خلق القرآن

ختام الصلاة

شراب الوصل

الشهر الحرام

 

خـلـق الـقـرآن

كان أحمد بن نصر الخزاعي من أهل العلم والديانة والعمل الصالح والاجتهاد في الخير، وكان من أئمة السنة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وكان ممن يدعو إلى القول بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وكان الخليفة الواثق من أشد الناس في القول بخلق القرآن، يدعو إليه ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، اعتماداً على ما كان عليه أبوه قبله وعمه المأمون، من غير دليل ولا برهان، ولا حجة ولا بيان، ولا سنة ولا قرآن،فقام أحمد بن نصر هذا يدعو إلى الله وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن النكر والقول بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، في أشياء كثيرة دعا الناس إليها، فاجتمع عليه جماعة من أهل بغداد، والتف عليه من الألوف أعداد، وانتصب للدعوة إلى أحمد بن نصر هذا رجلان وهما: أبو هارون السراج يدعو أهل الجانب الشرقي، وآخر يقال له: طالب يدعو أهل الجانب الغربي فاجتمع عليه من الخلائق ألوف كثيرة، وجماعات غزيرة،فلما كان شهر شعبان من هذه السنة انتظمت البيعة لأحمد بن نصر الخزاعي في السر على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والخروج على السلطان لبدعته ودعوته إلى القول بخلق القرآن، ولما هو عليه وأمراؤه وحاشيته من المعاصي والفواحش وغيرها،فتواعدوا على أنهم في الليلة الثالثة من شعبان - وهي ليلة الجمعة - يضرب طبل في الليل فيجتمع الذين بايعوا في مكان اتفقوا عليه، وأنفق طالب وأبو هارون في أصحابه ديناراً ديناراً، وكان من جملة من أعطوه رجلان من بني أشرس، وكانا يتعاطيان الشراب،فلما كانت ليلة الخميس شربا في قوم من أصحابهم واعتقدا أن تلك الليلة هي ليلة الوعد، وكان ذلك قبله بليلة، فقاما يضربان على طبل في الليل ليجتمع إليهما الناس، فلم يجيء أحد وانخرم النظام وسمع الحرس في الليل فأعلموا نائب السلطنة، وهو محمد بن إبراهيم بن مصعب، وكان نائباً لأخيه إسحاق بن إبراهيم، لغيبته عن بغداد، فأصبح الناس متخبطين،واجتهد نائب السلطنة على إحضار ذينك الرجلين فأحضرا فعاقبهما فأقرا على أحمد بن نصر، فطلبه وأخذ خادماً له فاستقره فأقر بما أقر به الرجلان، فجمع جماعة من رؤوس أصحاب أحمد بن نصر معه وأرسل بهم إلى الخليفة بسر من رأى، وذلك في آخر شعبان،فأحضر له جماعة من الأعيان وحضر القاضي أحمد بن أبي داؤد المعتزلي، وأحضر أحمد بن نصر ولم يظهر منه على أحمد بن نصر عتب، فلما أوقف أحمد بن نصر بين يدي الواثق لم يعاتبه على شيء مما كان منه في مبايعته العوام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيره، بل أعرض عن ذلك كله وقال له: ما تقول في القرآن؟ فقال: هو كلام الله،قال: أمخلوق هو؟قال: هو كلام الله،وكان أحمد بن نصر قد استقتل وباع نفسه وحضر وقد تحنط وتنور وشد على عورته ما يسترها فقال له: فما تقول في ربك، أتراه يوم القيامة؟فقال: يا أمير المؤمنين ! قد جاء القرآن والأخبار بذلك، قال الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ v إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة﴾ القيامة: 22، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلـم: (إنكـم ترون ربكـم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته)، فنحن على الخبر، قال الواثق: ويحك ! أيرى كما يرى المحدود المتجسم؟ ويحويه مكان ويحصره الناظر؟ أنا أكفر برب هذه صفته،قلت: وما قاله الواثق لا يجوز ولا يلزم ولا يرد به هذا الخبر الصحيح،ثم قال أحمد بن نصر للواثق: حدثني سفيان بحديث يرفعه: إن قلب ابن آدم بأصبعين من أصابع الله يقلبه كيف شاء،وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك،فقال له إسحاق بن إبراهيم: ويحك ! انظر ما تقول،فقال: أنت أمرتني بذلك،فأشفق إسحاق من ذلك وقال: أنا أمرتك؟ قال: نعم ! أنت أمرتني أن أنصح له،فقال الواثق لمن حوله: ما تقولون في هذا الرجل؟ فأكثروا القول فيه،فقال عبد الرحمن بن إسحاق - وكان قاضياً على الجانب الغربي فعزل وكان مواداً لأحمد بن نصر قبل ذلك -: يا أمير المؤمنين هو حلال الدم،وقال أبو عبد الله الأرمني صاحب أحمد بن أبي داؤد: اسقني دمه يا أمير المؤمنين،فقال الواثق: لابد أن يأتي ما تريد، وقال ابن أبي دؤاد: هو كافر يستتاب لعل به عاهة أو نقص عقل،فقال الواثق: إذا رأيتموني قمت إليه فلا يقومن أحد معي، فإني أحتسب خطاي،ثم نهض إليه بالصمصامة - وقد كانت سيفاً لعمرو بن معديكرب الزبيدي أهديت لموسى الهادي في أيام خلافته وكانت صفيحة مسحورة في أسفلها مسمورة بمسامير - فلما انتهى إليه ضربه بها على عاتقه وهو مربوط بحبل قد أوقف على نطع، ثم ضربه أخرى على رأسه ثم طعنه بالصمصامة في بطنه فسقط صريعاً رحمه الله على النطع ميتاً، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

عصام مقبول

ختام الصلاة

نحن الآن بصدد تحديد القراءة بعدد معين:- قال مولانا الشيخ رضى الله عنه عندما سئل عن سبب الأعداد في الأوراد مثل العدد129,6666,100 الخ؟ أجاب رضى الله عنه:

أعداد الأوراد مرة يكون لعدد الاسم ذاته أو الصلاة على النبى أو يكون مثل المسافر فى القطر يريد أن ينزل محطة معينة لو نزل قبلها ما ينفع ولو نزل بعدها ما ينفع والأعداد ثابتة في كل العبادات الفرائض والنوافل للرد على المنكرين فهي مربوطة والدين كله أعداد. وسئل رضى الله عنه: من أين جاء الأولياء بالأعداد والأرقام التي نقولها فى الأوراد والذكر؟ أجاب رضى الله عنه: ما فى حاجة بدون عدد كله بالأرقام الصلاة بعدد والصيام بعدد والزكاة بعدد والحج بعدد والدين كله مقيد والشريعة كلها مقيدة بالأعداد؟ لما حد يسألك قول له كده.. قل له هات لي حاجة مفهاش أعداد. وسئل رضى الله عنه: هل فيه من الأحاديث أو الآيات ما يؤيد هذا الكلام؟

أجاب رضى الله عنه: أولاً الدين كله مقيد (الصلاة والصوم والزكاة) فمن أين يأتى الإطلاق.

وسئل رضى الله عنه: هل فيه سند لارتباط الحروف بالأرقام؟ أجاب رضى الله عنه: أيوة وهذا يرجع إلى سيدنا عيسى هو اللي عمل الحاجات دى وكان معترف بها واللي يقول غير كده هو اللي يجيب دليله. وسئل رضى الله عنه: بسم الله الرحمن الرحيم 19 حرف فما علاقتهم بزبانية جهنم؟ أجاب رضى الله عنه: أهو ربنا وصفه كده ما حسبنا الله ونعم الوكيل 19 وكثير آيات 19 - وسئل رضى الله عنه: ما الحكمة من العدد؟ أجاب: العدد زي المحطات إذا قطعنا تذكرة كنا ما شين البلد الفلانى إذا زودنا فيه مش راح يوديتا المحطة الثانية - إذا نقصنا مش راح ينزلنا فى محطة قبل منها الأعداد زي التذاكر.

رابعاً:- سورة الفاتحة؟ مرة واحدة.

أخرج الواحدي في أسباب النزول والثعلبي فى تفسيره عن سيدنا ومولانا الإمام على كرم الله وجهه ورضى الله عنه قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش. الدر المنثور ح1 ص8.

وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهى السبع المثاني وهى مقسومة بيني وبين عبدي نصفين. ابن كثير ح1 ص10 تفسير الفاتحة.

أخرج الدار قطني والحاكم عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أم القرآن عوض عن غيرها وليس غيرها عوض عنه. الدر المنثور ح1 ص12.

أخرج الديلمى فى مسند الفردوس عن عمران بن حصين مرفوعا: فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤها عبد فى دار فتصيبهم فى ذلك اليوم عين أنس أو جن. الدر المنثور ح1 ص.11

وفى الحديث: يا محمدا كرمت أمتك بسورة ليست فى الكتب من قرأها حرمت جسده على النار. نزهة المجالس ح1 ص33.

وسئل مولانا الشيخ رضى الله عنه: ليه الفاتحة أم الكتاب؟ أجاب رضى الله عنه: الفاتحة أم الكتاب عشان جمعت معاني الاسم الله والاسم الله أم الأسماء (ولله الأسماء الحسنى)

وقال رضى الله عنه:

وإني فى أم الكتاب مهذب���������� وإني فرع فى أصيل المنابت

ما دون بشأن قراءة الفاتحة دبر الصلوات المكتوبة:

عن سيدنا ومولانا الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله عنه: عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن آية الكرسي والفاتحة وآيتين من آل عمران.. شهد الله أنه لا اله إلا هو.. الآية؟ وقل اللهم مالك الملك.. الآية.لما أراد الله أن ينزلها تعلقن بالعرش وقلن: أنهبط إلى أرضك وإلى من يعصيك فقال: وعزتي وجلالي لا يقرئكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه وسكنته بحظيرة القدس ونظرت إليه كل يوم سبعين نظرة وقضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة.... رواه ابن السني. الصفورى نزهة المجالس ح1 ص49. وللحديث بقية.....

الأستاذ سعيد أمين

شراب الوصل

تواكبت الأقطاب يوم إجابتــي       تزاحمت الأملاك تخدم روضتي

يوم ان أجبت لداعي الله لحبي للقاءه أ تت الأقطاب تتواكب للقائي فقد صدق الرسول الكريم بقوله صلى الله عليه وسلم (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) وإذا كان شهيد الجهاد الأصغر في روضة من رياض الجنة فمابالك فيمن قال فيهم الباري جل شأنه في سورة فصلت ﴿نَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُون(30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32)﴾ فقد تزاحمت الملائكة التي تنزلت لخدمة روضته الشريفة جزاء إستقامته ووفاء من الله بوعده في كتابه المنزل وقوله تعالى: ﴿ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم﴾ أي في الآخرة. ﴿ولا هم يحزنون﴾ لفقد الدني. وقيل: لا خوف عليهم ولا هم يحزنون أي من تولاه الله تعالى وتولى حفظه وحياطته ورضي عنه فلا يخاف يوم القيامة ولا يحزن؛ قال الله تعالى: ﴿إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنه﴾ أي عن جهنم مبعدون إلى قوله ﴿لا يحزنهم الفزع الأكبر﴾ [الأنبياء:101 - 103]. وروى سعيد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: من أولياء الله؟ فقال: (الذين يذكر الله برؤيتهم). وقال عمر بن الخطاب، في هذه الآية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء تغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله تعالى). قيل: يا رسول الله، خبرنا من هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم. قال: (هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطون بها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس) ثم قرأ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أولياء الله قوم صفر الوجوه من السهر، عمش العيون من العبر، خمص البطون من الجوع، يبس الشفاه من الذوي. وقيل: لا خوف عليهم في ذريتهم، لأن الله يتولاهم. ولا هم يحزنون على دنياهم لتعويض الله إياهم في أولاهم وأخراهم لأنه وليهم ومولاهم.؟

شيخ أبوه

الشهر الحرام

الشهر الحرام هو اسم جنس، والمراد الأشهر الثلاثة بإجماع من العرب، فقرر الله فى قلوبهم حرمتها، فكانوا لا يروعون فيها سربا أى نفسا ولا يطلبون فيها دما ولا يتوقعون فيها ثأرا، حتى كان الرجل يلقى قاتل أبيه وابنه وأخيه فلا يؤذيه، واقتطعوا فيها ثلث الزمان. ووصلوا منها ثلاثة متوالية، فسحة وراحة ومجالا للسياحة فى الأمن والاستراحة، وجعلوا منها واحدا منفردا فى نصف العام دركا للاحترام، وهو شهر رجب الأصم ويسمى مضر، وإنما قيل له: رجب الأصم؛ لأنه كان لا يسمع فيه صوت الحديد، ويسمى منصل الأسنة؛ لأنهم كانوا ينزعون فيه الأسنة من الرماح، وهو شهر قريش، وله يقول عوف بن الأحوص:

وشهر بنى أمية والهدايـا      إذا سيقت مضرجها الدماء

وسماه النبى صلى الله عليه وسلم شهر الله؛ أى شهر آل الله، وكان يقال لأهل الحرم: آل الله. ويحتمل أن يريد شهر الله؛ لأن الله متنه وشدده إذ كان كثير من العرب لا يراه، ثم يسر لهم الإلهام، وشرع على ألسنة الرسل الكرام الهدى والقلائد، فكانوا إذا أخذوا بعيرا أشعروه دما، أو علقوا عليه نعلا، أو فعله ذلك الرجل بنفسه من التقليد على ما تقدم بيانه أول السورة لم يروعه أحد حيث لقيه، وكان الفيصل بينه وبين من طلبه أو ظلمه حتى جاء الله بالإسلام وبين الحق بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فانتظم الدين فى سلكه، وعاد الحق إلى نصابه، فأسندت الإمامة إليه، وانبنى وجوبها على الخلق عليه وهو قوله سبحانه ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض﴾.