قدر
المصطفى
من درر
مولانا سيدى
فخر الدين في
تعظيم قدر النبى
المصطفى صلى
الله عليه
وسلم
وغيبة
قدر المصطفى
عن علومنا بها نزل
القرآن إن شئت
فاصمت
ولأن
الأمة التى
أثارها
الحديث وجب أن
تعرف بعضا من
تعريف شيخنا
وتعريف
العلماء
الأجلاء لهذا
القدر الجليل
وذلك من خلال
ما أبانوه السادة
الأفاضل من
أحكام ومعانى
بعض الآيات القرآنية
والأحاديث
النبوية التى
أشارت إلى عظيم
قدره وجلال
مكانته صلى الله
عليه وسلم ردا
لإعتبار
الأمة
الإسلامية. ولتعلم أمة
الحبيب أن أجل وأعظم نعمة أنعم بها المولى جل وعلا على خلقه هى ذات المصطفى صلوات
ربى وسلامه عليه ومن ثم يكون لا يقدر على رد إعتبار الحبيب إلا العلى الأعلى رب
العزة سبحانه والقائل في محكم التنزيل ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾ والمخاطب
لحبيبه بقوله ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾.
ولتعلم
الأمة أن أعظم
نعم الله هى
محبة الله ومحبة
الحبيب
المصطفى وأهل
بيته الغر
الميامين،
وأما عظماء
الناصحين في
الأمة فقد
أوصوا من
أرادوا له
الخير
والرشاد
والنجاح
والفلاح أن
ذلك الأمر
بابه محبة
رسول الله صلى
الله عليه
وآله وصحبه
وسلم، وكذلك
وجهوا
مريديهم إلى
تعظيم قدر
الحبيب
المصطفى وأهل
بيته رضى الله
تعالى عنهم،
ومن ذلك قول
مولانا:
جنيت
بتعظيــم
الحبيب وآله جنيت
ثمار الجنتيــن
بجنتى
وبقوله
رضى الله عنه:
فكن يا
مريدى للكــرام
مقلدا فليس أمان
في جناح
البعوضة
ولا يخفى على إخواننا الكرام ما جاء في كتاب
الله تعالى وصحيح الحديث النبوى الشريف عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعظمة قدره وحفاوة رب العزة جل جلاله في كثير من الآيات التى تعجز أهل البيان عن
إدراك قدر هذه العظمة الفريدة من نوعها والتى يجل عن الحذاق مكنون كنهها، وإن علماء
الأمة وأهل المعرفة ببعض ما يستبين لهم من المعانى يحنون الرءوس إجلالا وإعظاما
وإكبارا أمام البيان المعجز للحق تبارك وتعالى وخاصة عندما يتعلق الأمر بالحقيقة أو
بالخصوصية الأحمدية المحمدية على صاحبها أفضل وأزكى الصلاة والسلام.
وليكن
الكلام في
حدود أفهام
عامة الناس
وأسأل السماح
من الذين
تعلموا من
علوم شيخنا
رضى الله عنه
بأننى سوف
أكتفى بتناول
رشفة في شأن تعظيم
ما أورده عالم
جليل ألا وهو
القاضى عياض صاحب
كتاب الشفا
بتعريف حقوق
المصطفى،
ونقتصر على
قدر ما يسمح
به المقام من
جزئية من تلك
الخصوصية بل
عن وجه من
أوجه تلك الجزئية
وهى من حديث (الدين
النصيحة) قالوا
لمن يا رسول
الله قال (لله
ولكتابه
ولرسوله
ولأئمة
المسلمين
وعامتهم) نقول
أن الجزئية هى
ما يخص
النصيحة
لرسول الله
صلى الله عليه
وسلم ولا
ينبغى أن يفهم
أحد من العباد
أنها تعنى
توجيه نصح إلى
مقامه
الجليل، ولكن
المعنى يشتمل
على ما يجب
على المسلم أو
الكافة نحوه
صلى الله عليه
وسلم، بمعنى
أن يكون النصح
مقصودا به ما
يرضيه، كما
قال الحديث (لله
ولكتابه) ولذلك
فإن الوجه
الذى تتناوله
هذه الكلمات من
الجزئية
المعنى بها
نصيحة لرسول
الله صلى الله
عليه وسلم تحت
عنوان: في
تعظيم أمره
صلى الله عليه
وسلم ووجوب
توقيره وبره
وفى هذا يقول
صاحب الشفا:
قال
الله تعالى ﴿إنا
أرسلناك
شاهدا ومبشرا
ونذيرا
لتؤمنوا بالله
ورسوله
وتعزروه
وتوقره﴾ وأقول
إن ثمة آية
أخرى تقول ﴿يا
أيها النبى
إنا أرسلناك
شاهدا ومبشرا
ونذيرا
وداعيا إلى
الله بإذنه
وسراجا منيرا
وبشر
المؤمنين بأن
لهم من الله
فضلا كبيرا﴾ وفى
موطن آخر يقول
الحق سبحانه ﴿يا
أيها الذين
آمنوا لا
تقدموا بين
يدى الله ورسوله﴾
و﴿يا أيها
الذين آمنوا
لا ترفعوا
أصواتكم فوق صوت
النبى﴾ و﴿لا
تجعلوا دعاء
الرسول كدعاء
بعضكم بعضا﴾ واستطرادا
مع قول شيخنا:
جل
من يحيى علومــا��� ������� بعدما
بلغت عتيـــا
نقول
ماذا قال
السلف الصالح
رضوان الله
عليهم حول هذه
الآيات؟
ويقول القاضى
عياض:
فأوجب
تعالى تعزيره
وتوقيره
وألزم إكرامه
وتعظيمه، قال
سيدنا عبد
الله بن عباس
رضى الله عنهما:
تعزروه تجلوه
وقال المبرد: تعزروه
تبالغوا في
تعظيمه وقال
الأخفش: تنصرونه
وقال الطبرى
تعينونه،
وقرئ (تعززوه) بزائين
من العز، ونهى
عن التقدم بين
يديه بالقول
وسوء الأدب
بسبقه
بالكلام على
قول ابن عباس
وغيره وهو
إختيار تغلب،
وقال سيدنا
سهل بن عبد
الله�
رضي الله عنه
وهو من كبار
ساداتنا
الصوفية. لا تقولوا قبل أن يقول وإذا
قال فاستمعوا وأنصتوا، ونهوا عن التقدم والتعجل بقضاء أمر قبل قضائه فيه وأن
يقتاتوا بشئ في ذلك من قتال أو غيره من أمر دينهم إلا بأمره ولا يسبقوه به، وإلى
هذا يرجع قول الحسن ومجاهد والضحاك والسدى والثورى، ثم وعظهم وحذرهم مخالفة ذلك
فقال ﴿واتقوا الله إن الله سميع عليم﴾ قال الماوردى ﴿اتقوا﴾ يعنى في التقدم، وقال
السلمى ﴿اتقوا﴾ في إهمال حقه وتضييع حرمته صلى الله عليه وسلم إنه ﴿سميع﴾ لقولكم
﴿عليم﴾ بفعلكم، ثم نهاهم عن رفع الصوت فوق صوته والجهر له بالقول كما يجهر بعضهم
لبعض، وقال أبو محمد مكى: أى لا تسابقوه بالكلام ولا تغلظوا له بالخطاب ولا تنادوه
باسمه نداء بعضكم لبعض ولكن عظموه ووقروه ونادوه بأشرف ما يحب أن ينادى به (يا رسول
الله)، (يا نبى الله).
فهكذا يوصى المولى عز وجل أمة الحبيب صلى الله
عليه وسلم بأرفع الآداب وأجل التعظيم والتوقير في خطابهم مع حبيبه ومصطفاه، فإذا
كان هذا في النداء والمخاطبة فما بالكم بالمعاملة؟!! وهذا كقوله في الآية الأخرى
﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم
بعضا﴾ على أحد التأويلين، وقال غيره لا
تخاطبوه إلا مستفهمين، ثم خوفهم سبحانه وتعالى بحبط أعمالهم إن فعلوا ذلك وحذرهم
منه.
وقيل نزلت الآية في وفد بنى تميم وقيل في
غيرهم، حينما أتوا النبى صلى الله عليه وسلم فنادوه يا محمد يا محمد أخرج إلينا
فذمهم الله تعالى بالجهل ووصفهم بأن أكثرهم لا يعقلون.
وقيل نزلت الآية الأولى ﴿يأيها الذين آمنوا لا
ترفعوا أصواتكم﴾ في محاورة كانت بين الشيخين الجليلين أبا بكر وعمر رضى الله عنهما
بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم واختلاف قد جرى بينهما حتى ارتفعت أصواتهما، فإذا
كان هذا في حق الشيخين وما أدراك ما هما، فما بالكم بنا نحن؟.
وقد روى أن سيدنا أبا بكر رضى الله عنه لما
نزلت هذه الآية قال والله يا رسول الله لا أكلمك بعدها إلا كأخى السرار ما كان يسمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وان سيدنا عمر كان إذا حدثه حدثه كأخى السرار ما كان
يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه فأنزل الله تعالى ﴿إن
الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة
وأجر عظيم﴾ صدق الله العظيم.
عبد
الهادى محمد
يونس
اثبتوا
يا أتباع
الحبيب محمد
صلى الله عليه
وسلم
إن ما تتعرض له الأمة الإسلامية اليوم من بعض
حاقدى الغرب والشرق ليس بجديد، ولن ينقطع عداؤهم لثوابت العقيدة الإيمانية المتمثلة
في القرآن الكريم وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والعترة من آل البيت
وورثتهم من شيوخنا العظام رضى الله عنهم أجمعين.
وهؤلاء
الأعداء في
مسعاهم كما
يدعون فيما اقترفوه
من عمل رسوم
كاريكاتيرية
تسئ لحضرة الحبيب
المصطفى
سيدنا محمد
صلى الله عليه
وسلم يتمسكون
بحرية
التعبير
واستقلالية
الصحافة
باعتبارهم
واحة
الديموقراطية
المدعاة !! وفى
هذا يصدق
عليهم قوله
تعالى ﴿وإذا
قيل لهم لا
تفسدوا في
الأرض قالوا
إنما نحن
مصلحون
v ألا إنهم
هم المفسدون
ولكن لا
يشعرون﴾ فوعيد
المفسدين والمجرمين
والفاسقين
والملحدين
والمكذبين والجاهلين
مستمر
باستمرار
الرسالة
المحمدية،
فحرية
التعبير
غلافهم
المفضوح
وعداؤهم الدفين،
وقال تعالى ﴿ومن الناس من
يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام﴾.ونحن
في هذه
المواجهة
المعلنة
يتحتم علينا
أن نفهم دورنا
كأصحاب دعوة
شاملة لكل الناس
ومن بينهم تلك
الشرذمة
الحاقدة،
فينبغى أن
نبرز أخلاق
الرسالة
المحمدية
قولا وعملا
كما قال تعالى
﴿وقولوا للناس
حسنا﴾ وقال
سيدى أبو جعفر
رضى الله عنه (أى
للناس كلهم). ولندرك أيها
السادة أن هذا الشرر المتطاير والموجه إلينا يريد أن يزعزع وحدتنا وتمسكنا بثوابتنا
الإيمانية، لذا فالأمر يتطلب المزيد من الالتزام بهدى سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم، فهذا هو الدفاع الحقيقى عن شخصه صلى الله عليه وسلم، بل إن الأمر يستلزم أن
نجعله صلى الله عليه وسلم بيننا في كل أحوالنا قدوة وسلوكا ومعاملة بعد أن أضحى
العالم قرية واحدة وتهجم الغرب والشرق علينا بثقافته في إطار ما يسمى بـالعولمة
مستهدفا ذوبان الأمة الإسلامية وخلعها من هويتها لتضحى سائغة سهلة لأهدافهم
الخبيثة.� وما هذه الشدة التى تتعرض لها الأمة اليوم إلا
نذير خير عظيم منتظر وبشير نصر مؤزر بإذن الله، قال تعالى ﴿إن مع العسر يسرا﴾ وكما
قال سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه: إذا ضيق الله عليك أيها المريد وسد عليك
أبواب الرزق وقسى عليك قلوب عباده فاعلم أنه يريد أن يواليك فاثبت ولا تضجر (لواقح
الأنوار).
إننا في
حاجة إلى
إعادة
الأخلاق المحمدية
بتبنى هديه
صلى الله عليه
وسلم ومنهج
ورثته من
شيوخنا
العظماء
المبنى على
الاجتماع
والاستماع
والاتساع،
فالتربية
الأخلاقية هى
الميدان
الفسيح الذى
ينبغى أن يكون
محل جهادنا في
هذه المرحلة،
فمعا
للارتقاء بالتربية
إيمانيا
وعقليا
وفكريا
وجسميا وسياسيا
وعاطفيا،.فاليوم
نحن في حاجة
إلى العمل
المتواصل
دفاعا عن
عقيدتنا كل في
ميدانه،
فالمدرس في
مدرسته
والطبيب في
عيادته
والقاضى في
محكمته والمهندس
في ورشته
والتاجر في
متجره
والعالم في معمله،
ينبغى أن نكون
جميعا نموذجا
عمليا لمن امتثلوا
بحق بهدى
حبيبهم
وقدوتهم
سيدنا محمد
صلى الله عليه
وسلم،.فلنبتعد عن الراحة، فالمنازلة قوية، فيا أيها
الأتباع لا تعودوا أنفسكم الراحة فتشقوا غدا، والتمسوا الخير.
ولعلنا
جميعا في هذا
الموقف
نستنكر هذا
التهجم الوقح
على من أرسل
رحمة
للعالمين
سيدنا محمد
صلى الله عليه
وسلم،.فما الذى نصنعه أيها السادة وقد أنكرنا؟
فلنتأمل معا ما رواه سيدنا عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه
وسلم (إنكم سترون بعدى أثرة وأمورا تنكرونها، قيل: فما تأمرنا؟ قال: أدوا إليهم
حقهم وسلوا الله حقكم) من حلية الأولياء.
فيلزم
أن نتوجه
لهؤلاء
الجهلة
برسالتنا كاشفين
عظمتها وأنها
عالمية شاملة
لا تعرف سوى
البناء
والرحمة
والسماحة،
وتاريخنا
الإسلامى
العظيم خير
شاهد على ذلك،
فلنرسل إليهم عطاء
أجدادنا
ومواقفهم
العظيمة، ولا
نترك الساحة
في ظل هذه
الحماسة
للمغرضين
والحاقدين
والمتربصين
بأمتنا، فهذا
حق لمن لا
يعرف. وينبغى أن
نؤدى ما علينا
كما سبق
وأوضحت سلوكا
ومعاملة،
واحذروا يا
أتباع الحبيب
صلى الله عليه
وسلم من الكسل
والضجر،
فالمعركة
مستمرة إلى أن
تقوم الساعة،
ولنتأمل ما
قال سيدنا
محمد بن على
الباقر لابنه
رضى الله
عنهما: يا بنى
إياك والكسل
والضجر،
فإنهما مفتاح
كل شر، إنك إن
كسلت لم تؤد
حقا، وإن ضجرت
لم تصبر على
حق، فتلك هى
المرتبة
الكبرى من
الجهاد. فالمعاملات
الإسلامية
وهى ثمرة
العقيدة تحتاج
منا إلى
الجهاد
والمقاتلة،
ولتتأملوا معى
قول سيدنا عمر
بن الخطاب رضى
الله عنه: لا
تنظروا إلى
صيام أحدٍ ولا
صلاته، ولكن
انظروا إلى
صدق حديثه إذا
حدث وأمانته
إذا أؤتمن
وورعه إذا شفى
(أى أشرف على
الدنيا
وأقبلت عليه). فلا
تنشغلوا
بالسباب
والشتم، فليس
هذا صنيعنا
وليست تلك
بضاعتنا،
فأصحاب
الدعوة يتعاملون
بالحكمة
والموعظة
الحسنة
والثبات وصلاح
القلوب، فكما
قال مطرف بن
عبد الله
الشخير رضى
الله عنه: صلاح
القلب بصلاح
العمل وصلاح
العمل بصلاح النية،
فلقد تعرض صلى
الله عليه
وسلم في حياته
للعديد من
ألوان الأذى
فثبت وثبت
أصحابه وواجهوا
المشركين
والمنافقين
بأخلاق دينهم
العظيم،
فسادوا على
هؤلاء ومكنوا
لدينهم ونشروا
رسالة ربهم. فالمواجهة باتت
عملية فمعا نستعيد حياتنا بالتزام هدى قدوتنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
�والله
الموفق
والهادى إلى
سواء السبيل
حامد
شعبان
|