مولده صلى الله عليه وسلم -
3
فرح جده به
صلى الله عليه
وسلم
والتماسه
له المراضع
قال بن هشام
أن سيدنا
عبدالمطلب
أخذه، فدخل به
الكعبة، فقام
يدعو الله،
ويشكر له ما
أعطاه، ثم خرج
به إلى أمه
فدفعه إليها. والتمس
لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرضعاء، وفي البداية والنهاية لإبن كثير حواضنه
ومراضعه عليه الصلاة والسلام كانت أم أيمن واسمها بركة تحضنه وكان قد ورثها عليه
الصلاة والسلام من أبيه فلما كبر أعتقها وزوجها مولاه زيد بن حارثة فولدت له أسامة
بن زيد رضي الله عنهم وأرضعته مع أمه عليه الصلاة والسلام مولاة عمه أبي لهب ثويبة
قبل حليمة السعدية.
مرضعته
حليمة ونسب
أبيها
قال ابن إسحاق: فاسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر، يقال لها: حليمة
ابنة أبي ذؤيب واسم أبيه الذي أرضعه صلى الله عليه وسلم: الحارث بن عبدالعزى بن
رفاعة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن.
وإخوته من
الرضاعة: عبدالله
بن الحارث،
وأنيسة بنت
الحارث، وحذافة
بنت الحارث،
وهي الشيماء،
غلب ذلك على
اسمها فلا
تعرف في قومها
إلا به. وهم لحليمة بنت أبي ذؤيب، عبدالله بن
الحارث، أم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويذكرون أن
الشيماء كانت
تحضنه مع أمها
إذا كان عندهم
كانت حليمة
بنت أبي ذؤيب
السعدية، أم
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم التي
أرضعته، تحدث:
أنها خرجت من
بلدها مع
زوجها، وابن
لها صغير ترضعه
في نسوة من
بني سعد بن
بكر، تلتمس
الرضعاء،
قالت: وذلك في
سنة شهباء، لم
تبق لنا شيئا. قالت:
فخرجت على أتان لي قمراء، معنا شارف لنا، والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلنا أجمع
من صبينا الذي معنا، من بكائه من الجوع، ما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما
يغديه - قال ابن هشام: ويقال: يغذيه - ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج فخرجت على أتاني
تلك، فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء،
فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه، إذا قيل لها
إنه يتيم، وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي، فكنا نقول: يتيم ! وما عسى
أن تصنع أمه وجده ! فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا غيري،
فلما أجمعنا الانطلاق، قلت لصاحبي: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم أخذ
رضيعا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلأخذنه، قال: لا عليك أن تفعلي، عسى الله أن
يجعل لنا فيه بركة.
الخير الذي
أصاب حليمة
قالت: فلما أخذته، رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه
ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى روي، ثم ناما، وما كنا ننام
معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا إنها لحافل، فحلب منها ما شرب، وشربت
معه حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة.
قالت: يقول
صاحبي حين
أصبحنا: تعلمي
والله يا
حليمة، لقد
أخذت نسمة
مباركة قالت: فقلت:
والله إني
لأرجو ذلك،
قالت: ثم
خرجنا وركبت
أنا أتاني،
وحملته عليها
معي، فوالله
لقطعت بالركب
ما يقدر عليها
شيء من حمرهم،
حتى إن صواحبي
ليقلن لي: يا
ابنة أبي
ذؤيب، ويحك ! اربعي
علينا، أليست
هذه أتانك
التي كنت خرجت
عليها؟ فأقول
لهن: بلى
والله، إنها
لهي هي، فيقلن:
والله إن لها
لشأنا. قالت: ثم
قدمنا
منازلنا من
بلاد بني سعد
وما أعلم أرضا
من أرض الله
أجدب منها،
فكانت غنمي
تروح عليَّ
حين قدمنا به
معنا شباعا
لُبَّنَا، فنحلب
ونشرب، وما
يحلب إنسان
قطرة لبن، ولا
يجدها في ضرع،
حتى كان
الحاضرون من
قومنا يقولون
لرعيانهم: ويلكم
سرحوا حيث� يسرح
راعي بنت أبي
ذؤيب، فتروح
أغنامهم
جياعا ما تبض
بقطرة لبن،
وتروح غنمي
شباعا لبنا.فلم نزل نتعرف
من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته، وكان يشـبّ شبابا لا يشبه
الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا.
|