ومما أنشد الإمام الحسين رضي الله عنه فى زوجته الرباب بنت امرىء القيس بن عدى بن
أوس الكلبى أم ابنته سكينة
لعمرك إننى لأحـب دارا تحل بها سكينة ولرباب
أحبهما وأبذل جل مـالـى وليس للائمى فيها عتاب
ولست لهم وإن عتبوا مطيعا حياتى أو يعلينى التراب
وقد أسلم أبوها على يدي عمر بن الخطاب وأمره عمر على قومه فلما خرج من عنده خطب
إليه على بن أبى طالب أن يزوج ابنه الحسن أو الحسين من بناته فزوج الحسن ابنته سلمى
والحسين ابنته الرباب وزوج عليا ابنته الثالثة وهى المحياة بنت امرىء القيس فى ساعة
واحدة فأحب الحسين زوجته الرباب حبا شديدا وكان بها معجبا يقول فيها الشعر ولما قتل
بكربلاء كانت معه فوجدت عليه وجدا شديدا وذكر أنها أقامت على قبره سنة ثم انصرفت
وهى تقول
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
وقد خطبها بعده خلق كثير من أشراف قريش فقالت ما كنت لأتخذ حموا بعد رسول الله ص
ووالله لا يؤوينى رجلا بعد الحسين سقف أبدا ولم تزل عليه كمدة حتى ماتت ويقال أنها
إنما عاشت بعده أياما يسيرة وابنتها سكينة بنت الحسين كانت من أجمل النساء حتى إنه
لم يكن فى زمانها أحسن منها وكانت رضي الله عنها من رواة الأحاديث حدثنا مسعدة بن
سعد العطار المكي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامى ثنا إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن
حارثة الأنصاري حدثني عبد الله بن ماهان الأزدي حدثني فايد مولى عبيد الله بن أبي
رافع حدثتني سكينة بنت الحسين بن علي عن أبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة ، أعاد الله مولدها علينا بكل خير
وبركة .
روى بن
حبان وبن سعد وأبو يعلى وبن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من سره أن ينظر إلى رجل من
أهل الجنة وفى رواية أن ينظر إلى سيد شبا ب أهل الجنه فلينظر إلى
الحسين بن على .
وقد كان رضى الله عنه شجاعا مقداما منذ نعومة أظفاره ، سخيا كريما ،
لين الجانب ، حلو المشعر ، وقد أخرج الحاكم وصححه عن يحيى العامرى
أن سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم قال: حسين منى وأنا من حسين ،
حسين سبط من الأسباط ، ولا بد لنا أن نقف عند معنى الحديث الشريف
حسين منى وأنا من حسين فالشرط الأول معروف ، أما الشرط الثانى وهو
أنا من حسين فمعناه أنه لا سبيل إلى دخول معية الرسول صلى الله
عليه وسلم إلا عن طريق مولانا الإمام الحسين رضى الله تعالى عنه
وقد قيل فى هذا المعنى :
سرمنى حسين غيب مصــــون سر منه أنا به مضنـــــــون
تفقه الروح من غوامض هـــذا سر بدء بداية التكويــــــــن