بـالـحـقـائـق نـاطـقـيـن
مراتب
الدين (2)
نواصل الحديث عن المسير
فى مراتب الدين الذى كنا قد بدأناه بشرح مرتبة الإسلام واليوم نُبحر
فى مرتبة الإيمان.
والإيمان هو العلم الذى
خُيِّر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبليغه وهو علم الطريقة
ويمكننا القول عن علم الطريقة بأنه هو العلم الذى يتم فيه الانتقال
من مرحلة الأعمال البدنية الى الاعمال القلبية على يد سالك خبير عارف
قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسله ثم لم يرتابوا
وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله أولئك هم الصادقون} اذا أخذنا
هذه الآية بمعناها البسيط نجد ان الله تعالى قد وصف فيها أهل مرتبة
الايمان وسماهم بالمؤمنيين، و تتضح جليا صبغة الايمان هنا فى الجهاد
بالمال أولا ثم النفس ثانيا وعن المال قال تعالى: {المال والبنون
زينة الحياة الدنيا} لم تنتابهم الريبة في الجهاد بهذه النعمة
العظيمة وكذلك جهاد النفس ومن ثم الجهاد بها و هو الجهاد بعينه،
بيَّن ذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عاد من غزوة ذى
الحليفة وقال لأصحابه: عدنا من الجهاد الأصغر للجهاد الأكبر ألا وهو
جهاد النفس، لأن النفس سبعة أصناف وهى النفس الأمَّارة واللوَّامة
والمطمئنة والراضية والمرضيَّة والكاملة فاذا لم يكن الإيمان وقر فى
القلب الذى هو وعاء للصدق فهل كان للمؤمن ان يجاهد بنعمة المال
والنفس بعد جهادها الاكبر.أما فى المصطلح المصحفى فيعرف الإيمان بعين
اليقين والحديث عن تعريف الإيمان ورد ذكره فى صحيح الإمام البخارى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته
وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث) وعن عين اليقين قال الشيخ رضى الله
عنه:
أوّ كان
من عين اليقين فكلُّ عينٍ تحجبُ
والأعمال فى مرتبة
الإيمان تعرف مرتبتها بالعبودية وتكون الأعمال فيها قلبية ويكون
القصد من العبادة فى مرتبة الإيمان إبتغاء مرضاة الله دون طلب
الجزاء.والذنب فى مرتبة الإيمان الغفلة عن ذكر الله أما التوبة فتكون
بالرجوع للذكر. والذكر يكون بالقلب وتكون التقوى بتعظيم شعائر الله
والاستمرارية تعنى الاستقامة. هكذا نكون قد شربنا قطرة من بحر علوم
مرتبة الإيمان ونواصل الحديث عن الاحسان فى العدد القادم.
هادية الشلا
لي |