السيدة
فاطمة
الزهراء
الروضة
الشريفة حيث
كان منزل رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
الذي عاشت به
السيدة فاطمة الزهراء
ولادتها
رضى الله عنها
قيل فى ولادتها الكثير وأصح ما قيل أنها ولدت
أيام بناء قريش للكعبة، ووضعه صلى الله عليه وسلم الحجر فى محله وكان سنة خمس
وثلاثين من مولده صلى الله عليه وسلم، وبعث على رأس الأربعين، فمولدها قبل البعثة
بنحو خمس سنين كما ذكره ابن الجوزى وغيره، وبه جزم المداينى، كما ذكر المناوى أن
أولاد النبى صلى الله عليه وسلم ولدوا قبل النبوة إلا إبراهيم، سماها (فاطمة) لأن
الله فطمها عن النار، فقد روى الديلمى عن أبى هريرة والحاكم عن على أنه صلى الله
عليه وسلم قال (إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها وحجبها عن النار).
واشتقاقها من الفطم وهو (القطع) كما قال ابن
دريد ومنه: فطم الصبى: إذا قطع عنه اللبن، ويقال: لأفطمنك عن كذا: أى لأمنعنك عنه،
وسميت بالزهراء لأنها زهرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولقبت (بالبتول) لأنه لا
شهوة لها للرجال، أو لأنه تعالى قطعها عن النساء حسنا وفضلا وشرفا، أو لانقطاعها
إلى الله، وكنيت (بأم أبيها) كما اخرجه الطبرانى عن ابن المداينى.
منزلتها
ومحبته
صلى
الله عليه
وسلم
لحا
كانت رضى الله عنها أحب أولاده وأحظاهن عنده
صلى الله عليه وسلم بل أحب الناس إليه مطلقا، ولقد روى الترمذى عن بريدة وعائشة
قالت(:ما رأيت أحدا أشبه سمتا ولا هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة فى
قيامها وقعودها، وكان إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها وأجلسها فى مجلسه) زاد داود
فى روايته (وكان يمص لسانها).
وروى الطبرانى فى الأوسط عن أبى هريرة أن عليا
قال: يا رسول الله، أيما أحب إليك أنا أم فاطمة) قال(:فاطمة أحب إلى منك، وأنت أعز
على منها وكأنى بك وأنت على حوضى تذود عنه الناس، وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم
السماء، وإنى وأنت والحسن والحسين وعقيل وجعفر فى الجنة إخوانا على سرر متقابلين ثم
قرأ صلى الله عليه وسلم ﴿إِخوانا على سرر متَقاربين﴾ لا ينظر أحدهم فى قفا صاحبه)
ولا ينافى ذلك قوله (أحب النساء إلى عائشة) لأن المراد بالنساء زوجاته الموجودات
عند قوله ذلك.
سيدة
نساء الأمة
عن أبى هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال (إن
ملكان من السماء لم يكن زارنى فاستأذن الله فى زيارتى فبشرنى، أو قال: أخبرنى أن
فاطمة سيدة نساء أمتى) رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن مروان الدهلى
وقد وثقه ابن حبان.
أحب
الأهل
عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: (أحب أهلى إلى فاطمة) رواه أبوداود الطيالس والطبرانى فى الكبير والحاكم
والترمذى.
وعن
عائشة رضى
الله عنها
أنها قالت: (ما
رأيت أفضل من
فاطمة غير
أبيها) قالت -وكان
بينهما شئ- يا
رسول الله،
سلها؛ فإنها
لا تكذب.!! رواه الطبرانى فى الأوس وأبو يعلى
لكنها قالت (ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة) ورجاله رجال صحيح.
منزلتها
هى وزوجها عند
الرسول صلى
الله عليه
وسلم
عن النعـمان بن بشير: استأذن أبو بكر على
المصطفى صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا وهى تقول: (والله لقد عرفت أن
فاطمة وعليا أحـب إليك منى ومن أبى، مرتين أو ثلاثا، فاستأذن أبو بكر فأهوى عليها،
فقال: يا بنت فلان، ألا سمعتك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه
الإمام أحمد.
أيهما
الأحب وأيهما
الأعز
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: دخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم على على وفاطمة وهما يضحكان، فلما رأياه سكتا، فقال لهما
النبى (ما لكما كنتما تضحكان فلما رأيتمانى سكتما) فبادرت فاطمة فقالت: بأبى أنت يا
رسول الله قال هذا: أنا أحب إلى رسول الله منك، فقلت: بل أنا أحب إليه منك، فتبسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (يا بنية لك رقة الولد وعلى أعز عليّ منك) رواه
الطبراني.
نجاتها
هى وولدها
عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال
لفاطمة (إن الله غير معذبك ولا ولدك بالنار) وعن على أنه كان عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال: (أى شئ خير للمرأة) فسكتوا، فلما رجع، قال لفاطمة: (أى شئ خير
للنساء) قالت: لا يراهن الرجال!! فذكر ذلك للمصطفى فقال (إنما فاطمة بضعة منى) وفيه
دليل على فرط ذكائها وكمال فطنتها وقوة فهمهما وعجيب إدراكه.
زواج
الطاهرة
بالإمام على
لما شبت فاطمة وترعرعت وبلغت من العمر خمس
عشرة سنة وقيل ست عشرة سنة وقيل ثمانى عشرة سنة وقيل إحدى وعشرين، تزوجها على وعمره
نحو إحدى وعشرين سنة وقيل غير ذلك فى رمضان من السنة الثانية من الهجرة، قال الليث
بعد وقعة بدر، وقيل فى رجب منها، وقيل فى صفر، وقيل بعد وقعة أحد، وبنى بها بعد
العقد بنحو أربعة أشهر، وقيل ستة أشهر، ولم يتزوج قبلها ولا عليه.
قال الليث: فولدت له حسنا وحسينا ومحسنا ومات
صغيرا، وأم كلثوم الكبرى التى تزوجها عمر، فولدت له زيدا ورقية، ولم يعقبا، وتزوجت
بعد عمر عوف بن جعفر ثم بأخيه محمد، ثم بأخيهما عبدالله، ولم تلد إلا للثانى فولدت
له ابنة صغيرة.
وولدت فاطمة الزهراء أيضا زينب الكبرى وتزوجها
عبد الله بن جعفر فولدت له عدة أولاد، ولها العقب؛ فعقب أبى جعفر انتشر من على، وأم
كلثوم وزينب ابنتى فاطمة، ويقال لكل من ينسب إلى هؤلاء (جعفرى) ولا ريب أن لهم شرفا
لكنهم لا يحاذون شرف المنسوبين للحسنين؛ ولهذا ترضى العباسيون بالشرف مع أن الشرفية
المطلقة لعقب الحسنين فقط لاختصاص ذريتهما بشرف النسبة، وعرف مصر أن الأشراف: كل
حسنى وحسينى.
تزويجها
بأمر الله
تعالى
وكان
تزويج
المصطفى
فاطمة لعلى
بأمر الله تعالى:
فعن ابن مسعود
أنه صلى الله
عليه وسلم قال:
(إن الله
تعالى أمرنى
أن أزوج فاطمة
من على) رواه
الطبرانى وعن
أنس قال: جاء
أبوبكر إلى
النبى صلى
الله عليه
وسلم فقعد بين
يديه فقال: يا
رسول الله قد
علمت منا صحتى
وقدمى فى
الإسلام وإنى...
قال: (وما ذاك) قال
تزوجنى فاطمة.
فأعرض عنه،
فرجع أبو بكر
إلى عمر فقال: إنه
ينتظر أمر
الله فيها، ثم
فعل عمر ذلك،
فأعرض عنه،
فرجع إلى أبى
بكر فقال: إنه
ينتظر أمر
الله فيها،
انطلق بنا إلى
على نأمره أن
يطلب مثل ما
طلبنا، قال
على فأتيانى فقالا:
بنت عمك تخطب،
فنبهانى
لأمر، فقمت
أجر ردائى طرفه
على عاتقى
وطرفه الآخر
فى الأرض، حتى
انتهيت إليه،
فقعدت بين
يديه فقلت: قد
علمت قدمى فى
الإسلام،
ومناصحتى،
وأنى... قال: وما ذاك؟ قال تزوجنى فاطمة، قال: وما عندك؟
قال: فرسى وبدنى، قال: (أما فرسك، فلابد لك منه وأما بدنك فبعها)، فبعتها بأربعمائة
وثمانين درهما، فأتيته بها، فوضعها فى حجره، فقبض منها قبضة، فقال: يا بلال، ابتع
طيبا، وأمرهم أن يجهزوها، فجعل لها سريرا مشروطا، ووسادة من أدم حشوها ليف، وقال:
آت أهلك فلا تحدث بها حتى آتيك، فجاءت مع أم أيمن، فقعدت فى جانب البيت، وأنا فى
الجانب الآخر، فجاء النبى صلى الله عليه وسلم فقال: (ها هنا أخى) قالت أم أيمن:
(أخوك وقد زوجته ابنتك!) فقال لفاطمة: آتينى بماء، فقامت إلى قعب فى البيت فجعلت
فيه ماء، فأتته به، فمج فيه، ثم قال: قومى، فنضح بين يديها وعلى رأسها وقال: اللهم
إنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، ثم قال: آتينى بماء، فعلمت الذى يريده،
فملأت القعب فأتيته به، فأخذ منه بفيه، ثم مجه فيه، ثم صب على رأس على وبين قدميه
ثم قال: ادخل على أهلك باسم الله وأمر فاطمة أن لا تستبقه برضاع ولدها فسبقته برضاع
الحسين، وأما الحسن فإنه عليه الصلاة والسلام صنع فى فيه شيئا لا ندرى ما هو فكان
أعلم الرجلين.
وروى
البخارى فى
الخمس ومسلم
فى الدعوات
وغيرهما عن
على أن رسول
الله صلى الله
عليه وسلم لما
زوجه فاطمة
بعث معها
خميلة ووسادة
من آدم وحشوها
ليف ورحيين،
ومسقا
وجرتين، فقال
على لفاطمة ذات
يوم: والله
لقد مرت سنون
حتى اشتكيت
صدرى، وقد جاء
الله أباك
بصبى، فاذهبى
فاستخدميه،
فقالت: والله
أنا طحنت حتى
مجلت يداى! فأتت
النبى، فقال: ما
جاء بك أى
بنية! قالت: جئت
لأسلم عليك،
واستحيت أن
تسأله ورجعت! فقال:
ما فعلت؟ قالت:
استحيت أن
أسأله،
فأتياه
جميعا، فقال
على يا رسول
الله، من الله
عليك بِسبى
وسعة فأخدمنا،
فقال: والله
لا أعطيكما
وأدع أهل
البيعة تطوى
بطونهم لا أجد
ما أنفق عليهم
ولكنى
أبيعهم،
وأنفق عليهم
وأحفظ عليهم
إيمانهم،
فرجعا
فأتاهما وقد
دخلا إلى
قطيفتهما إذا
غطت رؤوسهما
تكشفت
أقدامهما
وإذا غطت أقدامهما
تكشفت
رؤوسهما، قال:
ألا أخبركما
بخير ما
سألتماني؟
قالا: بلى. قال: كلمات علمنيهن جبريل:
تسبحان الله فى دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان الله عشرا وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى
فراشكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، قال:
فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله، فقال له ابن اللواء: ولا ليلة صفين) قال:
نعم، وسرى ذلك إلى ذريتهما، ولهذا لما ذهب عنهم الخلافة الظاهرة لكونها صارت ملكا،
ومن ثم لم تتم للحسنين عوضوا منها بالخلافة الباطنة حتى ذهب كثيرون إلى أن قطب
الأولياء لا يكون فى كل زمن إلا منهم.
فضائلها
و مكانتها
الحديث الأول عن المسور بن مخرمة رضى الله عنه
أنه عليه الصلاة والسلام قال: (فاطمة بضعة منى أى جزء منى فمن أغضبها فقد أغضبنى)
رواه البخارى فى الصحيح.
الحكم
فيمن يسبها
قال السهيلى: إن من سبها فقد كفر ويشهد له أن
أبا كبابة حين ربط نفسه وحلف أن لا يحله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت
فاطمة لتحله فأبى من أجل قسمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما فاطمة بضعة
منى) وقال بعضهم: إن كل من وقع منهم فى حق فاطمة شئ فتأذت به فالنبى صلى الله عليه
وسلم يتأذى به، ولا شئ أعظم من إدخال الأذى عليها من قبل ولدها، وهذا عرف
بالاستقراء.
الحديث الثانى هى بضعة من رسول الله صلى الله
عليه وسلم عنه - أيضا - أنه صلى الله عليه وسلم قال: (فاطمة بضعة منى يقبضنى ما
يقبضها ويبسطنى ما يبسطها وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبى) رواه الإمام
أحمد والحاكم.
الحديث الثالث عنه -أيضا- عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (إنما فاطمة شجنة منى يبسطنى ما يبسطها ويقبضنى ما يقبضها) رواه
الحاكم والطبرانى.
الحديث الرابع عن أبى حنظلة -مرسلا- أنه عليه
الصلاة والسلام قال: (إنما فاطمة بضعة منى -أى قطعة لحم- فمن أذاها فقد أذانى) رواه
الحاكم.
الحديث الخامس عن عبد الله بن الزبير قال: قال
صلى الله عليه وسلم:(إنما فاطمة بضعة منى يؤذينى ما أذاها ويغضبنى ما يغضبها) رواه
أحمد والترمذى والحاكم.
الحديث السادس عن ابن مسعود عنه عليه الصلاة
والسلام:(إن فاطمة أحصنت فرجها وإن الله أدخلها بإحصان فرجها وذريتها الجنة) رواه
الطبرانى فى الكبير.
الحديث السابع عنه أيضا: (أن فاطمة حصنت فرجها
فحرمها الله وذريتها على النار) رواه الحاكم وأبو يعلى والطبرانى والبزار.
الحديث الثامن عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لفاطمة: (إن الله تعالى غير معذبك ولا ولدك يعنى الحسن والحسين
بالنار) رواه الطبرانى.
الحديث التاسع عن المسور بن مخرمةَ قال: إن
عليا خطب بنت أبى جهل فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن فاطمة بضعة منى وأنا
أتخوف أن تفتن فى دينها وإنى لست أحرم حلالا ولا أحل حراما لكن والله لا تجتمع بنت
رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا) رواه أحمد والشيخان وأبو داود وابن
ماجه.
الحديث العاشرعن عمر بن الخطاب عنه عليه
الصلاة والسلام: (إن فاطمة وعليا والحسن والحسين فى حظيرة القدس فى قبة بيضاء سقفها
عرش الرحمن) ابن عساكر.
الحديث الحادى عشر عن على رضى الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: (إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك)
الطبرانى بإسناد حسن.
سيدة
نساء
المؤمنين يوم
القيامة
عن فاطمة الزهراء قالت: قال لى رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (يا فاطمة أما ترضين أن تأتى يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين) رواه
الديلمى.
صبرها
على مرارة
الدنيا
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (يا فاطمة اصبرى على مرارة الدنيا) رواه ابن لال فى المكارم.
حسن
اختيار الزوج
لها
عن عكرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (يا فاطمة إنى ما أليت أن أنكحتك خير أهلى) رواه ابن سعد عنه مرسلا.
الثناء
على زوجها
عن ابن مسعود قال: (أصابت فاطمة صبيحة العرس
رعدة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة زوجك سيد فى الدنيا وإنه فى
الآخرة لمن الصالحين).
حسن
لقاء الرسول
صلى
الله عليه
وسلم لها
عن أم سلمة قالت: بينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فى بيتى إذ قال الخادم: إن عليا وفاطمة بالباب فقال: قومى افتحى عن أهل
بيتى، فدخل على وفاطمة ومعهما الحسن والحسين فأخذ الصبيين فوضعهما فى حجره واعتنق
عليا بإحدى يديه وفاطمة بالأخرى فقبل فاطمة وقبل عليا) رواه أحمد وغيره.
رعايته
لأبنائها
عن زينب بنت أم سلمة أن المصطفى دخل عليه
الحسن والحسين وفاطمة، فجعل الحسن من شق والحسين من شق وجعل فاطمة فى حجره وقال:
(رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) رواه الطبرانى وغيره.
ولد
فاطمة
ومكانتهم
عن فاطمة الزهراء قالت: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (كل بنى لآدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا
عصبتهم) رواه الطبرانى وأبو يعلى.
من أحب
آل البيت فهو
معهم
عن على عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال:(أنا وفاطمة وعلى مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين
العباد، فبلغ ذلك رجلا من الناس فقال: كيف بالعرض والحساب) فقال: (كيف بصاحب سرحين
أدخل الجنة من ساعته) رواه الطبرانى وفى إسناده من لا يعرف.
سيدة
نساء
العالمـين
وسيدة
نساء
المؤمنين
عن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (يا فاطمة أما ترضين أن تكونى سيدة نساء العالمين وسيدة نساء
المؤمنين) رواه الحاكم.
إغضاء
الجميع عند
مرورها
يوم
القيامة
عن على -مرفوعا- إذا كان يوم القيامة نادى
مناد من وراء الحجب: (يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر) رواه
الحاكم وتمام وغيرهما.
عظم
مكانتها عند
ربها
عن أبى هريرة -مرفوعا- إذا كان يوم القيامة
نادى مناد من بطنان العرش: (أيها الناس غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة إلى الجنة)
رواه أبو بكر الشافعى.
وعن أبى أيوب الأنصارى -مرفوعا- إذا كان يوم
القيامة نادى مناد من بطنان العرش: (يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى
تمر فاطمة بنت محمد على الصراط، فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق)
رواه أبو بكر الشافعى
أيضا.
وعن
عائشة -مرفوعا-
إذا كان يوم
القيامة نادى
مناد، معشر
الخلائق،
طأطئوا
رؤوسكم حتى
تجوز فاطمة بنت
محمد، فتمر
عليها ريطتان
خضراوان. رواه الطبرانى والحاكم وأبو
نعيم.
أول من
يدخل الجنة
عن على قال: (أخبرنى رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة) رواه ابن سعد.
أفضل
نساء أهل
الجنة
عن ابن عباس -مرفوعا- (أفضل نساء أهل الجنة
خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم) رواه أحمد
والترمذى بإسناد صحيح قال الحافظ ابن حجر: هذا نص صريح قاطع للنزاع فى تفضيل خديجة
على عائشة لا يحتمل التأويل.
تبادل
المودة
والحنان
بينها
وبين أبيها
عن أبى ثعلبة الحسينى قال: (كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى ركعتين ثم ثنى بفاطمة ثم يأتى
أزواجه، فقدم من سفر فصلى ركعتين ثم أتى فاطمة فتلقته على باب القبة فجعلت تلتهم
فاه وعينيه وتبكى، قال: (ما يبكيك) قالت: أراك شعثا، أيضا قد اخلولقت ثيابك!! فقال
لها: لا تبكى فإن الله عز وجل بعث أباك بأمر لا يبقى على ظهر الأرض نبت ولا مدر ولا
حجر ولا وبر ولا شعر إلا أدخل الله به عزا وذلا) رواه الطبرانى وأبو نعيم.
عظم
مكانتها عند
أبيها
عن ثوبان: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا سافر آخر عهده إتيان فاطمة وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة) رواه أحمد
والبيهقى.
أين هى
من الميزان
عن ابن عباس عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
(أنا ميزان العلم وعلى كفــتاه والحسن والحسين خيوطه والأئمة من أمتى عموده وفاطمة
علاقته تـوزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا) رواه الديلمى.
سيدة
النساء
عن
عمران بن حصين
أن نبى الله
صلى الله عليه
وسلم عاد
فاطمة وهى
مريضة فقال
لها: (كيف
عيناك يا بنية
أما ترضين أن
تكونى سيدة نساء
العالمين،
قالت: فأين
مريم بنت
عمران قال: تلك
سيدة نساء
عالمها وأنت
سيدة نساء
عالمك، والله
لقد زوجك سيدا
فى الدنيا
والآخرة). رواه الحاكم عن عائشة.
سيدة
نساء أهل
الجنة
عن أبى سعيد قال: رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران) رواه أبو
نعيم.
سيدة
نساء
المؤمنين
عن
عائشة قالت: اجتمعت
نساء رسول الله
صلى الله عليه
وسلم فجاءت
فاطمة تمشى
وما تخطئ
مشيتها مشية
أبيها، فقال: مرحبا
يا بنتى،
فأقعدها عن
يمينه فسارها
بشئ فبكت ثم
سارها فضحكت،
فقلت له
أخبرينى بما
سارك، قالت: ما
كنت لأفشى
عليه سرا،
فلما توفى قلت
لها: أسألك
بما لى عليك
من الحق لما
أخبرتنى بما
سارك، قالت: أما
الآن فنعم،
سارنى قال: إن
جبريل
يعارضنى
بالقرآن فى كل
سنة مرة وإنه عارضنى
العام مرتين
ولا أرى ذلك
إلا اقتراب أجلى
فاتقى الله
واصبرى فنعم
السلف أنا لك،
فبكيت، ثم
سارنى وقال: أما
ترضين أن
تكونى سيدة
نساء
المؤمنين
فضحكت. رواه الشيخان.
أول
بيته لحوقا به
عن عائشة رضى الله عنها حدثتنى فاطمة قالت:
أسر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضنى بالقرآن فى كل سنة مرة
وأنه عارضنى العام مرتين ولا أراه إلا قد حضر أجلى وإنك أول بيتى لحوقا بى ونعم
السلف أنا لك! قالت: فبكيت، قال: (ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء هذه الأمة أو نساء
المؤمنين!) فضحكت! رواه الشعبى عن مسروق.
أشدهم
شبها برسول
الله
صلى
الله عليه
وسلم
عن عائشة رضى الله عنها قالت: (ما رأيت أحد
أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، كانت إذا دخلت قام
إليها فقبلها ورحب بها وأخذ بيديها وأجلسها فى مجلسه، وكانت هى إذا دخل عليها قامت
إليه فقبلته وأخذت بيده وأجلسته مكانها، فدخلت عليه فى مرضه الذى توفى فيه فأسر
إليها فبكت ثم أسر إليها فضحكت، فقلت: كنت أحسب لهذه المرأة فضلا على النساء فإذا
هى امرأة منهن، بينما هى تبكى إذ هى تضحك، فلما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم
سألتها عن ذلك قالت: أسر لى أنه ميت فبكيت، ثم أسر لى أنى أول أهله لحوقا به فضحكت)
رواه ابن حبان.
خصائصها
ومزاياها
على
غيرها وهى
كثيرة
الأولى
أنها أفضل هذه
الأمة
روى أحمد والحاكم والطبرانى عن أبى سعيد
الخدرى بإسناد صحيح مرفوعا (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة).
كما فى الفتاوى الظهيرية الحنفية قالت
المولدات: طهرت من نفاسها بعد ساعة لئلا تفوتها صلاة ولذلك سميت الزهراء!! ومن جزم
بذلك من أصحاب الشافعية: المحب الطبرى وأورد فيه حديثين: أنها حوارء آدمية طاهرة
مطهرة لا تحيض ولا يرى لها دم فى طمث ولا فى ولادة، وأنها كانت لا تجوع.
روى
البيهقى فى
الدلائل عن
عمران بن حصين
قال: (كنت مع
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم إذ أقبلت
فاطمة فوقفت
بين يديه فنظر
إليها وقد ذهب
الدم من وجهها
وغلبت عليها
الصفرة من شدة
الجوع فرفع
يده حتى وضعها
على صدرها فى
موضع القلادة
وفرج بين
أصابعه ثم قال:
اللهم مشبع
الجماعة
ورافع
الوضيعة ارفع
فاطمة بنت
محمد) قال
عمران: فسألتها
بعد) قالت: ما
جعت بعد يا
عمران!
وعنه أيضا: إنى لجالس عند النبى صلى الله عليه
وسلم إذ أقبلت فاطمة فقامت بحذائه مقابلة فقال:(ادنى يا فاطمة) فدنت دنوة ثم قال:
ادنى، فدنت حتى قامت بين يديه، قال عمران: فرأيت صفرة قد ظهرت على وجهها وذهب الدم،
فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه ثم وضع كفه بين ثدييها، فرفع رأسه
فقال:(الله مشبع الجوعة وقاضى الحاجة ورافع الوضيعة لا تجع فاطمة بنت محمد) فرأيت
صفرة الجوع قد ذهبت عن وجهها وظهر الدم ثم سألتها بعد فقالت:(ما جعت بعد ذلك أبدا)
رواه الطبرانى فى الأوسط.
وروى أحمد عن أنس (أن بلالا أبطأ عن صلاة
الصبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حبسك؟ قال: مررت بفاطمة تطحن، والصبى
يبكى فقلت: إن شئت كفيتك الرحى وكفيتنى الصبى، وإن شئت كفيتك الصبى، وكفيتنى الرحى!
قالت: وكفيتنى الرحى!) قالت: أنا أرفق بابنى منك! فذلك الذى حبسنى.
وروى الطبرانى بسند حسن عن فاطمة أن النبى صلى
الله عليه وسلم أتاها يوما فقال:(أين ابناى) يعنى الحسن والحسين قالت: أصبحنا وليس
فى بيتنا شئ يذوقه ذائق، فقال على: أذهب بهما فإنى أخاف أن يبكيا عليك وليس عندك
شئ! فذهب بهما إلى فلان اليهودى، فتوجه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما
فى سربه بين يديهما فضل من تمر فقال يا على: ألا تنقلب بابنى قبل الحر! قال: أصبحنا
ولى عندنا شئ، فلو جلست يا رسول الله حتى أجمع لفاطمة بعض تمرات، فجلس رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى اجتمع لفاطمة شئ من تمر، فجعله فى حجره، ثم أقبل فحمل النبى
صلى الله عليه وسلم أحدهما، وحمل على الآخر حتى أقبلها.
غسلت
نفسها للموت
لما
رواه الإمام
أحمد فى مسنده
وابن سعد فى
طبقاته عن
سلمى قالت: اشتكت
فاطمة شكواها
التى قبضت
فيها! فكنت
أمرضها،
فأصبحت يوما
وخرج على لبعض
حاجته فقالت: يا
أمة، اسكبى لى
عسلا، فسكبت
لها عسلا
فاغتسلت
كأحسن ما
رأيتها تغتسل
ثم قالت: أعطينى
ثيابى الجدد،
فلبستها، ثم
قالت: قربى
فراشى وسط
البيت،
فاضطجعت
واستقبلت القبلة،
وجعلت يدها
تحت خدها
وقالت: يا أمة: إنى
مقبوضة، وقد
تطهرت، فلا
يكشفنى أحد! فقبضت
مكانها، فجاء
على فأخبرته
فقال: لا
والله لا
يكشفها أحد،
فدفنها
بغسلها ذلك. حديث غريب
وإسناده جيد.
وقد أنكر الحافظ ابن حجر فى القول المسدد فى
الذب عن مسند أحمد على ابن الجوزى فى حكمه عليه بالوضع وكان موتها بعد المصطفى صلى
الله عليه وسلم بستة أشهر على الصحيح.
وقال
عبد الله بن
الحارث: مكثت
بعد أبيها ستة
أشهر وهى
تذوب، وما
ضحكت بعده
أبدا.!!
وروى
الطبرانى
بسند رجاله
موثوقون عن
جعفر بن محمد: مكثت
فاطمة بعد
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم ثلاثة
أشهر ما رأيت
ضاحكة. الحديث.
أول من
غطى نعشها فى
الإسلام
روى ابن
سعد عن أم
جعفر أن فاطمة
قالت لأسماء بنت
فيصفها: إنى
أستقبح ما
يصنع بالنساء!!
يطرح على
المرأة الثوب
فيصفه. فقالت:
ألا أريك شيئا
رأيته
بالحبشة؟
فدعت بجريدة رطبة
فحسيتها ثم
طرحت عليها
ثوب. فقالت
فاطمة: ما
أحسن هذا!! إذا
أنا مت
فغسلينى أنت
وعلى ولا
يدخلن أحد علينا
ثم اصنعى بى
هكذا فلما
توفيت صنع بها
ما أمرت به. وأخرج
الطبرانى عن
فاطمة بنت
رسول الله
أنها أتت
بالحسن
والحسين عليه
فى شكواه الذى
توفى فيه
فقالت: يا
رسول الله،
هذان ابناك
فورثهما
شيئا، قال: (أما
الحسن فله
هيبتى وسؤددى
وأما الحسين
فله جودى وجرأتى،
فإن ابتليتم
فاصبروا فإن
العاقبة للمتقين).
وأخرج عن أبى مليكة قال: (كان فاطمة تنقر الحسن وتقول: بنى شبه رسول الله إنه ليس
شبيها لعلى).
|