سـيــدى أحــمــد الـبـدوى

أولياء الله على أرض مصر


سـيـدى أحـمــد الـبــدوى

هو أحمد بن على بن إبراهيم ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين رضى الله عنهم جميعا، والمعروف بالشيخ أبى الفتيان الشريف العلوى السيد أحمد، وعُرف بالبدوى لكثرة تلثُّمه.ولد (سنة 695هـ) بمدينة فاس بالمغرب ولما بلغ سبع سنوات سمع أبوه صوتا فى منامه يقول له: يا علىُّ انتقل من هذه البلاد إلى مكَّة المشرَّفة فإن لنا فى ذلك شأنا، فسافروا إلى مكة فى أربع سنوات،أقام بمكة واشتهر فيها بالشجاعة وسُمِّى بالعطَّاب، وأقرأه أخوه القرآن وهو فى الحادية عشرة من عمره، ثم حدث له حال فتغيرت أحواله واعتزل الناس ولزم الصمت وكان لا يتكلم إلا بالإشارة، وكان كثير الصيام والعبادة، ثم قيل له فى منامه (أن سر إلى طنطا فإنك تقيم بها وتربى رجالا وأبطالا: عبد العال وعبد المجيد وعبد المحسن وعبد الرحمن) وبُشِّر بحال يكون له، وكان ذلك فى ليلة الأحد العاشر من محرم سنة 336هـ، فسار هو وأخوه حسن من مكة فى شهر ربيع الأول قاصدا العراق وجال فى البلاد ثم عاد حسن إلى مكة وتأخَّر أحمد بعده ثم لحق به وقدم مكة ولزم الصيام والقيام حتى كان يطوى أربعين يوما لا يتناول فيها طعاما ولا شرابا وفى أكثر أوقاته يكون شاخصا بصره إلى السماء وقد صارت عيناه تتوقدان كالجمر ثم سار من مكة سنة 436هـ يريد مصر، وأقام بطنطا منذ شهر ربيع الأول سنة 736هـ، ونزل فى دار شيخ من مشايخ البلد يدعى ابن شخيط، فصعد إلى سطح غرفته وكان طول نهاره وليله شاخصا بصره إلى السماء، ولا يأكل أو يشرب أو ينام، ولم ينزل من السطح مدة اثنتي عشرة سنة ولذلك لُقِّب بالسطوحى، وقد تابعه منذ الصغر سيدى عبد العال وسيدى عبد المجيد وصاروا من كبار مريديه بعد ذلك، وكان سيدى عبد العال يأتى إليه بالرجل أو الطفل فيطلُّ سيدى أحمد برأسه من مجلسه فينظر إليه نظرة واحدة فيملؤه مددا ثم يقول لعبد العال اذهب به إلى بلد كذا أو موضع كذا، وكان هؤلاء الأتباع يسمون أصحاب السطح، وكان رضى الله عنه لم يزل متلثِّما بلثامين؛ فاشتهى سيدى عبد المجيد رضى الله عنه يوما رؤية وجه سيدى أحمد فقال: يا سيدى أريد أن أرى وجهك أعرفه فقال: يا عبد المجيد كلُّ نظرة برجلٍ فقال: يا سيدى أرنى ولو مت، فكشف له اللثام الفوقانى فصعق ومات فى الحال.

وممن تبعه من الأشياخ قاضى القضاة الشيخ تقىُّ الدين بن دقيق العيد، علما بأن ابن دقيق العيد كان ينكر حال السيد البدوى.

وذات مرة أرسل ابن دقيق العيد إلى سيدى عبد العزيز الدرينى وقال له: امتحن لى هذا البدوى الذى اشتغل الناس بأمره فى هذه المسائل فإن أجابك عنها فإنه ولىٌّ لله تعالى، فمضى إليه سيدى عبد العزيز الدرينى وسأله عنها، فأجاب السيد البدوى بأحسن جـــواب ولم يكتف بذلك بل قــــال لهم: إن هذه الإجابات مسطرة فى كتاب كذا فى مكان كذا، فكان سيدى عبد العزيز الدرينى إذا سئل عن السـيد البدوى يقول (هو بحر لا يدرك له قرار)  ومما يذكر من نظمه:

أنا الملثـم سـل عنى وعـن هممـى     ينبيـك عزمى بما قـد قلتـه بفمـى

أنا السطوحـى واسمـى أحمد البدوى      فحل الرجال إمام القـوم فى الحـرم

مذكنـت طفـلا صغـيرا نلت منزلة      وهمتى قـد علت على سـائر الهمم

إذا دعـانى مريـدى وهـو فى لُجج      من البحـار نجـا مـ سـطوة العدم

لـك الهـنا يا مريـدى لا تخف أبدا      واشطح بذكرى بـين البـان والعلـم

وورد عنه أيضا :

مـجانين إلا إن سـر جنوننا        عجيب على أعتابـه يسجد العقل

وتوفى سنة 675هـ أى عاش 79 عاما، ودفن فى مسجده العظيم بطنطا الذى يؤمُّه الناس من سائر البقاع للزيارة والتبرُّك بمقامه الشريف، واستخلف بعده على الفقراء سيدى عبد العال.

محمد السيد


أولياء الله على أرض مصر

السيدة عائشة رضي الله عنها

هي بنت الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي رضي الله عنه.

أمها السيدة حميدة وأبيها الإمام جعفر الصادق.

وأخيها الإمام موسى الذي لقب (بالكاظم) ولقبه الذي لقب به يغني عن التعريف به لأنه قيل في معنى الكاظم الكثير منها: الإمام الكبير القدر الأوحد الحجة، ومنها كاظم الغيظ.

ففي وسط هذا المناخ المتوهج بنور النبوة تربت العابدة المجاهدة السيد عائشة رضي الله عنها، وكان رضي الله عنها لها دلال مع الله حتى أنه ورد عنها أنها كانت تناجي ربها فتقول: وعزتك وجلالك لئن أدخلتني النار لآخذن توحيدي بيدي وأطوف به علي أهل الناروأقول وحدته فعذبني.

وهذه المناجاة إن دلت فإنما تدل على شدة القرب من الله، وشدة العشم في الله، والدلال معه سبحانه وتعالى.

توفيت رضي الله عنها سنة 145هـ ولها مشهد عظيم ومسجد معمور بمنطقة القلعة بمصر المحروسة.

                                                        إشراف
الشيخ دسوقي الشيخ إبراهيم

 

 

التالي

السابق