العد د السابع (اغسطس)

 

معاملة الرسول صلى الله عليه وسلَّم لأهل بيته

أدق الدقائق


معاملة الرسول صلى الله عليه وسلَّم لأهل بيته

 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالا يحتذى في كلِّ جانب من جوانب الحياة وله تأثير كبير في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.وسنتناول جانبا هاما من جوانب حياته يتمثل في معاملته لأهل بيته

جمع بيت الرسول صلى الله عليه وسلم عدداًمن الزوجات القرشية واليهودية والمصرية قدمن من بيئات مختلفة واجناس مختلفة وقد اجمعن على طيب خلقه وحسن معاشرته ففي حديث السيدة عائشة رضى الله عنها انها قالت (مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب خادما له قط ولاضرب امرأة له قط ولا ضرب بيده شيئا قط الا ان يجاهد في سبيل الله ولا نِيْل منه قط فينتقم من صاحبه الا ان يكون لله فاذا كان لله انتقم له ولا عرض عليه أمران الا أخذ الذي هو أيسر حتى يكون اثما فاذا كان اثما كان ابعد الناس منه) .

وجاء وصفه عليه الصلاة والسلام في التوراة عن السيدة عائشة قالت (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتوب في الانجيل لا فظ ولا غليظ ولا صخَّاب في الاسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح)

كان الرسول  نموذجا عمليا في معاملته لاهله ومثلا يحتذى به كل مؤمن ومعاملته لزوجاته كانت معاملة كريمة فكان عليه الصلاة والسلام يخاطب نساءه برفق ولين ولا يجد مانعا ان تناقشه الواحدة منهن وان يترك لها حرية المبادرة والمناقشة كما كان يشاور أهل بيته وزوجاته اذا احتاج الى مشورتهن فيسمع رأيهن بكل صدر رحب ويشرن عليه بالراى الصائب فاننا نجد السيدة أم سلمة رضى الله عنها تبدي رايها في صلح الحديبية وذلك عندما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الصلح وقال لاصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا فما قام منهم احد حتى قال ذلك ثلاث مرات، فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس فقالت: يا نبي الله أتحب ذلك، اخرج ثم لا تكلم احداً منهم كلمةً حتى تنحر وتدعو حالقك فقام فخرج فلم يكلِّم أحداً حتى فعل ذلك فما أن رأوا ذلك الا قاموا ونحروا وجعل بعضهم يحلق لبعض حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما

 علاقة النبي صلى الله عليه وسلم مع مواليه وإمائه

هناك جانب هام من جوانب النفس الانسانية في معاملاتها هو جانب المعاملة التى تكون بين المراة والرجل ومن هم دونه ممن يملك أمرهم ويقبض على زمامهم فلا يعتصمون بعاصم غير عواصم طبعه وخلقه وهى معاملة لها من الدلالة على الأخلاق ما يندر ان تدل عليه معاملة اخرى فالعبد المملوك لا عاصم له غير ما في نفس سيده من رحمه وخير وانه لمن الرحمة والخير ان يتَّبع السيد أمر الدين مع مواليه الذين لا ينصرهم عليه ناصر بل انها رحمة تؤثر ولو وقفت على حدود الأوامر الإلهيه فاذا تجاوزنها الى طواعية في الخير لم يفرضها الدين ولم يفرضها العرف ولم يطلبها المولى نفسه فتلك هى الرحمة في أصدق معانيها

ان الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب لنا مثلا يحتذى به بل ويُفتخر به في معاملته مع مواليه فمولاه زيد بن حارثة الذي أكرمه الرسول صلى الله عليه وسلم وتبنَّاه لمن المفاخر التي يفخر بها التاريخ في المعاملة والإحسان الي المولى فزيد هو ابن حارثة وأمه بنت ثعلبه من قبيلة طى حيث ذهبت به أمها لتزور أهلها فأغارت عليهم خيل فاخذوا زيداً فباعوه، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وعندما علم أهل زيد بمكانه جاؤا الي الرسول صلى الله عليه وسلم فعرض عليه النبي  الذهاب مع أهله او البقاء معه واختار زيد المقام مع النبي صلى الله عليه وسلم الذي اعتقه وتبناه ان زيداً عرف ان محمداً صلى الله عليه وسلم خيراً من أب وأم وأسرة فبقى معه ولم يبق معه ايثارا لبيت النبوة فان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن قد أرسل بالدعوة يوم اختاره زيد فرفعه الرسول صلى الله عليه وسلم من مكانته ورفعه الى منزلة اجتماعية ساميه فزوَّجه بابنة عمته زينب بنت جحش وحفظ له هذا البر لابنه اسامة من بعده.وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمِّه حمزة وقدَّمه في الإمرة على ابن عمه جعفر بن ابي طالب يوم مؤتة. وكان يقال لابنه الحِب بن الحِب أي الحبيب بن الحبيب وهما زيد وابنه أسامة.

وهذا مولاه أنس بن مالك الذي خدمه عشر سنين وقوله المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم بانه لم يقل لشىء فعله لم فعلته ولا لشىء تركه لم تركه.

وكذلك ذكره لما حدث عندما أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم في حاجة له وانحرافه الي صبيان يلعبون في السوق فاذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يقبض بثيابه وهو يضحك ويقول له: يا أنس اذهب حيث أمرتك، تدليل في لحظة غضب ! ما اروعك وماأسماك يا رسول الله ومن رفيع خلقه انه كان في معاملته مع زوجاته يرد الكلمة بالكلمة والدليل بالدليل ولا يجعل من الامور التي قد تكون بسيطة مجالا للافراط فكان ردُّه الشريف كثيرا ما يكون فيه الطرفه واللطف والالماح البعيد فعند مرضه اجتمعت زوجاته حول فراشه ونظرت السيدة صفية بنت حيى رضى الله عنها إلى وجهه وهو يعاني من الالم ودمعت عيناها ثم قالت: (اني والله يا رسول الله لوددت ان الذي بك بي) فتبادلت الأخريات نظرات ذات معنى فما ان رآهن حتى قال لهن: مضمضن. فتساءلن في دهشة من أى شيء؟ قال صلى الله عليه وسلم تغامزتن منها والله انها لصادقة.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يوصي بالزوجات خيرا ويقول (خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي) وما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن الا لئيم وأوصى بهن خيرا في حجة الوداع فقال (حُبِّبَ إلىَّ من الدنيا الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة) ومن دلائل احترامه للسيدة خديجة رضي الله عنها أنه كان يذبح الشاه ثم يهديها الي خلائلها وذلك بعد مماتها وأوصى بالمرأة وقال (استوصوا بالنساء خيرا فان المرأة خلقت من ضلع أعوج وأعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل اعوج فاستوصوا بالنساء خيرا)وقال (أن استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم) وقال (أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم) وقال (من أعظم الأمور أجرا النفقة على الأهل). وللحديث بقية.

 نجلاء أحمد يعقوب


أدق الدقائق

أصلا الأسماء الإلهية ظهرت من الصفات فهو اعتراف بالصفة. والفعل ظهر من الاسم فهو اعتراف بالاسم. والاسم في عين الفعل ليس له ظهور. الصفة في عين الاسم ليس لها ظهور. لكن الصفة مؤكدة. أنت تسمع بأذنيك وتبصر بعينيك وتشم بأنفك. تتذوق بلسانك أي صفة ناقصة منك تعطل المقصود منها وهذا واضح. إذا كان هناك شخص أصم سموه محمداً وهو لا يسمع، فلم سموه محمداً فالصفة تسبق الاسم وإذا كانت الصفة غير موجودة فما أهمية الاسم ؟ فهذا تفسير لأسماء الصفات.

فإذا اشتريت فأسا، فمعناه أنني أريد أن اكسر الحطب وإلا فما معنى شرائي للفأس ؟ وربنا غير محتاج للخلق فإذا كان ربنا محتاج للوجود فما معنى الاسم الغني !

ولكن واقع الحال ربنا ما محتاج للصفات فمن باب أولى غير محتاج للأسماء وغير محتاج للوجود كله ولما تكون الصفات اقرب الأشياء إلى الذات وهي جاهلة بالذات تكون الأسماء اجهل يكون الفعل وهو الخلق أكثر جهلاً. فأين معرفة الذات بالعقل قال السائل: ولكن يقولون عرفنا ربنا بالعقل ؟ قال الشيخ رضي الله عنه:

هل تملك أنت عقلا؟ قال السائل نعم.. قال له الشيخ: فأين ربنا  سكت السائل قال: له الشيخ مالك سكت ؟ قال لكن يا مولانا قالوا: البعرة تدل علي البعير واثر يدل علي المسير. قال الشيخ: هل كان البعير موجوداً قبل البعرة ؟ قال نعم. قال الشيخ: وهل كان ربنا موجوداً قبل قبل خلقه للوجود؟. قال:نعم. قال الشيخ: لا تتولد معرفة بالتفكير أصلا.لكن كما قال لك أفعل هذا واترك ذاك عليك أن تصدع بالأمر ولا تخالف ولا تعترض أعطاك أومنعك.

وللحديث بقية