وإلى رسول الله شد رحالنـا
نهفو إليه وفي الصدور حنين
إلى بيت الله الحرام وإلى روض رسول الله صلى الله عليه وسلم طار الوفد
البرهاني من ابناء سيدي فخر الدين يقدمهم شيخهم وحبيبهم مولانا الشيخ محمد الشيخ
إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني رضي الله عنهم ومعه أكثر من
150 من
المانيا وفرنسا وإيطاليا والدنمارك ومن باكستان والهند وبعض العرب� وكان الإحرام والتلبية
لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك
لاشريك لك
ثم كانت المناسك للحج والعمرة بعد زيارة الحبيب المصطفى بالمدينة
المنورة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليمات ثم تنفست ايام التشريق بالتكبيرات
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله . الله اكبر الله أكبر
ولله الحمد . الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا . لا إله
إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده . لا إله إلا الله
ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون . اللهم صلي على سيدنا محمد
وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا
محمد وعلى زرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثير.
ثم صعد الخطيب على المنبر بعد ان نودي للجامع من الصلاة والذهاب
للأضحيات.
التكبيرات ، الحمد لله رب العالمين خلق الخلق من نفس واحدة ثم خلق منها
زوجها وبث منها رجال ونساء، وأشهد أن لا إله إلا الله واحد بلاعدد فرد صمد تغشى
بالنور والضياء وتعظم بالعزة والعلاء وتأزر بالعظمة والكبرياء، وأشهد أن سيدنا
وحبيبنا محمد رسول الله اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد إخوة الإيمان ...يقول الله تبارك وتعالى ﴿وأذن في الناس بالحج
يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق﴾ هكذا أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم
الخليل وهو أبو الأنبياء صاحب الديانة الحنيفية السمحاء بأن ينادي في الخلق بأن
يحجوا إلى بيت الله الحرام بمكة فقال ياربي أنا هنا في مكة في هذا الوقت من الزمان
فكيف يسمعني الخلق في باقي الأرض وكـيف يسمعني من يأتي من بعدي فقال له الحق
عليك النداء وعليـنا التبليغ ، فنادى سيدنا إبراهيم (يا أمة خير الأنام حجوا
إلى بيت الله الحرام) وجاء سيدنا جبريل بعده ونادى بنفس النداء، وجاء بعده إبليس
اللعين فنادى بنفس النداء ، ووصلت النداءات الثلاث إلى كل الأرواح واختارت بعض
الأرواح نداء أبو الأنبيـاء ولبت لم نزلت في أجسادها وحجت إلى بيت الله
الحرام بمكة وهو ما يسمى بالحج المبرور الذي يخرج فيه الحاج من ذنوبه كيوم ولدته
أمه ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
(من حج
ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) أي أن الذي يؤدي فريضة الحج ويقوم
بالمناسك والزيارة والعمرة كاملة ولم يرتكب أي ذنب في حق نفسه أو في حق الناس يرجع
إلى أهله وقد غفر الله له كل الذنوب التي ارتكبها في حياته قبل الحج ، ويكون من
علاماته بعد الحج أن أقواله وأفعاله تنضـبط تماما بالشريعة السمحاء ولايري عليه ذنب
بعدها ويتعلق قلبه بالعبادات والذكر والصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم.
أما من سمعت روحه نداء جبريل فإنه يستعد للسفر للحج بعد شوق طويل
وحينما يبدأ في السفر يموت في طريقه إلى مكة أو في أثناء الزيارة ويدفن في الطريق
، ولذلك يوكل الله عنه ملك يحج عنه كل عام ومثال ذلك ما حدث مع سيدي أبو الحسن
الشاذلي حينما استعد للحج أمر سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنهما أن يحمل
معه������ فأس ومكاتل (مقطف) فاستغرب سيدي
أبو العباس وسأل وما حاجتنا إلى ذلك ؟ فقال سيدي أبو الحسن (في حميثرا سوف ترى)
ولما بدأت الرحلة ووصلوا إلى وادي حميثرا من صحراء عيذاب وهو مكان بالصحراء الشرقية
بمصر قرب شاطئ البحر الأحمر فقال سيدي أبو الحسن الشاذلي هنا يكون إنتقالي إلى
الرفيق وسوف يأتي من يساعدك في تجهيزي ودفني ، وبالفعل أتى رجال من كل جهة وكلهم
يشبهون سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه وقاموا بغسل وتكفين والصلاة والدفن .
واما والعياذ بالله من سمعت روحه نداء إبليس اللعين فإنه يسافر للسياحة
والتجارة والسرقة من الحجيج أو للرياء ومنافقة الناس وحينما يعود من الحج يكون العن
أخلاقا من قبل سفره حفظنا الله من المعاصي والأثام وشفع فينا حبيبه ونبيه للفوز
بحجة من الأوليين آمين.
إدعوا الله وأنتم موقنين بالإجابة تجابوا .
التكبيرات ، الحمد لله الذي خلق فسوى و قدر فهدى واشهد أن لا إله إلا
الله فرض الفرائض ويسرها وقدر الأقدار وسهلها خلق الإنسان من روح وقلب وبدن وعقل
واستعمله في الذكر والشكر والمحبة والطاعة ولزوم الجماعة ، وأشهد أن سيدنا محمد عبد
الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أمرنا الله بحبه وطاعته والصلاة عليه وزيارته
وبعد إخوة الإيمان:
يجب على الحـاج بعد إتمام فريضة الحج أو قبلها أن يذهب إلى المدينة
المنـورة لزيارة القبر الشريف حيث يقيم الحبيب النبي ليقف أمامه في خشوع ويسلم
عليه بأدب مع خفض الصوت ثم يستغفر الله من ذنوبه ويسأل الحبيب المصطفى أن يستغفر
له ، لأن الله تعالى قال في محكم آياته ﴿ولو أنهم إذ ظلموا أنفسـهم جاؤك فاستغفروا
الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيم﴾ وبناء على هذه الله
فإن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم والوقوف على أعتابه ورجاء الشفاعة وليس هناك
فرق في زيارة الحبيب في حياته او بعد وفاته فقد قال في الحديث الشريف ( حياتي خير
لكم ومماتي خير لكم ففي حياتي يحدث منكم وأحدثكم وبعد مماتي تعرض علي أعمالكم فما
وجدت فيه من خير حمدت الله وما وجدت فيه من شر إستغفرت لكم) وقد أورد الإمام
القرطبي عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: (بعد أن فرغنا من دفن رسول
الله صلى الله عليه وسلم جاء إعرابي ووقف أمام القبر الشريف وقال:
ياخير من دفن بالقاع أعظمه��� ������� فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي فداء لقبر أنت ساكنه����� ������� فيه العفاف وفيه الجود والكرم
يارسـول الله سمعت من الله فوعيت عنه وسمعنا منك فوعينا عنك وقد
أنزل عليك ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك ....وانا ظلمت نفسي واستغفرت ربي وجئتك
لتستغفر لي ، يقول الإمام علي فسمعنا من القبر : أبشر فقد غفر الله لك) فاللهم
ارزقنا حجا مبرورا وذنبا مغفورا وزيارة حبيبك المصطفى وشفعه فينا دنيا وأخرى ، وكل
عام وأنتم بخير
|