القديم يعاد

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم راكبا على حمار عليه قطيفة فدكية وأسامة بن زيد وراءه، ليعودا سعد بن عبادة في بنى الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، فسارا حتى مرا بمجلس فيه عبد الله بن أبى بن سلول وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبى، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفى المسلمين عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمّر ابن أبى أنفه بردائه وقال: لا تغبروا علينا! فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وقف فنزل، فدعاهم إلى الله تعالى وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبدالله بن أبى بن سلول: أيها المرء، لا أحسن مما تقول إن كان حقا! فلا تؤذنا به في مجالسنا، ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه، قال عبد الله بن رواحة: بلى يا رسول الله، فاغشنا في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، فاستتب المشركون والمسلمون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سعد ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب -يريد عبد الله بن أبى- قال كذا وكذا، فقال: أى رسول الله، بأبى أنت وأمى! اعف عنه واصفح، فوالذى أنزل عليك الكتاب بالحق لقد جاءك الله بالحق الذى أنزل عليك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه ويعصبوه بالعصابة -أى أن أهل يثرب قد اتفقوا على تنصيبه ملكا عليهم- فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله تعالى، ويصبرون على الأذى، قال الله عز وجل ﴿ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا﴾ وقال ﴿ود كثير من أهل الكتاب﴾ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأول في العفو عنهم ما أمره الله به حتى أذن له فيهم، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا فقتل الله به من قتل من صناديد الكفار وسادات قريش، فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه غانمين منصورين، معهم أسارى من صناديد الكفار وسادات قريش، قال عبدالله بن أبى ابن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأسلمو. وهكذا يفعل الحاقدون من أهل الغرب لما شاهدوا إنتشارالإسلام في بلادهم هذه الأيام أرادوا أن يؤذوا المسلمين في أحب المعتقدات لهم وهى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس كل الغرب على هذا المنوال فمنهم الكثير الذى يود أن يعرف ويفهم والقلة القليلة من الغربيين هم الذين يناصبون الإسلام العداء وهناك العديد من المؤلفات لكتاب غربيين يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أدب واحترام مثل كتاب (العظماء مائة أعظمهم محمد) لمايكل هارت ويقول فيه:

(يجوز أن يدهش اختيارى محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون على رأس قائمة الأشخاص الأكثر تأثيرا في العالم بعض القراء؟ وربما كان ذلك عرضة للاستفسار من جانب آخريين، ولكن كان هو الرجل الوحيد في التاريخ الذى تحقق له النجاح الكامل -كل الكمال- على المستوى الدينى وعلى المستوى الدنيوى).

(لقد وضع محمدا صلى الله عليه وسلم أسس دين من أعظم الأديان في العالم، وقام بنشره استنادا إلى مصادر ضئيلة، وأصبح أيضا قائدا سياسيا عظيم التاثير، واليوم وبعد أكثر من ثلاثة عشرقرنا بعد وفاته لا يزال تأثيره واسع الانتشار).

(لقد كان محمدا في كل الأحوال وبكل المقاييس هو المسؤل الوحيد عن معتقدات الإسلام، وعن كل مبادئه الأخلاقية وبالإضافة إلى ذلك، كان محمدا صلى الله عليه وسلم هو المسؤل الحقيقى الوحيد عن كل أسس وقواعد وأصول الدعوة إلى الإسلام، باعتبار أن الإسلام كان في حياة النبى صلى الله عليه وسلم بمثابة دين جديد يظهر لأول مرة).

فتى الوادى


مقام سيدي أحمد البدوي - مصر