى (مدخل صدق) قال تعالى ﴿وقل ربى أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق﴾... الآية فمدخل صدق المدينة ومخرج صدق مكة، وهى (المرزوقة) لا يخرج أحد منها رغبة إلا أبدلها الله خيرا منه، ومن أسمائها (العظيمة والمسكينة) وهو منقول عن التوراة وذكر فى الحديث الشريف (للمدينة عشرة أسماء) وروى مرفوعا أن الله قال للمدينة يا طيبة يا طابة يا مسكينة لا تقبلى الكنوز وأرفع أجاجيرك على أجاجير القرى، الأجاجير السطوح والمسكنة والخضوع والخشوع خلقهم الله فيها أو هى مسكن الخاشعين والخاضعين. وهى (المسلمة) وهى مضجع رسول الله للحديث الشريف (المدينة مهاجرى ومضجعى فى الأرض)، وهى (المقدسة) لتنزهها عن الشرك وكونها تنفى الذنوب.

وهى (الموفية) لتوفيتها حق الوافدين إليها حسا ومعنى وأهلها الموفون بالعهد. وعن الدراوردى قال بلغنى أن للمدينة فى التوراة أربعين إسما وقد قال الإمام فخر الدين رضى الله عنه:

ومدينتى أم المدائن كلهـا       ومليكها جدى أمان للورى

هانى حسن

تلك الوصايا إنها دستوركم        

            حقب تمر ووجهها وضاء

عن سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال: أوصانى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا على أوصيك بوصية فاحفظها فإنك لا تزال بخير ما حفظت وصيتى، يا على إن للمؤمن ثلاث علامات: الصلاة والصيام والزكاة، وللمتكلف ثلاث علامات: يتملق إذا شهد، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة، وللظالم ثلاث علامات: يقهر من دونه بالغلبة، ومن فوقه بالمعصية، ويظاهر الظلمة، وللمرائى ثلاث علامات: ينشط إذا كان عند الناس، ويفترى إذا كان وحده، ويحب أن يحمد فى جميع الأمور، وللمنافق ثلاث علامات: إن حدث كذب، وإن وعد أخلف، وإن ائتمن خان، يا على وللكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم، وليس ينبغى للعاقل أن يكون شاخصا إلا فى ثلاث: مرمة لمعاش، أو لذة فى غير محرم، أوخطوة لمعاد.

يا على: إن من اليقين أن لا ترضى أحد بسخط الله، ولا تحمدن أحدا على ما آتاك الله، ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتكه الله، فإن الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه كراهية كاره، وإن الله سبحانه وتعالى جعل الروح والفرج فى اليقين والرضا بقسم الله، وجعل الهم والحزن فى السخط بقسم الله، يا على: لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعوز من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا إيمان كاليقين، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكر، يا على: إن لكل شئ آفة، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الرياء، وآفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغى، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر، وآفة الحياء الضعف، وآفة الكرم الفخر، وآفة الفضل البخل، وآفة الجود السرف، وآفة العبادة الكبر، وآفة الدين الهوى، يا على: إذا أثنى عليك فى وجهك فقل: اللهم اجعلنى خيرا مما يقولون، واغفر لى ما لا يعلمون، ولا تؤاخذنى فيما يقولون تسلم مما يقولون، يا على: إذا أمسيت صائما فقل عند إفطارك: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، يكتب لك أجر من صام ذلك اليوم من غير أن ينقص من أجورهم شئ، واعلم أن لكل صائم دعوة مستجابة، فإن كان عند أول لقمة يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، يا واسع المغفرة اغفر لى، فإنه من قالها عند فطره غفر له، واعلم أن الصوم جنة من النار، يا على: لا تستقبل الشمس والقمر واستدبرهما، فإن استقبالههما داء واستدبارهما دواء، يا على: استكثر من قراءة يس، فإن فى قراءة يس عشر بركات، ما قرأها قط جائع إلا شبع، ولا قرأها ظمآن إلا روى، ولا عار إلا اكتسى، ولا مريض إلا برئ، ولا خائف إلا أمن، ولا مسجون إلا انفرج، ولا أعزب إلا تزوج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا قرأها أحد ضلت له ضالة إلا وجدها، ولا قرأها على رأس ميت حضر أجله إلا خفف عليه، ومن قرأها صباحا كان فى أمان إلى أن يمسى، ومن قرأها مساء كان فى أمان حتى يصبح، يا على: اقرأ (حم الدخان) فى ليلة الجمعة تصبح مغفورا لك، يا على: اقرأ آية الكرسى دبر كل صلاة تعط قلوب الشاكرين، وثواب الأنبياء وأعمال الأبرار، يا على: اقرأ سورة الحشر تحشر يوم القيامة آمنا من كل شر، يا على: اقرأ (تبارك والسجدة) ينجيانك من أهوال يوم القيامة، يا على: اقرأ (تبارك) عند النوم تدفع عنك عذاب القبر ومسألة منكر ونكير، يا على: اقرأ (قل هو الله أحد) على وضوء تناد يوم القيامة: يا مادح الله قم فادخل الجنة، يا على اقرأ (سورة البقرة) فإن قراءتها بركة، وتركها حسرة، وهى لا تطيقى البطلة، يعنى السحرة، يا على لا تطل القعود فى الشمس فإنها تثير الداء الدفين، وتبلى الثياب، وتغير اللون، يا على: أمان لك من الخوف أن تقول: سبحانك ربى لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، يا على: أمان لك من الوسواس أن تقرأ ﴿وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ولوا على أدبارهم نفورا﴾ يا على: أمان لك من شر كل عائن أن تقول: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أشهد أن الله على كل شئ قدير، وأن الله قد أحاط بكل شئ علما، وأحصى كل شئ عددا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يا على: كل الزيت وادهن بالزيت، فإنه من أكل الزيت وأدهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين صباحا، يا على: ابدأ بالملح واختم بالملح، فإن الملح شفاء من سبعين داء، منها الجنون، والجذام، والبرص، ووجع الحلق، ووجع الأضراس، ووجع البطن، يا على: إذا أكلت فقل: بسم الله، وإذا فرغت فقل: الحمد لله، فإن حافظيك لا يستريحان يكتبان لك الحسنات حتى تنبذه عنك، يا على: إذا رأيت الهلال فى أول الشهر فقل: الله أكبر (ثلاثا) والحمد لله الذى خلقنى وخلقك وقدرك منازل وجعلك آية للعالمين، يباهى الله بك الملائكة يقول: (يا ملائكتى اشهدوا أنى قد أعتقت هذا العبد من النار)، يا على: وإذا رأيت أسدا واشتد بك الأمر فكبر ثلاثا وقل : الله أكبر وأجل وأعز مما أخاف وأحذر، اللهم إنى أدرأ بك فى نحره، وأعوذ بك من شره، فإنك تكفى بإذن الله، وإذا رأيت كلبا يهر فقل ﴿يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان﴾ يا على: إذا خرجت من منزلك تريد حاجة فاقرأ آية الكرسى، فإن حاجتك تقضى إن شاء الله تعالى، يا على: وإذا توضأت فقل: بسم الله والصلاة على رسول الله، يا على: صل من الليل ولو قدر حلب شاة، وادع الله سبحانه بالأسحار لا ترد دعوتك، فإن الله سبحانه يقول: ﴿والمستغفرين بالأسحار﴾ يا على: غسل الموتى، فإنه من غسل ميتا غفر له سبعون مغفرة، لو قسمت مغفرة منها على جميع الخلق لوسعتهم، فقلت يا رسول الله: ما يقول من غسل ميتا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول غفرانك يا رحمن حتى يفرغ من الغسل، يا على: لا تخرج فى سفر وحدك، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، يا على: إن الرجل إذا سافر وحده غاو، والاثنان غاويان، والثلاثة نفر، يا على: إذا سافرت فلا تنزل الأودية، فإنها مأوى السباع والحيات، يا على: لا تردفن ثلاثة على دابة، فإن أحدهم ملعون وهو المقدميا على: إذا ولد لك مولود: غلام أو جارية فأذن فى أذنه اليمنى، وأقم فى أذنه اليسرى، فإنه لا يضره من الشيطان أبدا، يا على: لا تأت أهلك ليلة الهلال، ولا ليلة النصف فإنه يتخوف على ولدك الخبل، قال على: ولم يا رسول الله؟ قال: لأن الجن يكثرون غشيان نسائهم ليلة النصف وليلة الهلال، أما رأيت المجنون يصرع ليلة النصف وليلة الهلال، يا على: وإذا نزلت بك شدة فقل: اللهم إنى أسألك بحق محمد وآل محمد عليك أن تنجينى، وإذا أردت الدخول إلى مدينة أو قرية فقل حين تعاينها: اللهم إنى اسألك خير هذه المدينة وخير ما كتبت فيها، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما كتبت فيها، اللهم ارزقنى خيرها، وأعذنى من شرها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحى أهلها إلينا، يا على: إذا نزلت منزلا فقل: اللهم أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين، ترزق خيره ويدفع عنك شره، يا على: وإياك والمراء فإنه لا تعقل حكمته ولا تؤمن فتنته، يا على: وإياك والدخول إلى الحمام بلا مئزر، فإنه ملعون الناظر والمنظور إليه، يا على: لا تتختم بالسبابة والوسطى، فإنه من فعل قوم لوط، يا على: لا تلبس المعصفر ولا تبت فى ملحفة حمراء فإنها محتضرة الشيطان، يا على: لا تقرأ وأنت راكع ولا ساجد يا على: إياك والمجادلة، فإنها تحبط الأعمال، يا على: لا تنهر السائل ولو جاءك على فرس وأعطه فإن الصدقة تقع بيد الله قبل أن تقع بيد السائل، يا على: باكر بالصدقة فإن البلاء لايتخطى الصدقة، يا على: عليك بحسن الخلق، فإنك تدرك بذلك درجة الصائم القائم، يا على: إياك والغضب، فإن الشيطان أقدر ما يكون على ابن آدم إذا غضب يا على: إياك والمزاح فإنه يذهب بهاء ابن آدم ونشاطه، يا على: عليك بقراءة ﴿قل هو الله أحد﴾ فإنها منهاة للفقر، وإياك والربا فإن فيه ست خصال، ثلاثة منها فى الدنيا وثلاثة فى الآخرة، فأما التى فى الدنيا: فتعجل الفناء، وتذهب الغنى وتمحق الرزق وأما التى فى الآخرة فسوء الحساب، وسخط رب الأرباب عز وجل، والخلود فى النار أو الخلوة (شك الراوى) يا على: وإذا دخلت منزلك فسلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك، يا على: أحب الفقراء والمساكين يحبك الله، يا على لا تنهر المساكين والفقراء فتنهرك الملائكة يوم القيامة، يا على: عليك بالصدقة فإنها تدفع عنك السوء، يا على: أنفق وأوسع على عيالك، ولا تخش من ذى العرش إقلالا، يا على: إذا ركبت دابة فقل: الحمد لله الذى كرمنا وهدانا للإسلام ومن علينا بمحمد عليه الصلاة والسلام والحمد لله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، يا على: لا تغضبن إذا قيل لك: اتق الله فيسوءك ذلك يوم القيامة، يا على: إن الله يعجب من عبده إذا قال: اللهم اغفر لى إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يقول الله (يا ملائكتى عبدى هذا علم أنه لا يغفر الذنوب غيرى، اشهدوا أنى قد غفرت له)، يا على: إذا لبست ثوبا جديدا فقل: بسم الله والحمد لله الذى كسانى ما أوارى به عورتى وأستغنى به عن الناس، لم يبلغ الثوب ركبتيك حتى يغفر لك، يا على: من لبس ثوبا جديدا فكسا فقيرا أو يتيما أو عريانا أو مسكينا، كان فى جوار الله وأمنـه وحفظه ما دام عليه منه سلك، يا على: إذا دخلت السوق فقل حين تدخل: بسم الله وبالله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يقول الله تعالى: عبدى ذكرنى والناس غافلون، اشهدوا أنى قد غفرت له، يا على: إن الله يعجب ممن يذكره فى الأسواق، يا على إذا دخلت المسجد فقل: بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم افتح لى أبواب رحمتك، وإذا خرجت فقل: بسم الله والصلاة على رسول الله اللهم افتح لى أبواب فضلك، يا على: وإذا سمعت المؤذن قل مثل مقالته يكتب لك مثل أجره، يا على: وإذا فرغت من وضوئك فقل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، اللهم اجعلنى من التوابين واجعلنى من المتطهرين، تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، وتفتح لك ثمانية أبواب الجنة، يقال: ادخل من أيها شئت، يا على: إذا فرغت من طعامك فقل: الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين، يا على: إذا شربت ماء فقل: الحمد لله الذى سقانا ماء جعله عذبا فراتا برحمته، ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا، تكتب شاكرا، يا على: إياك والكذب فإن الكذب يسود الوجه، ولا يزال الرجل يكذب حتى يسمى عند الله كاذبا، ويصدق حتى يسمى عند الله صادقا، إن الكذب يجانب الإيمان، يا على: لا تغتاب أحدا فإن الغيبة تفطر الصائم، والذى يغتاب الناس يأكل لحمه يوم القيامة، يا على: إياك والنميمة فلا يدخل الجنة قتات، يا على: لا تحلف بالله كاذبا ولا صادقا، يا على لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم فإن الله لا يرحم ولا يذكر من يحلف بالله كاذبا، يا على: أملك عليك لسانك وعوده الخير فإن العبد يوم القيامة ليس عليه شئ أشد خيفة من لسانه، يا على: إياك واللجاجة فإنها ندامة، يا على: إياك والحرص فإن الحرص أخرج أباك من الجنة، يا على: إياك والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، يا على: ويل لمن يكذب ليضحك الناس، ويل له ويل له، يا على: عليك بالسواك فإنه مطهرة للفم، ومرضاة للرب تعالى، ومجلاة للأسنان، يا على: عليك بالتخلل فإنه ليس شئ أبغض إلى الملائكة أن ترى فى أسنان العبد طعاما، فقال على رضى الله عنه: فقلت يا رسول الله أخبرنى عن قـوله تعالى: ﴿فتلقى آدم من ربه كلـمات فتاب عليه﴾ ما هؤلاء الكلمـات؟ فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى أهبط آدم عليه السـلام بأرض الهند، وحواء بجدة، والحية بأصفهان، وإبليس ببيسان، ولم يكن فى الجـنة أحسن من الحية والطـاووس، وكان للحية قوائم كقـوائم البعير، فلما دخل إبليس لعنه الله جوفـها أغوى آدم عليه الصلاة والسلام وخدعـه فغضب الله تعالى على الحية، فألقى عنها قوائمـها، وقال: جعلت رزقك من التراب، وجعلتك تمشـين على بطنك، لا رحم الله من رحمك، وغضب الله تعالى على الطـاووس، فمسخ رجليـه لأنه كان دليلا لإبليـس على الشجـرة فمكث آدم عليه الصلاة والسـلام بأرض الهند مائة سنة لا يرفع رأسه إلى السماء يبكى على خطيـئته، وقد جلس جلـسة الحزين، فبعث الله تعالى إليه جـبريل عليه السلام، فقال: السلام عليك يا آدم، الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: ألم أخلقك بيدى، وأنفخ فيك من روحى، ألم أسجد إليك ملائكتى، ألم أزوجك حواء أمتى؟ ما هذا البكاء؟ قال: يا جبريل وما يمنعنى من البكاء وقد أخرجت من جوار ربى؟ قال جبريل عليه الصلاة والسلام: يا آدم تكلم بهؤلاء الكلمات، فإن الله تعالى غافر ذنبك، وقابل توبتك، قال: فما هى؟ قال: قل: اللهم إنى أسالك بحق محمد وآل محمد سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فارحمنى وأنت خير الراحمين، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسى فتب على إنك أنت التواب الرحيم، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسى فاغفر لى وأنت خير الغافرين، فهؤلاء الكلمات، يا على: وأنهـاك عن حيات البيوت إلا الأفـطس والأبتر فانـهما شيطانان، يا على: إذا رأيت حية فى الطريق فاقتلـها، فإنى قد اشترطت على الجن أن لا يظهروا فى صورة الحيات فى الطريق، فمن فعل خلى بنفسه للقتل، يا على: أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحب الدنيا، يا على: ألا أنبئك بشر الناس؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: من أكل وحده وضع رفده وضرب عبده، ألا أنبئك بشر من هؤلاء جميعا؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره، يا على إذا صليت على جنازة فقل: اللهم هذا عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ماض فيه حكمك، خلقته ولم يكن شيئا مذكورا، نزل بك وأنت خير منزول به، اللهم لقنه حجته، والحقه بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وثبته بالقول الثابت، فإنه افتقر إليك واستغنيت عنه، كان يشهد أن لا إله إلا أنت، فاغفر له وارحمه ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، اللهم إن كان زاكـيا فزكه وإن كان خاطئا فاغفر له، يا على: وإذا صليت على جنازة امرأة فقل: اللهم أنت خلقتها وأنت أحـييتها، وأنت أمتها، تعلم سرها وعـلانيتها، جئناك شفعاء لها، فاغفر لها وارحمها ولا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها، وإذا صليت على طفل فقل: اللهم اجعله لوالديه سلفا، واجعله لهما ذخرا، واجعله لهما رشدا، واجعله لهما نورا، واجعله لهما فرطا، وأعقب والديه الجنة، ولا تحرمهما أجره ولا تفتنهما بعده، يا على: إن العبد المـؤمن إذا أتى عليه أربـعون سنـة أمنه الله من البلايا الثـلاثة: الجـنون والجذام والبرص، وإذا أتت عليه سـتون سنة فهو فى إقـبال، وبـعد الستين فى إدبار ورزقه الله الإنـابة فيما يحب، وإذا أتت عليه سبعـون سنة أحبه أهل السماوات وصالحو أهل الأرض، وإذا أتت عليه ثمانون سنـة كتبت له حسناته، ومحيت عنه سيئاته، وإذا أتت عليه تسعون سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبـه وما تأخر، وإذا أتت عليـه مائة سنة كتب الله اسمـه فى السماء أسـير اللـه فى أرضه، وكـان جلـيس الله تعالى، يا على: احفظ وصيتـى، احفظ وصيتى، إنك على الحق، والحق معك.