مولد السيدة نفيسة والسيدة رقية
رضي الله عنهما
السيدة نفيسة بنت أبي محمد الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن على بن أبي طالب القرشية
الهاشمية كان أبوها نائبا للمنصور على المدينة النبوية خمس سنين ثم غضب المنصور
عليه فعزله عنها وأخذ منه كل ما كان يملكه وما كان جمعه منها وأودعه السجن ببغداد
فلم يزل به حتى توفي المنصور فأطلقه المهدي وأطلق له كل ما كان أخذ منه وخرج معه
إلى الحج في سنة ثمان وستين ومائة فلما كان بالحاجر توفي عن خمس وثمانين سنة وقد
روى له النسائي حديثه عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم
وهم محمرم وقد ضعفه ابن معين وابن عدي ووثقه ابن حبان وذكره الزبير بن بكار وأثنى
عليه في رياسته وشهامته والمقصود أن ابنته نفيسة دخلت الديار المصرية مع زوجها
المؤتمن إسحاق بن جعفر فأقامت بها وكانت ذات مال فأحسنت إلى الناس والجذمى والزمنى
والمرضى وعموم الناس وكانت عابدة زاهدة كثيرة الخير ولما ورد الشافعي مصر أحسنت
إليه وكان ربما صلى بها في شهر رمضان وحين مات أمرت بجنازته فأدخلت إليها المنزل
فصلت عليه ولما توفيت عزم زوجها إسحاق بن جعفر أن ينقلها إلى المدينة النبوية فمنعه
أهل مصر من ذلك وسألوه أن يدفنها عندهم فدفنت في المنزل الذي كانت
تسكنه بمحلة كانت تعرف قديما بدرب السباع بين مصر والقاهرة وكانت وفاتها في شهر
رمضان من هذه السنة فيما ذكره ابن خلكان قال ولأهل مصر فيها اعتقاد ومحبة ويحتفلون
بمولدها الشريف كل عام في مثل هذه الأيام ويعقبها في الليلة التالية السيدة رقية
بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
جامعة السوربون والبرهانية
في قاعة الدراسات العليا بجامعة السوربون الفرنسية في باريس إلتقى أكثر من خمسين
باحث فرنسي من المهتمين بالتصوف الإسلامي مع مندوبين من الطرق الصوفية من الدول
العربية والإسلامية المختلفة حيث أتى الكل يحمل في طياته بعض الأفكار للتعريف
بالتصوف عبر مشايخه وكتبه وبعض اسطوانات مدمجة مسجل عليها لقطات من الحضرة ومجالس
المديح وبدأ الأخوة الشاذلية من المغرب العربي بعرض أطروحاتهم وأفكارهم واسطواناتهم
عن منهجهم الصوفي ووسائل التربية المختلفة للمريدين وكذلك أتى من إفريقيا وفود من
السادة القادرية والتيجانية ومن المشرق العربي أتى ممثلو الطرق الرفاعية والبدوية
الأحمدية ، ثم اختتمت العروض بالطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية وكان المفاجأة
بأن المتحدث إيطالي الجنسية وهو الباحث محمد (فرانشيسكو لوكيزي) من مدينة نابولي
حيث قدم عرضا كلاميا عن نشأة البرهانية ومؤسسها الأول سيدي إبراهيم الدسوقي رضي
الله عنه ثم عن دور الشيخ فخر الدين محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه ثم قدم
عرضا مرئيا للحضرة البرهانية الذي أثار دهشة وإعجابا بين الباحثين وبدأ بعدها
النقاش حول التصوف واثره على سلوكيات المسلم .
في كاتدرائية رانس
في قلب الريف الفرنسي تقع (رانس ) على بعد مايقرب من مائتي كيلومتر من العاصمة
الفرنسية باريس وكانت الدعوة من المركز الثقافي للتعارف بين الشعوب والأديان التابع
للكتدرائية الأقدم من كاتدرائيات فرنسا وذلك للإلتقاء مع الشعب الفرنسي دون حواجز
سياسية أو طائفية عرقية لنقدم لهم الإسلام السمح الصوفي الطيب الذي ما عرف يوما
إراقة الدماء أو التخطيط للإستيلاء على حكم أو بسط نفوذ على دولة أخرى بالعنف أو
سلب مقدارات شعب تحت ستار الحكم بشريعة الإسلام .
وعلى المسرح الكبير صعد مندوب رايات العز الأستاذ محمد صفوت جعفر وبترجمة من
الأستاذة فريدة أستاذة اللغة الفرنسية ليتحدث عن سماحة الحبيب المصطفى صلى الله
عليه وسلم وعن سماعه للقرآن الكريم من غيره وعن سماعه لشعر أمية بن أبي الصلت وعن
سماعه للحادي أنجشة وعن سماعه للجاريتان اللتان كانتا تغنيان وتدفئان في بيت السيدة
عائشة وتطرق الحديث إلى آراء الفلاسفة والشعراء الفرنسيين عن الحبيب المصطفى أمثال
لامارتين وفكتور هوجو الذين وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بالتفرد بين كل البشر
ثم صعد الأستاذ سر الختم عوض ليغرد في حب النبي فيتمايل الفرنسيس طربا . |