أدق الدقائق
صائم المهد
جاء في السيرة الطاهرة لسيدي إبراهيم الدسوقي بن السيد عبد العزيز
المكنى بأبي المجد رضي الله تعالى عنهما أنه كان ممن صام في مهده،وقد
حكيت مثل هذه الكرامة عن عدد من الأولياء إلا أنها ارتبطت به بصفة
خاصة لما ظهر فيه بعد ذلك من خوارق العادات. وقد روي أنَّ رؤية
الهلال قد أشكلت على الناس عند حلول شهر رمضان،فصام البعض وأفطر
البعض الآخر،فاحتكموا إلى السيد محمد بن هارون وكان صاحب الوقت في
زمانه فقال لهم: لقد ولد اليوم ولدٌ للسيد عبد العزيز أبي المجد
فانظروا هل التقم الثدي أم لا فإن أمسك عن الرضاعة في هذا اليوم فهو
الأول من شهر رمضان. فسألوا أمَّه السيدة فاطمة الشاذلية عن حاله،
فذكرت أنَّه أبى أن يرضع منذ أن طلع الفجر فأيقنوا أنه اليوم الأوَّل
من رمضان، وصام هذا اليوم حتى غابت الشمس فاستلم الثدي ورضع، واشتهر
بصائم المهد، وكانت هذه أوَّل بشرى بما قد شرَّفه الله به من الولاية
الكبرى وكذلك كانت خاتمته إذ استشهد بسيف القدرة وحراب المحبَّة وهو
ساجد، فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم مات رضي الله تعالى عنه. وقد ذكر هذه
الكرامة في إحدى قصائده قال رضي الله تعالى عنه:
يـا وزيـري كرامَـتي أثْبَتوهــا
ليلـةَ الوَضْـعِ قبلَ صُبحِ الظُّهـورِ
إذ هـلالُ السمـاءِ عنهـم يقيــنا غـابَ مـا بيَن صُبْحِها
والسَّحورِ
حارتِ المسلمـونَ في صومِ شـهرٍ
فـاقَ فـي حـظِّه جميـعَ الشُّهُورِ
سـأل الكـلُّ ابنَ هـارونَ منـْهُمْ باجتهـادٍ عـنْ صـومِ
شهرٍ شهيرِ
فأجـابَ اســألوا رفـاقيَ عمّـن يُنجِـدُ التابعــينَ يــومَ
النشور
إن علمتـم بأنَّـه صـامَ صُومُـوا واغتـدوا بالولـيِّ قطـبِ
البـدورِ
فأنـا يا وزيرُ عـن ثـديِ أمِّـي قـبل فجرٍ بعـدتُ بُعْـدَ الــنُّفورِ
صُمتـهُ طاعـةً وليـس وجوبـاً بل لصـدقٍ مـع الإلـهِ الشكـورِ
وقال الشيخ يوسف النبهاني يمدح السيد إبراهيم الدسوقي رضي الله تعالى
عنه:
إن الـذي مـا مــال يومــاً أو صبـــا
هـذا الـذي قـد صـام فـي
مهـد الصبـا
أيـن البحـار لديــه أو
ريـــح الصبــا
ويقول سيدي فخر الدين رضى الله عنه فى وصف سيدي 'براهيم الدسوقي رضي
الله عنه
ياأبــــا العينيـن أنتـــــم لــــو تأملنا مليـــــــا
محــض فضــل الله طــــرا مـن جفــا وافـــى طويــا
أيـها المــولـود شيخـــــا واصــــلا يأبــى رقيــــا
شيخ أبوه |