إعلم يا
أخى الحبيب أن
مشايخنا
الكرام لم يألوا
جهدا فى سبيل
تحقيق سعادة
الدارين
لأبنائهم
ففتحوا لهم
كافة أبواب
الخير على
مصرعيها لكى
ينالوا رضا الحق
سبحانه ورضا
رسوله الكريم
صلى الله عليه
وآله وسلم،
ومن اتحافات
سادتنا من
عظيم فضلهم
هذا الورد
الذى بين
أيدينا إنه
ورد (ختام
الصلوات) الورد
الذى جمع بين
سطوره مافيه
ثناء وتحميد وتسبيح
وتهليل وذكر
وتمجيد وتضرع
ودعاء للمولى
جل شأنه وصلاة
وسلاما على
حبيبه المصطفى
صلى الله عليه
وآله وسلم،
كما ضم بين ضفتيه
آيات وسور
قرآنية تحمل
من الخواص
والأسرار ما
يعود بالنفع
والفائدة
الجزيلة على قارئه
إضافة لما فيه
من استغفار
وتوبة، فهذا الورد
جمع خيرى
الدنيا
والآخرة، وقد
قال مولانا
الشيخ رضي
الله عنه:
فارفع بها
ذكراً ولا
تجهر بها����� وأتمها
تأتيك
باطمئنان
وقيل إن
ختام الصلاه
من تمام
الصلاه وقد
أورد صاحب (نزهة
المجالس) والإمام
عبد القادر
الجيلانى رضي
الله عنه فى
الغنية: (إذا
انصرف العبد
من الصلاة ولم
يحضر الدعاء تقول
الملائكة: انظروا
إلى هذا العبد
الذى استغنى
عنه الله). وقد
روى أنه كان
فى زمن النبى
صلى الله عليه
وآله سلم رجل
يقال له أبو
دجانة فإذا
صلى الصبح خرج
من المسجد
سريعا ولم
يحضر الدعاء
فسأله النبى
صلى الله عليه
وآله وسلم عن
ذلك فقال: جارى
له نخلة يسقط
رطبها فى دارى
ليلا من الهواء
فأسبق أولادى
قبل أن
يستيقظوا
فاطرحه فى
داره، فقال: النبى
صلى الله عليه
وآله سلم
لصاحب النخلة:
بعنى نخلتك
بعشر نخلات فى
الجنة عروقها
من ذهب أحمر
وذى حب أخضر
وأغصانها من
اللؤلؤ الأبيض،
فقال: لا أبيع
حاضرا بغائب،
فقال سيدنا
الإمام أبوبكر
الصديق رضي
الله عنه: قد
اشتريتها
بعشر نخلات فى
مكان كذا، ففرح
المنافق ووهب
النخلة التى
فى داره لأبى دجانة
وقال لزوجته: قد
بعت هذه
النخلة لأبى
بكر بعشر
نخلات فى مكان
كذا وهى فى
دارى فلا ندفع
لصاحبها إلا
القليل، فلما
نام تلك
الليلة وأصبح
وجد النخلة قد
تحولت من داره
إلى دار أبى
دجانة. من كتاب نزهة المجالس.
وعن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:
إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة -أى الصلاة المفروضة- كان على عهد
النبى صلى الله عليه وآله سلم، وفى صحيح مسلم عن ابن عباس قال: ما كنا نعرف انقضاء
صلاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بالتكبير وقال تعالى ﴿والذاكرين الله
كثير والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيم﴾ وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
المراد يذكرون الله فى أدبار الصلاة غدوا وعشيا وكلما استيقظ من نومه وكلما غدا أو
راح من منزله ذكر الله تعالى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
استكثروا من الباقيات الصالحات: التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ولا حول ولا
قوة إلا بالله، وقال الإمام فخر الدين رضي الله عنه عن ختام الصلوات (أنها الباقيات
الصالحات)، وسوف نحاول جمع ما نستطيع من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة وأقوال
السلف الصالح بشأن ما جاء بهذا الورد العظيم حتى نقف سويا على الفائدة العظيمة التى
يجنى ثمارها قارئه.
وقال
مولانا الشيخ
رضي الله عنه:
لو
دعا الداعى
لذكر���� ������� فيه ما
يرجى هلموا
وعن معانى مفردات اللهم أنت السلام ومنك
السلام وإليك يرجع السلام، فقد سئل الإمام فخر الدين رضي الله عنه عن الفرق بين
(الله) و(اللهم) فقال: اعتمد المصحف (اللهم) بأنه اسم قديم وكان للأنبياء قبل النبى
صلى الله عليه وآله وسلم، والميم الزائدة كناية عن سيدنا محمد ولا يقال إلا فى موضع
الدعاء فقط.� (أنت السلام) قال تعالى ﴿هو الله الذى لا إله
إلا هو الملك القدوس السلام﴾ وقال صلى الله عليه وسلم (السلام اسم من أسماء الله
الحسنى وضعه الله فى الأرض فأفشوه بينكم فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم
فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام فإن لم يردوا عليهم رد عليه
من هو خير منهم وأطيب) حديث رقم
4846�
الجامع الصغير للسيوطى.� (ومنك
السلام وإليك
يرجع السلام
فحينا ربنا بالسلام)
منك السلام
بمعنى
السلامة من
المهالك
وإنما تحصل
لمن سلمه الله
تعالى، وروى
يحيى بن جابر أن
سيدنا أبو بكر
قال: السلام
أمان الله فى
الأرض، وقال
الإمام فخر الدين
رضي الله عنه:
هموا بمغترف
العناية
ينهلوا��� �� وجدوا
لديه تحية
وسلاما
وقال
رضي الله عنه:
ثم
السلام علـى
بنـــى���� � ألسـت
من
أهـل
العبـا
كما قال
أيضا:
وسلام على
قتيل غرامـى��� فيه
النفع وهو قلب
سليم
سعيد
أمين
معنى
آية
من كتاب الدر المنثور فى التفسير
بالمأثورللإمام جلال الدين السيوطى المجلد السابع، سورة الرحمن، مدنية وآياتها ثمان
وسبعون، أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ﴿مرج
البحرين﴾ قال: أرسل البحرين ﴿بينهما برزخ﴾ قال: حاجز ﴿لا يبغيان﴾ قال: لا يختلطان.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
مجاهد ﴿مرج البحرين يلتقيان﴾ قال: مرجهما استواؤهما ﴿بينهما برزخ﴾ قال: حاجز من
الله ﴿لا يبغيان﴾ قال: لا يختلطان، وفى لفظ لا يبغى أحدهما على الآخر لا العذب على
المالح ولا المالح على العذب.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة ﴿مرج
البحرين يلتقيان﴾ قال: حسنهما ﴿بينهما برزخ لا يبغيان﴾ قال: البرزخ عزمة من الله لا
يبغى أحدهما على الآخر.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن الحسن ﴿مرج البحرين﴾ قال: بحر فارس وبحر الروم.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن
المنذر عن قتادة ﴿مرج البحرين يلتقيان﴾ قال: بحر فارس وبحر الروم وبحر المشرق وبحر
المغرب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ﴿مرج البحرين﴾
قال: بحر السماء وبحر الأرض ﴿يلتقيان﴾ كل عام.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير
﴿مرج البحرين يلتقيان﴾ قال: بحر السماء وبحر الأرض.
وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس ﴿بينهما برزخ
لا يبغيان﴾ قال: بينهما من البعد ما لا يبغى كل واحد منهما على صاحبه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن
﴿بينهما برزخ﴾ قال: أنتم البرزخ ﴿لا يبغيان﴾ عليكم فيغرقانكم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن
قتادة ﴿بينهما برزخ لا يبغيان﴾ قال: برزخ الجزيرة واليابس ﴿لا يبغيان﴾ على اليابس،
ولا يبغى أحدهما على صاحبه وما أخذ أحدهما من صاحبه فهو بغى يحجز أحدهما عن صاحبه
بلطفه وقدرته وجلاله.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الحسن وقتادة
﴿لا يبغيان﴾ قال: لا يطغيان على الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن أبزى
﴿بينهما برزخ﴾ قال: البعد.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير ﴿بينهما
برزخ﴾ قال: بئر ههنا عذب وبئر ههنا مالح.
وأخرج ابن أبى الدنيا فى كتاب المطر وابن جرير
وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ﴿يخرج منهما اللؤلؤ﴾ قال: إذا أمطرت
السماء فتحت الأصداف فى البحر أفواهها، فما وقع فيها من قطر السماء فهو اللؤلؤ.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: إذا قطر
القطر من السماء فتحت له الأصداف فكان اللؤلؤ.
وأخرج الفريابى وهناد بن السرى وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عن ابن عباس قال: المرجان عظام اللؤلؤ،
وأخرجه أيضا عبد بن حميد وابن جرير عن على بن أبى طالب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال:
المرجان ما عظم من اللؤلؤ.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مرة قال:
المرجان جيد اللؤلؤ.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: اللؤلؤ ما
عظم منه، والمرجان اللؤلؤ الصغار.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن
قتادة قال: اللؤلؤ عظام اللؤلؤ، والمرجان صغار اللؤلؤ، وأخرجه أيضا ابن أبى الدنيا
فى الوقف والإبتداء عن مجاهد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن والضحاك
قال: اللؤلؤ العظام والمرجان الصغار.
وأخرج عبد الرزاق والفريابى وعبد بن حميد وابن
جرير وابن المنذر والطبرانى عن ابن مسعود قال: المرجان الخرز الأحمر.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس فى قوله ﴿مرج
البحرين يلتقيان﴾ قال على وفاطمة ﴿بينهما برزخ لا يبغيان﴾ قال: النبى صلى الله عليه
وسلم ﴿يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان﴾ قال: الحسن والحسين.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك فى قوله ﴿مرج
البحرين يلتقيان﴾ قال: على وفاطمة ﴿يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان﴾ قال: الحسن
والحسين.
الإمام
السيوطي
شراب
الوصل
ألا أن
مولانا
الحسين لشاهـد شهود عيان
كم أجود
بصفحتى
الكلام
عن المناقب
دائما يكون من
باب الفخر على
الأقران وسرد
الكرامات
والخوارق
وكيف أن الولى
قد حاز مرتبة
أو جاز مقاما،
ولكن أن نجد
وليا يفخر بأن
أجره على الله
﴿وجزاء سيئة
سيئة مثلها
فمن عفا وأصلح
فأجره على
الله إنه لا
يحب الظالمين﴾40
الشورى، هكذا
كان سيدى فخر
الدين رضى
الله عنه يحب العفو
والصفح
الجميل وهو
يفخر بذلك لأن
العفو والصفح
فى زماننا صار
من ضروب
الإعجاز، والله
جل وعلا يقول
فى حديثه
القدسى (من
عادى لى وليا
آذنته بالحرب)
والغيرة
الإلهية على
الأولياء لا
تنقطع، ولكن
الإمام
الشاذلى رضى الله
عنه حينما
اتهمه بعض أهل
الإسكندرية
بالشذوذ غضب
لأجله الحق
وأجاب دعوة
الشاذلى فيهم،
ولكن الشاذلى
دعا الله فقال
يارب اجعلهم أولياء
كاملين ولم
يطلب أن يخسف
بهم ولا أن
يحرقهم
متخلقا
بأخلاق سيدنا
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم حينما
آذاه أهل
الطائف ونزل
ملك الجبال
ليطبق عليهم
الجبلين،
فكانت رحمة
النبى أسبق
بالدعاء عل
الله يخرج من
أصلابهم من يشهد
أن لا إله إلا
الله وأن
محمدا رسول
الله صلى الله
عليه وسلم،
وسيدى فخر
الدين يفاخر
هنا بالأخلاق
النبوية التى
تخلق بها من
نبيه الكريم
وشيخه
الشاذلى الذى
خالف سنة
الإنتقام
ليثبتوا بحق
وعن جدارة
وراثتهم
النبوية الرحيمية
لجدهم
المصطفى صلى
الله عليه
وسلم ليس هذا
فحسب بل أن
الشيخ يطالب
مريديه بنفس
الأخلاق
السمحة فى
التعامل
ليعطوا من
حرمهم ويصلوا
من قطعهم
ويعفون عمن
ظلمهم
فخاطبهم
بقوله:
أين
التراحم يـا
بنـى فانـه عذب صفى
من شراب الكمل
والناس يعتذرون عن أن يصفحوا خوفا من أن يظن
المعتدى أنهم ضعفاء فيكرر فعلته معهم ولكن الشيخ يقول كم أجود ولم يقل كم جدت بل
مازلت أجود بالصفح الكريم وهو أغرى للجهلاء بأن يركبوا بحر القطيعة، ولكن الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول(إصنع المعروف فى أهله وفى غير أهله فإن صنعته فى
أهله فهو فى أهله وإن صنعته فى غير أهله فأنت من أهله).
محمد
صفوت جعفر
|