ركن المرأة

ركن الطفل

فتي السواعد

يحكى أن



ركن المرأة

 الغـيبــة

جلسات الشاى والقهوة وتناولها فى شكل مجموعات بين الأسر وفى المكاتب والمرافق العامة مشاهد تتكرر بإستمرار خاصة فى المجتمعات العربية ولا نرى فيها إلا كلَّ جميل لأن الفرد يمكن أن يفتقد شقيقه إذا غاب أو يتعرَّف على شخص لم يكن يعرفه ومن خلالها ينشأ التعاون والتكافل بين المجتمعات هذا إذا كانت خالية من الشوائب ولكن تشوبها أكبر شائبة وتمثل مشكلة كبيرة على المجتمع ألا وهى الغيبة بمجرد أن فارق الفرد المكان بدأ الآخرون فى اغتيابه والتحدث عنه و لأن الناس تختلف فى طباعها وقوة تحملها فهنالك من يسمع ولايهتم بالأمر ولكنه يحد من علاقته بهؤلاء الأشخاص، ولكنَّ صنفاً آخر من البشر يؤذيه ما قيل عنه ويتألم لما سمعه لفترة طويلة و يفارق هذه المجموعة حتى تصبح أجواء التعامل بين الناس مملؤة بالشحنات الكهربائية والتوتر العام ولمجرد حديث عابر يمكن أن يكبر بسهولة ويتسبب فى تدمير العلاقات الإنسانية ويفقد الفرد عنصر الشوق الصادق لأخيه والتعامل معه ولان الإسلام يدعو للتضامن وبعض القيم النبيلة التى لاتحدث إلا من خلال الجماعات أدرك خطورة الغيبة و أراد توضيحها من خلال هذه الحادثة وهى فى أول مره يفرض فيها الصيام شكى الناس الى النبى صلى الله عليه وسلم أنه كانت هناك امرأتان فى حالة من الإعياء الشديد في أول أيام رمضان فدعاهما النبى صلى الله عليه وسلم فحضرتا فلما رأى ما بهما عليه قال لهما: قيئا فقاءتا دما ولحما قال صلى الله عليه وسلم: والله هذه الغيبة والنميمة ثم تلا قوله تعالى: {أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه} والأشد خطرا خوض البعض فى أعراض الناس برمي المحصنات ويدخلون فى الآثام الموبقات التى تجلب الهلاك لصاحبها وقد حدث أن رجلاً فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم كان يرمي المحصنات فمات وعندما دفنوه لفظته الأرض وتكرر الأمر مرات فذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (والله إنَّ فى جوف الأرض من هو اسوأ من هذا ولكنَّ الله أراد أن يعلمكم عن الغيبة والنميمة).

لذا مكابدة النفس و مجاهدتها واجبة لأن الإثم واقع عليك إذا لفظت او استمعت ولابد من الانصياع الى ما قاله النبى صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه)لان الخطريكمن فى المتعة التي نجدها في الغيبة وتلك اللذه الشيطانية وهي تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب فربَّ صيام وصلاة وصدقة ضاعت بكلمة يقولها الإنسان عن أحد إخوانه ولا يأبه لها وليس هناك سبيل إلى تجنُّب هذا الشر إلاَّ بأن يعمّر الإنسان وقته بالذكر قال الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه:

ولتعمـروا الأوقـات بالذكـر الـذي         يشفـي القلـوب فتصطـلي بغرامـي

هدى عبد الماجد


 ركن الطفل

رجاحة العقل

كانت الجدة تتحدث مع الأب عن الحكمة والطفلة الصغيرة تستمع للحديث وسألت الجدة ماذا تعني الحكمة ياجدتي ؟ فابتسمت الجدة وقالت: الحكمة ياصغيرتي تعني رجاحة العقل وبهذه المناسبة سأحكي لكم قصةً عن رجاحة عقل فتاة فى مثل عمرك، اذهبي ونادي على إخوتك ذهبت الصغيرة ونادت على إخوتها فأتوا وهم فى شوق لسماع القصة.

قالت الجدة: يحكي أنه كانت تعيش فى إحدى القري أسرة فقيرة، يعمل الأب لكسب قوته وهكذا يعيشون على الكفاف وفى يوم من الأيام جمع الأب الأسرة وقال لهم: أريد ياأبنائي أن أستأذنكم فى الذهاب الى الحجِّ فقد قارب وقته، وإنني فى شوق لذلك فاحتج الأبناء وأمهم وقالوا له: كيف سنعيش من بعدك خاصة أن الذهاب والمجئ من الحج يأخذ شهوراً عدة. قالت صغرى بناته: لماذا لاتدعوه يذهب فإنه ذاهب الى زيارة بيت الله لذلك لن يتركنا الله من بعده جياعاً! فتأثروا لكلامها خاصة وهى أصغرهم، فضمَّهاالأب فقد كان يحبُّها كثيرا.وسافرالأب الى الحج وترك لهم القليل من المال والطعام، ومرَّت الأيام والأبناء يلومون الصغيرة على رأيها. لولاك ما ذهب؟ ومن أين نأكل؟.وفى يوم ذهب أمير تلك البلاد الى الصيد وفى أثناء عدوه فى أثر غزال ضلَّ الطريق وصادف دارهم وطلب من مساعديه أن يطلبوا ماءً فأحضرت الأم الماء من وراء الباب فسأل الأمير: دار من هذه؟ فقالت:هذه دار فلان وهوفيالحج. وسأل الأمير فى القرية عن حال ربِّ الدار فحكوا له عن مدى فقره وجوع عياله من بعده فرجع الأمير الى الدار ورمي بالدنانيرالتي معه وقال لرجاله: من كان يحبني فليرم لهم بماله ورمي الرجال أموالهم وعندما عاد الأمير الى قصره أرسل أحد الرجال بمزيد من المال والهدايا فسرَّ أهل الدار بعد أن أغناهم الله تعالى و قالت الفتاة الصغيرة: بالأمس كنتم فقراء وأنتم اليوم أغنياء فكيف حال أبي اليوم؟!. 

الجدة


فتي السواعد

جدلية المادة والروح

ظل صراع النظرية المادية والروحية مثار اهتمام الكثير من المفكرين والباحثين منذ أمدٍ بعيد ولعل هذا الاهتمام بهذه الجدلية انبعث لارتباطها الوثيق بوجودية كثير من الأشياء. بيد أن الاحتدام الحقيقي لهذا الصراع الفلسفي بدأ بظهور النظرية المادية الشيوعية أو ما يسمَّى بالمادية الديالكتيكية وقد سُمِّيت بالمادية لأن تعليلها لحوادث الطبيعة وتصوَّرها لهذه الحوادث أي نظريتها مادية سميت ديالكتيكية لأن أسلوبها في النظر إلى حوادث الطبيعة وطريقتها في البحث والمعرفة جدلياً حيث يرى بعض الفلاسفة أن المصادمة بين الآراء واكتشاف تناقضات الفكر هما خير وسيلة لاكتشاف الحقيقة. أن النظرية المادية الشيوعية لا تعترف بوجود (إله) لأن الأساس الذي تقوم عليه الفلسفة الشيوعية الماركسية هو مبدأ التغيير المستمر فكل شيء من جهة نظر الماركسية في حال تغيير دائم سواء أكان ذلك الشيء في عالم المادة الجامدة أم عالم الفكر فكل شيء تدفعه الصيرورة إلى الزوال كل شيء متجدد ولا شيء يبقى على حالة واحدة حتى الأفكار والدين والقيم آيلة إلى التبدل والتغيير.

وما يَعْمُر الأذهان من قيم وأفكار هو نتيجة لانعكاس الأوضاع الاجتماعية لهذا فهو متبدِّل متغيِّر ووجوده رهن بكينونته الخاصة وفناؤه رهــن بنموِّ هذه الكينونة وتطوِّرها إلى شيء جديد. وكنتيجة لهذا تدَّعي الشيوعية أنَّ الذي يعتقد من الناس في وجود (إله) هو معتقد بشيء لا يوجد في هذه الطبيعة يقول كارل ماركس صاحب النظرية الشيوعية الماركسية (إن الوجود في مشاقِّه مع نفسه يحتوي في داخله على عراك وتمزق باطني لكنه عراك ينتهي في الخطوة التالية ولا يلبث أن يدفع ثم يعود من جديد وهكذا باستمرار ولكنَّ النتيجة العامة هي التطوُّر والتقدُّم) وهذه النظرية تُسمَّى بالنظرية الداروينية نسبة لمؤلفها شارلز داروين وهذه النظرية التي بُنيت عليها مقولة (خلقتني الطبيعة)لاقت جدلاً شديداً وأذكر عندما كنت أدرس في الجامعة دار حوار بين شاب شيوعي وآخر برهاني فعندما قال الشيوعي: أن الطبيعة في تطور دائم من مرحلة إلى مرحلة، فسأله الشاب البرهاني: وماذا يحدث ما بين المرحلة والمرحلة التي تليها فصمت الشيوعي سنوات ولم نره منذ ذلك الوقت.

بعد هذا السرد للنظرية المادية أسوق إلى القارئ العزيز آراء مبتدعي الشيوعية حول الدين وهم كارل ماركس وفردريك انجلز ولينين وستالين ذلك لأنَّ آراء هؤلاء تُمثِّل الأساس الأيدلوجي للشيوعية يقول فردريك انجلز :

(فلنقف قليلاً عند الدين لأنه أبعد الأشياء عن الحياة المادية ويلوح غريباً عنها أكثر من أي شيء آخر لقد نشأ الدين بصورة كلية في عصر موغل في القدم من تصورات الناس البدائية المليئة بالأخطاء المتعلقة بطبيعتهم الخاصة والطبيعة الخارجية المحيطة بهم) فانجلز يرى أن الدين نشأ من تصورات الناس البدائية بل يذهب أبعد من ذلك عندما يتحدَّث عن علاقة الفكر بالكينونة أي علاقة الروح بالطبيعة حيث يحقِّر من شأنها يقول (إن مشكلة علاقة الفكـر بالكينونة أي علاقة الروح بالطبيعة هي المشكلة العليا في كل فلسفة جذورها في المفاهيم الجاهلة المحدودة الأفق السائدة في عصر التوحُّش. هذه المشكلة اتخذت هذا الشكل الحاد.. هل خلق الله العالم أم أن هذا العالم وجد منذ الأزل ؟). ويجيب انجلز بنفسه عن هذا السؤال قائلاً (إن الطبيعة توجد وجوداً مستقلاً وهي الأساس الذي نشأنا عليه نحن البشر وترعرعنا فيه ونحن أنفسنا نتاج لها وليس ثمة شيء خارج على الطبيعة) ولا يخفى على فطن أن هذه ليست إجابة يقتنع بها العقل وليس هذا هكذا دون موجد فإن كلَّ موجود لا بدَّ له من موجد والطبيعة شيء موجود محسوس تعليلاً يبرر وجود الطبيعة ويستحيل عقلاً أن توجد هكذا دون موجد.

البقية بالعدد القادم

سامي حسب الرسول


يحكى أن

سيدنا عيسى عليه السلام مرَّ في سياحته ومعه طائفة من الحواريين بذهب مصبوب في الأرض، فوقف عليه ثمَّ قال: هذا القاتول فاحذروه، ثمَّ عبر وأصحابه، وتخلَّف ثلاثة لأجل الذهب، فقام اثنان ودفعا إلى واحد شيئا منه ليشتري لهم من الطيبات من أقرب الأمصارإليهم، فوسوس إليهما العدو: أترضيان أن يكون هذا المال بينكم أثلاثا، اقتلوا هذا فيكون المال بينكم نصفين.فأجمعا على قتله إذا رجع إليهما. قال: وجاء الشيطان إلى الثالث فوسـوس إليه: أرضيت أن تأخذ ثلـث المال  اقتلهما فيكونُ المال كلُّه لك. قال: فاشترى سمَّاً فجعله في الطعام، فلما جاءهما به وثبا عليه فقتلاه، ثم جلسا يأكلان الطعام فلما فرغا ماتا، فرجع عيسى عليه السلام من سياحته فنظر إليهم حول الذهب صرعى والذهب بحاله، فعجب أصحابه وقالوا: ما شأن هؤلاء ؟ فأخبرهم بهذه القصة.

ـــــــــــــــــــــــــ

مِنَ الشعراء منْ كانَ يحبُّ رمضان لشرابه وطعامه لا لصيامه وقيامه،

وقال أبو الحسين الجزَّار المصري في الكُنافة وقد امتنعتْ عليه:

وما لي أرى وجهً الكُنـافةِ مُغـضـبا         ولـولا رِضاهـا لـم أُرِدْ رَمَضَانهـا

عجبـتُ لـها من رقةٍ كيف أظهـرت        عـليَّ جفـاً قـد صــدَّ عني جفانها

تُرى اتهمتـني بالقـطائـفِ فاغتـدت        تصُـدُّ اعتقادـاً أنَّ قلـبي خانهــا

وقـد قـاطـعتـني ما سمـعتُ كلامَها       لأنَّ لـسـاني لم يخالـطْ لسانهـــا

ـــــــــــــــــــــــــ

من شرح النابلسي على ابن الفـارض رضـي الله عنهما:

فـي هَواكُـمْ رمَضَــانٌ عُمـــرُه        ينْقَضِــي مــا بيـنَ إحياءِ وطَـيْ

المعنى: قل أيها السائق تركتُ الصبَّ في حال كون عمره كلِّه صار رمضان بسبب هواكم فهو منقضٍ ما بين إحياء ليلٍ وطيِّ صومٍ ولا يلزم من الطيِّ الوصالُ المُحرَّم لاحتمالِ أنَّ المرادَ قلَّة الأ كل وذلك لا ينافى الإفطار ولو على الماء، على أنَّ المُرادَ طيُّ الصَّوم عن السِّوي يعني أنَّه صائمٌ في عمرِه كلِّه عن رؤية ألا غيار اشتغالا بتلقي فيض التجلِّيات علي قلبه ببدائع الأسرار ففي ليلِ غفلته إذا دخل عليه سهرٌ في الطاعة وفي نهار يقظته إذا أظلَّه طَوىً فلم يأكل ولم يشرب وإنما يطعمه ربُّه ويسقيه كمن آكل ناسيا وهو صائم فقد قال صلى الله عليه وسلم أنَّه أطعمه ربُّه وسقاه وهذا أولى من الناسي في ذلك.