جـــــلّ
وصـف غـراسها
الســــادة والعبيـــد
كنت في
حضرته للتشاور في بعض الأمور ودخل عليه ولده يستأذن في السفر إلى
القاهرة لأنه يدرس فيها ويقيم وبعد أن سلم عليه الشيخ قال له:
عليك بالإخوان ومعاملتهم بالحسنى وإياك أن تظن أنك أفضل منهم
ولاتستغلهم في أمورك الشخصية أو تتعالى عليهم ظنا منك أنك ابن الشيخ
وهم مريدين فهكذا أوصاني الوالد في حياته بأن أعامل الأخوان معاملة
تقوم على اعتقاد ثابت أن أي ابن طريقة أفضل مني، انتهي الموقف وتقبل
الإبن المسافر النصيحة بعقل وقلب مفتوحين وغادر المكان وبقيت أنا
أعيش الموقف ، هذا هو الشيخ يتكلم مع ابنه عن أشياء لم نرها من قبل
بل قرأناها في الكتب فقط وأنا أتذكر ما قرأته عن الإمام الحسن السبط
وهو يخاطب شيعته حينما بدأ أتباعه في معاملة أبناءه معاملة فيها خنوع
وخضوع مفتعل لاينم عن حب ولكن يوحي بالخوف والرهبة فقال لهم السبط
الكريم رضي الله عنه لاتعبدونا عبادة أصنام بل عاملونا معاملة إخوان.
كما قال جدي(ص) (كونوا عباد الله إخوانا) وتذكرت أنني أعمل مع الشيخ
منذ سنين طوال لم يصدر إليّ أمرا واحدا بل أن كل مايريد كان يظهرمنه
في صورة مشورة أو رجاء بالرغم من أنه الوحيد الذى يملك الأمر وعليّ
الطاعة لله وللرسول ولأولي الأمر ولكن التصوف الذي يدعو إليه الشيخ
إبراهيم رضي الله عنه ليس تصوف السادة والعبيد ولكن تصوف الحب
والإتباع وهكذا قال سيدي فخر الدين رضي الله عنه :
قوام طريق القوم حب وطاعة وكل مقام قام
بالإستقامة
وهكذا
نري بأعيننا ما قد قرأناه في الكتب من معان جل وصف غراسها.
فتى
الوادي
|