اختبر معلوماتك

ركن المرأة

ركن الطفل

يحكى أن

ركن المرأة

الاقتــداء

أصبنا في العالم الإسلامي بآفة الحديث عن كل شيء بإسهاب مع وضع النظريات والخطط والبرامج دون التطبيق وكما يقال: (نتحدث كثيراً ونعمل قليلاً) وقد لا نعمل، وبهذه العادة الضارة التي انتشرت في مجتمعنا أضعنا كثيراً من الوقت الذي كان أجدى أن نعمره ونستقله بما هو مفيد.

فإذا تأملنا مثلاً إرشاد وتوجيه الأبناء لوجدنا معظم الأسر تحاول أن تتبع أسس التربية الحديثة التي تعتمد على مفاهيم موضوعة من قبل أشخاص يعتمدون في دراساتهم على نظريات قد تخطئ وتصيب أي لا تعتمد على منهج محدد أو معروف، فهل تدري عزيزي القارئ بأن الحداثة في الإسلام ؟ لأنَّه دستور مفصل كامل لحياة الإنسان أتى شاملاً لكل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة فعلينا أن نُنشيء أطفالنا متخلقين بسلوكيات ديننا الحنيف لأن القرآنَ الكريم أتى مفصلاً لعلوم ثلاث: عقيدة أي على التوحيد وعبادات نجدها في علوم الفقه ومعاملات وهي علوم الشريعة السمحاء وإذا كانت العقيدة هي الوعاء التي تصب فيه مجهوداتنا من عبادات ومعاملات لتنال الثواب وجب علينا أن نبحث عن فهم العقيدة الصحيحة ليهدينا نورها إلى سبيل الرشاد، وبذا فلنصطحب أبناءنا إلى حلقات دروس القرآن والفقه والعلم وحلقات الذكر، فهذه تجربة لا جدال فيها بأنها أنفع للأبناء من تلك الإرشادات و كثرة الحديث.. حتى يشربوا من صافي الأنوار الإلهية شراباً روحياً تروى به الأرواح وتتنور به القلوب فينبت غرسه في صغارك عقيدة صحيحة وإيماناَ قوياً نافعاً لهم في دنياهم فيستبين طريقه كما قال تعالى: {يجعل له نوراً يمشي به في الناس}، ولهذا لا بد من الاهتمام بأطفالنا بوضع منهج متكامل لمواجهة عصر الفضائيات والتكنولوجي.. حتى تأتي النتيجة مشرفة في التطبيق العملي للدين وأن يكون الآباء على قدر عالٍ من الاهتمام بأمر الدين لينشأ الأبناء مقلدين للآباء وتأتي التربية تبعاً بالاقتداء بالآباء.

هدى عبد الماجد

 ركن الطفل

يعفور ودلدل

على شاطئ البحر الأبيض المتوسط الذي كان يسمى البحر الرومي في ذلك الأوان حيث يقبع قصر المقوقس خليفة القيصر على مصر في الثغر السكندري، حركة دائبة داخل القصر حيث تستعد الأميرتان ماريا وسيرين للسفر بصحبة الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس الذي احترم الرسول والرسالة وأعد الهدايا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها الاميرتان والعبيد والطبيب والعسل الأبيض من حاضرة بنها وكذلك ركوبتان وهما حمار وبغلة، كانا على باب القصر ينتظران تحرك الركب ودار بينهما حوار طريف بدأته البغلة بقولها أتدري ياحمار هل يتقبلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أم يردنا؟ فقال الحمار سمعت صاحبه يقول أن من شيم النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقبل الهدية مالم تخالف شرع ربه الكريم وأغلب القول أنه سيقبلنا وسوف يكون لنا معه شأن أي شأن سوف لاينساه التاريخ، وسار الركب وسار التاريخ يحث خطاه ووصل الركب إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه على الحبيب الذي سر بلقاء صاحبه وعودته مجبور الخاطر وتقبل المصطفى الهدايا وتسرى بمارية رضي الله عنها وكان له منها إبراهيم ثم سأل من أي بلدة هذا العسل فقال حاطب رضي الله عنه من بلدة يقال لها بنها فقال صلى الله عليه وسلم بارك الله في بنها وفي عسلها وفي أهلها ثم قال أما الطبيب فلا حاجة لنا به فنحن قوم لانأكل إلا إذا جعنا وإذا أكلنا لانشبع، وأما البغلة فقد سماها دلدل وكان يناديها تارة بالشهباء وأما الحمار فقد سماه يعفوروتارة ينادية عفير. ويحكي لنا يعفور أنه ذات مرة كان يحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا معاذ بن جبل قال: اركب يا معاذ فقال سر يا رسول الله فقال: اركب فردفه فصرعت أي وقعت بهما فقام النبي صلى الله عليه وسلم يضحك وقام معاذ يذكر من نفسه أسفا ثم فعل ذلك الثانية ثم الثالثة فركب وسرت بهم فأخلف النبي يده فضرب ظهرمعاذ بسوط معه أو عصا ثم قال: يا معاذ هل تدري ما حق الله على العباد فقلت الله ورسوله أعلم قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا قال: ثم سار ما شاء الله ثم أخلف يده فضرب ظهري فقال: يا معاذ يا ابن أم معاذ هل تدري ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإن حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن يدخلهم الجنة.

يحكى أن

مولده صلى الله عليه وسلم - 8

حرب الفجار

قال ابن هشام: فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة، فيما حدثني أبو عبيدة النحوي، عن أبي عمرو بن العلاء، هاجت حرب الفجار بين قريش، ومن معها من كنانة، وبين قيس عيلان وكان الذي هاجها أن عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، أجار لطيمة للنعمان بن المنذر، فقال له البراض بن قيس، أحد بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: أتجيرها على كنانة؟ قال: نعم، وعلى الخلق كله. فخرج فيها عروة الرحال وخرج البراض يطلب غفلته، حتى إذا كان بتيمن ذي طلال بالعالية، غفل عروة فوثب عليه البراض فقتله في الشهر الحرام، فلذلك سمي الفجار وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أيامهم، أخرجه أعمامه معهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت أُنَبِّل على أعمامي: أي أرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها.

خروجه صلى الله عليه وسلم إلى التجارة بمال السيدة خديجة

قال ابن إسحاق: وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستـأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه، بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوما تجارا، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها، من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع غلام لها يقال له ميسرة، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام.

حديثه صلى الله عليه وسلم مع الراهب

فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة، فقال له: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي.

ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة. فكان ميسرة - فيما يزعمون - إذا كانت الهاجرة واشتد الحر، يرى ملكين يظلانه من الشمس - وهو يسير على بعيره - فلما قدم مكة على خديجة بمالها، باعت ما جاء به، فأضعف أو قريب. وحدثها ميسرة عن قول الراهب، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه.

خديجة ترغب في الزواج منه صلى الله عليه وسلم

قال ابن إسحاق: وكانت خديجة بنت خويلد قد ذكرت لورقة بن نوفل ابن أسد بن عبدالعزى - وكان ابن عمها، وكان نصرانيا قد تتبع الكتب وعلم من علم الناس - ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه، فقال ورقة: لئن كان هذا حقا يا خديجة، إن محمدا لنبي هذه الأمة، وقد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر، هذا زمانه، أو كما قال

فجعل ورقة يستبطىء الأمر ويقول: حتى متى؟ فقال ورقة في ذلك:

زواجه بالسيدة خديجة

وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة، مع ما أراد الله بها من كرامته، فلما أخبرها ميسرة مما أخبرها به بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له - فيما يزعمون -: يا ابن عم، إني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسه.

وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا، وأعظمهن شرفا، وأكثرهن مالا، كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه

وهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.وأمها: فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر.وأم فاطمة: هالة بنت عبد مناف بن الحارث بن عمرو بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عمر بن لؤي بن غالب بن فهر.وأم هالة: قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه عمه حمزة بن عبدالمطلب، رحمه الله، حتى دخل على خويلد ابن أسد، فخطبها إليه وقام سيدنا أبوطالب خطيبا في القوم فقال (الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إسماعيل وجعلنا على ملة إبراهيم حنيف...)، فتزوجها قال ابن هشام: وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة، وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت، رضي الله عنه.