المدينة في عهد محمد علي باشا (1226 ـ 1256 هـ)ء

الـعـلـم

تاريخ المدينة المنورة
المدينة في عهد محمد علي باشا
 (1226 ـ 1256 هـ)

بدأت المدينة عهداً جديداً تتبع فيه سلطة محمد علي باشا، وقد أصبح ابنه طوسون أميراً عليها، فأعاد تنظيم الإدارات، ورمم السور والقلعة، وعادت الحياة إلى المدينة كما كانت من قبل، وعاد الأغوات إلى المسجد النبوي، وعادت القباب والبدع والعادات والتقاليد المستحدثة في العصور المتأخرة مرة ثانية، ثم جاء محمد علي إلى الحجاز عام 1229 هـ، وشدد الحملات على السعوديين وقبض على تجارة الحبوب واحتكرها لنفسه مما أثر على الحياة الاقتصادية في المدينة والحجاز كله فارتفعت الأسعار وضاق الناس وأصبحت المدينة مركز قيادة تخرج منها الحملات إلى القصيم ونجد لقتال السعوديين، وفي رجب عام 1230 هـ. عقد طوسون باشا صلحاً مع عبد الله بن سعود لوقف القتال وتأمين الطرق للحجاج والتجار فنعمت المدينة بهذا الصلح وكثر عدد الزائرين وعادت التجارة إليها ثانية. ألغى طوسون باشا تسمية الإمارة واستعاض عنها باسم المحافظة، وأنشأ مجلس شورى للمحافظة يضم كبار الموظفين والأعيان، وقد استتب الأمن في المدينة وبعدها عاد طوسون باشا إلى مصر تاركاً فيها قيادة الجيش والحامية الكبيرة لضباطه.

وفي عام 1231 هـ وصل إبراهيم باشا على رأس حملة كبيرة مجهزة بجميع الأسلحة والعسكريين الفرنسيين ليضم نجداً، ويقضي على الدولة السعودية، وصل المدينة وظل فيها إلى بداية عام 1232هـ وعمل على تجميع القبائل حوله واستمالتهم بالأموال وتجنيدهم وأصبحت المدينة مركز قيادة ومؤنة للجيش وتحرك بالجيش إلى الحناكية وانتصر على السعوديين وما لبث أن استسلم عبد الله بن سعود في جمادى الأولى 1233هـ حيث أرسله إبراهيم باشا وعدداً من أفراد عائلته إلى مصر ومنها إلى استنبول حيث قتل فيها، وبدأ إبراهيم باشا بإعادة القباب إلى البقيع ورمم المسجد النبوي وأنشأ (تكية) كبيرة لتوزيع الأموال والطعام على الفقراء ثم رحل عنها بعد أن عين حسن بك محافظاً للمدينة وعاشت المدينة زمناً في أمن وهدوء وبلغ من قوة جيشها أن القبائل كانت تستعين به على مهاجمة القبائل المعتدية عليه. وفي عام 1254هـ عادت بعض القبائل إلى التمرد وقطع طرق التجارة فعاد الخوف والصراع إلى المدينة فعاشت فترة من الصراع الدامي فقطعت التجارة وارتفعت الأسعار وأصبحت القبائل تهدد المدينة ولكن التهديد لم يبلغ أسواره.

وتكالبت الدول الأوربية للقضاء على قوة محمد علي باشا فعقدت معاهدة عام 1256هـ تنص على حصر سيادة محمد علي في مصر ومنحه ولايتها بصورة وراثية وأراد محمد علي أن يسحب قواته بسلام فبدأ بسحبها من المدينة المنورة ومهد لها الطريق والسفن التي تحملها إلى مصر وساعده على ذلك الشريف محمد بن عون حيث قام بضرب القبائل وتسكينها ليؤمن الطريق لقوات محمد علي ومكث في المدينة عدة أشهر تأمين رحيل القوات المصرية وجاءت قوات عثمانية فتسلمت المدينة وأعادتها إلى سلطة الدولة العثمانية وانتهى بذلك عهد محمد علي باشا، لم يتزعزع محمد علي لهذه الهزيمة، وعدها مجرد معركة قد خسرها، ولذلك أعد حملة قوية أكبر من السابقة، وصمم على القضاء على السعوديين بكل وسيلة، فأمر قائده (بونابرته الخازندار) بجمع القبائل حوله، والاستعانة بهم، وإغداق الأموال عليهم، واستطاع بونابرته استمالة عدد منها بمساعدة الشريف غالب، وعلم الأمير سعود بنوايا محمد علي باشا، فتحركت القوات السعودية بقيادة ابنه عبد الله وقائده عثمان المضايفي إلى الحجاز، فعسكروا في وادي فاطمة قرب مكة متوقعين اتجاه الجيش الزاحف إليهم، ولكن بونابرته اتجه إلى المدينة بجموعه الغفيرة، ومدافعه القوية وحاصرها حصاراً شديداً لم يكن فيها سوى سبعة آلاف مرابط دافعوا عنها بضراوة واشتد الحصار، وقصفت المدينة بالمدافع وحصل قتال عند الأسوار وبعد عشرة أيام قرر طوسون باشا وقادته هدم جزء من السور ودخول المدينة منه فحفر نفقاً تحت السور وشحنه بالمتفجرات وتم تفجيره واقتحم المدينة من الثغرة الواسعة ودار قتال عنيف مع المرابطين الذين استبسلوا استبسالاً عظيماً وسقط منهم الكثير وتحصن الباقون وعددهم حوالي ثلاثة آلاف مرابط في القلعة وظلوا صامدين فيها عدة أيام، ثم اتفقوا مع طوسون باشا على الانسحاب وقد خلفت المعركة أربعة آلاف شهيد من المرابطين، وقبض طوسون ورجاله على أعيان المدينة، وعلى رأسهم حسن قلعي الذي أرسل إلى مصر مقيداً وأمير المدينة مسعود بن مضيان الذي أرسل إلى اسطنبول حيث قتل هناك وانتهى بذلك عهد الدولة السعودية الأولى في المدينة المنورة.

معجم البلدان ومصادر أخرى

الـعـلـم

تعلموا العلم فإن تعلمه لله حسنة وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبيل أهل الجنة وهو الأنيس فى الوحشة والصاحب فى الغربة والمحدث فى الخلوة والدليل على السراء والمعين على الضراء والسلاح على الأعداء والزين عند الإخلاء،، يرفع الله به أقواما فيجعلهم للخير قادة وأئمة يقتفى آثارهم ويقتدى بأفعالهم وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة فى خلقهم وتمسحهم بأجنحتهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه، لأن العلم حياة للقلوب من الجهل ومصابيح الأبصار من الظلم�� .

ويبلغ العبد به منازل الأخيار والدرجات العلا فى الدنيا والآخرة، والتفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال والحرام وهو إمام العمل وتابعه يلهمه السعداء ويحرم الأشقياء.

وحول العلم قال أيضا صلوات ربى وسلامه عليه (كن عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ولا تكن الخامس فتهلك)، وقال صلى الله عليه وسلم (العلماء ورثة الانبياء) ومن المعلوم أنه لا رتبة فوق النبوة ولا شرف فوق الوراثة لتلك الرتبة، وللعلم معان عديدة منها الحسى من العلم مثل علمت الشئ أى عرفت علامته وما يميزه، ومن العلم مايكون حكما بإثبات أو بنفى، كما قالوا إن العلم إدراك الشئ بحقيقته وذلك على ضربان، أحدهما: إدراك ذات الشئ والثانى الحكم على الشئ بوجود شئ هو موجود له أو نفى شئ هو منفى عنه، وقيل العلم نظرى وعملى، فالنظرى ما كمل نحو العلم بموجودات العالم،، والعملى مالايتم إلا بأن يعمل كعلم العبادات.

ويرى الصوفية أن العلم علمان:علم كسبى: وهو يأتى عن طريق التحصيل والتلقين، وعلم وهبى: وهو مايقذفه الله فى قلب عبد من عباده فيصبح عالما ومعلوما وهو ما يسمى بالمعرفة، ويكون العلم الكسبى هو الطريق الموصل لمعرفة الشريعة الغراء عن طريق العقل وذلك للتمييز بين الحلال والحرام، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، أما العلم الوهبى أو مايسمى باللدنى، فإما أن يكون وحيا ويختص به الأنبياء وحدهم أو يكون إلهاما ويختص به الأنبياء والأولياء وهذا العلم هو الوارد فى قوله تعالى ﴿نحن نعلمهم﴾ وقوله تعالى ﴿وما يعقلها إلا العالمون﴾ وقوله تعالى ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ وقول سيدنا يوسف عليه السلام (علمنى ربى) وقوله تعالى ﴿ويعلمك من تأويل الأحاديث﴾ وقوله ﴿وعلمتم ما لم تعلموا﴾ وفضيلة العلم لها شواهد فى القرآن الكريم فى قوله عز وجل ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط﴾ فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة ومن ورائهم أهل العلم، وقد قال تعالى ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ وقال سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام، وقال عز وجل ﴿هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ وقال جل شأنه ﴿ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم﴾ وأيضا ﴿بل هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم﴾، وفى أحاديث رسول الله الكثير عن العلم وفضله منها:(من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين ويلهمه رشده)،(من تفقه فى دين الله عز وجل كفاه الله تعالى ما أهمه ورزقه من حيث لا يحتسب)،(حضور مجلس علم أفضل من ألف ركعة وعيادة ألف مريض وشهود ألف جنازة، قيل: يا رسول الله ومن قراءة القرآن قال: وهل تنفع قراءة القرآن إلا بالعلم)، قيل: يا رسول الله أى الأعمال أفضل فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (العلم بالله عز وجل، فقيل: أى العلم تريد؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: العلم بالله سبحانه، فقيل: نسأل عن العمل وتجيب عن العلم؟فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن قليل العمل ينفع مع العلم بالله وإن كثير العمل لا ينفع مع الجهل بالله).وقد ورد أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم جاء إلى باب المسجد فرأى الشيطان عند بابه فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا إبليس ما تصنع هنا؟فقال الشيطان: أريد أن أدخل المسجد وأفسد صلاة هذا المصلى ولكنى أخاف من هذا الرجل النائم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا إبليس لِمَ لم تخف من المصلى وهو فى العبادة والمناجاة مع ربه وتخاف من النائم وهو فى الغفلة؟قال الشيطان: المصلى جاهل وإفساده أسهل ولكن النائم عالم إذا أغويت المصلى وأفسدت صلاته أخاف من يقظته وإصلاحه عجلا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:(نوم العالم خير من عبادة الجاهل)، وعن أبى ذر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يا أبا ذر لأن تغدو فتعلم بابا من كتاب الله تعالى خير لك من أن تصلى مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير لك من أن تصلى ألف ركعة)،

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من جلس عند العالم ساعتين أو أكل معه لقمتين أو سمع منه كلمتين أو مشى معه خطوتين أعطاه الله تعالى جنتين كل جنة مثل الدنيا مرتين).

وقال الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه لكميل:يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق.

وقال ابن عباس رضى الله عنهما: خُير سليمان بن داوود عليهما السلام بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطى المال والملك معه، وسئل ابن المبارك من الناس؟قال: العلماء، قيل: فمن الملوك؟قال: الزهاد، قيل: فمن السفلة؟، قال: الذين يأكلون بالدين، ولم يجعل غير العالم من الناس لأن الخاصية التى يتميز بها الناس عن سائر الحيوانات هو العلم، فالإنسان إنسان بما هو شريف لأجله وليس ذلك بقوة شخصه فإن الجمل أقوى منه، ولا بعظمته فإن الفيل أعظم منه، ولا بشجاعته فإن السبع أشجع منه، ولا بأكله فإن الثور أوسع بطنا منه، بل الإنسان لم يخلق إلا للعلم، وفضيلة التعلم لها شواهدها فى القرآن فى قوله تعالى ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين﴾ وقوله تعالى ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾،

وقال صلى الله عليه وآله وسلم (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة) وقوله أيضا (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع) وقوله (اطلبوا العلم ولو بالصين) وقوله (العلم خزائن مفاتيحها السؤال ألا فاسألوا فإنه يؤجر فيه أربعة السائل والعالم والمستمع والمحب لهم) وقوله (من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به الإسلام فبينه وبين الأنبياء فى الجنة درجة واحدة)، وقال ابن عباس رضى الله عنهما: ذللت طالبا فعززت مطلوبا،

وقال أبو الدرداء رضى الله عنه: تعلموا قبل أن يقبض العلم فإن قبض العلم قبض العلماء وإن العالم والمتعلم فى الأجر سواء، وعنه أيضا قال: معلم الخير والمتعلم فى الأجر سواء وليس لسائر الناس بعد خير، وله أيضا: الناس عالم ومتعلم ولا خير فيما بعد ذلك، وقال بعض الحكماء إنى لا أرحم رجالا كرحمتى لأحد رجلين، رجل يطلب العلم ولا يفهم ورجل يفهم العلم ولا يطلبه، وقال أبو الدرداء رضى الله عنه: العالم والمتعلم شريكان فى الخير وسائر الناس همج لا خير فيهم، وروى أن رجلا سافر سبعمائة فرسخ ليسأل عن كلمات:الأولى ما أثقل من فى السموات والأرض؟ قيل: البهتان على البرئ، الثانية ما أوسع من الأرض؟ قيل: الحق، الثالثة ما أغنى من البحر؟قيل: القلب الغنى بالقناعة، الرابعة ما أبرد من الثلج؟قيل: طلب الحاجة من الصديق إذا لم يقضها، الخامسة ما أحر من النار؟قيل: الحمد، السادسة ما أذل من اليتيم؟ قيل: النمام عند المراجعة.

وقال سيدنا عمر رضى الله عنه: موت ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه، وقد قيل: إن من رأى الغدو إلى طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص فى رأيه وعقله، وفضيلة التعليم لها شواهدها فى القرآن الكريم فى قوله تعالى ﴿ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون﴾ والمراد هو التعليم والإرشاد، وقوله تعالى ﴿إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه﴾ وهو إيجاب التعليم وقوله تعالى ﴿وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون﴾ وهو تحريم الكتمان، وقال صلى الله عليه وآله وسلم:(ما أتى الله عالما علما إلا وأخذ عليه من الميثاق ما أخذ على النبيين أن يبينوه للناس ولا يكتموه)، (من تعلم بابا من العلم ليعلم الناس أعطى ثواب سبعين صديقا)، (نعم العطية ونعم الهدية كلمة حكمة تسمعها فتطوى عليها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم تعلمه إياها تعدل عبادة سنة)، (مثل ما بعثنى الله عز وجل به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها بقعة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب بكثير وكانت منها بقعة أمسكت الماء فنفع الله عز وجل بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وكانت منها طائفة قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ) فالأول ذكره مثلا للمنتفع بعلمه والثانى ذكره مثلا للنافع والثالث للمحروم منهما، وقال سيدنا عمر رضى الله عنه: من حدث حديثا فعمل به فله مثل أجر من عمل ذلك العلم، وقال بعض العلماء: العالم يدخل فيما بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل، وقال الحسن رحمه الله: لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم، أى بالتعليم يخرجون الناس من حد البهيمية إلى حد الإنسانية، وقال عكرمة: إن لهذا العلم ثمنا، قيل: وماهو؟ قال: أن تضعه فيمن يحسن حمله ولا يضيعه، وقيل أول العلم الصمت ثم الاستماع ثم الحفظ ثم العمل ثم نشره، وقيل علم علمك من يجهل وتعلم ممن يعلم ما تجهل فأنت إذا فعلت ذلك علمت ما جهلت وحفظت ما علمت.

أحمد نور الدين