بيت الله الحرام .. أنواع الحج وخطواته

كان تحقيقنا فى العدد السابق حول الحج وانتهينا فيه حول أسماء مكة وحرمتها وفضل البيت وشرفه وأصناف الحج ومعناه وأصل المناسك وحول بناء البيت العتيق وعن الحجر الأسود وكان الختام مسك فـي زيارة الروضة النبوية الشريفة.

ونستكمل تحقيقنا اليوم أيضا حول الحج من حيث أنواعه، فهو بين ثلاثة أنواع (التمتع والقِران والإفراد) ونحلل كل نوع على حدة، وكذلك يكون الحديث عن خطوات الحج خطوة خطوة فـي هذه الرحلة الروحانية الربانية.

التمتع

هو الإحرام بالعمرة، فبعد أن ينتهى الحاج من العمرة يتحلل من إحرامه، ويتمتع بما حُرم على المحرم، ثم ينوى نية الإحرام بالحج، ولذلك سُمى بالتمتع.

القِران

هو الإحرام بالعمرة والحج معا، ولا يتحلل الحاج منهما إلا يوم النحر، أى بعد الانتهاء من مناسك الحج، ولذلك سُمى بالقِران، أى يقرن العمرة بالحج.

الإفراد

هو الإحرام بالحج فقط، وبعد الانتهاء من مناسك الحج يتحلل من إحرامه وينوى العمرة، فلذلك سُمى بالإفراد.

خطوات الحج

الإحرام.

طواف الزيارة.

السعى بين الصفا والمروة.

الوقوف بعرفة.

ثم يأتى بعد ذلك صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا بالمزدلفة.

ثم الذهاب إلى منى للذبح ورمى الجمار.

ثم النزول إلى مكة للطواف بالبيت العتيق.

الإحرام

فهو يتحقق بالنية فقط، ويسن أن يُقرن بالتلبية قائلا (لبيك حاجاً، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شـريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لـك والملك، لا شريك لك).

والإحرام له ميقاتان، ميقات زمانى وميقات مكانى، أما الميقات الزمانى فيبدأ مع هلال شهر شوال وحتى التاسع من ذى الحجة، ومن لم يُحرم فـي خلال هذه المدة تعتبر عمرة وليست حجة.

أما الميقات المكانى فيختلف حسب البلدان، وعلى سبيل المثال أهل الشام ومصر والمغرب ومن خلفهم من الأندلس والروم بلد تسمى (رابغ) وهى قرية بين مكة والمدينة، وكان الميقات القديم (الجحفة).

وميقات أهل العراق وفارس وخراسان (ذات العرق) وهى موضع بالبادية قبل مكة وبها جبل يسمى عِرق يشرف على واد يقال له وادى العقيق.

وميقات أهل اليمن والهند من (يلملم) جبل من جبال تهامة قبل مكة.

وميقات أهل المدينة من (ذو الحليفة) أما ميقات أهل مكة سواء كان المقيم بها من أهلها أم لا فيمقاته (الحرم).

وقد ورد ذكر هذه المواقيت فـي حديثه صلى الله عليه وسلم بالموطأ عن سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(يهل أهل المدينة من ذى الحليفة ويهل أهل الشام من الجحفة ويهل أهل نجد من قرن).

وقال سيدنا عبد الله بن عمر بلغنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ويهل أهل اليمن من يلملم).

والسبـب فـي وضع هذه المواقيت المكانية للإحرام أن الحجر الأسود كان له نور فـي أول أمره يصل آخره لهذه الحدود، فمنع الشارع مجاوزتها لمن يريد الحج أو العمرة بلا إحرام تعظيما لتلك الآيات، وقد ورد فـي الآثار أن الحجر الأسود وضع به الله مواثيق البشـر على اعترافهم بالربوبية فهو يشهد للمؤمـنين بالوفاء ويشهد على الكفار بالجحود لعهودهم الأولى.

الطواف

ويشترط لصحة الطواف الآتى:

أن يكون سبعة أشواط، وأن تجعل الكعبة عن يسارك، وتبدأ بالحجر الأسود.

الموالاة فـي الأشواط بمعنى أن تكون متتابعة.

وأن يكون الطواف حول الكعبة من داخل المسجد وليس من خارجه.

ويسن للطائف تقبيل الحجر الأسود فـي الشوط الأول، فإن لم يستطع فيشير إليه بيده ويقبلها أسوة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أشار إلى الحجر بالمحجن، والمحجن عصا منحنية الرأس، ثم قبلها صلوات ربى وسلامه عليه.

ثم صلاة ركعتين عند مقام سيدنا إبراهيم الخليل، مصداقا لقوله تعالى ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾.

وليس مقامه هنا بمعنى المقام، ولكن هو الحجر الذى وقف عليه عند بناء الكعبة ليرتفع بجدرانها.

ثم يأتى بعد ذلك الشرب من ماء زمزم، وماء زمزم هذا الذى قال عنه رسولنا الكريم صلوات ربى وسلامه عليه (ماء زمزم لما شرب له، من شربه لمرض شفاه الله أو جوع أشبعه الله أو لحاجة قضاها الله) وماء زمزم قد غسلت الملائكة قلب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيه، وبئر زمزم ذاته الذى أظهره جد الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه عبد المطلب وهو قد نذر لله إن سهل عليه أمرها ليذبحن أحد ولده لله، فسهل الله عليه أمرها، فوقع السهم على عبدالله، فمنعه أخواله بنو مخزوم؛ وقالوا: افد ابنك؛ ففداه بمائة من الإبل.

وفيما أخرج الطبرانى عن سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير ماء على وجه الأرض زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم).

السعى بين الصفا والمروة

ثم بعد ذلك ينتقل الحاج للسعى بين الصفا والمروة، مصداقا لقوله تعالى ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم﴾

وكان هناك تحرج فـي الذهاب إلى الصفا والمروة، فلذلك قال عز من قائل ﴿فلا جناح عليه أن يطوف بهم﴾ وسبب التحرج يرويه لنا سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما: أنه كان على جبل الصفا صنم على صورة رجل يقال له إساف، وعلى جبل المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة، قد زعم أهل الكتاب أنهما زنيا فـي الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين، ووضعهما على الصفا والمروة للإعتبار بهما، ولما طالت المدة عُبدا من دون الله، وكان أهل الجاهلية يسعوا بينهما ويتمسحوا بهما، والسعى بينهما قبل الإسلام وبعده واحد ولكن شتان بين نية السعى فـي الجاهلية ونية السعى بعد الإسلام، فحينما جاء الإسلام وكسرت الأصنام، كره المسلمون الطواف بينهما لأجل هذان الصنمان، فأنزل سبحانه وتعالى قوله ﴿إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم﴾ والصفا والمروة من شعائر الله، ذلك لأن السيدة هاجر كانت تهرول بينهما بحثا عن الماء، فجعل الله تبارك وتعالى السعى بين الصفا والمروة من أركان الحج، إحياءً لآثار السيدة هاجر، كما جعل الطواف حول الكعبة إحياءً لآثار سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل حول البيت حين البناء.

ومن شروط السعى بين الصفا والمروة أن يكون سبعة أشواط، على أن يبدأ الحاج بالصفا وينتهى فـي المروة، وهذا يُسمى شوطا، ثم يرجع من المروة إلى الصفا وهذا شوط ثان.

والموالاة بين الأشواط، أى تتابع الأشواط بعضها البعض، ومن سنن السعى أيضا الإسراع بالهرولة بين العمودين الأخضرين، وهذا إحياء أيضا لما فعلته السيدة هاجر من الهرولة فـي نفس المكان.

وفـي اليوم الثامن وهو يوم التروية يكون التقصير والتحلل من العمرة ثم يلبى بالحج والذهاب إلى منى للصلاة والمبيت هناك.

الوقوف بعرفات

والآن ندخل أرض عرفات، لكى نقف بجبل الرحمة، فبعد الانتهاء من السعى بين الصفا والمروة، يدخل الحجيج أرض عرفة بأى حال من الأحوال، سواء كان قاعدا أو قائما أو ماشيا، وذلك بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذى الحجة، ويؤدون هناك صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا، جمع تقديم بمسجد (نَمرة) بآذان واحد وإقامتين، ثم يبقى الحجيج فـي عرفات حتى غروب شمس يوم التاسع من ذى الحجة، وبذلك يكون الحاج قد أتم الحج لقوله صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة).

المزدلفة ورمى الجمار

ثم بعد ذلك يهبط الحجيج إلى المزدلفة لأداء صلاتى المغرب والعشاء جمعا وقصرا، ويبيتون فـي المزدلفة حتى صبيحة يوم العاشر من ذى الحجة، يوم النحر، ثم يقـومون بجمع الحصى (تسعة وأربعون) لمن تعجل و (سبعون) لمن لم يتعجل.

ثم النزول إلى منى لرمى الجمار، وأولها جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات من بعد طلوع الشمس، وتقطع التلبية عند أول حصاة ويكبر، ثم يأتى بعد ذلك النحر وذلك لغير المفرد، وقص الشعر، وبذلك يكون قد حل الحاج إحرامه إلا من النساء.

وبعد ذلك يتوجه الحجيج إلى مكة للطواف بالبيت العتيق، ويسمى هذا الطواف بطواف الإفاضة، والسعى والشرب من ماء زمزم المبارك، وبذلك يكون الحاج قد تَحَلَلَ تَحَلُلْ كامل ويحل له النساء.

ويجوز تأخير طواف الإفاضة إلى ما بعد أيام منى والفراغ من رمى الجمرات.

ثم يتوجه الحجيج إلى منى للبيات هناك ثلاثة أيام التشريق، وهى أيام الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر من ذى الحجة، وهذا لمن لم يتعجل، ومن تعجل فـي يومين فلا إثم عليه. ثم يبدأ رمى الجمار بالترتيب، الجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، وكل واحدة بسبع حصوات، بالتكبير مع كل حصاة، وذلك بعد زوال شمس يوم التشريق الأول وهو الحادى عشر من ذى الحجة.

فضل يوم عرفة

يقول الحق سبحانه وتعالى ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دين﴾ نزلت هذه الآية الكريمة يوم الجمعة فـي حجة الوداع (يوم عرفة) ففرح الصحابة جميعا بتمام وكمال الدين، إلا سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله تبارك وتعالى عنه الذى بكى بكاء شديد، فسألته الصحابة رضوان الله عليهم عن سبب بكائه فأخبرهم أنه ليس بعد الكمال إلا النقصان وأن هذه الآية تخبرنا عن فراقنا بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حقا ما قاله سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه فقد عاش حضرة النبى صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية ثمانون يوما.

وقد قال صلى الله عليه وسلم (من صام يوم عرفة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) بمعنى أن الله قد غفر له ذنوب عام مضى وعام مقبل.

وجاء فـي الخبر فـي حق يوم عرفة: أنه ليس للمسلمين من عبادة تكفر ما بعدها من ذنوب غير صوم عرفة، وقد أكرم النبى الأكرم صلوات ربى وسلامه عليه أمته بصيام هذا اليوم، كما أكرم المولى تبارك وتعالى أربعة من أنبيائه فـي هذا اليوم، فقد أكرم سيدنا آدم عليه السلام بالتوبة، وأكرم سيدنا موسى عليه السلام بمناجاته وتكليمه على جبل الطور، وأكرم سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام بفداء سيدنا إسماعيل عليه السلام، وأكرم سيد الأنبياء والمرسلين والمبعوث رحمة للعالمين بالحج الأكبر.

وقد روى الإمام النسفى رضى الله عنه أن المولى تبارك وتعالى أمر سيدنا جبريل عليه السلام أن يذهب إلى نبيه الخليل إبراهيم عليه السلام ويأمره بذبح ولده إسماعيل، فقال سيدنا جبريل: يارب إن بينى وبين خليلك صداقة، وهو شيخ كبير، وما بشرته إلا بخير، فاجعل أمرك هذا يارب فـي منامه، فقبل الحق تبارك وتعالى ذلك، وجعل أمره مناما، وقال له: يا إبراهيم قرب ولدك إسماعيل، أى اذبح ولدك إسماعيل، فامتثل سيدنا إبراهيم للأمر، وقال لزوجته السيدة هاجر: اغسلى رأسه وادهنيها وطيبيها، ففعلت ذلك، فلما خرج به ليذبحه، جاء إبليس اللعين إلى السيدة هاجر وقال لها: يا هاجر إن إبراهيم يريد ذبح ولدك إسماعيل، فقالت له: ولماذا يذبحه؟ فقال لها: زعم أن الله قد أمره بذلك، فقالت السيدة هاجر: إذاً سلمنا الأمر لله، فلما خاب أمل اللـعين، أسرع إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام، وقال له: إن إبراهيم يريد أن يذبحك، فقال له سيدنا إسماعيل عليه السلام: ومن يكره لقاء ربه!! فلما لم يجد سبيلا ذهب اللعين إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام وقال له: أتريد ذبح ولدك إسماعيل؟ قال: نعم، فقال اللعين: أتسير وراء شيطان جاءك فـي المنام؟ فقال سيدنا إبراهيم: اذهب عنى يا عدو الله، فلما وصل خليل الرحمن وولده إلى الجبل، قال سيدنا إبراهيم عليه السلام لولده: إنى أرى فـي المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى؟!! فقال سيدنا إسماعيل عليه السلام: يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين، ولكن يا أبى إذا أضجعتنى فشد وثاقى كى لا يصيبك من دمى شئ، وكن على البلاء صابرا، وأعطِ قميصى هذا لأمى ليكـون لها تذكرة، وأقرئها السلام منى، وإن سألتك فقل لها: تركت إسماعيل عند من هو خير منى ومنك، فبكى سيدنا إبراهيم وقال: يارب ارحم ضعفى وكبر سنى، فإن لم ترحمنى فارحم هذا الصبى الذى لا ذنب له، وكان عُمر سيدنا إسماعيل عليه السلام آنذاك سبع سنوات، فضجت الملائكة من كلام سيدنا إبراهيم عليه السلام، وأجهشت بالبكاء وتفتحت أبواب السماء، فلما أسلمه وتله للجبين، أى وضعه على وجهه، ووضع السكين على رقبته لذبحه، لم تقطع السكين منه شيئا، فأوحى الله سبحانه بخفى لطفه ورحمته إلى سيدنا جبريل وقال له: أدرك عبدى إبراهيم يا جبريل، وإن قطعت السكين شيئا من إسماعيل لمحوتك من ديوان الملائكة.

فلما مرر الخليل السكين على رقبة سيدنا إسماعيل ولم تقطع منه شيئا، ألقى السكين غاضبا، فانطق الله السكين وقالت: مم غضبك يا نبى الله؟!! فقال: لأنك لم تقطعى منه شيئا، فقالت السكين: ولماذا لم تحرق النار منك شيئا؟!! فقال لها: لأن النداء خرج من قِبَل الله بأن يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم، فقالت السكين: وأنا صدر إلى النداء سبعين مرة بألا أقطع منه شيئا، فخاطب سيدنا إسماعيل أبوه قائلا: أنا أكرم عند الله منك أم أنت أكرم عند الله منى؟!! فقال الخليل: أنا تكرمت بولدى وفلذة كبدى، فقال سيدنا إسماعيل: وأنا تكرمت بروحى ولا أملك غيرها، فقال الحق تبارك وتعالى: وأنا أكرم منكما.

ثم أرسل الحق سبحانه وتعالى سيدنا جبريل بالفداء، فنظر سيدنا إسماعيل إلى الفداء وبكى، فقال الخليل: أتبكى يا ولدى فـي ساعة الفرج!! فقال سيدنا إسماعيل: وكيف لا يبكى من أبعده الحبيب عن لقائه!! وهنا قال سيدنا جبريل: يا خليل الرحمن إن الله قد أعطاك بصبرك دعوة مستجابة، فادعوها الآن، فـبكى الخليل ودعا ربه قائلا: اللهم لا تعذب أحدا من أمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، فكبر سيدنا جبريل قائلا: الله أكبر كبيرا، فتبعه سيدنا إسماعيل قائلا: والحمد لله كثيرا، فقال الخليل: وسبحان الله بكرة وأصيلا.

فكان هذا كله يوم عرفة، وقد سن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم التكبير فـي الأعياد، حيث قال صلى الله عليه وسلم (زينوا أعيادكم بالتهليل والتقديس والتحميد والتكبير).

لقد كـان لنا فـي خليل الله إبراهيم أسوة حسنة، إذ صبر على ابتلاء الله، كما صبر على إيذاء قومه له، وصبـر على إلقائهم له فـي النار، وصبر على عدم الإنجاب، حتى بلغ نيف وثمانين سنة، حينها رزق بسيدنا إسماعيل، حتى بلغ معه السعى، ولما بلغ عشر سنين، جاءه اختبار آخر، إذ أمره الله بذبح ولده سيدنا إسماعيل عليه السلام.