من عجائب الدنيا

ولي نظم در

الظلال (5)

ختام الصلاة - التسابيح

 

من عجائب الدنيا

ذكر ابن بطوطة الرحالة المشهور فى رحلته إلى رؤية (الأثر) قدم سيدنا آدم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم:

جبل سنرديب من أعلى جبال الدنيا رأيناه من البحر وبيننا وبينه مسيرة تسعة أيام، ولما صعدناه كنا نرى السحاب أسفل قد حال بيننا وبين رؤية أسفله، وفيه كثير من الأشجار التى لا يسقط لها ورق، والأزاهير الملونة والورد الأحمر على قدر الكف، ويزعمون أن فى ذلك الورد كتابة يقرأ منها اسم (الله) تعالى واسم رسوله عليه الصلاة والسلام، وفى الجبل طريقان إلى القدم أحدهما يعرف بطريق (بابا) والآخر بطريق (ماما) يعنون (آدم وحواء) عليهما السلام، فأما طريق (ماما) فطريق سهل، عليه يرجع الزوار إذا رجعوا، ومن مضى عليه فهو عندهم كمن لم يزر، وأما طريق (بابا) فصعب المرتقى، وفى أسفل الجبل (دروازاته) أى بابه، مغارة تنسب أيضا إلى الإسكندر وعين ماء، ونحت الأولون فى الجبل شبه درج يصعد عليها وغرزوا فيها أوتاد الحديد وعلقوا فيها السلاسل، ليتمسك بها من يصعده، وهى عشر سلاسل اثنتان فى أسفل الجبل إلى حيث الدروازه، وسبع متوالية بعدها، والعاشرة هى سلسلة الشهادة، لأن الإنسان إذا وصل إليها ونظر إلى أسفل الجبل أدركه الوهم (خوف السقوط) ثم إذا جاوز هذه السلسلة وجد طريق مهملة، ومن السلسلة العاشرة إلى مغارة الخضر سبعة أميال وهى فى موضع فسيح عندها عين ماء تنسب إليها أيضا، ملآى بالحوت ولا يصطاده أحد، وبالقرب منها حوضان منحوتان فى الحجارة عن جانبى الطريق، وبمغارة الخضر يترك الزوار ما عندهم ويصعدون منها ميلين إلى أعلى الجبل حيث القدم، وأثر القدم الكريمة، قدم أبينا آدم عليه السلام فى صخرة سوداء مرتفعة بموضع فسيح، وقد غاصت القدم الكريمة فى الصخرة حتى عاد موضعها منخفضا وطولها أحد عشر شبرا، وأتى إليها أهل الصين قديما فقطعوا من الصخرة موضع الإبهام وما يليه، وجعلوه فى كنيسة بمدينة (الزيتون) ويقصدونها من أقصى البلاد، وفى الصخرة حيث القدم تسع حفر منحوتة يجعل الكفار فيها الذهب واليواقيت والجواهر فترى الفقراء إذا وصلوا مغارة الخضر يتسابقون منها لأخذ ما بالحفر، ولم نجد منها إلا يسير حجيرات وذهبا أعطيناها الدليل، والعادة أن يقيم الزوار بغارة الخضر ثلاثة أيام يأتون فيها إلى القدم غدوة وعشية، وكذلك فعلنا ولما تمت الأيام الثلاثة عدنا إلى طريق (ماما) فنزلنا بمغارة (شيث) وهو شيث ابن آدم عليهما السلام ثم إلى خور السمك ثم إلى بقية قرى هذه النواحى، ومن كرامة هذه القدم الشريفة على الله أن الحق يمطر عليها مطرا كل يوم لغسل موضع القدم الشريف.

الحاج جابر

ولي نظم در

فـي مدح الرسول الأكرم
صلى الله عليه وسلم

والتقى فيك يا مؤمل قـوم        كلما عاينوك غار الوجود

واصل سالك مقيم مجــد        مبتغ نائل حلـيـم ودود

كلنا عاجز ومـا أنـت إلا       غاية المنتهى وعبد يسود

وتواصلا مع ما سبق بيانه فـي المقال السابق نجد أن البيت الأول تدور فكرته حول التقاء أرواح المحبين السالكين بالرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم فـي هذا المقام حيث يتحقق أمل كل منهم.

والمشاهد للجمال البلاغى فـي البيت الأول يجد جمال اللفظ ودقته وإيحاءه، فكلمة (فيك) بدلا من معك أو بك، تدل على أنهم جزء منه صلوات ربى وسلامه عليه، وفـي هذا المقام يلتقى الكل بالجزء ويحتويه.

وتنكير كلمة (قوم) ما يدل على التعظيم، أما استخدام أداة الشرط (كلما) ما يدل على التكرار على مر الأزمان وكل مكان حيث يتواجد هؤلاء وأمثالهم.

واستخدام لفظ (عاينوك) بدلا من أبصروك لأن الرؤيا هنا ليست بالبصر بل الرؤيا هنا معاينة بجميع أجزاء الجسم الذى يتحول إلى لطافة ونور، كما قال القائل:

فإذا بدت ليلى فكلى أعـيـن        وإن هى ناجتنى فكلى مسامع

واستخدامه كلمة (غار) وما فيها من تورية، فهل (غار) بمعنى أمحى وجودهم وتلاشت جسديتهم، أم (غار) بمعنى الغيرة أى أن الوجود يغار من هؤلاء الذين يشاركونه معاينته للرسول صلى الله عليه وسلم.

ومن الأساليب.. تقديم الجار على المجرور (فيك) على الفاعل (قوم) مما يفيد اختصاصه صلى الله عليه وسلم بهذا المقام.

وأسلوب النداء (يا مؤمل) مما يفيد تعظيم النبى صلى الله عليه وسلم وشدة رغبة هؤلاء من أن يحقق الرسول صلى الله عليه وسلم أملهم.

هذا بالإضافة إلى البديع حيث التناغم الموسيقى المنبعث من حيث تقسم البيت.

سيد عبد اللطيف

الظلال (5)

إن الطريقة التى يعمل بها الساحر سورة كلية مع إستدعاء شيطانه، وعندما تقول ظلال فهى ما يخلق الإنسان فـي خياله من صور الخير أو الشر، كالمصلى تنشأ من أقواله وأعماله وتعقله يقرأ صورة ظلية جميلة إن كان أحسن الصلاة فتُرفع له عند الله بحكم قوله سبحانه وتعالى ﴿وإليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾ وتكون صورة سيئة إن كان أساءها فتقول له ضيعك الله كما ضعيتنى وتسقط فـي الأرض لتبقى فيها إلى أن تزلزل زلزالها وتخرج أثقالها، وترتفع فوق ظهرها وتنزل أيضا التى كانت مدخرة عند الله، ويكشف غطاء الإنسان فيكون بصره حديدا فيرى ما قدمه خيراً كان أو شراً، ولذلك يقول حضرة النبى صلى الله عليه وسلم بأن الرجل يتكلم بالكلمة فلا يلقى لها بالا فتخر به سبعين خريفا فـي جهنم، فالكلمة التى تخرج من اللسان لها تأثير أيضا.

وقد أخرج ابن حجر الهيثمى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال لرجل: ما اسمك؟ قال: جمرة، قال: ابن من؟ قال: ابن شهاب، قال: ممن؟ قال من الحرقة، قال: أين مسكنك؟ قال: الحرقة، قال: بأيها؟ قال: بذات لظى، قال له سيدنا عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا، فرجع الرجل فوجد أهله قد احترقو. أما تأثير الحق سبحانه وتعالى فـي الأشياء، فليس له حد معين، فقدرة الله تقلب عين إلى آخر كما انقلبت عصا سيدنا موسى حية حقيقة، والله على كل شئ قدير، أما بالنسبة إلى الخلق فإن لتأثيراتهم حدا فـي أى شئ، فالكل مقيد عند حد معين، ﴿خلق كل شئ فقده تقدير﴾ وأما قوله تعالى ﴿وكل شئ عنده بمقدار﴾ فهو تعريف بما جعله الله للخلق وليس معنى ذلك أن كل شئ واقف عند حد يعجز الخالق تعديه، ولو كان الأمر كذلك لم يصدق قوله تعالى ﴿يزيد فـي الخلق مايشاء﴾.

فيفهم مما سبق أن أى شخص يرع فـي فن لابد أن يكون له حد، كما عرف سحرة فرعون حد السحر، فلما رأوا عصا الكليم عليه السلام تجاوزته أيقنوا أن ذلك تأثير الحق الخالق بنفسه، فلذا خروا سجدا وأعلنوا إيمانهم.

وأهم مافـي هذا الباب تأثير الشيطان فـي الإنسان فسبحانه وتعالى يقول ﴿إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير﴾ فلابد أن نعرفه وتعرف صفاته وأفعاله، لأنه لا يعقل عداوة من لم يعرف ولا كيف الاحتراس من أضراره، وما يعرف شئ إلا بصفاته أنه خلق من مارج من نار، ومن نار السموم وأنه يرى الناس من حيث لا يرونه وأنه أقسم على إغواء الناس، ومن أفعاله أن يزين لهم فـي الأرض ويقويهم، ويأتى الناس بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم فهذه بعض صفاته، وأفعاله كثيرة.

وإذا كان الشيطان له تأثير فـي الإخلال والإضرار وكذلك الحاسد له تأثير، أفلا يكون للأنبياء والرسل والأولياء تأثير حقيقى فـي الهداية والترقى وكيفية محاربة إبليس وكيفية تطهير القلب، وكيفية التخلص من الأنفس، وكيفية تزكية الروح فلابد من وجود الضد.

وعن تأثير الأنبياء والأولياء فيكون لنا معكم لقاء آخر إن شاء الله.

محمد رشاد

ختام الصلاة - التسابيح

عن أبى هريرة رضى الله عن: أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: من كبر واحدة كتب له عشرون ومحيت عنه عشرون ومن سبح واحدة كتبت له عشرون ومحيت عنه عشرون ومن حمد واحدة كتب له ثلاثون ومحيت عنه ثلاثون.

وعن سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله فـي السراء والضراء.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أن الدنيا كلها بحذافيرها ببدر رجل من أمتى ثم قال: الحمد لله لكانت الحمد لله أفضل من ذلك كله.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سبحانه الله نصف الميزان والحمد لله تملأ الميزان والله اكبر تملأ ما بين السماء والأرض والطهور نصف الإيمان والصوم نصف الصبر.

ما ورد بشأن التسبيح 33 و التحميد 33 والله أكبر 34 مرة دبر الصلوات المكتوبة:

أورد صاحب الجامع الصغير فـي ختام الصلوات الأحاديث الآتية عن أبى الدرداء قال:

أمرنا بالتسبيح فـي أدبار الصلوات ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة وأربعا وثلاثين تكبيرة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (معقبات لا يخيب قائلهم: ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربعة ثلاثون تكبيرة فـي دبر كل صلاة مكتوبة).

ما ورد بشأن الترغيب فـي: الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحانه الله بكرة وأصيلا:

عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: بينما نحن نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحانه الله بكرة وأصيلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من القائل كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، فقال: عجبت لها فتحت لها أبواب السماء، فقال ابن عمر ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ما ورد بشأن الترغيب فـي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:

عن سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله عنه أنه قال: سمعت سيد الخلائق محمد صلى الله عليه وسلم يقول: سيد الملائكة جبريل عليه السلام يقول: ما نزلت بكلمة أعظم من كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله على وجه الأرض وبها قامت السموات والأرض والجبال والشجر والبر والبحر، ألا وهى كلمة الإخلاص، ألا وهى كلمة الإسلام، ألا وهى كلمة القرب، ألا وهى كلمة التقوى، ألا وهى كلمة النجاة، ألا وهى الكلمة العليا، ولو وضعت فـي كفه الميزان ووضع السبع سموات والسبع أرضيين فـي كفه أخرى لرجحت عليهن.

وأخرج الأمام مسلم فـي صحيحه عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبع الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيهما شاء.

وأخرج ابن ماجة عن أم هانئ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا إله إلا الله محمدا رسول لا يسبقها عمل ولا تترك ذنب.

وأخرج الإمام مسلم عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله حرم الله عليه النار.

وروى الفقيه أبو الليث عن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله تحت الجنة وفـي خبر آخر مفتاح الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله.

سعيد أمين