أسماء بنت
عميس رضي الله
عنها
هي أسماء
بنت عميس بن
معد الخثعمية
وكنيتها أم عبد الله
سجل لها التاريخ
صفحة مشرقة
تفخر بها
روحها على
الأيام، إذ
كانت في طليعة
المسلمات
اللاتي
استجبن لتلبية
الدعوة
المحمدية،
وازرنها
ونصرنها كما
كانت في
الرعيل الأول
ممن هاجروا
إلى الحبشة
فراراً
بدينهم من أذى
المشركين
وفتنتهم،
هاجرت مع
زوجها جعفر�الطيار، فولدت له هناك عبد الله ومحمداً وعونا.
تشرفت هذه السيدة الجليلة النبيلة بالتحلي بحلية الإسلام، قبل دخول
رسول الله عليه صلوات الله دار الأرقم بن الأرقم، كانت داره على الصفا، وهي الدار
التي كان رسول الله عليه صلوات الله يجلس فيها إبان بدء الدعوة إلى الإسلام.
وقد يتقاضانا المقام أن نعرض لبعض أحداث الهجرة إلى الحبشة، عرضاً
يرينا منها لمحاً باصراً وأمراً واضحا، يشوقنا أن نستوعب أخبار ما احتوته من أحداث
شائقة، ومناقشات صريحة جريئة، تجاذب طرفيها النجاشي ملك الحبشة وجماعات المهاجرين
إليه من المسلمين بلسان خطيبهم المصقع الملهم، جعفر بن أبي طالب زوج أسماء بنت عميس
التي نتحدث عنها الآن.
يقول رسول
الله عليه
صلوات الله
لمن امتحن من المسلمين
بألوان من
الفتن
والبلاء صبها
عليهم
المشركون: لو
خرجتم إلى أرض
الحبشة، فإن
بها ملكاً لا
يظلم عنده
أحد، وهي أرض
صدق، حتى يجعل
الله لكم فرجاً
مما أنتم فيه. فكانت
أول هجرة في الإسلام وكان في طليعة المهاجرين بعد عثمان عليه الرضوان، جعفر بن أبي
طالب تصحبه امرأته الفاضلة، أسماء بنت عميس، حتى بلغ عدد من هاجر نيفاً وثمانين
صحابيا.
وقد روى الرواة أن قريشاً بعثت من قبلها إلى النجاشي عمرو بن العاص
وعمارة بن الوليد، حملتهما هدية إليه، فلما دخلا عليه سجدا له ثم ابتدراه عن يمينه
وعن شماله، ثم قالا له: إن نفراً من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا، وعن ملتنا،
قال: فأين هم؟ قالا في أرضك، فابعث إليهم، فبعث إليهم، فقال جعفر بن عم الرسول عليه
الصلوات، ألسنهم كلمة، وأقرعهم حجة، أنا خطيبكم اليوم، فاتبعوه، فقالوا له: مالك لا
تسجد للملك؟ فقال: إنا لا نسجد إلا لله عزّ وجل، قال: وما ذاك؟ قال: إن الله بعث
إلينا رسولاً ثم أمرنا ألا نسجد لأحد إلا لله عزّ وجل، وأمرنا بالصلاة والزكاة، قال
عمرو بن العاص: فإنهم يخالفونك في عيسى بن مريم، قال: فما تقولون في عيسى بن مريم
وأمه؟ قال: نقول كما قال الله سبحانه: هو كلمته وروحه ألقاها إلى العذراء البتول
التي لم يمسسها بشر، قال فرفع النجاشي عوداً من الأرض ثم قال: يا معشر الحبشة
والقسيسين والرهبان والله ما يزيدون على ما نقول في ابن مريم ولا وزن هذا، مرحباً
بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى عليه
الصلاة والسلام، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أقبل نعليه، أمكثوا في أرضي
ما شئتم، وأمر لنا بطعام وكسوة، وقال: ردوا لهذين هديتهما، يعني عمراً وعمارة فلما
هاجر رسول الله عليه صلوات الله إلى المدينة وظهر بها قال المهاجرون بلسان جعفر: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظهر وهاجر إلى المدينة، وقتل الذين كنا حدثناك
عنهم، وقد أردنا الرحيل إليه فردنا، قال: نعم، فحملنا وزودنا، ثم قال لجعفر: أخبر
صاحبك بما صنعت لكم، وهذا صاحبي معكم، يعني رسولاً من قبله، أشهد أن لا إله إلا
الله وأنه رسول الله، وقل له يستغفر لي، قال جعفر: فخرجنا حتى أتينا المدينة،
فتلقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما أدري، أنا أفرح اليوم بفتح خيبر، أم
بقوم جعفر؟ ذلك بأن عود المهاجرين من الحبشة قد وافق فتح خيبر، ثم قال رسول النجاشي
لرسول الله عليه صلوات الله: هذا جعفر فسله ما صنع به صاحبنا؟ فقال جعفر: نعم صنع
بنا كذا وكذا، وحملنا وزودنا، وشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وقال لي: قل
له يستغفر لي، فقام رسول الله عليه أفضل الصلوات فتوضأ، ثم دعا ثلاثا: اللهم اغفر
للنجاشي، فقال المسلمون في صوت رجل واحد: آمين، قال جعفر، ثم قلت لرسول النجاشي:
انطلق فأخبر صاحبك بما رأيت من رسول الله عليه صلوات الله.
هذا ولما عادت أسماء بنت عميس مع زوجها جعفر، من الحبشة إلى المدينة
سنة سبع، واستشهد هذا الزوج البطل يوم مؤتة، تزوجها أبوبكر الصديق، فولدت له محمداً
وقت الإحرام، فحجت حجة الوداع، ثم توفى الصديق فغسلته، وتزوج بها علي بن أبي طالب.
روى الرواة عن الشعبي قوله: قدمت أسماء من الحبشة، فقال لها عمر عليه
وعليها الرضوان: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة، فقالت: لعمري لقد صدقت، كنتم مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم، يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء، أما
والله لأذكرن ذلك لرسول الله عليه صلوات الله، فأتته فقال: للناس هجرة واحدة ولكم
هجرتان.
وقد رويت
رواية أخرى عن
عبد الله بن
نمير عن عامر
قال: قالت
أسماء بنت
عميس: يا رسول
الله، إن
هؤلاء يزعمون
إنا لسنا من
المهاجرين،
قال عليه
الصلوات
والسلام: كذب
من يقول ذلك،
لكم الهجرة
مرتين،
هاجرتم إلى
النجاشي
وهاجرتم
إليَّ. وقد روى الشعبي، أن أسماء بنت عميس، أول من
أشار بنعش المرأة يعني المحفة رأت النصارى يصنعونه بالحبشة.
كما روى الرواة عن أسماء هذه قولها: لما أصيب جعفر بن أبي طالب زوجي،
أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:اغتسلي ثلاثاً ثم اصنعي ما شئت.
قال ابن
المسيب: نفست
أسماء بنت
عميس بمحمد بن
أبي بكر، بذي
الحليفة وهم
يريدون حجة
الوداع،
فأمرها أبو بكر
أن تغتسل ثم
نهل بالحج. وفي رواية أخرى في هذا
الشأن، عن سعيد بن المسيب قال: نفست بذي الحليفة، فهم أبوبكر بردها، فسأل رسول الله
عليه صلوات الله فقال: مرها فلتغتسل، ثم نهل الحج.
أنبأ ابن أبي خالد عن قيس قال: دخلت على أبي بكر رضي الله عنه وكان
أبيض خفيف اللحم، فرأيت يد أسماء موشومة وهي تذب عن أبي بكر ولقد كان أبو بكر يعطي
أسماء الحب كله والإجلال كله، وقد أوصى قبل وفاته أن تغسله، فكانت أسماء عند وصيته.
وكان أبو
بكر يشفق
عليها مما
يكلفها من
أعباء تمريضه،
في العلة التي
مات بها، حتى
يروي الرواة
أنه عزم عليها
لما أفطرت،
ويقول: هو
أقوى لك،
فذكرت يمينه
في آخر النهار
فشربت، وقالت:
والله لا
أتبعه اليوم
حنثا. قال عبد
الله بن أبي
بكر: إن أسماء
غسلت أبا بكر،
فسألت من حضر
من المهاجرين
وقالت: إني
صائمة وهذا
يوم شديد
البرد، فهل
علي من غسل؟
فقالوا: لا. ولما
فرض عمر
الأعطية، فرض
لأسماء ألف
درهم، ثم
تزوجت أسماء علياً
فولدت له يحي
وعونا. وهذا
عامر يقول: تزوج
علي أسماء بنت
عميس، فتفاخر
أبناها: محمد
بن أبي بكر،
ومحمد بن
جعفر، فقال كل
منهما: أنا
أكرم منك،
وأبي خير من
أبيك، فقال
عليٌ لأسماء: أقضي
بينهما، قال: ما
رأيت شاباً من
العرب خيراً
من جعفر، ولا
رأيت كهلاً
خيراً من أبي
بكر، فقال علي:
ما تركت لنا
شيئاً ولو قلت
غير الذي قلت
لمقتك. قالت: إن ثلاثة أنت أحسنهم لخيار.
لأسماء
حديث في السنن
حدث عنها
إبنها عبد الله
وآخرون. وقد عاشت بعد علي ثم لحقت به إلى
الرفيق الأعلى عليهما الرضوان، وعلى جميع من لف لفهما من عباد الله الصالحين.
الـقـاطـعات
- 3
ولشرح ما
سبق من
التشبيه فإن
الشجرة مثال
لبطن الإنسان
والأغصان
مثال للصفات
الذميمة مثل
الكبر والعجب
وحب الشهرة
والرئاسة
وغير ذلك من
الصفات
الذميمة
والثمرة مثال
لما يحصل من
هذه الصفات
الخارج منها
من الآثار
أقصد الفعل
وهو التكبر
على الخلق
والاعتراض
عليهم
والإيذاء
باليد أو باللسان
وغير ذلك من
الأفعال
الذميمة،
فاعلم يا أخى
أن هناك من
علم أن هذه
الصفات مهلكة
له فـي الدنيا
والآخرة فسعى
فـي إزالتها
شيئا فشيئا
فلم يستطيع
إزالتها
بالكلية بل
إذا خلص من صفة
فـي يوم اتصف
بها فـي يوم
آخر والسبب فـي
ذلك أنهم
يملأون
بطونهم،
فتقوى
بشريتهم ويكثر
دمهم ويتمكن
الشيطان منهم
والنبي صلى الله
عليه وسلم
يقول (ماملأ
ابن آدم وعاء
شرا من بطنه) وقال
صلى الله عليه
وسلم (إن
الشيطان يجرى
من أحدكم مجرى
الدم فضيقوا مجاريه
بالجوع) ولا
يقدر على
إزالة أية صفة
منها بالكلية
وإن زالت بعض
الصفات فـي
وقت من
الأوقات بسبب
خوف لحقه أو
سماع أى شئ من
أحوال القبر
والملكين
والزبانية
فإذا ذهب عنه
الخوف عاد لما
كان عليه قبل
ذلك وهناك من
علم ذلك فقلل
من طعامه فقل
نومه وقل
كلامه لأن
الجيعان
سهران لايشتهى
الكلام فإذا
استمرعلى ذلك
لم يبق عنده
شئ من هذه
الصفات
الذميمة وذلك
لأنهم محوها
من أصلها حتى
أنهم لم
يخطرببالهم
شئ منها فتراهم
خاليين من
الهم والغم
لايتأذون من
أحد ولايأذون
أحداً
ولايصدر منهم
أى فعل قبيح
ولكن لايخلو
من الحسد لكن
لايضرهم حسد
الحاسدين فالحق
قد كفاهم هموم
الدنيا
والآخرة
والمطلوب
للخلاص من هذه
الصفات هو
الاكثاروالمداومة
على ترديد
الاسم المفرد (الله
الله) بسكون
آخره وغمض
العينين
والذكربشدة
وبقوة وعدم
التلفت يمينا
وشمالا إلّا
لمن تراقب والاسم
على لسانك ومد
الألف التي
قبل الهاء وتحقيق
همزة الله
وتسكين الهاء.
وفى ذلك قال
الامام فخرالدين:
يامريدى
رضاى في ذكرك
الله�
يامريدى خزائــن الله عندى
وإياك أن
تقضى بك
العجلة إلى أن
تذكر الله بلفظة
(هلا هلا) فإذا
لم تحقق
الهمزة مع
تشديد اللام
الثانية تقول (هلا
هلا) فان
حققتها
لايصير شئ من
ذلك وإذا ذكرت
بهمة قلت
الخواطر عندك
فإن لهذا
الاسم ناراً تحرق
جميع الخواطر
والوساوس
واعلم أنك
لاتستطيع أن
تتخلص من
الخواطربالكلية
إلا بمن تراقب
فاجمع همتك
إليه لأن
القلب متوجه
إلى الخلق
فإذا توجه
القلب إلى
الخلق نقشت
عليه أفعال
الخلق
محاسنهم
وقبائحهم
وحركاتهم
وسكناتهم
وكلامهم، أما
إذا وجهت
القلب إلى
شيخك انطبعت الصورة
فـي قلبك
وغابت عنك صور
الخلق تدريجيا
فلا ترى لهم
صورة ولاتسمع
لهم كلاما وكل
ذلك لايكون
إلا بهمة
عالية، فإذا
أردت
المقامات العاليه
فاترك الخلق
بالكلية
واشتغل بربك فلابد
أن يستخرج منك
آثارهذه
الصفات0واعلم
ياأخى الفاضل
أن القلب محل
نظرالحق وتصفيته
فرض عين، هذا
الفرض الذي قد
غفل عنه
الكثيرفاشكرالحق
على أن وهب لك
شيخا مربيا
يأخذ بيدك من
دركات هذه
النفوس واعلم
أن القلب
متقلب لايستقرأبدا
ولهذا سمى قلب
لكثرة تقلبه
ولذلك يقولون
قبل تصفية
القلب (يامصرف
القلوب اصرف
قلبى إلى
طاعتك) وبعد
التصفية
يقولون (يامقلب
القلوب ثبت
قلبى على دينك)
ومعنى يامقلب
القلوب ثبت
قلبى على دينك
هو التقلب من
الغفلة إلى
الذكرومن
البكاء إلى
الضحك ومن
الخوف إلى
الأمن ومن
القبض إلى
البسط وفى هذا
يقول الشيخ:
وذلك حتى
تنهلوا
وتقلبـــوا�
قلوبكم فــي السابقات مميطة
وقال ايضا:
وكل قلوب
فـي المنائح
قلبت
تكون بسبق
خضبت بخضابها
فالتقلب
هنا من الغفلة
إلى
التذكروهذا
هو تقليب
الشيخ لقلبك
وذلك لحرق
وطرد
الخواطرالتي
تلوح عليك من
إبليس
وأعوانه
ويقول سيدي
فخر الدين:
فيدى رحيم الراحميــــ
ــــن بها القلوب تقلب
ثم يظهر عليك بعد ذلك بعض الأنوار والأسرار والمعارف الربانية ظهورا
ذوقيا ينسيك ألم المجاهدة ويرغبك فـي السلوك ولكن احذر إذا ظهر لك بعض الأسرار بغير
مجاهدة فهو ادعاء من النفس لأن من ادعى بما ليس فيه فقد كذبته شواهد الامتحان.
وللحديث
بقية ،،
أولياء
الله على أرض
مصر
سيدي الشيخ
مرزوق
اليماني رضي
الله عنه
فهو رضي الله عنه القطب الرباني والعابد الصمداني مرزوق اليماني
الحسيني نسباً والشافعي مذهباً والأحمدي طريقة وهو الخليفة الأول لسيدي أحمد البدوي
رضي الله عنه، ولد رضي الله عنه باليمن عام
602هـ وقد توفي والديه عام
613هـ وهو في
الحادية عشر من عمره وكفلته جدته.
أتى مصر عام
632هـ بعد رحلته إلى مكة المكرمة، وقد اتخذ الشيخ مرزوق
رضي الله عنه له خلوة بحي الجمالية بجوار المدرسة الكاملية وعلى بعد خطوت من مسجد
سيدنا مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه.
توفي رضي الله عنه عام
677هـ عن
75 عاماً ولم ينجب إلا ولداً واحد وهو
الشيخ عمر ومنه كثرت ذرية الشيخ مرزوق وتوارثوا مشيخة السادة الأحمدية وقيادة
المحمل، ودفن بخلوته في حي الجمالية التي أقيم عليها المسجد الحالي.
إشراف
الشيخ
دسوقي الشيخ
إبراهيم
السابق |
|