الـخوف الخوف هو عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب
توقع مكروه في المستقبل، وقوة الخوف ترجع حسب قوة المعرفة بجلال الله وصفات الله،
فبحسب معرفتنا بالله يكون خوفنا، كما أنه بحسب معرفتنا بعيوب أنفسنا وما أمامها
وخلفها من الأخطار والأهوال يكون خوفنا أيضا، والخوف من الله لا يراد به ما يخطر
بالبال من الرعب كاستشعار الخوف من حيوان أو مجهول بل إنما يراد به الكف عن المعاصى
واختيار الطاعات، ولذلك قيل (لا يُعد خائفا من لم يكن للذنوب تاركا) وبهذا المعنى
يكون الخوف من الله، والرجاء في الله، فإذا خاف العبد من الله ورجا الله سبحانه
وتعالى أمن الله خوفه رغم أنه محجوب، وفى الآية الكريمة يقول المولى تبارك وتعالى
﴿يدعون ربهم خوفا وطمع﴾ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا يدخل النار من
بكى من خشية الله تعالى حتى يلج اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان
جهنم في منخرى عبد أبدا). وقال أحد الصالحين الخوف على مراتب: (الخوف،
الخشية، الهيبة) فالخوف شرط الإيمان وقضيته فقد قال تعالى ﴿وخافون إن كنتم مؤمنين﴾
والخشية من شرط العلم قال تعالى ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ والهيبة من شرط
المعرفة قال تعالى ﴿ويحذركم الله نفسه﴾. وقيل أن الخوف سراج القلب، به يبصر مافيه من
الخير والشر، وقيل من خاف من شئ هرب منه ومن خاف الله عز وجل هرب إليه، وقيل لكل شئ
زينة وزينة العبادة الخوف وعلامة الخوف الأمل. وعن السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها
وعن أبيها قالت: قلت يا رسول الله الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أهو الرجل يسرق
ويزنى ويشرب الخمر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (لا ولكن الرجل يصوم ويصلى ويتصدق
ويخاف أن لا يقبل منه). ويروى أن عبدا تمادى في طغيانه وزاد في عصيانه
فتداركه الله تعالى بلطفه فقال لزوجته: هل من شفيع يشفع لى؟ قالت: لا، قال: أتوب
إلى الله، قالت: لا تذكره فقد أفسدت المعاملة بينك وبينه، فخرج إلى الصحراء وقال:
يا سماء اشفعى لى ويا أرض اشفعى لى، فمازال كذلك حتى وقع مغشيا عليه، فبعث الله
إليه ملكا فأجلسه ومسح وجهه وقال: أبشر فقد قبل الله توبتك، فقال: من كان شفيعى
إليه، قال: خوفك. واعلم
أيدك الله
وعصمك أن
الخوف مقام
كبير وعالى
لأنه
متنـاقض
الحكم، فمن
كان في هذا
المقام يخاف
من الحجاب
ويخاف من رفع
الحجاب، أما
خوفه من
الحجاب فلما
فيه من الجهل
بما هو حجاب
عنه، وأما
خوفه من رفع
الحجاب
فلذهاب عينه
عند رفعه
فتزول
الفائدة
والالتذاذ
بالجمال
المطلق. وقيل
أن مقام الخوف
هو مقام
الحيرة ويقول
سيدى فخر
الدين عن
الخوف مبينا
أشد وأقصى
أنواع الخوف:
الخوف
من عتب الحبيب ��� ولات
خوفا من ردى وهذا هو خوف العارفين، والخوف من المعصية خوف
الصالحين والخوف من الله خوف الموحدين الصديقين وهو ثمرة المعرفة بالله تعالى، وقد
ظهر أنه لا وصول إلى سعادة لقاء الله في الآخرة إلا بتحصيل محبته والأنس به في
الدنيا ولا تحصل المحبة إلا بالمعرفة ولا تحصل المعرفة إلا بدوام الفكر ولا يحصل
الأنس إلا بالمحبة ودوام الذكر ولا تتيسر المواظبة على الذكر والفكر إلا بانقطاع حب
الدنيا من القلب ولا ينقطع ذلك إلا بترك لذات الدنيا وشهواتها ولا تنقمع الشهوة بشئ
كما تنقمع بنار الخوف، فالخوف هو النار المحرقة للشهوات، فلا تغتر بموضع صالح فلا
مكان أصلح من الجنة فلقى آدم فيها مالقى، ولا تغتر بكثرة العلم فإن بلعام كان يحسن
اسم الله الأعظم فانظر مالقى، ولا تغتر برؤية الصالحين فلا شخص أكبر قدرا من
المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينتفع بلقائه أعدائه، وقال صلى الله عليه وآله
وسلم: (إن من أخيار أمتى قوما يضحكون جهرا من سعة رحمة الله ويبكون سرا من خوف
عقابه، أبدانهم في الأرض وقلوبهم في السماء وأرواحهم في الدنيا، وعقولهم في الآخرة
يمشون بالسكينة ويتقربون بالوسيلة). أحمد
نور الدين
عباس
دوام الذكر سبيل الفكر بسم الله الرحمن الرحيم
كما أن سيدنا نوح عليه السلام لم تكن البسملة
ورده فحسب بل كان ذكره جزء من البسملة فكان يذكر بـ (بسم الله) فقال لقومه عند
بداية رحلة السفينة ﴿اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها﴾. وقد قيل أن (البسملة من العارف بمنزلة كن من
الله) ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (كل شئ لم يذكر عليه اسم الله فهو
أبتر). وقد جاء في كتاب الغنية لطالبى طريق الحق في
الأخلاق والتصوف والآداب الإسلامية لسيدى عبد القادر الجيلانى: روى عن عطية العوفى
عن أبى سعيد الخدرى قال قال صلى الله عليه وسلم: إن عيسى عليه السلام أرسلته أمه
إلى الكُتاب ليتعلم، فقال له المعلم قل بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سيدنا عيسى
عليه السلام وما بسم الله؟ قال المعلم: لا أدرى، فقال سيدنا عيسى: الباء بهاء الله
والسين سناء الله والميم مملكته. وقال أهل الحقائق إنما المعنى في بسم الله
الرحمن الرحيم هو التيمن والتبرك وحث الناس على الابتداء في أقوالهم وأفعالهم ببسم
الله الرحمن الرحيم كما افتتح بها الحق سبحانه وتعالى كتابه العزيز. وقيل: أن (الله) اسم موضوع لله عز وجل لا
يشاركه فيه أحد، بمعنى أن كل اسم لله تعالى مشترك بينه وبين غيره، له على الحقيقة
ولغيره على المجاز، إلا هذا الاسم فإنه يختص به، وفيه معنى الربوبية والمعانى كلها
تحته. وأخرج ابن مردوية والثعلبى عن جابر بن عبد
الله أنه قال: لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم هرب الغيم من المشرق وسكنت الريح
وماج البحر وأصغت البهائم بآذانهم ورجمت الشياطين من السماء وحلف الله بعزته وجلاله
أن لا يسمى على شئ إلا بارك فيه. وأخرج
أبو نعيم عن
السيدة عائشة
قالت: لما
نزلت بسم الله
الرحمن
الرحيم ضجت
الجبال حتى
سمع أهل مكة
دويها فقالوا
سحر محمد
الجبال، فبعث
الله دخانا
حتى أظل أهل
مكة فقال رسول
الله صلى الله
عليه وسلم: من
قرأ بسم الله
الرحمن
الرحيم موقنا
سبحت معه
الجبال إلا أنه
لا يسمع ذلك
منه. وأخرج الديلمى عن ابن مسعود أنه قال قال صلى الله عليه وسلم
(من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم كتب له بكل حرف أربعة آلاف حسنة ومُحى عنه أربعة
آلاف سيئة ورُفع له أربعة آلاف درجة). وعن الديلمى في مسند الفردوس عن عبد الله بن
عباس رضى الله عنهم قال: إن المعلم إذا قال للصبى قل بسم الله الرحمن الرحيم كتب
الله براءة للصبى وبراءة لأبويه من النار وبراءة للمعلم.
أستغفر
الله العظيم
هو التواب
الرحيم قال تعالى ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم
وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾ فجعل سبحانه الاستغفار أمن من العذاب، وقد وردت
هذه الصيغة في استغفار سيدنا آدم عليه السلام، حيث كان استغفاره (أستغفر الله
العظيم) فلما توسل بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كلمه المولى سبحانه قائلا
﴿فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم﴾ وهذه الكلمات كما قال
عنها أهل التحقيق تتضمن ثلاثة أسماء إلهية وهى (هو، التواب، الرحيم) فأضافها سيدنا
آدم في استغفاره فأصبح استغفاره (أستغفر الله العظيم هو التواب الرحيم). وقال صلى الله عليه وسلم (من أكثر من
الاستغفار جعل الله عز وجل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا
يحتسب) لأبى داود والنسائى وابن ماجة. وقال حذيفة: كنت ذرب اللسان على أهلى فقلت يا
رسول الله لقد خشيت أن يدخلنى لسانى النار فقال صلى الله عليه وسلم (أين أنت من
الاستغفار فإنى أستغفر الله في اليوم مائة مرة) للنسائى وابن ماجة والحاكم. وفيما أخرجه الإمام أحمد عن أبى هريرة قال قال
صلى الله عليه وسلم (إن الله سبحانه وتعالى ليرفع الدرجة للعبد في الجنة فيقول يارب
أنى لى هذه؟ فيقول عز وجل: باستغفار ولدك لك). وأخرج الإمام مسلم عن الأعرج المدنى قال قال
صلى الله عليه وسلم (يا أيها الناس توبوا إلى الله فإنى أتوب إلى الله في اليوم
مائة مرة). وقد
أخرج الإمام
البخارى عن
السيدة عائشة
قالت قال صلى
الله عليه
وسلم (إن
العبد إذا
اعترف بذنبه
إلى الله تاب
الله عليه). وعن أبى أمامة
الباهلى قال قال صلى الله عليه وسلم (صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال فإذا عمل
العبد حسنة كتب له صاحب اليمين عشرا وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال
صاحب اليمين أمسك عنه، فيمسك عنه ست ساعات من النهار أو سبعا، فإن استغفر الله
تعالى منها لم يكتب عليه شيئا وإن لم يستغفر كتب عليه واحدة). وعن
سيدنا الإمام
الحسن قال قال
صلى الله عليه
وسلم (ليس من
عبد إلا عليه
ملكان وصاحب
اليمين أمير
على صاحب الشمال
فإذا عمل
العبد سيئة
قال له صاحب
الشمال: أكتبها؟
فيقول له صاحب
اليمين: دعه
حتى يعمل خمس
سيئات، فإذا
عمل خمس سيئات
قال صاحب
الشمال: أكتبها؟
فيقول صاحب
اليمين: دعه
حتى يعمل
حسنة، فإذا
عمل حسنة قال
له صاحب
اليمين: قد
أُخبرنا بأن
الحسنة بعشر
فتعال حتى
نمحو له خمسا
بخمس ونثبت له
خمسا من
الحسنات، قال
فيصيح
الشيطان عند
ذلك يقول: متى
أدرك ابن آدم). للحديث
بقية محمد
سيد
المرابطة
والصحبة
والمحبة قال بعض
العارفين
المحبة دوام
الذكر للمحبوب
وفى معناها
عدة أقوال
نذكر منها: الميل الدائم بالقلب الهائم. أن تمحو من القلب ما سوى المحبوب. إيثار المحبوب على جميع المصحوب. موافقة الحبيب في المشهد والمغيب. أن تهب كلك لمن أحببت. وحقيقة
الحب: الميل
إلى ما يوافق
الإنسان
وتكون
موافقته له
إما بإدراكه
كحب الصور
الجميلة
والأصوات الحسنة
والأطعمة
والأشربة
اللذيذة
وأشباهها، أو
تلذذه
بإدراكه
بحاسة عقله
وقلبه معانى
شريفة باطنة،
كمحبة
الصالحين
والعلماء
وأهل المعروف والمأثور
عنهم السير
الجميلة
والأفعال الحسنة،
فإن طبع
الإنسان مائل
إلى الشغف
بأمثال هؤلاء،
وقال الشهاب
ابن حجر في
شرح الهمزية عند
قول الناظم:
فاملأ
السمع من
محاسن يميلها�� عليك
الإنشــــاد
والإنشاء فإنها تحدث للسامع سكرا وأريحية وطربا وتحريكا
للنفس إلى جهة محبوبها فيحصل بتلك الحركة والشوق تخيل المحبوب وإحضاره في الذهن
وقرب صورته من القلب واستيلاؤها على الفكر، فيحصل للروح ما هو أعجب من سكر الشراب،
وألذ من عناق الشواب. ومن فوائد الصلاة على النبى صلى الله عليه
وسلم محبة النبى للمصلى عليه، بل زيادة المحبة المذكورة اللازمة لها ازديادا للشوق
مع استحضار المحاسن النبوية في القلب، واعلم أنه يتأكد على المصلى عليه أن يتصور
وقت الصلاة عليه صورته النبوية الكريمة في مرآة قلبه، كأنه بين يديه، سائلا من الله
الصلاة والسلام عليه لأنه إذا واظب المصلى على ذلك تدوم عليه أسرار أنواره الكريمة
المحمدية، واعلم أن من ثمرات الصلاة عليه انطباع صورته الكريمة في النفس إنطباعا
ثابتا متأصلا
متصلا. فقد تبين أن الرابطة (المراقبة) كانت تحصل
للصحابة رضى الله عنهم أجمعين، من شدة محبتهم وكمال اتباعهم له صلوات ربى وسلامه
عليه وكذلك كان حصوله للتابعين وأتباعهم من صحبة الخلفاء الراشدين والأئمة
المرشدين، ولما تمادى الزمان وتكدرت بالأشغال الدنيوية قلوب الأنام، وفترت عزائمهم
في المحبة بالإخلاص التام، احتاجوا إلى التنبيه عليها والتصريح بها، فأمر الخلفاء
المرشدين شيوخ العلم والتربية السالكين بالتكلف بها لجمع قلوبهم، وتلقيح أرواحهم
وتأليفها لأجل الإستفاضة منهم، ثم عبروا عن هذه المحبة الروحانية الدينية بالرابطة
(المراقبة) لأن العشق والمحبة يربط قلب المحب بالمحبوب ويقيده به، فيحصل الإرتباط
الروحانى بينهما، وقد يسمونها -نسبة- لإنتسابه وإضافته بها إليهم، فصارت اصطلاحا
شائعا فيما بينهم، كما أن لكل قوم اصطلاحا، ولما كانت الرابطة (المراقبة) من أخص
أوصافهم، وأعظم أركان طريقتهم، ومدار أمرهم، اشتهروا بها بين الناس، حتى سموهم
مرابطين، فلم يزالوا يسمونهم في بلاد العرب بهذا الاسم إلى يومنا هذا فيعنون به
الصوفية المقربين والأولياء العارفين قدس الله أسرارهم، وكذلك سميت طريقتهم طريق
العشق والمحبة، لأن مدار الأمر والعمدة فيه كما عرفت هو المحبة الدينية للرفيق
الدينى، والواصل الموصل إلى الله العارف بأسرار السلوك في سبيل الله وفى الله وفى
تحصيل رضا الله لا لغرض مما سواه، وفى مثل هذه المحبة يقول الله عز وجل: في الحديث
القدسى الذى ذكره الإمام أحمد وغيره (أين المتحابون بجلالى، اليوم أظلهم في ظلى يوم
لا ظل إلا ظلى). ومن الصور الواضحة لمصداقية الرابطة
(المراقبة) الشريفة الطاهرة، ما حصل مع سيدنا بلال الحبشى عند سكرات الموت، عندما
كانت تقول له زوجته: وا كرباه، وا حزناه، وهو يقول: وا فرحتاه، وا طرباه، غدا ألقى
الأحبة محمدا وصحبه، فهل نقول أن سيدنا بلال أشرك لأنه نسى الله في هذا المقام إنه
لشئ عجاب !! وهل إذا تذكر الإنسان في صلاته أمور الدنيا أشرك أيضا فلماذا بعد هذا
كله تقولون إذا تذكر الشيخ وهو يذكر الله يكون قد أشرك؟ لذلك لابد أن نعرف ونميز
بين الشرك والحب أى الرابطة المراقبة، ولذلك قالوا: من قل علمه كثر اعتراضه، ومن
كثر علمه قل اعتراضه وقال الإمام على كرم الله وجهه الناس أعداء ما جهلوا. وفيما أخرجه الإمام أحمد في الزهد عن عبادة بن
الصامت رضى الله عنه عن رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل
(حقت محبتى للمتحابين في والمتزاورين في والمتبادلين في والمتصادقين فىّ). وفى
تفسير ابن
مسعود عند
قوله تعالى ﴿ألا
إن أولياء
الله لا خوف
عليهم ولا هم
يحزنون﴾ عن
عمر بن الخطاب
رضى الله عنه
أنه قال: سمعت
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم يقول (إن
من عباد الله
عبادا ليسوا
بأنبياء ولا
شهداء،
يغبطهم
الأنبياء
والشهداء يوم
القيامة لمكانتهم
من الله
تعالى، قالوا:
يا رسول الله
خبرنا من هم
وما أعمالهم
لعلنا نحبهم؟.
قال: هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام منهم ولا أموال يعاطونها، فو الله إن
وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن
الناس) وأخرج نحوه أبو داود. وهذه المحبة اختيارية وعقليه، فإن العاقل إذا
تيقن منفعته وسلامته في شئ يختاره لنفسه بحكم عقله، ولو كان خلاف طبعه، كشرب المريض
الدواء المر باختياره بخلاف ما تحبه النفوس بالميل الطبيعى كالمحبة الكائنة بين
الأباء والأولاد أو الحاصلة من النظر إلى الأشياء العجيبة والصور الجميلة، وقد
تنقلب المحبة الإختيارية اضطرارية وذلك حين مشاهدة كمالات المحبوب، بعد حصول
الإتحاد الروحانى
بينهما. أحمد
عبد المالك |
|