ظاهرة الزار : أصلها وطقوسها وحكمها الشرعي
نبتدر الحديث هذه المرة عن ظاهرة اجتماعية تفشت فى مجتماعتنا بصورة
كبيرة، وكثر الجدال حول أصلها، وطقوسها، وحكمها الشرعي ورأي الدين حولها وتقييم
الناس لها ما بين معارض وموافق، وأردنا أن نسلط الضوء عليها لمعرفة حقيقتها وهي
ظاهرة الزار أو الريح الأحمر، واليوم نعرض الزار تحت المجهر لكي نصل سوياً لمعرفة
المعالجة الموضوعية له وتقييم الدين له حول مدى حرمته وآثاره السيئة.
ما هي حقيقة الزار؟
الزار ظاهرة اجتماعية ناتجة من اعتقاد نفسي كامل بوجود قوة خفية من
الأرواح من غير الجن والشياطين تحلُّ وسكن في الإنسان ذاته وتعلن أنها تريد بعض
المطالب أو ما يسمِّيه أهل الزار بـالطلبات من الفرد المعين لتزيل عنه أي حالة
مرضية غير طبيعية وبمجرد حلول هذه الأرواح في الفرد فإن شخصيته تصبح مطابقة للروح
التي حلت فيه وحينها نجده يتحدث بلسان هذه الأرواح ويخضع لتصرفاتها وسلوكها.
والخطأ الفادح يكمن في الاعتقاد بأن هذه الروح الشيطانية لها رغبات يجب
أن تلبَّى وإلا أزعجت من خالطته، فصارمضطرباً وقلقاً فحينئذٍ يطلق عليه مريض الزار
أو المدستر.
والخطر الحقيقي يتمثَّل في أبدية الحلول بمعنى استمرارية الأرواح
وإلحاحها الشديد على تنفيذ رغباتها وإجابة طلباتها والحصول على ما تريد من الشخص
الذي حلَّت فيه. وهنا نقطة هامة يجدر الإشارة إليها وهي أن هذه الأرواح أو كما
يسمونها (روح الزار) أو الريح الأحمر لا تفارق الشخص المدستر أو المريض حتى بعد
إجابة طلباتها وتنفيذها بل تدخل معه في ما يُشبه الصلح ويعود بعده المريض إلى حالته
العادية لفترة، ثمّ تعود لإزعاجه مرَّةً أخرى بعد فترة حتى تُصبح هذه الطلبات نوعا
من الابتزاز الذي لا نهايةَ له.
|
شيخة الزار
أهم شخصية لها وزنها وفاعلة جداً في عملية الزار هي الشيخة ويسمونها
(شيخة الزار) وأحياناً يقوم بدور الشيخة رجل ويسمى شيخ الزار، وفي الغالب الأعم
تكون الشيخة امرأة وتكون لها مساعدات يعملن تحتها، وغالباً ما تربطهن بالشيخة
الكبيرة صلة قرابة أو نسب. وتحصل شيخة الزارعلى هذا المنصب بعد أن تقضي فترة طويلة
كمساعدة لشيخة زار أخرى، وبعدها يتمُّ تفويضها من قبل الشيخة القديمة لتحي قسماً
خاصاً بها لنشاط الزار وهذا التفويض يعتبر أهم شرط من شروط تتويج الشيخة الجديدة
ولها مؤهلات خاصة، شخصية قوية ومؤثرة على المعتقدين في الزار خاصة النساء اللائي
يُمثلن الغالبية العظمى. كما لا بد من أن تكون الشيخة الجديدة قد أصيبت بالزار
مسبقاً وأقامت حفل زار وفاءاً وعرفاناً للزار لأنه أعطاها حياة جديدة بعد أن كادت
تموت أو تفقد عقلها بإصابتها بالزار
|
أعمال ودور الشيخة
يقع على عاتق الشيخة الإشراف التام على حفلات الزار وإعدادها وتشخيص
الزار ومعالجته لأنها بمثابة الوسيط أو حلقة الوصل بين أرواح الزار وبين الذين
يحلُّ فيهم الزار، ووتمتع الشيحة بحضور قوي وصوت جميل مؤثِّر على مشاعر الحاضرين.
تشخيص حالة الزار
الشيخة هي الشخص الرئيسي أو المباشر الذي يقوم بتشخيص حالة الزار
بطريقة روحانية تسمى العلق وهي غالباً ما تكون قطعة من ملابس المريض. وهي تتم بأخذ
علق المريض، وتضعه الشيخة تحت جبينها ليلا قبل أن تنام، فتأتيها أرواح الزار في
النوم والذين لهم دور مباشر في تسبب المرض ويتحدثون لها عن المريض وسبب مرضه
ويعلنون عن طلباتهم ويطالبون بتلبيتها، كيما يتم علاج المريض، وغالباً ما تكون
الطلبات عبارة عن إقامة حفل زار أو كرامة أو إحضار ملابس أو عطور. والشيخة بدورها
تبلغ أهل المريضة
هناك نوعان من الأرواح فهنالك أرواح الريح
الأسود ويقصد بها مجموعة أرواح الجن والشياطين والتي يعتقد أنها تسبب الجنون عندما
تحل بإنسان م. ولا يعالج إلا بإخراجها من جسده ويتصف صاحبها بقذارة الملبس والبعد
عن النظافة. أما النوع الثاني هو أرواح الريح الأحمر، ويقصد به مجموعة الأرواح
الأخرى دون الجن والشياطين والتي حين تمسُّ فرداً بعينه تسبب له اختلالاً أو قلقاً
نفسيأ، والذي قد لا يصل لحدِّ فقدان العقل، وعلاجه يتم عن طريق شيخة الزار وذلك
بإقامة حفل زار أو ذبح كرامة كما ذكرنا سابقاً أو التردد على حفلات الزار والنزول
فيها ومن الحالات الخفيفة على توليع البخور فقط. وتتسم بأنها نظيفة وتحب الفرح
والأشياء الجميلة.
مجموعات الزار وأقسامه
ينقسم الزار إلى عدة مجموعات وأقسام وأهمها: زار الدراويش والستات
والحبش والعرب والسحاحير والخواجات. ولكل مجموعة من هذه الأنواع نوع من الخيوط خاص
بها ويميزها عن غيرها من المجموعات والخيط المقصود به أغنية الزار أو دعوة الروح
الخاصة بالزار.
ولكل مريض بالزار له خيط خاص به وطلبات لكل مجموعة يختلف عن الأخرى
والخيوط (أغاني الزار) غالباً ما تتضمن كلماتها لطلبات المجموعة المعنية. والتماس
الطلبات يقع على عاتق الشيخة كما ذكرنا مسبقاً وبتنفيذ الرغبات والطلبات ترضى روح
الزار عن المريض فيعالج. لأن معرفة الطلبات هي مفتاح العلاج.
وهنالك عدة أنواع لحفلات الزار تقام في حالات خاصة مثل:
1- حفل زار خاص أو كرامة وتقام عندما تحدد
الشيخة إصابة المريض بالزار ويكون الحفل مفتوحاً للجميع.
2- حفل زار عام وهي تتم عندما تكون هنالك رغبة
جامحة عند المدسترين بإحياء حفل زار وغالباً ما يكون عندانقطاع حفلات الزار الخاصة.
3- وهنالك حفل زار سنوي في شهر رجب تقيمه
الشيخة في العاشر من رجب بمناسبة انتهاء العام، لنشاط الزار ففي شعبان ورمضان خاصة
يتوقف نشاط الزار.
والتفسير الوحيد لهذا المسلك بأن الجن والشياطين وأرواح الزار تكون
مقيدة في شهر رمضان.
عادات وطقوس الزار
أولاً تقوم الشيخة بتحديد موعد قيام حفل الزار وإخطار أهل المريض في
حالات حفل الزار الخاصة ويتم حضور المدعوين سواء أكانوا من مرضى الزار (المدسترين)
أو غيرهم في الثانية ظهراً لأن حفلات الزارعادةً ما تبدأ في حوالي الساعة الثالثة
ظهراً داخل منزل الشيخة أو منزل المدستر ويكون داخل حجرة طويلة أو برندة مغلقة (غير
مكشوفة) ومن أهم معدات الزار الطبلة وهي الأداة الرئيسية وإحضارها من اختصاص
الشيخة، وتقوم بالضرب عليه مساعدة الشيخة، والكشكوش وتضرب عليه أيضاً إحدى
المساعدات، والمبخر والبروش للجلوس عليها والعصا للنزول بها، والكرسي وهو من معدات
الحفلات الخاصة ويقصد به طلبات الزار التي يحضرها أهل المُكرِّم كهبة للزار، توضع
فوق الكرسي وتُغطَّى بقماش أبيض حتى يحين موعد بداية الحفل فتقوم الشيخة بإزالة
الغطاء عن الكرسي وتقوم بمعاينته وعند التأكد من تمام الطلبات تأخذ مكانها قرب
الطبلة ويبدأ الحفل. وتكون بداية الحفل بعد دق الطبلة بترديد أو غناء الخيط ويردده
وراء الشيخة مساعداتها وجميع الحاضرين ويستمر لفترة ما بين الثلاث أو الخمس دقائق
وهي وقابلة للزيادة في بعض الأحيان وينزل المريض أو المدستر.
الزي الخاص
لكل مجموعة من المدسترين زيٌّ خاصٌّ بها، وهذا شيء يلتزم به المريض
لأنه جزء مهم من طلبات الخيط أو الروح التي تتمُّ مناداتها وهو جزء من محاولة إرضاء
روح الزار، وبيان احترامه له.
�الخيط
الخيوط عبارة عن مجموعة من الكلات المنظومة في أغانٍ قصيرة لا تتعدَّى
البيت أو البتين وتشتمل في بعض الأحيان على الفاظ مبهمة غير معروفة.
الغالبية من المدسترين لهم خيط واحد لا ينزلون إلا فيه، ولكن هناك بعض
أهل الزار الذين لهم أكثر من خيط واحد، والنزول في خيط يساعد الشيخة على تلمُّس
طلبات الزار، فهذه المجموعات مرادفة لتقسيمات تقوم على نوع المطالب الخاصة بكلِّ
مجموعة. وعلى سبيل المثال تكون أكثر طلبات السحاحير اللحم النيء، والخواجات الخمر
والسجائر والبدلة والطربوش الأحمر، والعرب ويُقصد بهم الهدندوة، السوط والجلابية
والخنجر والخُلال. والستات تنحصر طلباتهم في العطور والفساتين والمجوهرات وهي أغلى
أنواع الطلبات.
والجدير بالذكر أن هذه الطلبات في بعض الحالات تشتمل عليها كلمات الخيط
نفسها وبنهاية الخيط يعود المدستر إلى حالته الطبيعية، إلا في بعض الحالات، حيث
يكون على البشيخة التوسُّل للأرواح وإرضائها حتى يهدأ المريض، وغالباً ما يكون هذا
وسيلةً لطلبات أخرى من قبل الأرواح.
كيفية النزول
أغنية الزارعلى إيقاع صوت الطبل والكشكوش وصوت الطشت النحاسي تكون
شديدة التأثير على الحاضرين وتدفع الحاضرين للتجاوب فيتم النزول في الخيط بتأثيره
على المصاب بالزار (المدستر) وشل حركته ثم يبدأ اهتزاز في اطرافه ويطلقون عليه في
هذه الحالة أنه (اتلبش) ثم يهتز جسمه بأكمله وينزل في وسط الحلقة وهنا يقال أنه نزل
وغالباً ما ينزل بدون ارتداء زي الزار الرسمي أما إذا كان يملكه فيترديه قبل النزول
أو أثناءه، وإذا لم يعد معنى ذلك أن هنالك طلبات أخرى يفصح عنها بعد حين قليل من
الوقت.
الكرامة
والكرامة في الحفلات الخاصة وحفلة الرجبية تعني ذبح خروف بعد تهيئته
للذبح وذلك بإعطائه ماء للشرب ويطلى باللون الأحمر (بالحناء) على الذنب والجبهة،
وعندما يهم الذابح بذبح الخروف يضع في فمه قطعة نقود أو قماش حتى لا ينسى الالتزام
بعدم ذكر بسم الله عند الذبح كالعادة المتبعة في الذبح اعتقاداً منهم بأن (بسم
الله) ستمنع أرواح الزار من الوقوف على كرامتهم التي ذبحت قرباناً لهم، وبعد الذبح
يتعدىّ المكرم الذبيحة عدة مرات، ويُسَّمى فكَّ العارض ثم بعد ذلك يؤتى بصحن أبيض
توضع فيه كمية من الدم وتأخذ الشيخة كمية بسيطة من الدم بأصبعها وتضعه فوق جبهة
المكرم قائلة: سلامتكم،إيذاناً بالشفاء، ثم تكوِّن الشيخة صفاً قصيرا يدورً حول
الكرامة أو الذبيحة مرددة: كرامة مقبولة إن شاء الله، ثم تعود أدراجها لإكمال ما
تبقى من الحفل. ويجب على المريض أن يلزم بيته أو بيت الشيخة بعد الحفل لمدة ثلاثة
أيام على الأقل.
هل للزار أصل
في الدين
كثيرون من مرتادي الزار والمعتقدين فيه يعتقدون أن هنالك ثمة صلة
وثيقة بين الزار والدين الإسلامي على أساس أنه في حد ذاته طريقة علاج وفق العرف
الديني، ولكن هذا خطأ كبير لا يمكن تجاوزه إذ أنه لا توجد أدنى صلة لا من قريب ولا
من بعيد بين الزار والدين الإسلامي لأن الزار بكل حيثياته وطقوسه لا يتمركز على أي
قاعدة دينية، بل ليس له ما يبرره من الناحية الدينية فالطريقة التي تتبع لمعالجة
أمراض الزار وما يصاحبها من طقوس ونشاطات كلها مخالفة لشرع الله، من رقص وغناء ودق
الطبول والتبرُّج السافر والاختلاط، غير اللائق، ومسح الدم على الجبين، ومنع
الذابح من ذكر اسم الله على الذبيحة، فالذبائح تقدم قرابين لأرواح شياطين الزار
وهذا يدخل في جُملة البدع والأعمال الشيطانية التي تشغل الناس عن دينهم وتعوق
عباداتهم وتصدهم عن طريق الرشاد وفعل الثواب. لأنها لا تربط الفرد المصاب بأي شعيرة
دينية من صلاة أو دعاء أو أي وسيلة تقرب إلى الله أو طريقة علاج قرآنية مثلى.
خلاصة القول هنا أن عملية الزار وما يصاحبها من نشاطات وإعتقادات ما
هي إلا عملية ابتزاز شيطانية تتم عن طريق الفرد المصاب للحصول على الطلبات تنفيذاً
لرغبات أرواح الزار الشيطانية التي لا حد لها ولا نهاية. {وأنَّه كان رِجَالٌ من
الإنسِ يعُوذونَ برِجالٍ مِنَ الجِنِّ فَزادوُهُمْ رَهَقَا} أي تجرَّأوا عليهم
لأنهم طلبوا رضاهم،فقد كان شيوخ العرب إذا نزلوا وادياً بليلٍ قالوا نعوذ بكبير
هذا الوادي من سفهائه
المسئولية الدينية
يكون مريض الزار مغلوباً على أمره فهو يتصرَّف وفق ما تُملي عليه
الأرواح وعلى هذا لا تقع عليه المسئولية، ولكن تقع المسئولية الدينية على أهل
المريض الذين يذهبون به إلى شيخة الزار أويقنعونه بضرورة العلاج عن طريق الزار،
وتقع المسئولية أيضاً على شيوخ الزار الذين يتحمَّلون
المسئولية الكاملة عن هذه الممارسات الخاطئة. وجدير بالذكر أنَّ الذين
يحضرون حفلات الزار وليسوا من مرضى الزار يعرِّضون أنفسهم للإصابة بالزار لأنه
مكانٌ يعجُّ بالشياطين وتكثر فيه المفاسد.
التفسير الديني
الزار هو عبارة عن مس من شياطين الجن، والجن هم نوع من المخلوقات
المكلفة العاقلة المستترة أي غير الظاهرة التي لها القدرة على التشكل ووضع قدمه
عند منتهى بصره وفيه المسلم والكافر. والشياطين هم من كفرة الجن ويعيشون في الأرض
الثالثة وهنالك العفاريت ويعـيشون في الأرض الخامسة. والزار هو حالة مرضية
ناتجة من الهيـمنة الجنية، يتعرض لها الإنسان لنوع من أنواع الجن من قبيلة
الجن الأحمر ولا يخرج من كونه شيطاناً كافراً أو عفريتاً (كما ذكرنا في
أعدادنا الأولى أن للجن سبع قبائل).
وهذا النوع من الجن يحب الطبل والرقص والصخب وشرب الخمر والمحرَّمات،
ويتمكن من الدخول إلى الإنسان عند الغفلة عن ذكر الله ثم يبدأ في السعي للحصول على
طلباته وتنفيذ رغباته الشيطانية، ويكون لدى الشخص المصاب رغبة دائمة ومتواصلة في
الذهاب إلى الزار والريح الأحمر لدرجة أنه يألفه ولا يطيق الابتعاد عنه ويستنفذ كل
الجهود المادية لتلبية رغباته وطلباته.
نتوصل إلى أن الزار في حد ذاته مس شيطاني ولا بد من علاجه بصورة فورية
وكل من يساعد في عملية الزار ويدخل في نشاطاته وطقوسه وساهم فيه من باب المشاركة
أو العلاج فقد وقع في الحرام شرع. وأن حالات المس الشيطانية أو الجنية تحدث نتيجة
لعدم التحصين الكافي أو للمخالفات الشرعية، أو الذكر بدون خبير. لذا لا بد من اتباع
الخبير في العبادة والذكر قال تعالى: {الرحمن فاسأل به خبيرا}.
ويمكننا أن نختم قولنا بما جاء في الألوسي وما نصه (وقد يدخل في بعض
الأجساد على بعض الكيفيات ريح متعفن تعلقت به روح خبيثة تناسبه فيحدث الجنون، وربما
استولى ذلك البخار على الحواس فعطـلها واستقلت تلك الروح الخبيثة بالتصرف
فتتكلم وتبطش وتسعى بجوارح ذلك الشخص الذي تلبَّست به من غير شعور للشخص بشيء من
ذلك أصلاً وهذا كالمشاهد المحسوس الذي يكاد بعد منكره مكابراً منكراً للمشاهدات).
|
أصوليات العلاج
من نعم الله تعالى التي خصنا بها أنه منَّ على عباده فجعل لكل داء
دواء له طبيبه المختص الذي يعرف ويفهم الحالة المرضية تماماً بما لها من أبعاد
وآثار سالبة، فيعطي العلاج الشافي الكافي. وبما أن حالة الزار هي حالة مسٍّ شيطاني
فلا بد لنا أن نتخير المعالج المختص المتحقق العارف بالله.
فهنالك معالج مدعي يدعي أنه يعالج بالقرآن وهو لا يعرف أبجدياته،
وهنالك معالج يستخدم الجن السفلي في علاجه، ومهما كانت النتيجة فالعلاج بالادعاء
الكاذب وبالجن خطأ فادح لا تحمد عقباه،لأنه يؤدي بالإنسان إلى حافة الهاوية
بارتكابه لكثير من الأخطاء التي لا يمكن التغاضي عنها في الشريعة، ولا صلة لها
بأصوليات الدين الإسـلامي لذا لا بد من توخِّي الحذر بحيث يتجه الإنسان للعلاج
على يد الشيخ العارف المتحقق المتخصص الواصل الذي يكون علاجه أفضل وأسلم وأقوم
لأنه
مأذون بذلك، و يعالج محبةً في الله و لوجه الله حيث لا برجو من علاجه جزاءاً و لا
شكوراً و ليس غرضه إلا منفعة الخلق طلبا لرضاء المولى تعالى.
|
هادية محمد الشلالي
|