سبحان الله

ولي نظم در

نيل المراد في شرح الأوراد

 

سبحان الله

من أغرب المخلوقات فى العالم وأكثرها تشويقا عالم النمل، فهذا العالم فيه ما يزيد على 3500 نوع، وموجود فى كل بقاع العالم عدا قمم الجبال، ومن أشد أنواع النمل روعة ذلك النوع المعروف باسم (النمل الزحاف) ويعيش فى افريقيا ويندفع فى جيوش جرارة، بل ويفتك بكل ما يقابله ويلتهمه حتى أن أضخم أنواع الحيوانات تفر هاربة عندما تشاهده قادما.

وسكان المكسيك يفرون من مساكنهم هربا عندما يشاهدونه مقبلا عليهم، لأن هذا النمل يأكل كل ما يقابله من الزواحف حتى الجرذان والسحالى التى تعيش فى منازلهم، وبعدها بمدة غير يسيرة يرجعون إلى منازلهم بعد أن تقوم مجموعات هذا النمل بتنظيف مساكن المكسيكيين، وهذا النوع من النمل يعيش فى مجموعات منظمة تنظيما رائعا، ومجموعاته قد تتألف من مئات الألوف، وأدنى هذه المجموعات لا يتجاوز عددها العشرات.

ومجموعات النمل عادة تتكون من ملكات وذكور وإناث بأجنحة وعمال بلا أجنحة، وهناك أنواع من النمل يوجد لديها عبيد، وعمل مجموعات العبيد هذه هو القيام بحملات حربية أشبه بالغزوات ضد الأنواع الأصغر منها، فيقومون بطردها من مساكنها ويعملون على نهب بيضها ويرقاتها، ثم يقومون على هذا البيض وتلك اليرقات حتى تفقس وتصبح بالغة ثم تدخل فى نظام العبيد الذى يقوم على خدمة ساداته من الملكات.

ودورة حياة النمل شيقة للغاية خاصة فى التزاوج والانجاب، فتجد إناث المجموعة تطير عاليا فى الهواء ويتبعها الذكور، وبعد هذا الطيران التزاوجى تموت الذكور من فورها وتصبح كل نملة هى الملكة بمفردها فتقوم على تكوين مجموعة جديدة، ثم تقوم بحفر حفرة وتضع فيها بيضها حتى يفقس ويكون دودات بلا سيقان فتساعدها الملكة الأم فى عمل شرنقة لكل واحدة منهن وعندما يتم نمو النملة الصغيرة تحطم الملكة الأم طرفى الشرنقة ثم تعمل على سحب النملة الصغيرة منها، ثم يقوم هذا النمل الوليد بدور العامل المخلص كل الاخلاص للأم ولسائر المجموعة.

حسين محمد

ولي نظم در

من كمال العطاء من فيض وهب     أيها الناس جـاءكـم إبـراهـيـم

من المعانى اللغوية لهذا البيت تجد أنه ابتدأ بحرف (من) وهو حرف يفيد إبتداء الغاية أو التبعيض أو البيان والتفسير، وبيان هذا من قوله تعالى {وينزل من السماء من جبال فيها من برد} 43 النور، فنجد أن حرف {من} الأول فى الآية للابتداء، و{من} الثانية للتبعيض، و{من} الثالثه للتفسير والبيان.

وحرف (من) فى هذا البيت لابتداء الغاية، ويتضح ذلك جليا فى قوله {سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}.

وكلمة (كمال) تفيد تمام الشئ، فيقال كمل الشئ أى تم وتمت أجزاؤه وصفاته، وفى قوله {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى} 3 المائدة، يقول سيدى محيى الدين رضى الله عنه فى معنى هذه الآية (أكملت لكم دينكم ببيان الشعائر وبيان السلوك وكيفيته وأتممت عليكم نعمتى بالهداية إليه) ومن (جامع البيان فى تأويل القرآن) للإمام الطبرى فى معنى قوله تعالى {اليوم أكملت لكم دنيكم} أى كمال العبادات والأحكام والفرائض، والكامل من الرجال هو الجامع للمناقب الحسنة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (العلماء ورثة الأنبياء).

وكلمة (العطاء) أى المد وما يعطى، كالعطية والجمع أعطية وجمع الجمع أعطيات كما جاء فى القاموس المحيط، وقوله سبحانه عن العطاء فى سورة ص {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} ويقول سيدى محيى الدين (هذا عطاؤنا المحض فامنن أو أمسك أى أطلق إرادتك واختيارك فى الحل والعقد والإعطاء والمنع عند الكمال التام) والعطاء من الحق أى الهبة وهى إعطاء للنعم لا يقترن معه طلب جزاء، أما العطاء من العبد فعمله لحق الربوبية لا للجزاء.

و(من فيض) و(من) حرف جر وهى هنا تفيد التبعيض، فليست كالأولى تفيد الابتداء، أما (فيض) فمن فاض الماء أى كثر حتى سال على ضفة الوادى، ونهر فياض أى كثير الماء، ورجل فياض أى وهاب جواد، وقد قال صلى الله عليه وسلم لسيدنا طلحة (أنت الفياض) وذلك لسعة عطائه وكثرته، وقال تعالى {ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق}.

وكلمة (وهب) من الهبة كما جاء فى مفردات الأصفهانى هى أن تجعل ملكك لغيرك بغير غرض، ومن كتاب الإنسان الكامل لسيدى عبد الكريم الجيلى: أن الهبة هى العطية الخالية عن الأعراض والأغراض، والوهب من الاسم الوهاب لأن مواهب الحق لا تتناهى وهو تجلى الله على أهل جنة المواهب فلا يدخلها أحد إلا بموهبة الله تعالى وهى الجنة التى قال فيها صلى الله عليه وسلم (لا يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله منه برحمة وفضل) وفائدة الإضافة فى (فيض وهب) أن الهبة يمكن أن تكون واحدة أو متعددة على حسب المراد الإلهى، وأراد الإمام فخر الدين رضى الله عنه أن يبين دوامها مع الكثرة، وقيل أن الاسم الوهاب مخصوص بالعطاء بغير أسباب، لأجل هذا نلاحظ فى جميع آيات القرآن الكريم الواردة فى هذا الاسم انعدام السبب ووجود المراد بغير هذا السبب كما قال سبحانه {الحمد لله الذى وهب لى على الكبر إسماعيل وإسحاق} وقوله {رب هب لى من لدنك ذرية طيبة} ونلاحظ أيضا أن الهبة هنا هى الذرية التى ترث النبوة أو الولاية.

(أيها الناس جاءكم إبراهيم) أيها من الإشارات فى النداء بالتنبيه على موطن الخطاب وهو الموطن الجامع لجوامع الكلم المحصورة بين الألف والياء، ثم الإرداف بهاء التنبيه الممدودة ليتنبه المتلقى إلى رتبة صاحب الخطاب وعظم إمداده .

و(الناس) تطلق على عامه الناس وخاصتهم وأكابر أهل البيت النبوى المطهر كما قالها سيدنا عبد الله بن عباس فى قوله تعالى {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} فقال: نحن الناس دون الناس، ولذلك يمكن أن يفهم أن لفظ (الناس) فى هذا البيت عام يراد به خاص وعليه يكون النداء هنا للمريدين، ولأهل اللغة أقوال فى كلمة (الناس) فقيل: أصل الناس الناسى قال تعالى {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} بالرفع والجر، بالجر إشارة إلى أصله وإشارة إلى عهد سيدنا آدم حيث قال تعالى {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى} وعن سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أنه قال: إنما سمى الإنسان إنسانا لأنه عهد إليه فنسى، والناس أيضا من الإنس، وجمع إنس أصله أناس وهو جمع عزيز كما قال بعضهم فى تاج العروس.

السيد عبد اللطيف

نيل المراد في شرح الأوراد

تفسير النسفي:

المراد به طريق الحق وهو ملة الإسلام "صراط الذين أنعمت عليهم " يدل من الصراط وهو تأكيد وإشعار بأن الصراط المستقيم هو صراط المسلمين ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه وآكده وهم المؤمنين والأنبياء عليهم السلام أو قوم موسى قبل أن يغيروا. أهـ.

التربيط بين الفاتحة "السبع المثاني"

والسبع المثاني بمعنى "الذين أنعمت عليهم وهم ..."

أربعة ملائكة الله المقربين.

الأربعة الملائكة الفلكيين (جبريل، ميكائيل، إسرافيل، عزرائيل عليهم السلام).

أربعة أولو العزم من الرسل (سيدنا نوح، سيدنا إبراهيم ، سيدنا موسى ، سيدنا عليسى عليهم السلام)

أربعة رؤساء الصحابة (سيدنا أبو بكر ، سيدنا عمر ، سيدنا عثمان، سيدنا علي رضوان الله عليهم).

أربعة عبادلة القرآن (عبد الله بن عمر، عبد الله بن الزبير ، عبد الله بن مسعود، عبد الله بن عباس رضي الله عنهم).

أربعة أئمة الشريعة (الإمام أبو حنيفة ، الإمام مالك، الإمام الشافعي، الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهم).

أربعة أئمة التصوف (السيد أحمد الرفاعي، السيد عبد القادر الجيلاني، السيد أحمد البدوي، السيد إبراهيم الدسوقي رضي الله عنهم).

قوله e "أوتيت جوامع الكلم" رواه العسكري في الأمثال عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا بهذا اللفظ، لكن في سنده من لم يعرف، ورواه الديلمي بلا سند عن ابن عباس رفعه بلفظ: أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارا، ورواه الشيخان لكن بلفظ بعثت بجوامع الكلم، وفي خبر أحمد أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه، وروى البيهقي عن عمر بن الخطاب أنه مر برجل يقرأ كتاب من التوراة، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنما بعثت فاتحا وخاتما، وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه، واختصر لي الحديث اختصارا<صفحة 14> ولأبي يعلى عن خالد بن عَرْفَطة قال كنت عند عمر فجاء رجل فذكره، وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، واختصر لي الكلام اختصارا، وفي رواية ابن سيرين عن أبي هريرة أعطيت فواتح الكلم، وفي أخرى أعطيت مفاتيح الكلم، وفي أخرى أعطيت جوامع الكلم، وفي حديث أبي موسى أعطيت فواتح الكلم وخواتمه، قلنا يا رسول الله علمنا مما علمك الله فعلمنا التشهد،ورواه أيضا في المختارة عن عمر بن الخطاب بلفظ آخر مع بيان سبب وروده، قال عمر فانطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب، ثم جئت به في أديم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا في يدك يا عمر؟ قلت يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد به علما إلى علمنا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه، ثم نودي بالصلاة جامعة، فقالت الأنصار أغضِب نبيكم، السلاح السلاح فجاءوا حتى احدقوا بيمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس إني أوتيت جوامع الكلم وخواتيمه، واختصر لي الكلام اختصارا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية، فلا تَتَهَّوكوا، ولا يغَّرنكم المتهِّوكون، قال عمر فقمت، فقلت رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبك رسولا، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى. والمتهوكون جمع متهوك بتشديد الواو مكسورة وبالكاف، قال في القاموس المتهوك المتحير كالهواك كشداد، والساقط في هوة الردى.‏

 

والكلام 28 حرف وهي حروف اللغة وهي 14 نوراني، 14 ظلماني وهي بدايات السور والقرآنية وسُئل عنها سيدنا علي بن أبي طالب فجمعها في جملة "طرق سمعك النصيحة" واسمها دائرة الإحاطة وفائدتها أن تدفعك طوعاً أو كرهاً إلى حضرة النبي e .

النبي e أعطاها للأقطاب فوضعوها في أورادهم لتحمل النور الإلهي وتعين على المشاهدة ، قوله e "حم لا ينصرون"

حدثنا مُحَمّدُ بنُ كَثِيرٍ أنْبأنَا سُفْيَانُ عنْ أبي إسْحَاقَ عن المُهَلّبِ بن أبي صُفْرَةَ قال أخبرني مَنْ سَمِعَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إنْ بُيّتّمْ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُم حَم لاَ يُنْصَرُون".سنن أبو داود

من كتاب عون المعبود شرح أبي داود :

 (إن بيتم): بصيغة المجهول أي إن بيتكم العدو أي قصدوكم بالقتل ليلاً واختلطتم معه.

قال ابن الأثير: تبييت العدو هو أن يقصد في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة وهو البيات انتهى (حم لا ينصرون): قال الخطابي: معناه الخبر، ولو كان بمعنى الدعاء لكان مجزوماً أي لا ينصروا، وإنما هو إخبار كأنه قال: والله إنهم لا ينصرون. وقد روى عن ابن عباس أنه قال حم اسم من اسماء الله، فكأنه حلف بالله أنهم لا ينصرون.

وقال في النهاية: معناه اللهم لا ينصرون ويريد به الخير لا الدعاء. وقيل إن السور التي أولها حم سور لها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر بها على استنزال النصر من الله. وقوله لا ينصرون كلام كأنه حين قال قولوا حم قيل ماذا يكون إذا قلناها فقال لا ينصرون. كذا في مرقاة الصعود. قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي، وذكر الترمذي أنه روى عن المهلب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.‏أهـ.

فعند سيدي أحمد الرفاعي "تنجنج حيصور توجه حيث شئت فإنك منصور" وعند سيدي عبد القادر الجيلاني "تنجنج حيصور نجيح" ، وعند سيدي أحمد البدوي "طهور بدعقٌ محببهٌ صورهٌ محببة سقفاطيس سقاطيم صيلاصيم" ، وعند سيدي أبي الحسن الشاذلي "طهور بدعق محببهٌ صورهٌ محببه سقفاطيس سقاطيم آدونّ حمّ هاءٌ آمين" ، وسيدي إبراهيم الدسوقي "وما وجده الإمام الشاذلي"

وهذه علتها غلق باب القلب عن إبليس اللي قبل الأقطاب عدم وجود المطلسمات سيدي الحلاج ما في الجبة ، اقتلوني تؤجروا وأسترح، ترى درى أني أحن لهجرها ، مذ كنت مشتاقاً لها لوصالها.

وليلها أيضاً عند الصحابة الأربعة ، وعبادلة القرآن الأربعة وأولي العزم الأربعة.

من تراث سيدي فخر الدين