عبير
التاريخ
مرحبـاً يا
تُبـــع
روي عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: (لا تسبوا تبعاً فإنه قد كان أسلم)، (أخرجه الإمام أحمد في مسنده)،
وتُبع هو أسعد أبو كرب الحميري اليماني، وتُبع هو لقب كعزيز مصر، وقومه من الذين
كذبوا الرسل فحق عليهم وعيد الله تعالي، أما هو فقد آمن برسول الله صلى الله عليه
وسلم من قبل أن يراه وكما أخبرت أمهات الكتب، وعلى سبيل المثال نذكر منها سيرة
النبي صلى الله عليه وسلم لإبن هشام فذكر فيها أن تُبع كان قد مر بالمدينة قبل هجرة
النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه حبران من أحبار يهود بني قريظة وهما عالمان
راسخان في العلم حينما سمعا بما يريد من إهلاك المدينة وأهلها، فقالا له: (أيها
الملك لا تفعل فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها ولم نأمن عليك عاجل
العقوبة، فإنها مهاجر نبي يخرج من هذا الحرم من قريش في آخر الزمان تكون داره
وقراره)، فتناهي تُبع عن ذلك ورأي أن لهما علماً وأعجبه ما سمع منهما.
وورد في
كتاب (نزهة
المجالس
ومنتخب
النفائس) للشيخ
عبد الرحمن
الصفوري
الشافعي باب (أن
تُبع لما علم
ذلك بني في
المدينة
أربعمائة دار
وكتب كتاب أي
رسالة إلى
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم)، وورد
في تفسير
الإمام
القرطبي (الجامع
لأحكام
القرآن) لأبي
عبد الله محمد
الأنصاري
القرطبي (المجلد
الثامن ص
146،
147) أن
تُبع قال
شعراً وترك له
كتاب أودعهما
عند أهل
المدينة
فكانوا
يتوارثونه
كابراً عن كابر
إلى أن هاجر
النبي صلى
الله عليه
وسلم فأدوه
إليه، ويقال
كان الكتاب
والشعر عند
أبي أيوب خالد
بن زيد، وفيه:
شهدت على
أحمد أنـــه
رسول من
الله بارئ
النسم
فلو مُد
عمري إلــى عمره
لكنت
وزيراً له
وإبن عـم
وذكر الإمام القرطبي أنه روي عن إبن إسحاق وغيره أنه كان في الكتاب
الذي كتبه (أما بعد، فإني آمنت بك وبكتابك الذي أنزل عليك وأنا على دينك وسنتك،
وآمنت بربك ورب كل شيء، وآمنت بكل ما جاء من ربك من شرائع الإسلام، فإن أدركتك فبها
نعمت وإن لم أدركك فإشفع لي ولا تنسني يوم القيامة فإني من أمتك الأولين وبايعتك
قبل مجيئك وأنا على ملتك وملة إبراهيم عليه السلام)، ثم ختم الكتاب ونقش عليه (لله
الأمر من قبل ومن بعد) وكتب على عنوانه (إلى محمد بن عبد الله نبي الله ورسوله خاتم
النبيين ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم من تُبع الأول)، وذكر أيضاً الإمام
القرطبي أنه كان من اليوم الذي مات فيه تُبع إلى اليوم الذي بعث فيه صلى الله عليه
وسلم ألف سنة لا يزيد ولا ينقص.
وقد ورد في كتاب (نزهة المجالس ومنتخب النفائس) للشيخ عبد الرحمن
الصفوري الشافعي (أن تُبع دفع هذا الكتاب إلى أحد الحكماء فلم يزل الكتاب محفوظاً
عند الحكيم وأولاده وأولاد أولاده منهم أبو أيوب الأنصاري، فلما هاجر النبي صلى
الله عليه وسلم ونزل دار أبي أيوب دفع الكتاب إليه، فقال صلى الله عليه وسلم:
(مرحباً بالأخ الصالح)، وهكذا كلٌ آمن به صلى الله عليه وسلم ودارت عجلة الزمان
ووقفت الناقة أمام الدار التي بناها تُبع وهي دار أبي أيوب الأنصاري.
سيد محمود
عبد المعطي
|