شعـاع مـن بنـي النـور

 جلّ وصف غراسها

شبـاب الـطريقـة


 


شعــاع مـن بني النور

أوصيكها نوحية فاعمل بها

نحن في هذه الأيام نستقبل شهراً عظيماً من أعظم شهور السنة به كثير من البركات والنفحات، وبه ليلة من ليالي الخير، من اغتنمها خفية نال خير الدنيا والآخرة. أخي العزيز أخواتي العزيزات إن المعرفة لأمور كثيرة خفية علينا لا ندركها بالعين المجردة. بل نحسها بواقع الإيمان الذي بدخلنا إحساساً مباشراً دون تردد ولا شك أن أهمَّ ما يميز الشخص أو المرء إيمانه القاطع واستقامته في أمور حياته الخاصة والعامة.إن نظم الحياة للفرد والمجتمع تعنى كثيرًا من الشرور والمخاطر التي قد يقع الفرد فريسة لها دون إدراك منه. فيا أعزائي. نحن نستقبل هذا الشهر بعظمته وقوته ونفحاته الإيمانية العطرة فلا بد لنا أن نتسلَّح بالصبر وقوة الإيمان والصدق في الصفات والأفعال والتسامح والصفاء والمودة لبعضنا.وقال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} ....في عجالة أمري لأكمل حديثي عن شهر رمضان كان لا بد لي أن أطرق جوانب عدة في غاية الأهمية لهذا الشهر.أولا: من الملاحظ وبصورة واضحة وبصراحة نجد كثيراً من الناس لا يأتون الصلاة الإ في رمضان. ما معنى هذا ؟ أنت بوصفك فرداً صالحاً للمجتمع تدرك بوعي تام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم      قال في الحديث بني الإسلام (أي استقام واستوى..)، على خمس شهادة ألا اله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله إقام الصلاة وإيتاء الزكاة - وصوم رمضان - وحجُّ البيت لمن استطاع إليه سبيلا صدق سول الله صلى الله عليه وسلم.يعنى لم يقل بني الإسلام على رمضان فقط وإلا لما ذكر الباقي. والصلاة أيضاً جزء من ركن الإيمان، نجيء إذاً لهذه القضية الهامة. نجد كثيراً من الناس ـ ولنقلِ البعض من باب حسن الظنِّ بالمؤمنين ـ لا يأتون الصلاة في أيامها العادية ويتركون هذا الركن الأساسي من الإيمان لماذا ؟ يا أخي المسلم وأختي الفاضلة لماذا لا نأتيٍ الصلاة إلا في رمضان ؟وقد قال تعالى في محكم تنزيله {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} صدق الله العظيم (البقرة). الله عز وجل خلقنا ورزقنا وسخر لنا الكون بعث إلينا برسله وعلمائه وأوليائه، ونِعمُه علينا لا تعدُّ ولا تُحصى وهو مالك أمورنا بيده الحياة والموت والصحة والمرض وجميع المخلوقات تحت قهره وسلطانه فوجب علينا أن نطيعه وأن نعبده حقَّ عبادته وأن نشكره ونحمده ونتقرَّب إليه بالذكر والنوافل وأداء الفرائض. والصلاة هى الركن الثاني من أركان الإسلام من أدَّاها بتمامها وكمالها في أوقاتها فقد فاز ونجا - قال تعالى : {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلَّى} .إن الإنسان يسعى في حياته ويجتهد في عمله لتأمين حاجته لتوفير ضروراته وادَّخار ما يستعين به على نوائب الزمان ويرى أن ذلك من الحزم وبعد النظر وهذا حق. مع أن الدنيا فانية لا محالة وإلى زوالٍ لا مناص وما تدخره فيها تنتهي حاجتنا إليه بانقضاء الأجل. فهل سأل الإنسان نفسه ماذا ادَّخرت ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ؟أقم صلاتك في أوقاتها وأيامها لا في رمضان فحسب أما رمضان فوسِّع فيه دائرة العبادة لتغتنم الفرصة لتنهل من هذا الشهر المبارك.

ونجد أن كثيراً من الناس يتناولون الأطعمة بصورة مبالغة وشرهة فرمضان ليس أكلاً وشرباً فقط بل عبادة وذكر والأكل القليل فيه راحة للنفس والجسد وهو علاج، ولكن متى ما جعت فكل والإفراط والإكثار هو سبب التخمة وبعض الأمراض قال صلى الله عليه وسلم (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه وحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه).فيا إخواني وأخواتي. هذا الشهر العظيم شهر عظمة وبركة ونفحات بالخير والبركة وحب الخير لله ورسوله ولكافة المؤمنين وفيه تكثر المودة والصفاء والتسامح في مشارق الأرض ومغاربها، فاصحب فيه المولى عزَّ وجلَّ بحسن عبادته ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالطاعة والامتثال لأمره والشيخ بالأدب ولزوم خدمته، والعامة بالدعاء لهم وكل عام وانتم بخير.       

غادة سليمان


 جـــلّ وصـف غـراسها

بـلسـانيــه عـالم وعـليم

بلاد واق الواق كنا نسمع عنها في الأساطير وحكايات ألف ليلة وليلة ولم أتخيل يوما أن يجمعني الله برجل من تلك البلاد التي وجدتها بالفعل على أرض الواقع في هذا السودان الشاسع وتتبع إداريا محافظة واو في جنوب السودان وصديقي هذا قد أخذ الطريقة على يد سيدي فخر الدين رضى الله عنه وحضر دروسه ومحاضراته، وصحبني صديقي للسلام على مولانا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه وتجاذبنا أطراف الحديث وروى صديقي بعض كلام سيدي فخر الدين الذي سمعه منه،وقاطعه الشيخ إبراهيم رضي الله عنه في لطف وأدب جم بقوله (إحنا ما قولنا كدا ولكن قولنا كدا كدا كدا)فقفز صديقي مستغربا ومسرورا في آن واحد وقال يا سلام والله قولك هذا هو الذي قاله سيدي فخر الدين بالحرف الواحد وأنا قد اختلط على الأمر في كلامي السابق يا سلام، أنتهي الموقف وأنا عادة لم يقف بي الحد ولكن سرحت بفكري في الطريقة التي قاطع بها الشيخ مريد له لم ينهره ولم يكذبه وصحح المعلومة التي اختلطت في ذهن صاحبي واثبت علما قاله سيدي فخر الدين رضي الله عنه مع أنه في ظاهر الأمر لم يكن موجودا في الحين الذي ألقي فيه الدرس.....من أين تبدأ أو إلى أين تنتهي أيها الباحث عن الصفات التي جل وصف غراسها

فتى الوادي


شــبـاب الـطريقــة

وحـدة الـصـف عـمدة الـدين

الوحدة واالجماعة من الأشياء التي يدعو إليها الدين ويحثُّ عليها وفيها تتجسَّد معاني الإخاء والتعاون مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى).ونرى ذلك في العبادات بصورة واضحة مثل صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد والحجُّ عرفة، وأيضاً الإخاء في الله ويبدأ من الاثنين (اثنان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقاعليه)وكذلك المتصوِّفة ينتهجون نهج الجماعة مثل الأذكار الجماعية (الحضرات) والاحتفالات بالموالد بدءً بمولد الحبيب المصطفى () والحوليات ومن أرَّخ لمؤمن فكأنما أحياه.وهم سائرون على سنته قولاً وفعلاً 0ونحن على أبواب شهر رمضان المعظَّم شهر الأمة المحمدية الذي يلتمسون في أوَّله الرحمة وفي أوسطه المغفرة وفي آخره العتق من النار فيا لها من بشائر.

أما الناحية الروحية لرمضان فلا نستطيع أن نجد لها التعبير إلا من خبير مثل الذي قاله سيدي الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني المكنى بفخر الدين:

والله قد كتـب الصيـام بفضلـــه           كـى لا تضيـق الـروح بالأبــدان

ولكى ننسب الفضل لأهله نجد أن الشيخ دسوقي الشيخ إبراهيم قد سنَّ سنَّة حسنة في رمضان وهي الإفطارات الجماعية التي يقوم بها الإخوان البرهانية بالعاصمة المثلثة حيث يكون يوم الأربعاء من الأسبوع الأول من الشهر ببحري والأسبوع الثاني بأم درمان والثالث بزاوية الخرطوم (3)والرابع في أعظم ليلة وهي ليلة سبعة وعشرين رمضان بالمقام وقد سارت على هذا النهج زوايا الطريقة البرهانية بالولايات وقد أطلق عليها اسم (جمع الأحبَّة).

ولا ننسى ما قاله سيدي فخر الدين في الجماعة حيث ربطها بخصلتين هما الحبُّ والمرحمة لأنهما الاساس في الدين (فالحب كنز والصفاء مفتاح).

فيقول موصِّياً مريديه:

فأجمعــوا أمركـم واللـه عاصمكُــم        مـن الّشتـات لـدى بضـعِ وسبعيـن

وحـاذروا مـن وسـيط السوء بينكـم        وأيـقظـوا هـمــةً فيـها ريـاحـيني

إذا اجتمعتـم علـى حُـبٍّ ومرحمــة        فـأيقنـوا الوصـل إن اللـه معطيــني

صديق أبو هريرة


 


صور حديثة لمسجد ومقام مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني