من خطب النبى صلى الله عليه وسلم

نجــوم الإهـتـداء

أدق الدقائق


من خطب النبى صلى الله عليه وسلم


صورة أخذت للكعبة المشرفة عام 1297 هـ (1880م)

أول خطبة خطبها بمكة حين دعا قومه.

حمد الله وأثنى عليه ثم قال:

إن الرائد لا يكذب أهله والله لو كذبت الناس جميعا ما كذبتكم ولو غررت الناس جميعا ما غررتكم والله الذى لا إله إلا هو أنى رسول الله إليكم خاصة وللناس كافة والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون وتحاسبن بما تعملون ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءا وإنها لجنة أبدا أو لنارا أبدا .

أول خطبة خطبها بالمدينة

حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:

أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه ألم يأتيك رسولى فبلغك وآتيتك مالا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم فمن إستطاع أن يقى وجهه من النار وله شق من تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإن بها تجزى الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسلام عليكم وعلى رسول الله ورحمة الله وبركاته .

خطبته فى أول جمعة جمعها بالمدينة

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أكفره وأعادى من يكفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس وإنقطاع من الزمان ودنو من الساعة وقرب من الأجل من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا وأوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله فأحذروا ما حذركم الله من نفسه ولا أفضل من ذلك نصيحة ولا أفضل من ذلك ذكرا وإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ماتبغون من أمر الآخرة ومن يصلح الذى بينه وبين الله من أره فى السر والعلانية لا ينوى بذلك إلا وجه الله يكن له ذكرا فى عاجل أمره وذخرا فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه وبينى أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد الذى صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك فإنه يقول عز وجل ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد فإتقوا الله فى عاجل أمركم وآجله فى السر والعلانية فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما وإن تقوى الله يوقى مقته ويوقى عقوبته ويوقى سخطه وإن تقوى الله يبيض الوجوه ويرضى الرب ويرفع الدرجة فخذوا بحظكم ولا تفرطوا فى جنب الله قد علمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين فأحسنوا كما أحسن الله إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا فى الله حق جهاده هو إجتباكم وسماكم المسلمين ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ولا قوة إلا بالله فأكثروا ذكر الله وأعلموا لما بعد اليوم فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس ذلك بأن الله يقضى على الناس ولا يقضون عليه يملك من الناس ولا يملكون منه الله أكبر ولا قوة إلا بالله العظيم.

آخر خطبة

لما تعذر عليه الخروج إلى الصلاة قال: مروا أبوبكر فليصل بالناس، فرضيه عليه الصلاة والسلام خليفة له في حياته، ولما رأت الأنصار اشتداد وجع الرسول أطافوا بالمسجد، فدخل العباس رضي الله عنه وأعلمه بمكانهم وإشفاقهم فخرج  متوكئاً على الإمام علي بن أبي طالب والفضل رضي الله عنهما، وتقدم العباس أمامهم والنبي  معصوب الرأس يخط برجليه حتى جلس في أسفل مرقاة المنبر وثار الناس إليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

يا أيها الناس بلغني أنكم تخافون من موت نبيكم، هل خُلِّدَ نبي قبلي فيمن بعث الله فأخلد فيكم؟ ألا إني لاحق بربي وأنكم لاحقون بي فأوصيكم بالمهاجرين الأولين خيراً وأوصي المهاجرين فيما بينهم، وأن الأمور تجري بإذن الله ولا يحملنكم استبطاء أمر على استعجاله فإن الله عز وجل لا يعجل بعجلة أحد، ومن غالب الله غلبه ومن خادع الله خدعه {هل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}.

وأوصيكم بالأنصار خيراً فهم الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلكم أن تحسنوا إليهم، ألم يشاطروكم في الثمار؟ ألم يوسعوا لكم في الديار؟ ألم يؤثروكم على أنفسهم وبهم الخصاصة؟ ألا فمن ولى أن يحكم بين رجلين فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم، ألا ولا تستأثروا عليهم وإني فرط لكم وأنتم لاحقون بي، ألا فـــإن موعـــدكم الحوض، ألا فمن أراد أن يرده عليَّ غداً فليكفف يده ولسانه إلا فيما ينبغي.


نجـــــوم الإهـــــتـداء

يقول الامام الشافعى رضى الله عنه:

ياآل بيــت رسـول الله حبكـم         فـرض مـن الله فى القرآن انزلـه

يكفيكـم من عظيـم الفخر انكـم         مـن لم يصـل عليكم لا صلاه له

 ولنا وقفه هنا مع مقوله الإمام الشافعى رضى الله عنه وهو أنه أشار لنا بالبيتين السابقين أن حكم محبه آل بيت لنبى صلى الله عليه وسلم فرض وعندما يقول الإمام الشافعى رضى الله عنه كلمة فرض ليس كأى إنسان آخر فهو واحد من أئمه المذاهب الأربعه ومعنى الفرض فى مذهبه هو ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه، فكأن الإمام الشافعى رضى الله عنه يريد أن يقول لنا أن آل بيت النبى محبتهم فريضه من الله عز وجل علينا وليست من النوافل التى إن فعلها الشخص أثيب على فعلها وإن لم يفعها لا يعاقب عليها وروى الإمام أحمد من مسنده، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتى أمان لأمتى من الفرق والاختلاف)  وفى روايه أخرى إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء. وعن بريده الأسلمى وعن بن عباس رضى الله عنه قال النبى صلى الله عليه وسلم والذى نفسى بيده لاتزول قدم عن قدم حتى يسأل الله الرجل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله مما كسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت.(الزمزمى - الطبرانى) ويقول سيدى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه:-

هـم منـة الله العلــى لخلقــه         هـم عـاقلى هم ناظرى ولسـانى

أطفـى بهـم حر اللظى وسـعيرها        لـــولا محبتهـم يقـال بثــان

لولاهواهم فى القلـوب وفى الحشـا        مـاذاق قلـب لـذه الايمـــان

من معرض الحولية

تحت إشراف
الشيخ الحسين
الشيخ محمد عثمان


أدق الدقائق

صائم المهد

جاء في السيرة الطاهرة لسيدي إبراهيم الدسوقي بن السيد عبد العزيز المكنى بأبي المجد رضي الله تعالى عنهما أنه كان ممن صام في مهده،وقد حكيت مثل هذه الكرامة عن عدد من الأولياء إلا أنها ارتبطت به بصفة خاصة لما ظهر فيه بعد ذلك من خوارق العادات. وقد روي أنَّ رؤية الهلال قد أشكلت على الناس عند حلول شهر رمضان،فصام البعض وأفطر البعض الآخر،فاحتكموا إلى السيد محمد بن هارون وكان صاحب الوقت في زمانه فقال لهم: لقد ولد اليوم ولدٌ للسيد عبد العزيز أبي المجد فانظروا هل التقم الثدي أم لا فإن أمسك عن الرضاعة في هذا اليوم فهو الأول من شهر رمضان. فسألوا أمَّه السيدة فاطمة الشاذلية عن حاله، فذكرت أنَّه أبى أن يرضع منذ أن طلع الفجر فأيقنوا أنه اليوم الأوَّل من رمضان، وصام هذا اليوم حتى غابت الشمس فاستلم الثدي ورضع، واشتهر بصائم المهد، وكانت هذه أوَّل بشرى بما قد شرَّفه الله به من الولاية الكبرى وكذلك كانت خاتمته إذ استشهد بسيف القدرة وحراب المحبَّة وهو ساجد، فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم مات رضي الله تعالى عنه. وقد ذكر هذه الكرامة في إحدى قصائده قال رضي الله تعالى عنه:

يـا وزيـري كرامَـتي أثْبَتوهــا      ليلـةَ الوَضْـعِ قبلَ صُبحِ الظُّهـورِ

إذ هـلالُ السمـاءِ عنهـم يقيــنا       غـابَ مـا بيَن صُبْحِها والسَّحورِ

حارتِ المسلمـونَ في صومِ شـهرٍ       فـاقَ فـي حـظِّه جميـعَ الشُّهُورِ

سـأل الكـلُّ ابنَ هـارونَ منـْهُمْ        باجتهـادٍ عـنْ صـومِ شهرٍ شهيرِ

فأجـابَ اســألوا رفـاقيَ عمّـن       يُنجِـدُ التابعــينَ يــومَ النشور

إن علمتـم بأنَّـه صـامَ صُومُـوا       واغتـدوا بالولـيِّ قطـبِ البـدورِ

فأنـا يا وزيرُ عـن ثـديِ أمِّـي        قـبل فجرٍ بعـدتُ بُعْـدَ الــنُّفورِ

صُمتـهُ طاعـةً وليـس وجوبـاً        بل لصـدقٍ مـع الإلـهِ الشكـورِ

وقال الشيخ يوسف النبهاني يمدح السيد إبراهيم الدسوقي رضي الله تعالى عنه:

          إن الـذي مـا مــال يومــاً أو صبـــا

          هـذا الـذي قـد صـام فـي مهـد الصبـا

          أيـن البحـار لديــه أو ريـــح الصبــا

ويقول سيدي فخر الدين رضى الله عنه فى وصف سيدي 'براهيم الدسوقي رضي الله عنه

ياأبــــا العينيـن أنتـــــم          لــــو تأملنا مليـــــــا

محــض فضــل الله طــــرا        مـن جفــا وافـــى طويــا

أيـها المــولـود شيخـــــا         واصــــلا يأبــى رقيــــا

شيخ أبوه