تعظيم الحبيب

ولي نظم در

نيل المراد في شرح الأوراد

 

تعظيم الحبيب

هناك من يؤذى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونحن نتأذى ونتألم حزنا، كيف لا وهو سيد الخلق أجمعين، وبكل صراحة منذ كم من السنين والناس يتهكمون ويسخرون من السادة الصوفية كلما عظموا قدر النبى صلى الله عليه وسلم، متهمين بتقديس وتأليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، واليوم نقول الآن حصحص الحق يا أمة رسول الله ويا علماء الأمة، النبى محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين بلا خلاف أو نكير، النبى محمد صلى الله عليه وسلم سيد فى التشهد وغيره بأقوال علماء يشار إليهم بالبنان وفى كتب يشار إليها بالبنان، وإنما صنع هذا الخلاف الغوغاء من المنافقين وأعداء الأمة بالاتفاق، وارجعوا إن شئتم إلى ابن حجر العسقلانى والهيتمى وابن دقيق العيد والعز بن عبد السلام وعلماء الشافعية وغيرهم واسألوهم هل كان الرجل منهم يجرؤ على نطق الاسم (محمد) فى الصلاة وفى غيرها من غير لفظ السيادة، واسأل الحاكم فى مستدركه عن يوم صعد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (من أنا(؟ قلنا: رسول الله، قال (نعم ولكن من أنا)؟ قلنا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، قال صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم ولا فخر( ونسأل الإمام مالك عمن يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول رضى الله عنه مقررا: من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شتمه أو عابه أو تنقصه قتل، مسلما كان أو كافرا ولا يستتاب، ومن قال إن رداء النبى صلى الله عليه وسلم أو ازاره (وسخ يريد عيبه) قتل.

وقد سأل الرشيد الإمام مالكا رضى الله عنه فى رجل شتم النبى صلى الله عليه وسلم وذكر له أن فقهاء العراق أفتوه بجلده، فغضب الإمام مالك رضى الله عنه وقال: يا أمير المؤمنين ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها، من شتم الأنبياء قتل ومن شتم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم جلد.

وقد عير رجل رجلا بالفقر فقال: تعيرنى بالفقر وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم راعيا للغنم؟ فقال الإمام مالك: قد عرض بذكر النبى صلى الله عليه وسلم فى غير موضعه أرى أن يؤدب، وقال (لا ينبغى لأهل الذنوب إذا عوتبوا أن يقولوا قد أخطأت الأنبياء قبلنا).

وصفوة القول .. نداء ورجاء إلى أمة الحبيب فى كل مكان .. عظموا نبيكم وعزروه ووقروه ولا يهونن عليكم بعض أمره فما هان عند بعضنا إلا كان عند غيرنا أهون.

وهذا ما حدث فى الدنمارك وغيرها ووالله إنا لنعرف أناسا من الأعاجم يعظمون أمر العبد الصالح من أمة النبى لا لشئ إلا لأنه علمهم احترام وحب وتعظيم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهنا بيت القصيد وآية ذلك من كتاب الله قوله تعالى {الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولـئك هم المفلحون}.

 

إبراهيم الدسوقى

ولي نظم در

قل يا إماما

قل يـا إمامـا للأئـمـة سـيـدا    يا منحة الزهراء والنـبويـة
عقد الرجاء عليك يا بن المصطفى    يا صنو فيض النفحة الحسنية
وأبا لزبن العابديـن وعـنـدكـم    جبر الكسير بزينب ورقـيـة

لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة سامية فى نفوس المسلمين جميعا، فما بالك بمكانتهم فى قلوب وأرواح المحبين، ويأتى على رأس هذه العترة الطاهرة التى أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيرا سيد الشهداء ابن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين رضى الله تبارك وتعالى عنه، وإذا كانت مودتنا لهم فرضا فهى لعشاقهم من أوكد الفرض، لذا يؤكد الإمام فخر الدين رضى الله عنه على وجوب زيارتهم والتودد إليهم، ويبين بعضا من آداب تلك الزيارة فى الأبيات الواردة فى قصيدته التائية، ومن الملامح البلاغية فى تلك الأبيات التى انتظمت وكأنها حبات لؤلؤ منضود، كلمات: (إماما للأئمة، منحة الزهراء والنبوية، ابن المصطفى، صنو فيض النفحة الحسنية، أبا لزين العابدين، بزينب ورقية) ومن الألفاظ التى تدل على الإعجاز اللغوى والتى تفرد بها الإمام الحسين رضى الله عنه (منحة) حيث العطاء الأكمل و(عقد) حيث تحقق الرجاء وهو تعبير بالفعل الماضى وكأن الرجاء انجازه وتحققه معقود به رضى الله عنه، وكذا بناء الفعل (عقد) للمجهول فالفاعل محذوف لعموم من يقصده، أو لأنه رضى الله عنه مناط الرجاء وكل الرجاء و(صنو) حيث التفرد بأنه شقيق الإمام الحسن رضى الله عنه، فلا تغنى عنها لفظة أخرى، فهما أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدا شباب أهل الجنة و(فيض) حيث وفرة العطاء وتجدده، و(النفحة) حيث اللطافة والرقة فى أبهى معانيها وكلمة (جبر) وما تحمله من رحمة وحنان.

ومن الصور البلاغية: الكنايات، فالأبيات كلها كناية عن موصوف وهو الإمام الحسين رضى الله عنه و(الزهراء) كناية عن السيدة فاطمة الزهراء أمه وبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لقبها و(النبوية) كناية عن السيدة فاطمة بنت الإمام الحسين الملقبة بالنبوية، و(النفحة الحسنية) كناية عن أخيه الإمام الحسن رضى الله عنه و(زين العابدين) كناية عن ابنه الإمام على بن الإمام الحسين الملقب بزين العابدين.

ومن الأساليب الإنشائية الأمر فى (قل) وغرضه التوجيه والحث، والمأمور محذوف وتقديره أيها المحب، والنداء فى (يا إماما للأئمة وسيدا ويا منحة الزهراء والنبوية ويا ابن المصطفى ويا صنو وأبا لزين العابدين) وكلها للتعظيم وبيان القدر والمنزلة.

ومن الأساليب الخبرية (عقد الرجاء عليك) و (عندكم جبر الكسير) لتقرير المعنى وتوكيده وبيان شرف المعظم.

ومن المحسنات: الطباق فى (جبر الكسير) وما فيها من تضاد ومصاحبة لغوية لتأكيد المعنى، وكذلك حسن تقسيم العبارات فى الأبيات.

السيد عبد اللطيف

نيل المراد في شرح الأوراد

معنى ورد:

        في اللغة "مختار الصحاح"[1]  ص  716

        "ورد" يّرِد بالكسر وروداً حَضَرَ - وأورده غيره، واستورده أحضره والورد بالكسر الجزء "أي من القرآن " يقال: قرأت وردي - والورد ضد الدر وهو أيضاً "الوارد" وهم الذين يردون الماء . والوارد الطريق وكذا "المورود".

في القرآن: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ "القصص 28

تفسير بن كثير: أي لما وصل إلى مدين وورد ماءها وكان لها بئر يرده رعاء الشاه.

تفسير القرطبي: مشى موسى عليه السلام حتى ورد ماء مدين أي بلغها ووروده الماء معناه بلغه لا أنه دخل فيه ولفظة الورود قد تكون بمعنى الدخول في المورود، وقد تكون بمعنى الاطلاع عليه والبلوغ إليه إن لم يدخل فورود موسى هذا الماء كان بالوصول إليه.

" وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ"هود 98

تفسير بن كثير: قال علي بن أبي طلحه عن بن عباس "رئيس الورد المورود" قال لعنة الدنيا والآخرة وكذا قال الضحاك وقتاده.

تفسير القرطبي: "أي بئس المدخل المدخول؛ ولم يقل بئست لأن الكلام يرجع إلى المورود، وهو كما تقول: نعم المنزل دارك، ونعمت المنزل دارك. والمورود الماء الذي يورد، والموضع الذي يورد؛ وهو بمعنى المفعول"

"وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا"مريم 86

تفسير بن كثير: أما المجرمون المكذبون للرسل المخالفون لهم فإنهم يساقون عنفاً إلى النار ورداً عطاشاً.

تفسير القرطبي : والورد الجزء من القرآن من آي يقال: قرأت وردي - والورد يوم الحمى إذا أخذت صاحبها لوقت.

كما ورد في الحديث :

الإمام الجنيد " من ليس له ورد فهو قرد" المدرسة الشاذلية الحديثة ، الشيخ عبد الحليم محمود ، سيدي أبو الحسن الشاذلي .

الأوراد عبارة عن "ذكر + صلى على النبي e " نافلة الشهادتين. .

أوراد النبي e خاصة به e والصحابة لهم أورادهم؛ أعطاها لهم رسول الله e خاصة بكل واحد منهم وليس لهم جميعاً . بسؤال النبي e فيقول افعل .

قال e لمعاذ بن جبل أتحب يا معاذ أن يقضي الله دينك ، قلت : نعم . قال: قل كل يوم : "قل اللهم مالك الملك إلى قوله بغير حساب رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي منهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء اقضي عني ديني فلو كان عليك ملء الأرض ذهباً لأَدّاه الله عنك" أخرجه أبو نعيم الحافظ.

حدثنا عُثْمَانُ بنُ أبي شَيْبَةَ أخبرنا حُسَيْنُ بنُ عَلِيَ عن زَائِدَةَ عن سُلَيْمَانَ عن أبي صَالحٍ عن بَعْضِ أصْحَابِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: كَيْفَ تقولُ في الصّلاَةِ؟ قال: أتَشَهّدُ وَأقُولُ اللّهُمّ إنّي أسْألُكَ الْجَنّةَ، وَأعُوذُ بِكَ مِنَ النّارِ. أمَا إنّي لا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ ولا دَنْدَنَةُ مُعَاذٍ. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: حَوْلَها نُدَنْدِنُ"سنن أبي داود

شرح الحديث السابق[2]: (حولها) يعني الجنة كذا هو بخط المصنف فما في نسخ من أنه حولهما بالتثنية تحريف وإن كان رواية (ندندن) أي ما ندندن إلا حول طلب الجنة والتعوذ من النار وهذا قاله لما قال لرجل ما تقول في الصلاة قال أسأل اللّه الجنة وأعوذ به من النار أما واللّه ما أحسن من دندنتك ولا دندنة معاذ قال الزمخشري: الدندنة كلام أرفع من الهينمة تسمع نغمته ولا يفهم ويجوز كونه من الدنن التطامن وضمير حولها للجنة والنار فالمراد ما ندندن إلا لأجلها بالحقيقة لا مباينة بين ما ندعو به وبين دعائك.ولا تضر جهالة الصحابي في الأول لأنهم عدول.

أنواع الأوراد:

سير إلى الله : ذكر شريعة ، اسم ، مراقبة، قراءة قرآن، قصائد، الصلاة، الصوم...

تحصينات: أحزاب (التحصين الشريف- الحزب الكبير، الصغير.. الخ) من شرور الجن والإنس ، قل أعوذ برب الفلق، والناس،  آية الكرسي ، والحزب السيفي.

فوائد: لقضاء حوائج الناس (طلب لمنفعة أو دفع لمضرة).

مصادر الأوراد:

"الرحمن علم القرآن" ، "من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يكن يعلم" "واتقوا الله ويعلمكم الله" ، "أسألك بكل اسم هو لك .. أو علمته أحد من خلقك.." "من لا شفاه الله فلا شفا له" ، "خذ من القرآن ما شئت لما شئت" ، "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين".

"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ..." الإسراء 82.

تفسير بن كثير: أي يذهب ما في القلوب من أمراض من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل فالقرآن يشفي من ذلك كله. إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه.

تفسير القرطبي : اختلف العلماء في كونه شفاء على قولين: أحدهما: أنه شفاء للقلوب ... الثاني: شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقي والتعوذ ونحوه. وقد روى الأئمة - واللفظ للدارقطني - عن أبي سعيد الخدري قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ثلاثين راكبا قال: فنزلنا على قوم من العرب فسألناهم أن يضيفونا فأبوا؛ قال: فلدغ سيد الحي، فأتونا فقالوا: فيكم أحد يرقي من العقرب؟ في رواية ابن قتة: إن الملك يموت. قال: قلت أنا نعم، ولكن لا أفعل حتى تعطونا. فقالوا: فإنا نعطيكم ثلاثين شاة. قال: فقرأت عليه "الحمد لله رب العالمين" سبع مرات فبرأ. في رواية سليمان بن قتة عن أبي سعيد: فأفاق وبرأ. فبعث إلينا بالنزل وبعث إلينا بالشاء، فأكلنا الطعام أنا وأصحابي وأبوا أن يأكلوا من الغنم، حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر فقال: (وما يدريك أنها رقية) قلت: يا رسول الله، شيء ألقي في روعي. قال: (كلوا وأطعمونا من الغنم) خرجه في كتاب السنن.

وللحديث بقية