قصص
الجهل
يزرى بأهله
قال
محمد بن إدريس
الشافعى رضي
الله تعالى عنه:
مع
العلم فاسلك
حيثما سلك
العلـم وعنه
فسائل كل من
عنده فهــم
ففيه
جلاء للقلوب
من العمـــى وعون
على الدين
الذى أمره حتم
فإنى
رأيت الجهل
يزرى بأهلــه وذو
العلم فى
الأقوام
يـرفعه العلم
فأى
رجاء فى امرىء
شاب رأسه وأفنى شبابا
وهو مستعجــم
فدم
وهل
أبصرت عيناك
أقبح منظرا من
الشيب لا علم
لديه ولا حلـم
وخالط
رواة العلم
واصحب خيارهم فصحبتهم
نفع وخلطتهـم
غـنـم
ولا
تعدون عيناك
عنهم فـإنـهـم نجوم
هدى ما مثلهم
فى الورى نجم
فوالله
لولا العلم ما
فصح الـهـدى ولا لاح
من غيب السماء
لنا رسم
*********
أوفى من
عوف بن محلم
كان من
وفائه أن
مروان القرظ
بن زنباع غزا
بكر بن وائل،
فقصوا أثر
جيشه، فأسره
رجل منهم وهو
لا يعرفه،
فأتى به أمه،
فلما دخل
عليها قالت له
أمه: إنك
لتختال
بأسيرك كأنك
جئت بمروان
القرظ فقال
لها مروان: وما
ترتجين من
مروان قالت: عظم
فدائه، قال: وكم
ترتجين من
فدائه قالت: مائة
بعير، قال
مروان: ذاك لك
على أن تؤدينى
إلى خماعة بنت
عوف بن محلم،
وكان السبب فى
ذلك أن ليث بن
مالك المسمى بالمنزوف
ضرطا لما مات
أخذت بنو عبس
فرسه وسلبه ثم
مالوا إلى
خبائه فأخذوا
أهله وسلبوا
امرأته خماعة
بنت عوف بن
محلم، وكان
الذى أصابها
عمرو بن قارب
وذؤاب بن
أسماء،
فسألها مروان
القرظ: من أنت
فقالت: أنا
خماعة بنت عوف
بن محلم
فانتزعها من
عمرو وذؤاب
لأنه كان رئيس
القوم، وقال
لها: غطى
وجهك، والله
لا ينظر إليك
عربى حتى أردك
إلى أبيك،
ووقع بينه
وبين بنى عبس
شر بسببها، ويقال:
أن مروان قال
لعمرو وذؤاب: حكمانى
فى خماعة،
قالا: قد
حكمناك يا أبا
صهبان، قال: فإنى
اشتريتها
منكما بمائة
من الإبل،
وضمها إلى
أهله، حتى إذا
دخل الشهر
الحرام أحسن
كسوتها
وأخدمها
وأكرمها
وحملها إلى
عكاظ، فلـما
انتهى بها إلى
منازل بنى
شيبان قال لها:
هل تعرفين
منازل قومك
ومنزل أبيك
فقالت: هذه
مـنازل
قومى وهذه قبة
أبى، قال: فانطـلقى
إلى أبيك،
فانـطلقت
فخبرت بصنيع
مروان، فقال
مروان فيـما
كان بينه وبين
قومه فى أمر
خمـاعة
وردها إلى
أبيها:
رددت
على عوف خماعة
بعد ما خلاها
ذؤاب غير خلوة
خاطـب
ولو
غيرها كانت
سبية رمحــه لجاء
بها مقرونة
بـالــذوائب
ولكنه
ألقى عليهـا
حـجـابـه رجاء
الثواب أو
حذار العواقـب
فدافعت
عنها ناشبـا
وقبيـلــه وفارس
يعبوب وعمرو
بن قارب
ففاديتها
لما تبين
نصـفــهــا بكوم
المتالى
والعشار
الضـوارب
صهابية
حمر العثانيـن
والـذرى مهاريس
أمثال الصخور
مصاعب
*********
كره أن
يغيظ السيدة
عائشة
قال محمد بن زياد : كان عيسى بن صالح بن على
يحمق وكان له ابن يقال له : عبد الله من عقلاء الناس، فتولى عيسى جند قنسرين
فاستخلف ابنه على العمل، قال ابنه : فأتانى رسوله فى بعض الليل يأمرنى بالحضور فى
وقت مبكر لا يحضر فيه إلا لأمر مهم، فتوهمت أن كتابا ورد من الخليفة فى بعض الأشياء
التى يحتاج فيها إلى حضورى وحضور الناس، فلبست السواد وتقدمت بالبعثة إلى وجوه
القواد وركبت إلى داره، فلما دخلتها سألت الحجاب هل ورد كتاب من الخليفة أو حدث أمر
فقالوا لم يكن من هذا شئ، فصرت من الدار إلى موضع تخلف الحجاب عنه، فسألت الخدام
أيضا، فقالوا مثل مقالة الحجاب، فصرت إلى الموضع الذى هو فيه فقال لى : أدخل يا بنى
فدخلت فوجدته على فراشه، فقال : علمت يا بنى أنى سهرت الليلة فى أمر أنا مفكر فيه
إلى الساعة، قلت : أصلح الله الأمير، ما هو قال : اشتهيت أن يصيرنى الله من الحور
العين ويجعل فى الجنة زوجى يوسف النبى فطال فى ذلك فكرى، قلت : أصلح الله الأمير
فالله عز وجل قد جعلك رجلا فأرجو أن يدخلك الجنة ويزوجك من الحور العين، فإذا وقع
هذا فى فكرك فهلا اشتهيت محمدا صلى الله عليه وسلم أن يكون زوجك فإنه أحق بالقرابة
والنسب وهو سيد الأولين والآخرين فى أعلى عليين، فقال : يا بنى لا تظن أنى لم أفكر
فى هذا فقد فكرت فيه ولكن كرهت أن أغيظ السيدة عائشة .
نفحات وعبر
الاستواء
قال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه لما سئل عن
قوله تعالى ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ قال من حصر الله تعالى فى الجهة الفوقية أو
التحتية فقد كفر.
وقال الإمام مالك رضي الله عنه الاستواء معلوم
والكيف مجهول والسؤال عن ذلك بدعة.
وقال الإمام الشافعى رضي الله عنه لما سئل عن
ذلك قال آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل.
وقال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه استوى
كما قال لا كما يخطر بالبال.
وقال الشبلى رضي الله عنه الرحمن لم يزل
والعرش محدث وهو الرحمن استوى.
وسئل ذو النون المصرى رضي الله عنه عن ذلك
فقال أثبت ذاته وأنف مكانه ومهما تصوره نفسك فالله بخلافه.
وقال الجنيد رحمه الله تعالى أشرف كلمة فى
التوحيد ما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه لم يجعل للخلق طريقا إلى معرفته إلا
بالعجز عن معرفته.
وقال أبو محمد الجونى رضي الله عنه العرش
مخلوق من درة بيضاء وهو بالنسبة إلى الله تعالى أحقر من ذرة فكيف يكون مستقرا عليه.
وقال الأستاذ أبو منصور البغدادى رضي الله عنه
ذهب الأكثرون إلى أن معنى الاستواء هو القهر والغلبة أى الرحمن غلب العرش وقهره
وخصه بالذكر لأنه أعظم المخلوقات، وذكر أهل السنة للاستواء معنى آخر وهو العلو فقال
تعالى عما يشركون ولم يصفه بالارتفاع لأنه كان ولا عرش ولا غيره.
وقال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه من زعم
أن الله تعالى فى شئ أو من شئ أو على شئ فقد أشرك به إذ لو كان على شئ لكان محمولا
ولو كان من شئ لكان محدثا ولو كان فى شئ لكان محصورا، تعالى الله عن ذلك علوا كبير.
والجواب: عن قوله تعالى ﴿أأمنتم من فى السماء
أن يخسف بكم الأرض﴾ فإن كل شئ عال يسمى سماء وخاطبهم بذلك على زعمهم أن الآلهة فى
الأرض هى الأصنام وأنه تعالى إله السماء وليس مقصوده سماء الدنيا ولا غيرها بل
معناه أأمنتم من فى العلو وهو علو الجلال كما يقال السلطان أعلى من الأمير وإن كانا
على فراش واحد ومثله قوله تعالى وهو القاهر فوق عباده، فالفوقية هنا فوقية عظمة
ومنزلة، ألا ترى إلى فرعون كيف وصف نفسه بالعظمة على بنى إسرائيل فقال وأنا فوقهم
قاهرون، ومعلوم أنه لم يكن مراده بالفوقية هنا فوقية المكان، وذكر فى الكشاف معنى
آخر وهو أأمنتم من فى السماء ملكوته فحذف المضاف وهو ملكوته وأقام المضاف إليه
مقامه وهو السماء، وهذا كثير فى القرآن، قال تعالى ﴿وجاء ربك﴾ أى أمر ربك ﴿واسألهم
عن القرية﴾ أى أهل القرية قال الأكثرون وهى أيلة وقيل طبرية لأنها حاضرة البحر أى
على شاطئه.
أمثال
وحكم
أقسام
الكائنات
إن العالم بما فيه من الأجسام على ثلاثة
أنحاء: متفق، ومختلف، ومتضاد، وكلها فى جملة القول جماد ونام، وكان حقيقة القول فى
الأجسام من هذه القسمة، أن يقال: نام وغير نام، ولو أن الحكماء وضعوا لكل ما ليس
بنام اسما، كما وضعوا للنامى اسما، لاتبعنا اثرهم، وإنما ننتهى إلى حيث انتهوا، وما
أكثر ما تكون دلالة قولهم جماد، كدلالة قولهم موات، وقد يفترقان فى مواضع بعض
الافتراق، وإذا أخرجت من العالم الأفلاك والبروج والنجوم والشمس والقمر، وجدتها غير
نامية، ولم تجدهم يسمون شيئا منها بجماد ولا موات، وليس لأنها تتحرك من تلقاء
أنفسها لم تسم مواتا ولا جمادا، وناس يجعلونها مدبِّرة غير مدبَّرة، ويجعلونها
مسخِّرة غير مسخَّرة، ويجعلونها أحيا من الحيوان؛ إذ كان الحيوان إنما يحيا
بإحيائها له، وبما تعطيه وتعيره، وإنما هذا منهم رأى، والأمم فى هذا كله على
خلافهم، ونحن فى هذا الموضع إنما نعبر عن لغتنا، وليس فى لغتنا إلا ما ذكرنا،
والناس يسمون الأرض جمادا، وربما يجعلونها مواتا إذا كانت لم تنبت قديما، وهى موات
الأرض، وذلك كقولهم: من أحيا أرضا مواتا فهى له، وهم لا يجعلون الماء والنار
والهواء جمادا ولا مواتا، ولا يسمونها حيوانا ما دامت كذلك، وإن كانت لا تضاف إلى
النماء والحس، والأرض هى أحد الأركان الأربعة، التى هى الماء والأرض والهواء
والنار.
*********
دينارين
ذكر حجة
الإسلام أبو
حامد الغزالى
فى الإحياء أن
رجلا عابدا
بلغه أن قوما
يعبدون شجرة
فخرج
لقطعـها،
فقال له إبليس
إن
قطعـتها
عبـدوا
غيرها، فارجع
إلى عبادتك،
فقـال
لابد من قطـعها،
فقاتله فصرعه
العابد، فقال
أنت رجـل
فـقير
فارجع إلى
عبادتك
وأجـعل لك
ديـنارين
تحت رأسك كل
ليلـة
ولو شـاء
الله لأرسل
رسـولا يقطعها وما عليك إذا لم تعبدها أنت، قال نعم فلما أصبح وجد
دينارين، فى ثانى يوم لم يجد، فخرج لقطعها فصرعه إبليس، فقال له العابد كيف غلبتك
أولا ثم غلبتنى ثانيا فقال لأن غضبك أولا كان لله وثانيا للدينارين.
*********
الدرة
وقال
العلائى فى
سورة براءة
دخل أعرابى
المسجد فصلى
صلاة ضعيفة
فقام إليه
الإمام على
كرم الله وجهه
ورضى الله عنه
بالدرة وقال
أعد الصلاة،
فأعادها
مطمئنا، فقال
أهذه خير أم
الأولى فقال
الأعـرابى
الأولى لأنى
صليتها لله
والثـانية صليتها خوفا من الدرة.
*********
الجنيد
والثورى
وقيل للجنيد أن أبا الحسن الثورى يسأل الناس،
فوزن له مائة درهم وقبض قبضة بلا وزن، قال لخادمه ادفع الجميع إليه، فوزن الثورى
مائة وقال ردها على الجنيد وأخذ الزائد، ثم قال الثورى يريد الجنيد يأخذ الحبل
بطرفيه وزن مائة لنفسه لأجل الثواب وقبض قبضة بلا وزن لله، فأخذنا ما كان لله
وتركنا ما جعله لنفسه، فأخبرت الجنيد بذلك فقال أخذ الذى له وترك الذى لن.
*********
حليب
البقرة
وقال ابن عباس رضي الله عنهما خرج بعض الملوك
يسير فى مملكته فوجد رجلا ومعه بقرة فحلب منها قدر ثلاثين بقرة فتعجب الملك من ذلك
ثم نوى وأخذها فلما كان من الغد حلب نصف حليبها فقال الملك كيف نقص حليبها ألم ترع
مكانها بالأمس قال بلى ولكن لعل الملك نوى الظلم فرجع عن نيته فرجع حليبها الأول.
|