ركن
الطفل
جحا وحماره
أصبح الصبح وجحا غاضب من حماره فقد أعد البردعة وتهيأ للركوب دون
أن يكلم الحمار أو يحييه وكذلك أعد لنفسه فطورا وشرب القهوة دون أن
يقدم للحمار عليقته التى تعودها فى الصباح والمساء ولم يقدم له
حزمة البرسيم التى هى الوجبة المفضلة لحماره فى الصباح، فقال له
الحمار مالك ياجحا لاتكلمنى؟ فرد جحا وهو مغتاظ لأنك أحمق!
لقد استحكم بك النهيق وأنا أقول لجارى أنك بالحقل فتنهق أنت
بالداخل لتعلن عن وجودك وتظهر كذبى فقال الحمار أنا لم أقصد فإن
جارك لم يحلو له العمل إلا ساعة صلاة الجمعة وطرق الباب فرأيت
الشيطان الذى أراد أن يعطله عن الصلاة فنهقت لأنبهك كى لا يعطلك
الشيطان عن صلاة الجمعة، وأنا لست بأحمق ولكن الأحمق هو أنت وسوف
أذكر قصتك للأطفال ليحكموا بينى وبينك، اسمعوا منى هذه القصة عن
صاحبى جحا المكنى بأبى الغصن:
فمن حماقته أن عيسى بن موسى الهاشمى مر به وهو يحفر بظهر الكوفة
موضعا، فقال له: مالَك يا أبا الغصن؟ قال: إنى قد دفنت فى هذه
الصحراء دراهم ولست أهتدى إلى مكانها، فقال عيسى: كان يجب أن تجعل
عليها علامة، قال: قد فعلت، قال: ماذا؟ قال: سحابة فى السماء كانت
تظللها، ولست أرى العلامة..!!
هل سمعتم القصة فبربكم من الأحمق أنا أم جحا؟
ريم أحمد
|