رمضان في سائر البلدان
n�موريتانيا .. من التقاليد العريقة أن أهالى
البلاد يتشوقون لرؤية هلال رمضان، وهذا دليل على الاهتمام الزائد بهذا الشهر، ففى
رمضان يشعر الموريتانيون على اختلاف طبقاتهم بنكهة روحية عارمة تلامس القلوب وتعدل
السلوك وتُكيفه إلى درجة كبيرة مع قدسية الشهر وعظمته فى قلوب عامة المسلمين،
فالموريتانى العادى ينتقل نقلة نوعية بحلول شهر رمضان تكاد تكون ملموسة، فالشاب
الذى كان نصيبه من العبادة محدودا وبضاعته من العلم مُزجاة، تراه يتردد على المساجد
وعلى حلق العلم، ويبتعد عن كل سلوك لا يتناسب وروح الشهر المبارك، وترى الغنى الذى
كان منهمكا فى تنمية موارده، بمنأى عن التبذير، بل وبمنأى عن الإنفاق فى وجوه
الخير، تراه يفيض جودا ويتتبع مواقف الخير ينفق فيها أمواله دون حساب، وتختلف
العامة فى الابتهاج بالشهر والانصياع للأمر بصيامه وقيامه، إلا أنه لا أحد يتجرأ
على انتهاك حرمته على أعين الملأ، فالمريض والمسافر يلجآن إلى التوارى عن الأنظار
بما ينافى الصوم، لأن الإفطار فى نهار رمضان يعتبر وصمة عار على جبين من يتظاهر به،
وهذه فى الحقيقة سمة بارزة فى أقطار المغرب العربى، ومن المظاهر التى تشترك فيها
موريتانيا مع بقية الأقطار الإسلامية صلاة التراويح، فالمساجد تعج بالمصلين، وحتى
الذين لم يتعودوا كثيرا المثابرة على النوافل فإنهم يحرصون على التراويح حرصهم على
الصلوات الخمس، ليُشنفوا أسماعهم بالاستماع إلى القرآن الكريم كاملا ولو مرة واحدة
فى السنة، ومن عادة الموريتانيين فى مجال العبادة المثابرة على قراءة التفسير فى
بعض المساجد والبيوت، كما ينظم بعضهم حلقا لتدارس كتب الحديث وبخاصة البخارى ومسلم
وغيرهم فيما بين صلاة المغرب ؟بعد الإفطار مباشرة؟ وصلاة العشاء.
وللموريتانيين عاداتهم فى وجبات الإفطار، والواقع أن الوجبات
الموريتانية فى شهر رمضان لا تختلف كثيرا عن بعضها ويكاد الغنى والفقير يتساويان
فى نوع الوجبات الرمضانية،عند غروب الشمس يتناول الصائم بعض التمر ثم يتناول حساء
ساخنا، ويقولون: إن معدة الصائم يلائمها الساخن فى بداية الإفطار أكثر مما يلائمها
البارد، ثم يقيمون الصلاة فى المساجد أو البيوت، وعند الانتهاء منها يشربون بعض
اللبن الممزوج بالماء ويُسمونه (الزريك) باللهجة العربية المحلية، وهو ما يسميه
العرب قديما� (المذق) والوجبة الثانية من
وجبات الإفطار هى آنية اللحم والبطاطس والخبز، والناس هناك تختلف عاداتها فى توقيت
هذه الوجبة: فمنهم من يتناولها مباشرة بعد الفراغ من صلاة المغرب، ومنهم من يؤخرها
إلى ما بعد صلاة العشاء والتراويح، ثم يشربون بعدها الشاى الأخضر، والحقيقة أن
الشاى الأخضر لا توقيت له، فهم يشربونه الليل كله، ولا يستثنون منه إلا وقت الصلاة،
وبمجرد الانتهاء من وجبات الإفطار الأولية والفراغ من صلاة التراويح يبدأ الناس
يتنقلون فى أطراف القرية لتبادل الزيارات واحتساء كؤوس الأناى -وهو الشاى الأخضر
المخلوط بالنعناع- عند الأصدقاء وتبادل أحاديث السمر التى لا تتقيد بموضوع معين.
n�أما
فى ماليزيا فيستقبل المسلمون شهر رمضان بفرحة ما بعدها فرحة، ففى هذا الشهر الكريم
تتبدل أنماط معيشتهم وتتغير بدرجة كبيرة، حيث يصبح شاغلهم الأكبر قراءة القرآن
الكريم وارتياد المساجد، فرمضان فى هذه البلاد -وفى غيرها- هو شهر الخير والبركة،
ومنذ أواخر شهر شعبان تشتد الحركة فى الأسواق، فيشترى المسلمون حاجياتهم الغذائية،
ويقومون بتنظيف أرضيات المساجد وغسل سجادها أو تجديده، أما فى ليلة التاسع والعشرين
من شعبان، فيقوم بعض الأفراد بتحرى رؤية الهلال، إذ تصدر وزارة الشئون الدينية
بيانا بهذا الشأن يذاع عبر وسائل الإعلام المختلفة، فتقوم البلديات برش الشوارع
بالماء وتنظيف الساحات ووضع حبال الزينة والمصابيح الكهربائية فى الشوارع الرئيسية،
ويقوم المسلمون بتبادل التهانى فيما بينهم، ويعلق أصحاب المحال التجارية لافتات كتب
عليها عبارات التهنئة بدخول شهر الصوم، مثل: شهر مبارك، وشهر رمضان الذى أنزل فيه
القرآن، وغيرها، وغالبا ما تكون باللغة العربية، وتضاء مآذن المساجد طول الليل،
وتعلن المساجد دخول شهر الصوم من خلال مكبرات الصوت، أما فى القرى والأرياف، فيحتفل
المسلمون هناك بدخول الشهر بالتجمع فى المساجد وتهنئة بعضهم بعضا، ويعلنون عن دخوله
بقرع الطبول، وتسمى (الدوق) حيث تعلن الطبول دخول شهر الصوم، ويبتهج السكان بدخول
شهر الرحمة والمغفرة، وعند الإفطار، يقوم الأغنياء والتجار القادرون بإقامة الموائد
فى المساجد والشوارع فى المدن، أما فى القرى، فيقوم الناس بتبادل وجبات الإفطار
فيما بينهم، ومن أشهر الوجبات على الإفطار فى ماليزيا: الأرز كطعام رئيسى وبجانبه
خضار أو دواجن أو لحوم، وهناك أيضا الحساء والدجاج بالكارى، كما تتناول الأسرة
الماليزية طوال العام وبصفة خاصة فى شهر رمضان أكلة شعبية اسمها (الغترى مندى) كما
أن هناك أكلات أخرى، منها مثلا ما يسمى (بادق) وهذه تصنع من الدقيق، إلى جانب أكلات
أخرى هى الكتوفق والدودول والتافاى المصنوع من الأرز، ولعل أشهر أكلات رمضان لدى
المسلمين فى ماليزيا هى التمر والأرز واللحوم والدجاج، كما يتصدر الموز والبرتقال
قائمة الفواكه، وتفتح المساجد أبوابها طوال هذا الشهر، وتضاء المآذن المرتفعة أيضا،
ومن أهم المساجد الجامعة الكبيرة هناك المسجد الوطنى فى العاصمة كوالالمبور الذى
يتسع لخمسة عشر ألف مصل، ومساحته ستون ألف متر مربع، وكذلك مسجد صلاح الدين فى
ولاية سيلانجور الذى يعد من أجمل وأكبر مساجد العالم، ومسجد ينجيرى فى ولاية سرواك،
وعند صلاة المغرب يحضر المسلمون الأغنياء ومعهم بعض الأطعمة والأشربة وتُمد على
مفارش طويلة فى الأروقة، وبعد الانتهاء من صلاة المغرب، يذهب المصلون إلى تناول
وجبة الإفطار، وغالبا ما تخرج الأسرة كلها للصلاة فى المسجد، ويمتاز الماليزيون
بالهدوء والنظام، فيقف الرجال والصبيان وراء الإمام، والنساء فى مؤخرة المسجد،
وكثيرا ما ترى البخور مشتعلا فى زوايا المساجد احتفالا بشهر رمضان، وكذلك يقوم بعض
الأغنياء برش العطور والروائح الجميلة فى المساجد، وعند صلاة العشاء والتراويح
يجتمع المصلون مرة ثانية فى المساجد ويؤدون صلاتهم، وبعدها يقرؤون من كتاب الله،
وعند استراحتهم يتناولون بعض الفاكهة والحلوى، والماليزيون يودعون شهر الصوم بختم
القرآن الكريم فى المساجد والمدارس والبيوت والتلفاز والإذاعة وغيرها، وتقام
الاحتفالات لختمه، كذلك تقام الزينات، وتضاء الشوارع، وترفع اللافتات العربية مرة
أخرى، مهنئة المسلمين بقدوم العيد المبارك.
n�إن
سكان ليبيريا 4 ملايين نسمة، ولا يتجاوز عدد المسلمين فيها أكثر من
51% من إجمالى
السكان، وبالرغم من هذا عندما يأتى الزائر إلى ليبيريا فى شهر رمضان يشعر أن جميع
السكان مسلمون، حيث يعلق المسلمون الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة
المحفورة على ألواح من الخشب، تأخذ أشكالا زخرفية جميلة فى الشوارع وعلى البيوت
وأعمدة النور، وتزين بالأضواء، وتملأ كل مكان فى أراضى ليبيريا فى المدن والقرى،
وتعتبر قبيلة مادنجو (59% منها مسلمون) مصدرا للاحتفال برمضان فى أنحاء ليبيريا،
وتجهز سيدات القبيلة أكلات خاصة من الأرز تسمى (يرويم) ومنه أنواع عديدة تصل إلى
عشرات الأكلات، وتوزع السيدات اليروريم على الأسر غير المسلمة التى تشارك المسلمين
شهر رمضان، وتقيم القبيلة طوال الشهر موائد فى الطرقات أوقات الإفطار، ويحرص أى شخص
من كل أسرة على الإفطار على هذه الموائد فى الشوارع بالتناوب، وتعتمد القبائل فى
رؤية هلال شهر رمضان على الأشخاص الذين يصعدون للأماكن المرتفعة، ويبلغ مَن رأى
الهلال شيخ القبيلة ويبدءون الصوم من اليوم التالى، وعندما يثبت هلال الشهر المبارك
يضرب الرجال على بعض الآلات الخشبية والنحاسية ضربات معينة تصدر أصواتا موسيقية
تعرف بألحان رمضان، تستمر طوال أيام الشهر بضعة ساعات كل ليلة، وتعتبر هذه الآلات
من مظاهر الاحتفال والفرحة فى ليبيريا بقدوم شهر رمضان المبارك، وتُخصص وسائل
الإعلام الليبيرية بداية من ليلة الجمعة وحتى بعد صلاة الجمعة للبرامج الدينية
وتفسير القرآن طوال أيام رمضان فقط، ولذلك يجلس المسلمون أمام وسائل الإعلام طوال
ليالى الجُمع فى شهر رمضان يشاهدون ويستمعون لهذه النوعية من البرامج التى لا
يرونها فى حياتهم سوى أربعة أيام فى رمضان، ويقدمها عدد من علماء الدين من بعض
البلدان الإسلامية لمسلمى ليبيريا، ويعرف المسلمون فوانيس رمضان التى تصنع من بعض
الأنواع من الأخشاب وتعلق فى المساجد والبيوت، ويحمل الأطفال والشباب الفوانيس
الصغيرة فى الشوارع ويتغنون بليالى رمضان ومباهجه، كما يعرف المجتمع الإسلامى فى
ليبيريا المسحراتى ويسمونه هناك (بابالى) وهو يحمل بعض الأطباق ويضرب ببعضها البعض،
لتحدث أصواتا معينة رمزا للطعام، ويبدأ المسحراتى مسيرته فى الشوارع قبل الفجر
بساعات ثلاث، وهو يعرف بيوت المسلمين جيدا، وينادى على أصحابها بالاسم ويردد
الشهادتين وبعض الأغانى الدينية.
n�وفـي
سوريا يستقبل الدماشقة شهر رمضان بإثبات مولد هلال الشهر، وهذا الأمر يلتزمون فيه
على أسس علمية، وقد جرت العادة أن يجلس القضاة والعلماء والوجهاء فى ليلة التاسع
والعشرين من شعبان فى المسجد الأموى خلال الساعات التى يتوقع فيها ظهور هلال شهر
رمضان لإعلان الصيام، وكان لكل مدينة مجلس مماثل لمدينة دمشق، أصبحت فيما بعد على
اتصال دائم بدمشق، أما الآن فقد أصبح المجلس ينعقد فى المحكمة الشرعية لتبليغ
الرؤية وإثبات ميلاد الهلال، فإن جرى الإثبات تُنار المساجد وتُضرب المدافع إيذانا
ببدء الصيام، ومن الشخصيات المرتبطة بذاكرة الناس فى رمضان (المسحِّر) وحتى الآن
فإن أهل دمشق لا يزالون يعتمدون ويؤكدون على وجود المسحِّر فى رمضان، وفى الماضى
كان يسحِّر مدينة دمشق مسحراتى واحد، يصعد على مكان مرتفع ومعه طبل كبير يضرب عليه،
ويصيح بأعلى صوته (يا سامعين ذكر النبى ع المصطفى صلوا، لولا النبى ما انبنى جامع
ولا صلوا) ومع اتساع المدينة وتزايد عدد سكانها تزايد عدد المسحِّرين، حتى أصبح لكل
حى مسحِّر خاص به، وكانت تلك الحرفة تنحصر فى عائلات تتوارث العمل، وهذا ما يفسر
خروج المسحِّر مع ولد صغير، وغالبا ما يكون ابنه، يساعده فى حمل السلة التى يجمع
فيها أعطيات الطعام، وليتعلم منه أصول الصنعة وآدابها، ويمرون بالأبواب يقرعونها
بعصيهم الصغيرة، ويرددون بأصواتهم التى تتفاوت فى الخشونة والحدة عبارات رمضان
التقليدية، والتى تشكل حتى اليوم جزءا لا يتجزأ من شخصية أولئك المسحرين (يا نايم
وحد الدايم، يا نايم وحد الله، قوم يا بو محمد وحد الله، قوم يا بو جاسم، يا بو
صياح: وحدوا الله) ومن الشخصيات التقليدية الطريفة التى كادت تندثر مع وجود
التليفزيون والراديو (الحكواتى) إلا أن بعض المقاهى فى دمشق عادت وأحيت هذا القصّاص
الشعبى، ولاسيما أيام رمضان، حيث يتبوأ مكانه فى صدر المقهى على سدة عالية مجللة
بالسجاد، ويقص على الحضور القصص الشعبية عن عنترة والظاهر بيبرس والزير سالم وأبو
زيد الهلالى، وكان القوم يتخيرون الحكواتى الذى تتوافق براعته وسرعة بديهته،
وأسلوبه فى الإلقاء وتصعيد حبكة الأحداث، وخص الدماشقة هذا الشهر بالمغالاة فى
إعداد موائده، والإفراط فى المرطبات والخشافات والحلوى، ويمكن القول: إنه ما من بيت
دمشقى إلا ويحتفى بمائدة الإفطار التى ينتظرها الصائم مساء كل يوم بما لذ وطاب من
أصناف وألوان الطعام، ولا تكاد تخلو مائدة من أنواع الفتات (الحمص بالزيت أو
السمنة) وفتة المكدوس، كما لا تخلو المائدة من أنواع المشروبات كالحساء، ومائدة
الإفطار فى دمشق لا تخلو من المقبلات، وبخاصة صحن الفول المدمس بالزيت، ومع هذا
الشهر تظهر عند (البغباتية) وهم صناع الحلويات، الحلوى الرمضانية المصنوعة من
الكنافة والجلاش، بالإضافة إلى البرازق والنهش، وتظهر أنواع قمر الدين والنقوع
والزبيب لصنع أنواع الخشافات، كما تظهر أرغفة المعروك وأنواع الخبز الأخرى، وينتشر
باعة المرطبات بعد الإفطار، وقلما تخلو مائدة الإفطار من المرطبات، كما تسود مدينةَ
دمشق خلال شهر رمضان صلات اجتماعية فريدة من نوعها، ففى مساء أيام الأسبوع الأول من
الشهر يتزاور أفراد العائلة للتهانى .
n�أما
جزر القمر فيستعد المسلمون هناك باستقبال شهر رمضان من بداية شهر شعبان، حيث يعدون
المساجد فيشعلون مصابيحها ويعمرونها بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، خلال الشهر
المبارك الذى تكثر فيه حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم، كما تكثر فيه الصدقات
وأفعال الخير، وفى الليلة الأولى من رمضان يخرج السكان حاملين المشاعل ويتجهون إلى
السواحل حيث ينعكس نور المشاعل على صفحة المياه، ويضربون بالطبول إعلانا بقدوم
رمضان، ويظل السهر حتى وقت السحور، ومن الأطعمة الرئيسية على مائدة الفطور فى جزر
القمر الثريد إضافة إلى اللحم والمانجو والحمضيات، وهناك مشروب الأناناس والفواكه
الأخرى.
n�وفى
تنزانيا تجد لشهر رمضان هيبة خاصة لدى المسلمين، وهم يستعدون لاستقباله من منتصف
شهر شعبان بتعليق الزينات والكهرباء فى الشوارع وأمام المساجد وعلى المحال
التجارية، وتكثر الزيارات وتبادل الهدايا بين العائلات، ويصوم معظم مسلمى تنزانيا
يومى الإثنين والخميس من كل أسبوع فى شهر شعبان، إلى أن يحل رمضان فيصوم كل الشعب
المسلم فى تنزانيا، بداية من الأولاد فى عمر
21 سنة وحتى الشيوخ، وهم يصفون المفطر
بالإلحاد والزندقة والكفر، ومن أكبر الآثام التى يعاقب عليها العرف والقانون هناك
أن يتناول المسلم الطعام نهارا فى الشوارع والطرقات، حيث تغلق جميع المطاعم أبوابها
(حتى مطاعم الفنادق) خلال نهار رمضان ولا تفتح إلا على صلاة المغرب، حتى أن غير
المسلمين يخجلون من تناول الطعام فى نهار الشهر الكريم، ومن المأكولات التى تتواجد
على المائدة التنزانية التمر والماء المذاب فيه السكر وفنجان القهوة والأرز
ومأكولات الأسماك والخضراوات.
n�أما
الفليبين فكانت من البلاد التى وصل الإسلام إليها بواسطة التجار المسلمين الذين
يرجع إليهم الفضل فى نشر الإسلام فى دول جنوب شرق آسيا عن طريق الدعوة إليه، واقتنع
أهالى هذه البلاد بهذا الدين لما شاهدوه فى هؤلاء التجار من سماحة الإسلام وتطابق
دعوتهم مع أفعالهم، فكانت تلك التجارة هى الممر الذى دخل من خلاله الإسلام هذه
البلاد حتى أن العاصمة مانيلا سميت لتبادل الوداع بين التجار بقولهم (فى أمان الله)
والفليبين عبارة عن دولة مكونة من مجموعة من الجزر يبلغ عددها (1200) جزيرة، وإذا
ما تجولت داخل هذه الجزر وجدت المساجد والمعاهد الإسلامية، فهناك مسجد كوتاباتو
ومسجد دافو ومسجد لانوا ومسجد سولو ومسجد مانيلا ومسجد باراغ وأشهرها مسجد الإمام
الشافعى، إن لشهر رمضان سمات توارثها أهالى هذه البلاد، فأيامه تُعتبر بالنسبة
إليهم عطلة اختيارية، فما أن تثبت رؤية الهلال إيذانا ببدء الصوم حتى يشترك جمع
كبير من الرجال والنساء والأطفال فى إقامة الابتهالات تيمنا بمقدم هذا الشهر، كما
يهرع المصلون إلى المساجد لإضاءتها والاعتكاف بها، فهم يعتبرون المسجد طوال أيام
رمضان المكان المُختار للقاء العائلى، وإذا ما تناولت إفطارك على إحدى الموائد
الفليبينية، وجدتهم يبدءون بتناول مشروب مفضل بالنسبة لهم، يتكون من الموز والسكر
ولبن جوز الهند، ثم يقدم الكارى، وهو مكون من اللحم والبهارات، كما أنه يقدم لك
السى ؟ يوان سوان وقد طبخ من السمك أو اللحم، وما إن ينتهِ الإفطار، حتى ترى
المسلمين مُسرِعين إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء، وبعدها تقام الأذكار وتُختم
بصلاة التراويح، وهى واجبة الأداء، فكل مُصل لابد أن يؤديها، وتتكون من عشرين ركعة
تُصلى بحزبين،أما بالنسبة لانتهاء الإفطار عند الأطفال، فتجدهم يخرجون مرتدين
الثياب المزركشة حاملين فى أيديهم ما يشبه فوانيس رمضان ويغنون أغانيهم الوطنية،
ويتجمعون فى شكل فرق، يذهب كل فريق إلى أقرب مسجد، حيث يستقبلون المصلين بالأغانى
والأناشيد، ثم يزورون المساكن المجاورة للمسجد، ويظلون على هذه الحال حتى يحين موعد
السحور، فيقومون هم أنفسهم بإيقاظ الأهالى لتناول السحور، وغالبا ما ترى نفس طعام
الإفطار على موائد السحور، مُضافا إليه نوع من الحلوى يُسمى (الأيام) وهو ما يشبه
القطائف المصرية، وشرابى الليمون وقمر الدين، كما أن هناك أيضا أنواعا من الأطعمة
تؤكل فى السحور، أهمها: الجاه، والباولو، والكوستارد وهو مكون من الدقيق والكريم
والسكر والبيض، ومن عادات المسلمين فى هذه البلاد التى يتميزون بها أنهم يتزاورون
خلال شهر رمضان، فتقضى الأسر الفقيرة أيام الشهر كله متنقلة على موائد الأسر الغنية
المجاورة دون حرج، كما يجمع الأغنياء صدقات رمضان وتُوزع على هذه الأسر ليلة النصف
من الشهر، ولو سألت أحد سكان جزر الفليبين عن كيفية إخراج زكاة الفطر عندهم لأجابك
بأن الأهالى يجمعونها فى شكل جماعى من بعضهم البعض، ثم يقوم شيخ المسجد، سواء فى
المدينة أو القرية بمهمة توزيعها على مستحقيها كُل حسب حاجته دون أن يدرى أحد سواه.
n�إن
المسلمين الصينيين شديدو الولاء للدين ومتمسكون بالصوم فى شهر رمضان ويحدد أول
رمضان بإجماع العلماء المسلمين، وبالإضافة إلى الصلوات الخمس تصلى صلاة التراويح
جماعة بعد العشاء وهى عشرون ركعة، وبين كل ركعتين من التراويح تقرأ كلمة يا مقلب
القلوب والأبصار ويا خالق الليل والنهار ثلاث مرات، وبين كل أربع ركعات يحمد الله
تعالى قائلين: سبحان ذى الملك والكبرياء والجبروت، سبحان الملك الحى الذى لا يموت،
سبوح قدوس رب الملائكة والروح ثلاث مرات أيضا، وأما آيات القرآن الكريم التى تقرأ
فى أثناء صلاة التراويح، فهى تبدأ من سورة الفيل حتى سورة الناس مرتين، وبعد ثمانى
عشرة ركعة يقولون: لا إله إلا الله الملك الحق المبِين، محمد رسول الله السيد
الصادق الأمين وبعد عشرين ركعة تقرأ: اللهم إنا نسألك الجنة، ونعوذ بك من النار، يا
مجيد ويا أرحم الراحمين وبعد ذلك يصلى صلاة الوتر جماعة ويتوجهون بالدعاء إلى الله
تعالى، وعند الإمساك يقولون نويت أن أصوم صوم شهر رمضان من الفجر إلى المغرب خالصا
لله تعالى، وعند الفطور قائلين: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فاغفر لى ذنوبى
برحمتك يا أرحم الراحمين.
كما أن المساجد تقوم بواجباتها الدينية، والتى منها مواقيت الفطور
والإمساك ونشرها بين المسلمين، وفى مناطق المسلمين توجد المقاصف والمطابخ الإسلامية
وتقدم إلى المسلمين الكعك والحلويات التقليدية واللحوم الطازجة، وعند دخول وقت
الفطور يأكل المسلمون الصينيون أولا قليلا من التمر والحلوى ويشربون الشاى بالسكر،
وعقب ذلك يتوجهون إلى المساجد القريبة أو يبقون فى البيوت لصلاة المغرب، وبعد
الانتهاء يتناولون الفطور مع أفراد العائلة، وتنظم المساجد النشاطات الدينية الأخرى
مثل ترتيل القرآن الكريم قبل صلاة التراويح، وأحيانا يأتى أحد القراء العرب لترتيل
القرآن الكريم فى المساجد، وفى ليلة القَدر يتجمع المسلمون فى المساجد لإقامة
الاحتفاء بليلة القَدر المباركة، وإلى جانب ذلك ينهض المسلمون الصينيون فى هذه
الليلة لإقامة العبادات بقصد تقوية الإيمان بالله تعالى، أما عيد الفطر فهو يوم
البهجة والسرور، ويحتفل المسلمون الصينيون فيه احتفالا حارا بتبادل تهنئة العيد بكل
السعادة والبركة.
n�ومن
حديث السيدة نائلة واكد مؤسسة ورئيسة جمعية المرأة المسلمة بالسويد، مع مجلة مكتوب
الرمضانية كان هذا الحوار: كيف يستقبل المسلمون فى الدول الإسكندنافية -وهم أقلية-
شهر رمضان؟ وهل يختلف هذا الشهر الكريم كثيرا فيها عن بقية أنحاء أوروبا؟
فأجابت: هناك فارق كبير بالتأكيد بين الدول الإسكندنافية وبقية أنحاء
أوروبا فيما يتعلق بشهر رمضان وكل ما يتصل بالإسلام، إذ أن الوجود الإسلامى فى هذه
الدول حديث جدا إذا ما قورن ببقية الدول الأوروبية، كما أنه ضعيف نسبيا أيضا، لذلك
فإن أول ما نلاحظه أن الحال فى هذه الدول لا يتغير كثيرا فى رمضان عنه فى بقية شهور
السنة، نظرا لقلة عدد المسلمين بها، بينما على النقيض من ذلك فإن رمضان يغير حياة
المسلمين فيها تماما حتى قبل حلوله، إذ نبدأ قبله بأيام فى تتبع أخباره، ونستعد
لاستطلاع هلال الشهر الذى يصبح محور اهتمامنا الأول، ودائما ما يظهر تيار الجدل
المعتاد حول ثبوت الهلال وبداية الصوم، نظرا لاختلاف التجمعات الإسلامية حول منهج
إثبات الرؤية، واختلاف الدول التى يتبعونها فى بداية الشهور العربية وفى توقيت
الإمساك والإفطار أحيانا، مما يحدث اضطرابا يستمر حتى ثبوت الهلال، خاصة فى ظل عدم
وجود مؤسسة إسلامية يمكنها توحيد الرؤية بين المسلمين، وحتى المراكز الإسلامية
الموجودة ؟وأشهرها المركز الإعلامى الإسلامى؟ ليس لديها القدرة على إبلاغ كل مسلمى
البلد بثبوت الهلال، وغالبا ما يحسم هذا الخلاف بين المسلمين باتباع مكة المكرمة
-أم القرى- فى أهلة الشهور العربية وقد بدأ يستقر ذلك، وبمجرد إعلان الرؤية يتجه
المسلمون من أنحاء البلاد إلى أقرب المساجد إليهم، وهى بالمعنى الدقيق مصليات
يستأجرها المسلمون لأداء الصلوات والشعائر المختلفة، وتفتح أبوابها فى رمضان طيلة
اليوم، حيث تحيى أول ليلة بصلاة التراويح وحلقات الذكر وقراءة القرآن ويتبادل
المسلمون التهانى والتعارف.
n�وفى
باكستان مع مَقدم شهر رمضان ينشغل الباكستانيون أول ما ينشغلون بإجراءات السفر
لعمرة رمضان التى يحرصون عليها حرصا شديدا، ولا يمنعهم عنها إلا ضيق ذات اليد، أما
الذين يبقون فى باكستان خلال الشهر، فإنهم يحرصون على الصوم والعبادات، والشعب
الباكستانى حريص بصفة عامة على الشعائر التعبدية خاصة الصلوات التى تمتد صفوفها إلى
خارج المساجد وتُغلق لها الطرقات وتُعطل لها حركة المرور، وفى نهاية شهر شعبان،
وبعد صلاة العصر، يذهب الناس إلى أماكن مرتفعة يقفون فوقها لرؤية هلال شهر رمضان
المُبارك، وبعد التأكد من رؤيته يذهبون إلى الأسواق لشراء لوازم السحور، وبعد
تأديتهم لصلاة العشاء يعودون إلى منازلهم وينامون، وقبل السحور بساعتين يصحو الجميع
من نومهم على أصوات قارعى الطبول ومُرددى الأهازيج الدينية، وعلى أصوات تشبه
الأصوات الحادة التى تُصدرها سيارات الإسعاف والإطفاء التى تدور خصيصا لإيقاظ
النائمين وينصرفون إلى تناول السحور، وبعد تناول الطعام تتم تأدية صلاة الفجر ثم
النوم قليلا، ومن بعد ذلك يستيقظون جميعا وهم صيام، الأطفال يذهبون لمدارسهم
والآباء يذهبون إلى أعمالهم، وتنتشر فى باكستان أسواق الجُمعة حيث يأتيها الناس من
مُختلف الأحياء لشراء حاجاتهم المختلفة بأسعار مخفضة، وينتشر فى رمضان باعة
(البكولة) وهى قطع صغيرة من العجين محشوة بلحم صغير وبصل محمر فى الزيت، وتُعتبر
وجبة رئيسية فى رمضان بجانبها شراب (روح آفزا) وهو يُستخرج من النباتات والأعشاب،
وتبدأ النساء الباكستانيات فى وقت مبكر من النهار بإعداد الطعام للإفطار والعشاء،
ففى الإفطار يتم تناول المشروبات البادرة بالإضافة إلى بعض الأطعمة الخفيفة، أما
العشاء، والذى يتم تناوله بعد أداء صلاة التراويح، فيكون دسما، ويتميز بكثرة ما
يُوضع به من البهارات الحارة، ويستمر هذا الحال طوال العشرين يوما، أما فى العشر
الأواخر من رمضان فالوضع يتغير، حيث نجد الرجال يتناولون طعام السحور مُجتمعين فى
المساجد القريبة من منازلهم، وقبل وقت السحور يقرءون القرآن الكريم ويتدارسونه فيما
بينهم، أما فى شهر رمضان فيقوم البعض بتوزيع الحلويات بين الناس ابتهاجا بقدوم
العيد، كما أن الأسواق تبقى مفتوحة طوال الأربع والعشرين ساعة لتلبية طلبات الناس
الذين يقبلون عليها لشراء لوازم العيد، وقبل صلاة العيد يلبس أهالى باكستان ملابسهم
الجديدة ويتجهون إلى الساحة الشعبية ليؤدوا صلاة العيد، وعند مقابلة الباكستانى فى
صلاة العيد لأخيه المسلم يحتضنه ويقبله ثلاث مرات على كتفيه، ويبادله الآخر هذه
القبلات، كما يهنئون بعضهم بتبادل الزيارات.
n�من
الروايات المشهورة أن والى مصر محمد على الكبير كان قد اشترى عددا كبيرا من المدافع
الحربية الحديثة فى إطار خطته لبناء جيش مصرى قوى، وفى يوم من الأيام الرمضانية
كانت تجرى الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع
مدويا فى نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليا فى نفس
مكانها فى حى مصر القديمة جنوب القاهرة، فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد،
واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان فى وقت الإفطار
والسحور، فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميا إلى ظاهرة رمضانية
مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية.
ورواية أخرى عن المدفع ترجع إلى عام
859 هجرية، ففى هذا العام كان
يتولى الحكم فى مصر والى عثمانى يدعى خوشقدم، وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد
جاء هدية للسلطان من صديق ألمانى، وكان الاختبار يتم أيضا فى وقت غروب الشمس، فظن
المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار،
ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان
لطلب استمرار عمل المدفع فى رمضان، فلم يجدوه، والتقوا بزوجة السلطان التى كانت
تدعى (الحاجة فاطمة) التى نقلت طلبهم للسلطان، فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالى اسم
(الحاجة فاطمة) على المدفع، واستمر هذا حتى الآن، إذ يلقب الجنود القائمون على
تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليا بنفس الاسم.
وتقول رواية أخرى مفادها أن أعيان وعلماء وأئمة مساجد ذهبوا بعد إطلاق
المدفع لأول مرة لتهنئة الوالى بشهر رمضان بعد إطلاق المدفع، فأبقى عليه الوالى بعد
ذلك كتقليد شعبى، وقد استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام
1859م، بيد أن
امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة، وظهور جيل جديد من المدافع التى تعمل
بالذخيرة الفشنك غير الحقيقية، أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية.
وأيضا كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مبانى القلعة
الشهيرة، ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء فى منطقة الدراسة القريبة
من الأزهر الشريف، ثم نقل مرة ثالثة إلى منطقة مدينة البعوث قرب جامعة الأزهر، وقد
تغير المدفع الذى يطلق قذيفة الإعلان عن موعد الإفطار أو الإمساك عدة مرات، بيد أن
اسمه (الحاجة فاطمة) لم يتغير، فقد كان المدفع الأول إنجليزيا، ثم تحول إلى ألمانى
ماركة كروب، ومؤخرا أصبحت تطلق خمسة مدافع مرة واحدة من خمسة أماكن مختلفة
بالقاهرة، حتى يسمعه كل سكانها، لكن أدى اتساع وكبر حجم العمران وكثرة السكان وظهور
الإذاعة والتليفزيون إلى الاستغناء تدريجيا عن مدافع القاهرة، والاكتفاء بمدفع واحد
يتم سماع طلقاته من الإذاعة أو التليفزيون، وقد أدى توقف المدفع فى بعض الأعوام عن
الإطلاق بسبب الحروب واستمرار إذاعة تسجيل له فى الإذاعة إلى إهمال عمل المدفع حتى
عام 1983م عندما صدر قرار من وزير الداخلية بإعادة إطلاق المدفع مرة أخرى، ومن فوق
قلعة صلاح الدين الأثرية جنوب القاهرة، بيد أن استمرار شكوى الأثريين من تدهور حال
القلعة وتأثر أحجارها بسبب صوت المدفع قد أدى لنقله من مكانه، خصوصا أن المنطقة بها
عدة آثار إسلامية هامة، ويستقر المدفع الآن فوق هضبة المقطم، وهى منطقة قريبة من
القلعة، ونصبت مدافع أخرى فى أماكن مختلفة من المحافظات المصرية، ويقوم على خدمة
(الحاجة فاطمة) أربعة من رجال الأمن الذين يعدون البارود كل يوم مرتين لإطلاق
المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك.
n�فى
أقصى شرق الكرة الأرضية؟؟ ورغم بعد المسافات وتنائى الديار بين مسلمى اليابان
وإخوانهم فى أنحاء العالم الإسلامى، ورغم حداثة عهدهم بالإسلام، فإنهم -وككل أبناء
الأمة- يشاركونهم فرحة رمضان، لتكتمل سعادة الجسد الواحد، ويغترف الجميع من فيض
بركاته وعطر نفحاته،كيف يستقبل المسلمون فى اليابان شهر رمضان؟الاهتمام برمضان يبدأ
فى اليابان قبل حلوله بفترة طويلة، حيث تشكلت لدينا لجنة دائمة فى المركز الإسلامى
اسمها لجنة رمضان والعيدين لبحث الاستعداد لرمضان واستقباله، وتبدأ نشاطها بتولى
عملية استطلاع هلال رمضان، وغالبا ما يغم علينا الهلال فلا نستطيع رؤيته، رغم أننا
نصعد أعلى عمارات اليابان لاستطلاعه، فنضطر إلى اتباع أقرب بلد إسلامى إلينا وهى
ماليزيا التى تفتح سفارتها لإعلان أول يوم من رمضان، ويقوم المركز - الذى يظل
مفتوحا طوال اليوم- بإعلام المسلمين بثبوت هلال رمضان، ويجيب عن استفسارات المسلمين
فى شتى أنحاء اليابان حول الهلال ومواقيت الصلاة والصوم، ونصدر دائما تقويما بهذه
المناسبة يتضمن أوقات الصلاة والمواعيد التقريبية للإمساك والإفطار فى رمضان، ويوزع
على الملتقيات والمساجد والمصليات والتجمعات الإسلامية المختلفة فى أنحاء اليابان،
ويتكرر هذا بالنسبة للعيدين والمناسبات الإسلامية الأخرى، وتوزع قوائم أخرى
بالمطاعم والمحلات التى تبيع الأطعمة الحلال، ويعاد تعديلها دوريا ونمد بها كل
التجمعات والمؤسسات الإسلامية الأخرى، كما يأخذ المركز وكل التجمعات الإسلامية
الأخرى الاستعدادات اللازمة لاستقبال هذا الشهر الذى يعد أكثر شهور العام بركة
ونشاطا فى العمل الإسلامى.
|