التبرك
3
التبرك
بنخامته وماء
وضوئه صلى
الله عليه وسلم
روي البخاري بسنده أن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
بعينه، قال: (فوالله ما تنخم النبي نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه
وجلده وإذا أمرهم إبتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا
أخفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيماً له)، فرجع عروة إلي أصحابه فقال:
(أي قوم ! والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسري والنجاشي، والله إن رأيت
(أي ما رأيت) ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا،
والله إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم
إبتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا أخفضوا أصواتهم عنده
وما يحدون إليه النظر تعظيماً له) (رواه البخاري في كتاب الشروط - باب الشروط في
الجهاد وفي فتح الباري جـ 5 ص
230).
روي
النسائي عن
طلق بن على
قال: (خرجنا
وفداً إلي
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم
فبايعناه
وصلينا معه
وأخبرناه أن
بأرضنا بيعة
لنا
فإستوهبناه من
فضل طهوره)،
فدعا بماء
فتوضأ وتمضمض
ثم صبه لنا في
إدواه وأمرنا
فقال لنا: (إخرجوا
فإذا أتيتم
أرضكم
فإكسروا
بيعتكم وإنضحوا
مكانها بهذا
الماء
وإتخذوها
مسجدا)، قلنا: (إن
البلد بعيد
والحر شديد
والماء ينشف)،
فقال: (مدوه من
الماء فإنه لا
يزيده إلا
طيبا) (رواه
النسائي)
أخرج البخاري أنه روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالمهاجرة
فأتي وضوء فتوضأ فجعل صلى الله عليه وسلم الناس يأخذون من فضل وضوئه يتمسحون به.
التبرك
بمكان صلى فيه
صلى الله
عليه وسلم
أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحيهما عن عتبان بن مالك رضي
الله عنه، وهو ممن شهد بدرا، قال: (كنت أصلى لقومي بني سالم وكان يحول بيني وبينهم
واد، وإذا جاءت الأمطار فيشق على إجتيازه قِبَل مسجدهم فجئت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلت له: (إني أنكرت بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت
الأمطار فيشق على إجتيازه فوددت أنك تأتي في بيتي مكاناً أتخذه مصلي)، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (سأفعل) فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدنا
أبو بكر رضي الله عنه بعد ما إشتد النهار وإستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأذنت له فلم يجلس حتى قال: (أين تحب أن أصلى في بيتك؟)، فأشرت إلي المكان الذي أحب
أن يصلي فيه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصففنا ورائه فصلي ركعتين ثم
سلم وسلمنا حين سلم).
هذا الحديث يدل بوضوح على أن عتبان بن مالك قد علم حق العلم أن المكان
الذي يقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي ويركع ويسجد ويذكر إسم الله مكان
يملؤه الطهر ويملؤه النور وتملؤه البركة.
وأيضاً روي البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن إمرأة جاءت إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فقالت: (نسجتها بيدي لأكسوكها، أي لأكسوها
لك)، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم (أي البردة) محتاجاً إليها فخرج إلينا صلى
الله عليه وسلم وإنها إزاره (أي غطاؤه)، فقال فلان: (إكسنيها يا رسول الله، ما
أحسنها)، فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم)، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس
ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم: (ما أحسنت !، لبسها النبي صلى الله
عليه وسلم محتاجاً إليها ثم سألته وقد علمت أنه لا يرد سائلا)، فقال (أي الصحابي):
(إني والله ما سألته لألبسها، إنما سألته لتكون كفني)، قال سهل: (فكانت كفنه)، فهذا
الصحابي الجليل قد عرف أن الثوب الذي مس الجسد الشريف له بركة وله نفع في الدنيا
والآخرة وعلى الأخص إذا جعله كفنه.
التبرك
بمكان فم
النبي صلى
الله عليه
وسلم
روي الإمام
أحمد عن أنس
رضي الله عنه
أن النبي صلى
الله عليه
وسلم دخل على
أم سليم وفي
البيت قربة
معلقة فشرب من
فيها (أي من فم
القربة) وهو
نائم، قال أنس:
(فقطعت أم
سليم فم
القربة فهو
عندها)،
والمعني أن أم
سليم قطعت فم
القربة الذي
هو موضع شربه
صلى الله عليه
وسلم وإحتفظت
به في بيتها
للتبرك بأثر
النبي صلى
الله عليه
وسلم. (رواه
الطبراني
والإمام أحمد).وللحديث
بقية
طارق محمود
محمد
الإسكندرية
قوت القلوب -
4
والقواطع
الأربعة - الأنفس
- الدنيا - الشيطان
- الهوى - لا
يمكن الفصل
بينهم فهم
أربعة من حيث
التميز ولكن
عملهم متصل
فيما بينهم
دون انفصال
وانما وقع
التميز
لفعلهم مدى
خطورة الأمر
الذي كلفنا به
المرشد
الوجيز إلى
حضرة العزيز- فالإنفاق
كما هو وسيلة
لمحاربة
الدنيا كذلك هو
وسيلة
لمحاربة
الشيطان الذي
هو أحد القواطـع
الأربعة
والذي يأمرنا
بالبخل ويلقي
في روعنا أننا
لو أنفقنا
فسوف نصاب
بالفقر - ولذا
قال الحق
سبحانه
وتعالى في
كتابة الكريم {الشيطان
يعدكم الفقر
ويأمركم
بالفحشاء
والله يعدكم
مغفرة منه
وفضلا والله
واسع عليم}،
وعن سيدنا ابن
مسعود رضي اله
عنه قال:قال
رسول الله صلى
الله وعليه
آله وسلم: إن
للشيطان
لمة بابن آدم
وللملك لمة- فأما
لمة
الشيطان
فايعاز
بالشر وتكذيب
بالحـق
وإمالته
وإيعاز الملك
بالخير
وتصـديق
بالحق فمن وجد
ذلك فليعلم
أنه من
الله
فليحمد الله
ومن وجد
الأخرى فليتعوذ
الشيطان ثم
قرأ {الشيطان
يعدكم الفقر
ويأمركم
بالفحشاء والله
يعدكم مغفرة
منه وفضلا} ابن
كثير وقال صلى
الله عليه
وآله وسلم: إن
إبليس يبعث
أشد أصحابه
وأقوى أصحابه
إلى من يصنع
المعروف في
ماله. (الجامع الصغير).
وجاء في
وصايا مولانا
الشيخ رضي
الله عنه التي
هي دستورنا
حتى لا نخشى
فقر الدنيا
والآخرة�����������
كـل مـن يـأتـي فـقـيـرا�
عندنـا يـضـحي غـنـيــا
يا مريدي
رضاي في ذكرك
الله�
يا مريدي خزائن الله عـنـدي�
وأعلم أن
الكرم والجود
والسخاء من
الصفات
الممدوحة
التي يجب أن نتحلى
بها لأنهم سبب
لمحبة الله
ورسوله صلى الله
عليه وآله
وسلم وسبب
للرضا ولذا
قال رسول الله
صلى الله عليه
آله وسلم: ثلاثة
يحبهم الله عز
وجل: رجل قام
من الليل يتلو
كتاب الله
ورجل تصدق صدقه
يمينه يخفيها
من شماله ورجل
كان في سريه
فانهزم
أصحابه
فاستقبل
العدو. (الجامع الصغير).��������
وأخرج ابن
عساكر عن أنس
رضي الله عنه
قال: أول خطبة
خطبها رسول
الله صلى الله
عليه وآله وسلم
وقال فيها: يا
أيها الناس إن
الله قد اختار
لكم الإسلام دينا
فأحسنوا صحبة
الإسلام
بالسخاء وحسن
الخلق - ألا إن
السخاء شجره
من الجنة
وأغصانها في
الدنيا فمن
كان منكم سخيا
لا يزال
متعلقا بها
حتى يورده
الله الجنة - ألا
أن اللؤم شجره
في النار
وأغصانها في
الدنيا فمن
كان منكم
لئيما لا يزال
متعلقا بها
حتى يورده
الله في النار.
قال مرتين:السخاء
في الله- السخاء
في الله. (حياة
الصحابة
للكاندهلوى)،
وقال صلى الله
عليه وآله
وسلم: الجنة
دار الأسخياء.
(الجامع الصغير).
ولقد نال
الكرم والجود
والسخاء
نصيبا وافرا في
أقوال سيدي
فخر الدين رضي
الله عنه حيث
قال مادحا
الكرام
والأسخياء
بدءاً بسيدنا
رسول الله صلى
الله عليه
وآله وسلم:��
كرم بلا كم ولا كيـفـيـة��
كف كريم أرضه وسـمـاه�
وقال رضي
الله عنه
مادحاً
سيدتنا
السيدة فاطمة
الزهراء
البتول رضي
الله عنها:�
وأخذت من
كرم الكريمة
ما به�
أصبحت
مأمولاً
وطالت بـاع
وقال رضي
الله عنه
مادحاً سيدنا
ومولانا الأمام
الحسين رضي
الله عنه:���
قل يا أبا
الإكرام هذى
حالتي�
أنت الرجا
المأمول أنت
أمام
وقال رضي
الله عنه
مادحاً شيخنا
أبا العينين رضي
الله عنه:����
فأنا ابن سيد سادتي وأمينـه
الصائم المتصدق الـقـوام��
وقال رضي
الله عنه
مادحاً شخصه
الكريم:������
تعهد تانى بالرعاية والـقـرى
فصرت كريما
والكرام
بحانتي�
وقال رضي
الله عنه
مادحا شيخنا
ومولانا الشيخ
إبراهيم
الشيخ محمد
عثمان عبده
البرهاني رضي
الله عنه:
بجود كريم
حيث عم عطاؤه
ولكنه يختص
أهل البقيـة��
وقال رضي
الله عنه
مادحاً أل
البيت
الطيبين الطاهرين
رضي الله عنهم
أجمعين:��
وأل بيت
كريم السوح
عترته�
أبناؤه اخوتي والله كافيـنـا��
وقال رضي
الله عنه
يحثنا على
السير على درب
الكرام:�����
فكن يامريدى للكرام مـقـلـدا
فليس أمان
في جناح
البعوضة��
وَلِي
نَظْمُ دُرٍ
تجسيم
الرسوم
الحمد لله الذي برأ فصوَّر ثم خلق وقدَّرفتبارك الله أحسن الخالقين
والصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاة المخلوق في أجمل صورة وأفضل وصف وأجل طبع عليه
وعلى آله من الله أجمل صلاة وأكمل تسليم، إن المتأمل في عالم الرسوم والجسوم يجد أن
الإنسان حاول أن ينقل للأذهان رسوم ماكان من سابق الزمان وسالف العصر والأوان فحاول
أن يشخص على الحوائط ماكان من إنس وحيوان ثم سرح بفكره خارج إمكان المكان فصور
الملك والجان بتخيل عقل وشطح جنان وكان التصوير طولا وعرضا ثم ظهر البعد الثالث
واستخدام الظلال والألوان،ولكن المتأمل في الصور التي وردت في شراب الوصل يجد
تصويرا بل تجسيدا لا للأجسام بل للمراتب والأخلاق والطباع.
ففي قوله:
من كان في
هذا المقام
يرى معي�
صديق هذا
النور فوق
الحاجب
وهذا تصوير
للمستحيل إذ
أن العين
لاترى مافوق
الحاجب لأن
الحاجب للعين
هو مستوى
النظر ويحجب
ما فوق ذلك
ولكن الشيخ رضي
الله عنه
يستخدم
الممكن في
التعبير عن
المستحيل وهو
أبلغ من
الكناية
والاستعارة
والتشبيه لأن
في هذا الوصف
ليس هنا مشبه
ولامشبه به
ليخفي هذا
فتكون
استعارته
مكنية أو يخفي
ذاك فتكون
استعارته
تصريحية
بالرغم من أنه
مقام رؤية
لارتبة توهم
في الأوصاف
والأنعات كما أن
استخدام
الإيحاء في
القول قد يكون
إشارة يخطئها
البعض
ويصيبها
الآخر ولكن
قارئ البيت لايشك
مطلقا في أن
المقصود
بالوصف هو
سيدنا أبوبكر
الصديق، لأنه
ما احتمل قط
فراق النبي في
الحياة
الدنيا حتى
إذا دخل رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
لبيته للراحة
أو النوم ظل
أبو بكر يطوف
حول البيت حتى
يخرج الحبيب
فيكون أول من
يلقاه، وفي
إحدى الجلسات
سأله النبي
الكريم ماذا
تحب من الدنيا
يأبوبكر؟
فقال الصديق: أحب
من الدنيا
ثلاث جلوسي
بين يديك
وإدامة النظر
إليك وإنفاق
مالي عليك
ولذا صوَّر الشيخ
كل هذه
المعاني في
الشطرة
الثانية في
عجز البيت بأن
سيدنا أبوبكر
مازال ملازما
للحبيب ليس
فقط في حياته
الجسدية بل في
أعلى المراتب
النورانية
والأعجب من
هذا الشطر
الأول الذي
جاء على شكل
التورية الذي
أخبر الشيخ عن
وجوده في هذا
المقام في
قوله يرى معي
ولكن القارئ
لاينتبه لأنه
لم يقل أنا في
هذا المقام
أرى الصديق مع
الحبيب ولكنه
شغل القارئ
بحسن بيانه
والتفاته
للمديح
لسيدنا أبو
بكر أكثر من انشغاله
بحال الواصف
ووجوده وهي
تورية من نوع عجيب
ماعرفته
البلاغة من
قبل ورسم
تشبيه ماعرفته
ريشة فنان
أنظر إلى هذا
البيت الذي أراد
صاحبه
المبالغة في
التشبيه حيث
يصف فيقول:
دقت فرقت
فكأنما خمر����
بلا قدح أو
قدح بلا خمر
فكلمة كأن فد أفسدت التشبيه بالتجسيد للقدح والخمر مع أن الشاعر قد
أراد عكس ذلك ولكن الشيخ في هذا البيت قدرقى فوق البلاغة في خفاء ولم لا وهو القائل
والخفاء روادي أن الخفاء يراوده عن نفسه وهو لا يستعصم فهو مراده وتقف البلاغة
حائرة وتراود فتاها ولكن إذا أراد البلاغة كان حاله هو حال السيدة سكينة بنت الإمام
الحسين رضي الله عنهم إذا تزينت بالدر قال القائل إنما لبست الدر لتفضحه فما أجمل
الوصف وأجل الواصف.
د. الوسيلة
درار
|