ذو الـكـفـل

ميلاد الإمام الحسين رضى الله عنه

قرأت لك

سيدي بن سيرين

 

ذو الـكـفـل

قيل إن اليسع لما كبر قال: لو استخلفت رجلا على الناس أنظر كيف يعمل، فقال: من يتكفل لى بثلاث: بصيام النهار وقيام الليل وألا يغضب وهو يقضى؟ فقال رجل من ذرية العيص: أنا، فرده ثم قال مثلها من الغد، فقال الرجل: أنا، فاستخلفه فوفى فأثنى الله عليه فسمى ذا الكفل، لأنه تكفل بأمر.

قال أبو موسى ومجاهد وقتادة وقال عمرو بن عبدالرحمن بن الحارث وقال أبو موسى عن النبى صلى الله عليه وسلم (إن ذا الكفل لم يكن نبيا ولكنه كان عبدا صالحا فتكفل بعمل رجل صالح عند موته وكان يصلى لله كل يوم مائة صلاة فأحسن الله الثناء عليه).

قال كعب: كان فى بنى إسرائيل ملك كافر فمر ببلاده رجل صالح فقال: والله إن خرجت من هذه البلاد حتى أعرض على هذا الملك الإسلام، فعرض عليه فقال: ما جزائى؟ قال: الجنة -ووصفها له- قال: من يتكفل لى بذلك؟ قال: أنا، فأسلم الملك وتخلى عن المملكة وأقبل على طاعة ربه حتى مات، فدفن فأصبحوا فوجدوا يده خارجة من القبر وفيها رقعة خضراء مكتوب فيها بنور أبيض: إن الله قد غفر لى وأدخلنى الجنة ووفى عن كفالة فلان، فأسرع الناس إلى ذلك الرجل بأن يأخذ عليهم الإيمان، ويتكفل لهم بما تكفل به للملك، ففعل ذلك فأمنوا كلهم فسمى ذا الكفل.

وقيل: كان رجلا عفيفا يتكفل بشأن كل إنسان وقع فى بلاء أو تهمة أو مطالبة فينجيه الله على يديه.

وقيل: سمى ذا الكفل لأن الله تعالى تكفل له فى سعيه وعمله بضعف عمل غيره من الأنبياء الذين كانوا فى زمانه.

اتفق الجمهور على أنه نبي وقال الحسن: هو نبى قبل إلياس، وقيل: هو زكريا بكفالة مريم ﴿كل من الصابرين﴾ أى على أمر الله والقيام بطاعته واجتناب معاصيه ﴿وأدخلناهم فى رحمتن﴾ أى فى الجنة، وفى دمشق الشام إحياء الختام من ليالى مولد صاحب المقام.

ميلاد الإمام الحسين رضى الله عنه

قال ابن جرير: فى ليال خلون من شعبان منها، ولد الحسين بن على من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضى الله عنهم، قال ابن إسحاق: حدثنى يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثى أن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى حدثه: أنه كان بين الحسين بن على بن أبى طالب، وبين الوليد بن عتبة بن أبى سفيان -والوليد يومئذ أمير المدينة أمّره عليها عمه معاوية بن أبى سفيان- منازعة فى مال كان بينهما بذى المروة، فكان الوليد تحامل على الحسين فى حقه لسلطانه، فقال له الحسين: احلف بالله لتنصفنى من حقى، أو لآخذن سيفى ثم لأقومن فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لأدعون بحلف الفضول، قال: فقال عبد الله بن الزبير -وهو عند الوليد حين قال له الحسين ما قال- وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفى، ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه، أو نموت جميعا، قال: وبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهرى فقال مثل ذلك، وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمى فقال مثل ذلك، فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضى. وقال محمد بن اسحاق: حدثنى أبان بن صالح عن عكرمة قال: أفضت مع الحسين بن على، فما أزال أسمعه يلبى حتى رمى جمرة العقبة، فلما قذفها أمسك، فقلت: ما هذا؟ فقال: رأيت أبى على بن أبى طالب يلبى حتى رمى جمرة العقبة، وأخبرنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.

الإخبار باستشهاد سيدنا الحسين
بن على رضى الله عنهما

وقد ورد فى الحديث بمقتل الإمام الحسين فقال فيما أورد الإمام أحمد عن ثابت عن أنس قال: استأذن ملك المطر أن يأتى النبى صلى الله عليه وسلم فأذن له، فقال لأم سلمة: احفظى علينا الباب لا يدخل علينا أحد فجاء الحسين بن على فوثب حتى دخل فجعل يصعد على منكب النبى صلى الله عليه وسلم فقال له الملك: أتحبه ؟ فقال النبى - صلى الله عليه وسلم: نعم، قال: فإن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذى يقتل فيه، قال: فضرب بيده فأراه ترابا أحمر فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته فى طرف ثوبها، قال: فكنا نسمع يقتل بكربلاء.

قرأت لك

بعد غياب طويل عن الصواب وبعد أن امتلأت المكتبات بكتب لا تسمن ولا تغنى من جوع ظهر على ساحة الفكر الدينى كتاب (يهدى ولا يباع بثمن) صغير الحجم عملاق الفائدة يناقش قضايا عقائدية طالما ضربها جدل تحكمت فيه الأفكار الغريبة التى سادت فى الخمسين سنة الماضية ناقش الكتاب بموضوعية وعقلانية متطورة تلك القضايا التى كانت مسلمات فى العصور الماضية ولكنها صارت مثار كل خلاف فى أيامنا، وميزة هذا الكتاب أنه لم يأت بجديد فى الدين إلا فى أسلوب تميز بالسلاسة والموضوعية والإحتكام لأقوال العلماء العاملين الذين كانوا قدوة للأمة بأقوالهم وأفعالهم وكانوا على رأس الفتوى بالعلم والعمل، أى أنه أعادنا للأصل القديم، وكتاب البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم لفضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور/ على جمعة هو كتاب يستحق القراءة مئات المرات لأنه حسم خلاف وداوى أمراض عضال قد استحكمت وغلبت على عقول مرضت بأمراض عقائدية واستشرى ذلك المرض فى قلوب العامة الذين أخذوا ثقافتهم من هؤلاء الذين تسموا ظلما بعلماء الأمة الإسلامية وأنكروا كل ما أقره العلماء السابقون حتى أنكروا ما اجتمع عليه علماء القرون الثلاثة الأولى بل وقرن الصحابة، ولقد قرأت لأحدهم ينتقد توسل سيدنا عمر بالقبر الشريف وقال بالحرف الواحد (هذا الحديث بالرغم من صحته فإنه دعوة شركية) وفى ذلك انتقاد لسيدنا بلال بن الحارث المزنى وهو صحابى وانتقاد بل واتهام لسيدنا عمر وهو خليفة راشد مهدى وانتقاد للعلامة الحافظ العسقلانى.

ولكن هذا الكتاب الذى بين أيدينا ما هو إلا صرخة حق فى وجه الباطل بلا خوف أو وجل بارك الله فى فضيلة الشيخ على جمعة وزاده هدى وكفاه شر إخوان الشياطين.

ورايات العز تنشر تباعا بعض الأجوبة من هذا الكتاب القيم بين صفحاتها حتى يتيسر لنا لقاء مع فضيلته إن شاء الله تعالى.

سيدي بن سيرين

إن (علم التعبير) علم بقوانين كلية يبنى عليها المعبر عبارة ما يُقص عليه، وتأويله كما يقولون: البحر يدل على السلطان، وفى موضع آخر يقولون: البحر يدل على الغيظ، وفى موضع آخر يقولون: البحر يدل على الهم والأمر الفادح، ومثل ما يقولون: الحية تدل على العدو، وفى موضع آخر يقولون: هى كاتم سر، وفى موضع آخر يقولون: تدل على الحياة، وأمثال ذلك، فيحفظ المعبر هذه القوانين الكلية، ويعبر فى كل موضع بما تقتضيه القرائن، التى تعين من هذه القوانين، ما هو أليف بالرؤيا، وتلك القرائن منها فى اليقظة ومنها فى النوم، ومنها ما ينقدح فى نفس المعبر بالخاصية التى خلقت فيه -وكل ميسر لما خلق- ولم يزل هذا العلم متناقلا بين السلف، وكان محمد بن سيرين فيه من أشهر العلماء، وكتب عنه فى ذلك القوانين، وتناقلها الناس لهذا العهد، وألف الكرمانى فيه من بعده، ثم ألف المتكلمون المتأخرون، وأكثروا، والمتداول بين أهل المغرب لهذا العهد كتب ابن أبى طالب القيروانى من علماء القيروان مثل (الممتع) وغيره وكتاب (الإشارة) للسالمى وهو علم مضئ بنور النبوة للمناسبة بينهما، كما وقع فى الصحيح، والذى تمهر فى علم التعبير من السلف هو محمد بن سيرين، ومن عجائب تعبيراته أنه رأى رجل يختم على أفواه الرجال، والنساء، وفروج هؤلاء، فعبرها ابن سيرين: بأنك مؤذن أذنت فى رمضان، قبل طلوع الفجر، وكان كذلك، ويحكى أن رجلا سأله أنه رأى أنه يدخل الزيت فى الزيتون، فقال ابن سيرين: إن صدقت فالتى تحتك أمك فاضطرب الرجل فتفحص عنها، فكانت أمه لأنها سبيت بعد أبيه، فاشتراها ابنه. قال ابن خلدون رحمه الله: هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث فى الملة، عندما صارت العلوم صنائع، وكتب الناس فيها، ؟وفى شارع الأشرف بمصر العتيقة حيث يقيم سيدى محمد بن سيرين (مفسر الأحلام) مع رفيقه سيدى عبد الغنى البلاسى (حلال العقد) كانت الإحتفال بالمولد الرجبى الذى حضره آلاف من عشاق أصحاب المقام.