شــبـاب الـطريقــة
وحـدة الـصـف عـمدة الـدين
الوحدة واالجماعة من الأشياء التي يدعو إليها الدين ويحثُّ عليها
وفيها تتجسَّد معاني الإخاء والتعاون مصداقاً لقوله صلى الله عليه
وسلم (مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى
منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى).ونرى ذلك في العبادات
بصورة واضحة مثل صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد والحجُّ عرفة،
وأيضاً الإخاء في الله ويبدأ من الاثنين (اثنان تحابا في الله اجتمعا
عليه وافترقاعليه)وكذلك المتصوِّفة ينتهجون نهج الجماعة مثل الأذكار
الجماعية (الحضرات) والاحتفالات بالموالد بدءً بمولد الحبيب المصطفى
() والحوليات ومن أرَّخ لمؤمن فكأنما أحياه.وهم سائرون على سنته
قولاً وفعلاً 0ونحن على أبواب شهر رمضان المعظَّم شهر الأمة المحمدية
الذي يلتمسون في أوَّله الرحمة وفي أوسطه المغفرة وفي آخره العتق من
النار فيا لها من بشائر.
أما الناحية الروحية لرمضان فلا نستطيع أن نجد لها التعبير إلا من
خبير مثل الذي قاله سيدي الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني المكنى بفخر
الدين:
والله قد كتـب الصيـام بفضلـــه كـى لا تضيـق الـروح
بالأبــدان
ولكى ننسب الفضل لأهله نجد أن الشيخ دسوقي الشيخ إبراهيم قد سنَّ
سنَّة حسنة في رمضان وهي الإفطارات الجماعية التي يقوم بها الإخوان
البرهانية بالعاصمة المثلثة حيث يكون يوم الأربعاء من الأسبوع الأول
من الشهر ببحري والأسبوع الثاني بأم درمان والثالث بزاوية الخرطوم
(3)والرابع في أعظم ليلة وهي ليلة سبعة وعشرين رمضان بالمقام وقد
سارت على هذا النهج زوايا الطريقة البرهانية بالولايات وقد أطلق
عليها اسم (جمع الأحبَّة).
ولا ننسى ما قاله سيدي فخر الدين في الجماعة حيث ربطها بخصلتين هما
الحبُّ والمرحمة لأنهما الاساس في الدين (فالحب كنز والصفاء مفتاح).
فيقول موصِّياً مريديه:
فأجمعــوا أمركـم واللـه عاصمكُــم
مـن الّشتـات لـدى بضـعِ وسبعيـن
وحـاذروا مـن
وسـيط السوء بينكـم
وأيـقظـوا هـمــةً فيـها ريـاحـيني
إذا اجتمعتـم علـى حُـبٍّ ومرحمــة فـأيقنـوا الوصـل إن اللـه
معطيــني
صديق أبو هريرة
|