من كسلا إلى برلين وشتوتجارت
منذ سنين كتب فتى الوادي ذكرياته مع مولانا الشيخ إبراهيم الشيخ محمد
عثمان رضي الله عنهما والذي تم الإحتفال بحوليته مابين كسلا بالسودان وبرلين
وشتوتجارت بألمانيا وقد حضر مولانا الشيخ محمد الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان رضي
الله عنهم كل الإحتفالات مشاركا الأحباب تلكم الذكرى العطرة (كنت في حضرته للتشاور
في بعض الأمور ودخل عليه ولده يستأذن في السفر إلى القاهرة لأنه يدرس فيها ويقيم
وبعد أن سلم عليه الشيخ قال له وعليك بالإخوان ومعاملتهم بالحسنى وإياك أن تظن أنك
أفضل منهم ولاتستغلهم في أمورك الشخصية أو تتعالى عليهم ظنا منك أنك ابن الشيخ وهم
مريدين فهكذا أوصاني الوالد في حياته بأن أعامل الأخوان معاملة تقوم على اعتقاد
ثابت أن أي ابن طريقة أفضل مني، انتهي الموقف وتقبل الإبن المسافر النصيحة بعقل
وقلب مفتوحين وغادر المكان وبقيت أنا أعيش الموقف.
هذا هو الشيخ يتكلم مع ابنه عن أشياء لم نرها من قبل بل قرأناها في
الكتب فقط وأنا أتذكر ما قرأته عن الإمام الحسن السبط وهو يخاطب شيعته حينما بدأ
أتباعه في معاملة أبناءه معاملة فيها خنوع وخضوع مفتعل لاينم عن حب ولكن يوحي
بالخوف والرهبة فقال لهم السبط الكريم رضي الله عنه ﴿لاتعبدونا عبادة أصنام بل
عاملونا معاملة إخوان كما قال جدي كونوا عباد الله إخوان﴾ وتذكرت أنني أعمل مع
الشيخ منذ سنين طوال لم يصدر إلى أمرا واحدا بل أن كل مايريد كان يظهرمنه في صورة
مشورة أو رجاء بالرغم من أنه الوحيد الذى يملك الأمر وعلي الطاعة لله وللرسول
ولأولي الأمر ولكن التصوف الذي يدعوإليه الشيخ إبراهيم رضي الله عنه ليس تصوف
السادة والعبيد ولكن تصوف الحب والإتباع وهكذا قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه:
قوام طريق القوم حب وطاعة
وكل مقام قام بالإستقـامــة
وهكذا نرى بأعيـننا ما قد قرأناه في الكتب من معان جل وصف غراسها).
صهيب منا آل البيت
عن صهيب قال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث ويقال إنه
لما هاجر تبعه نفر من المشركين فسئل فقال يا معشر قريش إني من أرماكم ولا تصلون إلي
حتى أرميكم بكل سهم معي ثم أضربكم بسيفي فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه فرضوا
فعاهدهم ودلهم فرجعوا فأخذوا ماله فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له
ربح البيع فأنزل الله ﴿ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ﴾ وروى ذلك بن سعد
وابن أبي خيثمة من طريق حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب في سبب نزول الآية
ورواه بن سعد أيضا من وجه آخر عن أبي عثمان النهدي ورواه الكلبي في تفسيره عن أبي
صالح عن بن عباس وله طريق أخرى ورواه بن عدي من حديث أنس والطبراني من حديث أم هانئ
ومن حديث أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السباق أربعة أنا سابق العرب
وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبشة وسليمان سابق الفرس وروى بن عيينة في تفسيره
وابن سعد من طريق منصور عن مجاهد أول من أظهر إسلامه سبعة فذكره فيهم وروى بن سعد
من طريق عمر بن الحكم قال كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول وكذا صهيب
وأبو فائد وعامر بن فهيرة وقوم وفيهم نزلت هذه الآية ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد
ما فتنوا وروى البغوي من طريق زيد بن أسلم عن أبيه خرجت مع عمر حتى دخلت على صهيب
بالعالية فلما رآه صهيب قال يا ناس يا ناس فقال عمر ماله يدعو الناس قلت إنما يدعو
غلامه يحنس فقال له يا صهيب ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال أراك تنتسب عربيا
ولسانك أعجمي وتكنى باسم نبي وتبذر مالك قال أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في الحق
وأما كنيتي فكنانيها النبي صلى الله عليه وسلم وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم
سبتني صغيرا فأخذت لسانهم ولما مات عمر أوصى أن يصلي عليه صهيب وأن يصلي بالناس إلى
أن يجتمع المسلمون على إمام رواه البخاري في تاريخه وروى الحميدي والطبراني من حديث
صهيب من طريق الستة عنه قال لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت
حاضره ولم يبايع بيعة إلا كنت حاضرها ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها ولا غزا غزاة
إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله وما خافوا إمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا ما وراءهم
إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط حتى توفي
ومات صهيب سنة ثمان وثلاثين وقيل سنة تسع وروى عنه أولاده حبيب وحمزة وسعد وصالح
وصيفي وعباد وعثمان ومحمد وحفيده زياد بن صيفي وروى عنه أيضا جابر الصحابي وسعيد بن
المسيب وعبدالرحمن بن أبي ليلى وآخرون قال الواقدي حدثني أبو حذيفة رجل من ولد صهيب
عن أبيه عن جده قال مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو بن سبعين وقد تجمع أحباب
أهل البيت حول مقامه بدمشق الشام إحتفالا بمولده بالذكر والتلاوة والمديح.
سيدي حسيب الله بالك
هو سيدي حسيب الله بالك خادم ولي الله القادري حضرت ميال محمد بخش الذي
يسكن قرية ميربور ؟ كري من كشمير باكستان، وسيدي حسيب الله أمضى أكثر من خمسين عاما
في خدمة ولي الله القادري حضرت ميال محمد بخش الذي كان له الفضل في نشر الإسلام في
هذه المنطقة بعد أن كان معظم السكان يعبدون آلهة شتى وكان سيدي حسيب الله صاحب
الخلوة أو الكتاب لتعليم القرآن للصغار والكبار، هذا ما كان يفعله في يومه، أما
الليل فقد كان يقضيه في خدمة شيخه القائم لله طيلة ليله ولم تشغله خدمة شيخه عن
قيام الليل بالذكر والصلاة وتلاوة القرآن، ومما اشتهر عنه أنه كان يرقي المرضى
والمجانين فيتم لهم الشفاء من الله ببركة دعائه، ومازال الناس يأتون إلى شاهده
القائم بجوار مقام شيخه ملتمسين بركته ويحتفلون بمولده مع المولد الكبير الذي يأتي
إليه كل أهالي كشمير ليستمر الإحتفال أسبوعا كاملا على شكل مهرجان ثقافي ديني حيث
تفد كل المكتبات بمطبوعاتها باللغة العربية والأوردية والهندية والإنجليزية، وكذلك
فرق الإنشاد الديني (قوالي) وكل الطرق الصوفية وخصوصا القادرية والشيستية
والبرهانية لتقام ليالي الذكر والمديح النبوي.
سيدي محمد الأنور
سيدي محمد الأنور وسيدي إبراهيم الأنورالشهير بين أهل مصر بسيدي السواح
هما أبناء سيدي زيد الأبلج بن الإمام الحـسن السـبط وشقيقهما سيدي الحـسن الأنور
والد السيدة نفيسة بنت الأمير حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسنية،
صاحبة المشهد بمصر، ولي أبوها إمرة المدينة للمنصور، ثم حبسه دهراً، ودخلت هي مصر
مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق.
وتوفيت في شهر رمضان، قال ابن الأهدل: وقيل: قدمت مصر مع ابنها، وكانت
من الصالحات، سمع عليها الشافعي، وحملت جنازته يوم مات فصلت عليه، ولما ماتت همَّ
زوجها إسحاق بحملها إلى المدينة فأبى أهل مصر، فدفنت بين القاهرة ومصر، يقال: إن
الدعاء يستجاب عند قبرها، وكان أخوها القاسم بن حسن زاهداً، عابد.
قلت: وسلسلتها في النسب، وسماع الشافعي منها وعليها، وحمله ميتاً إلى
بيتها أعظم منقبة، فلم يكن ذلك إلا عن قبول وإقبال وصيت وإجلال، نفع اللَّه بها
ومبلغها،ويقع مقام سيدي محمد الأنور صاحب الذكرى بشارع الأشرف بالقرب من مقام
السيدة رقية والسيدة سكينة رضي الله عنهم أجمعين.
|