التوسل - 4

من وحي علموا عني - 5

بالحقائق ناطقين

 

التوسل - 4

توسل سيدنا عمر بالعباس

أخرج البخاري في صحيحه عن أنس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - كانوا إذا قحطوا - إستسقي بالعباس بن عبد المطلب، فقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وأنا أتوسل إليك بعم نبينا فإسقنا)، وأخرج الزبير بن بكار من طريق غيره هذه القصة بأبسط من هذا، وتلخيصها عن عبد الله بن عمر قال: (إستسقي عمر بن الخطاب عام الرمادة (بفتح الراء وتخفيف الميم)، وسميت بذلك لكثرة تطاير الرماد لإحتباس المطر، بالعباس بن عبد المطلب، فخطب الناس فقـال: يـأيها الناس، إن رسول الله كان يري للعباس ما يري الولد للوالد، فإقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه، وإتخذوه وسيلة إلى الله، إدعوا يا عباس)، فكان من دعائه رضي الله عنه: (اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكانتي من نبيك، وهذه إيدينا مرفوعة إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة، فإسقنا الغيث، وإحفظ اللهم نبيك في عمه)، فأرخت السماء مثل الجبال حتي أخصبت الأرض وعاش الناس، وأقبل الناس على العباس يتمسحون به ويقولون له: (هنيئاً لك يا ساقي الحرمين)، وقال عمر رضي الله عنه: (ذلك والله الوسيلة إلي الله والمكانة منه)، وفي ذلك أنشد عباس بن عتبة بن أخيه أبيات، منها:

بعمي سقي الله الحجاز وأهله �� ��عشية يستسقي بشيبته عمر

وقال بن عبد البر: وفي بعض الروايات، فأرخت السماء، عز إليها فجائت بأمثال الجبال حتي إستوت الحفر بالآكام وأخصبت الأرض وعاش الناس، فقال عمر رضي الله عنه: (هذا والله الوسيلة إلي الله عز وجل والمكانة منه)، وقال حسان بن ثابت:

سأل الإمام وقد تتابع جدبنـا       فسقي الغمام بغرة العبـاس

عم النبي وصنو والده الـذي��  ورث النبي بذاك دون الناس

أحيا الإله به البلاد فأصبحت        مخضرة الأجناب بـعــدا

وقال الفضل بن عباس بن عتبة:

بعمي سقي الله الحجاز وأهلـه     عشية يستسقي بشيبته عمــر

توجه بالعباس في الجدب راغباً      فما كر حتي جاء بالديمة المطر

وفي رواية: (وطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون: هنيئاً لك ساقي الحرمين)، كذا في الإستيعاب لإبن عبد البر في ترجمة العباس، وكان الحق لعمر في أن يؤم الناس مستستقياً لهم، لكنه تأخر عن حقه وقدم العباس للإستسقاء تعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتفخيماً لأهله وتقديماً لعمه صلى الله عليه وسلم علي نفسه مبالغة في التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم ما إستطاع، وحث الناس علي إتخاذ العباس وسيلة إلى الله جل شأنه وكذلك إتخذه هو وسيلة بتقديمه ليدعو ليقيمه بذلك مقام الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان حيا، فإستسقي لهم بالمصلى ليكون أبلغ في تعظيمه والإشادة بفضل أهل بيته، وبين عمر ذلك في دعائه حيث قال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فإسقنا)، يعني كنا نتوسل إليك بخروجه بالناس إلى المصلى ودعائه لهم وصلاته بهم، وإذا تعذر ذلك علينا لوفاته عليه الصلاة والسلام، فإني أقدم من هو من أهل بيته ليكون الدعاء أرجي للقبول وأرجي للإجابة، ولما دعا سيدنا العباس رضي الله عنه توسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (وقد تقرب القوم بي لمكانتي من نبيك، أي قرابتي منه، فإحفظ اللهم نبيك في عمه، يعني إقبل دعائي لأجل نبيك)، فالقضية في الإستسقاء، ولها صلة بالتوسل الذي نحن بصدد الكلام عنه، والذي وقع فيه الخلاف، وهذا أمر يعرفه كل ذي عينين، لأن القصة تدل على هذا بوضوح، فقد أصابهم القحط وإحتاجوا إلي إقامة الإستغاثة بصلاة الإستسقاء، وهذا يحتاج إلى إمام ليصلي بهم ويدعو لهم ويقيم هذه الشعيرة الإسلامية التي كان يقيمها النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في دار التكليف كغيرها من شعائر الدين من إقامة وخطبة وجمعه، فهي وظائف تكليف لا يقوم بها أهل البرزخ لإنقطاع التكليف عنهم وإشتغالهم بما هو أعظم من ذلك.

 

من وحي علموا عني - 5

جنـة الأسـمـاء الإلـهـيـة


منزل مولانا الشيخ محمد عثمان

سؤال: ان لله تسع وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة هل المسافر الى الله يمر على الـ 99 اسم. او يقف عند اسم معين؟ الشيخ: لأ هو مسافر يقف كيف. سؤال: انا اقصد هل بيترك الاسم الذي بيذكر به ؟ الشيخ: لأ لأ.. ما بتركه يكون في اسمه الاولاني بيذكر به طول عمره لكنه مسافر من الاسم ده الي الاسم ده الي الاسم ده (نضر الله وجه الراحل المترحل) مسافر سافر من الاسم ده الي الاسم ده، الباب بتاع الاسم الثاني، مقفول ولغايه ما بفتحوا له الباب يكون في موطن حيرة. ما بين كل اسم واسم حيرة، لغاية ما يروح لموطن الاسم فينال حظه منه، ثم يروح للاسم الثاني. والثالث والرابع. والتسعة والتسعين، يقولون:

لولاك ماشافني ربــع ولا طلل        ولا سعت بي الى نحو الحي قدم

وما المنازل لولا أن تحل بـهـا        وما الديار وما الاطلال ما الخيم

سؤال: يعني يا مولانا يأخذ من كل اسم الهي نصيبه ؟ الشيخ: ايوة لغاية ما يصل إلى الاسم الصبور سؤال: اخذ من الاسم الرحمن نصيبه؟ الشيخ: ايوة، سؤال: {الرحمن فاسأل به خبيراً} هل الخبير في موطن الاسم الرحمن؟ الشيخ: الاسم الرحمن في العرش والخبير يوصلك للاسم.

سؤال: هو الظاهر والباطن وهو الاول والاخر ما المقصود ب هو ؟ الشيخ: الاسم الله وليس الذات العليه، هو الظاهر والباطن وهو الاول والآخر. {ولله الاسماء الحسني} الاسماء الالهيه كلها مضافة لله. في نعمة الإيجاد والامداد ما فيش الا الاسم الله. وغير كدة ما في. انت موجود وده موجود بنعمة الإيجاد والامداد في الوجود بالاسماء الالهيه.

سؤال: وبالنسبة للاسم المميت ؟ الشيخ: يمر علي الاسم المميت ويتعلم منه كيف يموت. وهكذا كل الاسماء. سؤال: في الجنة بعض الأسماء لن تكون موجودة. مثل المميت والمذل كيف سينهي الاسم المميت.الشيخ: ما فيش موت هناك. الاسم المميت يدخل في الاسم القهار ؟سؤال: وما معني الاسم الجبار؟ الشيخ: الحياء مش المنتقم.الحياء يشوف المكسور ويجبره.

سؤال: يقولون يا مولانا بذكر الله تزداد الذنوب وتطمس البصائر والقلوب

كيف الواحد بذكر يزداد ذنوب؟ الشيخ: انت اصلك مش فاهم. هو بتكلم عن المشاهدة. انت في امكانك تذكر ربنا وانت شايفه ؟ لأطبعا بعد المشاهدة ببطل. ما فيش ذكر بيكون في الحمد الاول. وبعدين في حمد الحمد وبعدين في الشكر وبعدين في شكر الشكر يذكر يقول أيه ؟

بالحقائق ناطقين

أولويات الأمس واليوم

قال علقمة رضى الله عنه: (قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وانا سابع سبعه من مؤمن فكلمناه فأعجبه كلامنا فقال من انتم؟ قلنا مؤمنون، فقال لكل شئ حقيقة فما حقيقة ايمانكم؟ قلنا خمسة عشره خصلة، خمسة أمرتنا بها وخمسة أمرنا بها رسولك وخمسة تخلقنا بها فى الجاهلية ونحن عليها إلى الآن، أما التى أمرتنا بها، أن نؤمن بالله، أن نؤمن بملائكته، أن نؤمن بكتبه، أن نؤمن برسله، أن نؤمن بالقدر خيره وشره.

أما التي أمرنا بها رسولك،أن نشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن سيدنا محمد عبده ورسوله، نقيم الصلاة، نؤتى الزكاة، نصوم رمضان، حج البيت من استطاع اليه سبيلا.أما التى تخلقنا بها فى الجاهلية، الشكر عند الرخاء، الصبر عند البلاء، الصدق فى مواطن اللقاء، والرضا بمر القضاء، وترك الشماته للأعداء.

فقال عليه الصلاة والسلام: فقهاء ـ ادباء. كادوا أن يكونوا على ماأشرفنا عليه من خصال. ثم يقسم علقمة ويقول فقال عليه الصلاه والسلام انا اوصيكم بخمسه خصال ليكتمل خصال الخير

لا تجمعوا مالا تاكلون ولاتبنوا مالاتسكنون ولا تأنسوا ماغداً عند ترحلون واتقوا الله الذى عليه تقدمون واليه ترجعون وارغبوا فيما اليه تصيرون وفيه تخلدون.)

هذه نصائح الحبييب للقوم المؤمنين ولكن ماذا عنا وعن تفكيرنا وأولوياتنا في هذه الأيام أكلنا وشرابنا وملبسنا صار همنا أكبر بكثير من احتياجاتنا بل إن أحدنا يعيش مع أسرته في يسر ورخاء يرعى أولاده ويؤنس زوجته ثم يفكر في السفر إلى دولة بترولية ليبني له مسكنا ليؤجره ولايسكنه بل قد يظل هذا المكان مغلقا بالسنين لتسكنه الهوام والجنة ويكون وبالا على ساكنه من بعد،وإذا عرض المسكن للإيجار لا يراعي ظروف الآخرين ويتقي الله بل يغالي ليتقي خوفه من الفقر الذي جعله الله بين عينيه واستأنس بغناه الظاهر الذي هو لامحالة راحل عنه، ورغب في الدنيا أكثر من رغبته في الجنة.

هذه هي أولويات اليوم التي تتنافى مع نصائح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي ما نطق عن الهوى بل إن نطقه هو الحق المبين الذي لو اتبعناه لربحنا خير الدنيا والآخرة،ويقول سيدي فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنه في هذا المضمار:

فكن يامريدي للكرام مقــــلدا          فليس أمـان في جناح البعوضة

فإن جنحت للسلم فاجنح لسلمهـا           وإن جمحت فالذكر عين الحماية

هاديه الشلالي