جــــبـل الأولــيــــاء
كما هي عادة السابقين من الصالحين في الأزمان السابقة، يذهبون
إلى جبل الأولياء ينقطعون عن الناس والدنيا ويتفرغون لعبادة
الواحد الأحد، وجبل الأولياء قرية تقع على ضفاف النيل الأبيض على
مقربة من الخرطوم وبها جبل به مغارة يدخل فيها الأولياء يتعبدون
ويتهجدون.
وإذا نظرت على الجبل من بعيد وجدت أسدا مجسدا قابعا على قمة
الجبل وأسفل منه مباشرة قرب سطح الأرض تجد مدخلا لغار هو صاحب
قصتنا فى هذا العدد ففي هذا المكان حيث يعيش بعض أخوال الشيخ
وعلى أعتاب الصبا سار الشيخ على قدميه حتى بلغ جبل الأولياء .
وفي ذات ليلة وفي الرؤيا أتى سيدي أحمد البدوي إلى الشيخ محمد
عثمان رضي الله عنه، وفي هذا يقول الشيخ: ساقنى سيدى احمد البدوى
ذات يوم وأنا فى رؤيا إلى جبل الأولياء وهو جبل ضخم فضربه بقبضته
فجعل فيه فجوة، ثم قال لى ادخل هنا واقرأ ماشئت من الاوراد .
ولصغر سنى كنت أسأل نفسى .. أأقراء هنا أورادى بمفردي فى هذا
الجبل ؟
وفى الصباح سألت أخوالي. هل تعرفون حارس الجبل قالو نعم نعرفه،
إنه يأتى إلينا دائما، وعندما أتى الرجل سألته عن اسمه فقال إسمى
رسيم.
فقلت له: هل فى هذا الجبل غار؟ قال: نعم قلت: اين هو ؟ قال: هيا
معى لأريك إياه. فتوضأت وذهبت معه وهناك أشار إلى الغار القديم
وقال: هذا هو غار الأولياء القديم.
فدخلت وجلست فيه فترة أركع لله وأسجد وأستغفر ربى وأردد الصلاة
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرجت وسألت الشيخ الحارس
للجبل عن غار اخر فقال لى: أنا حارس هذا الجبل منذ أكثر من
أربعين عاما ولم أر غارا غيره. فقلت له: قد يكون هناك غار آخر
فلنبحث سويا. وسرنا سويا ندور حول الجبل نصعد ونهبط فإذا بى أجد
الغار الذى أحدثه سيدى أحمد البدوي ليلة أمس وأنا فى الرؤيا،
فدخلت فوجدت الطريق المؤدى إليه منحنيا بعض الشىء وفى نهايه
الطريق وجدت درجات، فنزلت عليها فإذا بمكان فسيح وقد فرش رملا
ورأيت مكان القبله منحوتا فصليت ركعتين وجلست أقرأ الفواتح
لسلسله المشايخ الذين أعرفهم ثم خرجت من الغار لأن شيخ البلد كان
فى انتظاري.
لجنة التراث