ليه بيقولوا لإبراهيم يا أبوخليل - 8
كان ياما كان يا سادة يا كرام ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه
الصلاة والسلام، واليومين دول يومين الحج والناس تيجى له من كل فج، واللى يرجع من
غير ما يزور النبى يرجع بخيبة أمل ولو حج راكب جمل، فالحج من غير زيارة ما يتقبل
ولو صلى الفرض فى الحرم وكمان انتفل، يعنى الحج مربوط بالزيارة ولو كنت الشيخ
شباره، ولا إيه العباره، يعنى تعبد ربنا وما تزور حبيبه، ده النفاق بعينه مش واحد
قريبه، يقولوا ده شرك حج وزياره! نقول ما الإسلام بدأ بنفس العباره، فالشهادة لله
بالألوهيه وللنبى بالرسالة، فيكون الحج فى مكة للشهادة الأولانيه بإقرار الألوهية
وللمدينة للشهادة بالنبوة والعبودية، هى دى حاجه عايزه مفهومية.
يرجع مرجوعنا لسيدنا إبراهيم اللى بنى البيت الحرام وبلغ المرام،
والمرام كانت الخلة اللى عنها يوم مااتخلى، وهو سيدنا إبراهيم الخليل سمى خليل
بمعنى امتزاج الشئ بالخل؟ لأ، لأ، لأ، أبدا، امتزاج محبة، لو تخللت مسلك الروح منى
وبذا سمى الخليل خليلا، فالخليل هو الممتزج، والخل يسمى خل إذا تخلل، وما به يسمى
متخلل، طيب نقول الخلة معناها الامتزاج بالروح، فأيهما أفصح وأعلى لفظ الخليل أو
الحبيب؟ يا سلام، فرق كبير جدا، أنا قلت إن واحد من المتمدنين قال وهذا العلم لا
يدريه الا من كان أبا أبيه أو جد جده.
الأب الأول للدين كله كان سيدنا ابراهيم.
أب الأب من حيث البشرية كان سـيدنا آدم.
الجد الأصلى كان النبى صلى الله عليه وسلم.
وهذا العلم لا يدريه إلا من كان أبا أبيه أو جد جده.
وبالنسبة للطريقة العم المرشد بتاع الطريق هو أبو الروح، نفوته ونوصل
لسيدنا ابراهيم أبـو الدين، نفوته ونوصل لسيدنا آدم أبو الجسد، هذا أب للكل، وهذا
أب للكل، وأما هذا (العم) فأب لك انت بالذات، وهذا العلم لا يدريه إلا من كان أبا
أبيه أو جد جده، هو موطن النبى صلى الله عليه وسلم، فيا عم الشيخ بالعربى كده مافى
فيوضات تتدلى من ربنا جل وعلا ولو مطر إلا من بعد حجابية النبى صلى الله عليه وسلم،
وكمان مافى عمل صالح ولا قوة ملكية ملكوتية إنسية جنية ملكية يتصل إلى الله إلا
بواسطة النبى صلى الله عليه وسلم، أقل وأبسط الأمثلة نقـول: إنه كالسماء بتعم الأرض
كلها، وسـريانه فى ذرات الوجود مثل سريان المـاء فى الروح، سيدنا إبراهيم ابتدأ من
آخر مرتبة سيدنا نوح، بالذمة مش دى حداقة، طيب ازاى؟ هـقول لك ازاى: سيدنا نوح آخر
حاجة طلب ينـجى ابنه وسيدنـا إبراهيم أول حاجة ضحى بإبنه، مش كده والا إيه؟ سيدنا
إبراهيم أصلا قصته توليد الأسماء الإلهية، أى التخلق بالأسماء الإلهية ﴿وإذ ابتلى
إبراهيم ربـه بكلمات﴾ فلما أتمهن، قرأ الأوراد والتسابيح اللى ربنا تبارك وتعالى
علمها له، إلى أن وداه آخره، فقال له ﴿إنى جاعلك للناس إمام﴾ عشان العملية دى قال
﴿ومن ذريتى﴾ قال مش ممكن ذريتك إيه؟ عهدى مافيش واحد ظالم يقدر يلحقه أبدا، والظلم
أصناف كثيرة، وأظلم الظـالمين ظالم نفسه، فالأسماء اللى ربنا تبارك وتعالى تفضل بها
على سيدنا إبراهيم، الملايكة قالوا يارب إبراهيم بيعبدك عشان أنعمت عليه كثير، ربنا
قال لهم مافيه غبطة، أصل فيه مرتبة عادة لما يوصله السالك، الملايكة بيغبطوه على
المرتبة دى، يغيروا منها، قالوا : يارب ابراهيم بيعبدك عشان أنعمت عليه كثير، قال :
لا، بيعبدنى رهبة ورغبة، قالوا له: لا، قال: طيب استنوا حاأجيب لكم ناس، ودول
امتحنهم، جابهم فى المحراب، واحد قال سبوح وواحد قال قدوس وواحد قال ربنا والرابع
قال رب الملائكة والروح، سيدنا إبراهيم قال لهم: ردوها علىّ، عرفوا إن الأسماء دى
فيهم اسم حبيبه، فقال: ردوها علىّ، فسكتوا، لما سكتوا، قال ردوها علىّ وخذوا ربع
مالى، نص مالى، فسكتوا، الثلاث اربع، كل المال، خذوا العيال، برضه سكتوا، قال لهم
خذونى ومالى وعيالى، عرفوا ان اسم المحبوب عنده أهم من ده كله، قالوا له: سبوح قدوس
ربنا ورب الملائكة والـروح، بعضـهم قال: دى الأسماء اللى أعطاها تبارك وتعالى
لسيدنا ابراهيم وتخلق بها، فأتمهن، دى رواية، الرواية الثانية قالوا سيدنا ابراهيم
كان بيذكر بلفظة آه ﴿إن إبراهيم لحليم أواه﴾ كان يذكر بلفظة (آه) وعادة التأوه يكون
فى غاية المحبة، آخر المحبة مع عدم لقيان المحبوب بيوجب التأوه، كيف كان الحـاصل؟
أصل الخليل عندنا معناه الصاحب، الخليل فى اللغة معناه الصاحب، أمال الخليل إيه ؟
فكان معنى الخليل انك تخللت مسلك الروح منى، وبذا سمى الخليل خليلا، فكان ذكر آه هو
المظبوط، ليه؟ غاية المحبة بتوجب التأوه (خلصنا)؟ وكان ياما كان.
|