صور من الإنفاق

ولي نظم در

نيل المراد في شرح الأوراد

 

صور من الإنفاق

تركت لهم الله ورسوله

عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك عندى مالا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر، إن سبقته يوما قال: فجئت بنصف مالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك؟ قال أبقيت لهم نصف مالى، فجاء سيدنا أبو بكر رضى الله عنه بماله، فقال صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسابقه إلى شئ أبدا.

رجل واحد يجهز جيشا:

وكان سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه من المنفقين بأمواله فى سبيل الله، فعن عبد الرحمن بن خباب قال: شهدت النبى صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة، فقام عثمان فقال: يا رسول الله! علىّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل الله، ثم حض على الجيش فقام سيدنا عثمان فقال: يا رسول الله! علىّ ثلاثمائة عير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل الله، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل على المنبر وهو يقول (ما على عثمان ما فعل بعد هذه .. ما على عثمان ما فعل بعد هذه).

يطفئ السراج لئلا يتحرج السائل!!

عن سعيد بن العاص أنه كان يعشى الناس فى رمضان، فتخلف عنده ذات ليلة شاب من قريش بعدما تفرق الناس، فقال له سعيد: أحسب أن الذى خلفك حاجة؟ قال: نعم أصلح الله الأمير، قال: فضرب سعيد الشمعة بكمه فأطفأها ثم قال: ما حاجتك؟ قال: تكتب لى إلى أمير المؤمنين أن على دينا، وأحتاج إلى مسكن وخادم، قال: كم دينك؟ قال: ألفا دينار، وذكر ثمن المسكن والخادم، فقال سعيد: تكفيك مؤنة السفر، اغد فخذها منا، فكان الناس يقولون: إن إطفاء الشمعة أحسن من إعطائه المال، لئلا يرى فى وجهه ذل المسألة!!

بشرى للفقراء:

قال ابن رجب: وقد كان بعض الصحابة يظن أن لا صدقة إلا بالمال، فأخبره النبى صلى الله عليه وسلم أن الصدقة لا تختص بالمال، وأن الذكر وسائر أعمال المعروف صدقة كما فى صحيح مسلم عن أبى ذر رضى الله عنه أن ناسا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلى، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو ليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون به؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهى عن المنكر صدقة، وفى بضع أحدكم صدقة.

بكل درهم ركعة:

تصدق بعض الأغنياء بمال كثير، فبلغ ذلك طائفة من فقراء الصالحين، فاجتمعوا فى مكان، وحسبوا ما تصدق به من الدراهم، وصلوا بدل كل درهم تصدق به لله ركعة !!

فسبحان من فضل هذه الأمة وفتح لها على يدى نبيها أبواب الفضائل الجمة، فما من عمل عظيم يقوم به قوم ويعجز عنه آخرون، إلا وقد جعل الله لمن عجز عملا يساويه ويفضل عليه، فتتساوى الأمة كلها فى تحصيل الخيرات ونيل علو الدرجات.

صلاح بيومى

ولي نظم در

سيدات الكون

أعطيت فضلا حبيا
قد حباها موسويـا
الله نورا عيسويـا

 

سيدات الكون كـل
فالتى طلبت نجـاة
أخت هارون حباها

يختم الإمام فخر الدين رضى الله عنه قصيدته السابعة عشر بالحديث عن سيدات الكون أو سيدات العالمين كما ذكر فى قصيدة أخرى، وكيف حبا الله تعالى كل واحدة منهن بآية من آياته وهن على الترتيب:

سيدتنا السيدة آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون، تلك التى طلبت من الله عز وجل أن ينجيها من فرعون وعمله، بعد أن تبرأت منه، فكان الجزاء أن استجاب لها وحباها سيدنا موسى، ليكون لها بمنزلة الولد، وهو ذلك النبى الذى سيملأ الأرض هداية ويقضى على فرعون، ثم البيت الثالث حيث سيدتنا السيدة مريم ابنة عمران التى حباها الله سيدنا عيسى عليه السلام.

وبالنظر إلى هذه البلاغة المطلقة والتعبيرات المحكمة نقتطف بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر، ومن ذلك:

تنكير (كل) للتعظيم، أما تنوينها فهو تنوين عن عوض، إذ التعبير كل واحدة منهن، وكذا بناء الفعل (أعطيت) للمجهول حيث أن الفاعل (المحذوف) معلوم ومعظم وهو الله تبارك وتعالى.

وكذا الجمع بين الألفاظ (أعطيت فضلا حبيا) ما يدل على كثرة العطاء، وعظم الفضل.

ومن التصوير البيانى (التى طلبت نجاة) كناية عن سيدتنا السيدة آسيا بنت مزاحم، و(موسويا) كناية عن سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.

أما البيت الثالث نجد أن سيدتنا السيدة مريم ابنة عمران هى المكنى عنها بأخت هارون، والنور العيسوى ما هو إلا كناية عن سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، والتعبير عنها بـ(أخت هارون) دليل على مدى تقواها وصلاحها، فأصبحت لسيدنا هارون النبى أختا -تقوى وورعا وصلاحا- وهارون هو سيدنا هارون النبى أخو سيدنا موسى عليهما السلام.

وعلاقة البيت الأول وما يليه من أبيات هى علاقة تفصيل بعد إجمال، كذا التعبير بالفعل الماضى كما فى (أعطيت، طلبت، حباها) يفيد تحقق الحدث، وقد جمع التوكيد والتحقيق فى قوله (قد حباها) والمتتبع لمعظم ألفاظ الأبيات يجد أنها مقتبسة من آى الذكر الحكيم.

وإلى لقاء مع بقية سيدات الكون.

السيد عبد اللطيف

نيل المراد في شرح الأوراد

إن النبي e أعطى العهد ، وقول سيدنا علي t "سلوني عن السماء ودروبها فإني أعلم بها من دروب الأرض سلوني قبل أن تفقدوني إن بين جنبيّ علوماً جمة لو أجد لها وعاء"

3- السبع المثاني "جمع مثنى ":

المثاني جمع مثنى وهي التي جاءت بعد الأولى والطول جمع أطول. وقد سميت الأنفال من المثاني لأنها تتلو الطول في القدر. وقيل: هي التي تزيد آياتها على المفضل وتنقص عن المئين. والمئون: هي السور التي تزيد كل واحدة منها على مائة آية.القرطبي

قال بن عباس: أوتي رسول الله سبعاً من المثاني ، قال : السبع الطوال ذكره النسائي

وهي من البقرة إلى الأعراف ست واختلفوا في السابقة فقيل يونس وقيل الأنفال والتوبة وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير..

عن فرات القزاز قال: سمعت أبا حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون). قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (فوا ببيعة الأول فالأول، أعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم).البخاري

النبي e دعا ربنا؛ ما في بعدي نبي ماذا تفعل أمتي من بعدي؟ "لقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم"

قوله تعالى: "اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم "[الفاتحة:6 - 7] وهي المراد في قوله عليه السلام عند موته (اللهم الرفيق الأعلى ). وفي البخاري عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة ) كان في شكواه الذي مرض فيه أخذته بحة شديدة فسمعته يقول: (مع  الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) فعلمت أنه خير.القرطبي

عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: (ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}). ثم قال لي: (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد). ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل: (لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن). قال: ({الحمد لله رب العالمين}: هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته). البخاري

" وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا"النساء 69

تفسير بن كثير:

"حدثنا فضيل بن عياض عن عائشة قالت جاء رجل إلى النبي e فقال يا رسول الله إنك لأحب إليّ من نفسير وأحب إليّ من أهلي وأحب إليّ من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت إنك إذا دخلت رفعت مع النبيين وإذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك فلم يرد عليه النبي e حتى نزلت عليه "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع ......".

قال الإمام مالك بن أنس عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله e "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدريّ الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل بينهم" قالوا يا رسول الله تلك مناز لالأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين" أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك واللفظ لمسلم ورواه أحمد.أهـ تفسير بن كثير.

تفسير القرطبي:

أي هم معهم في دار واحدة ونعيم واحد يستمتعون برؤيتهم والحضور معهم، لا أنهم يساوونهم في الدرجة؛ فإنهم يتفاوتون لكنهم يتزاورون للاتباع في الدنيا والاقتداء . ... حكى الثعلبي: أنها نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شديد الحب له قليل الصبر عنه.أهـ

"اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ..."

تفسير القرطبي:

قوله تعالى: "اهدنا الصراط المستقيم" اهدنا دعاء ورغبة من المربوب إلى الرب، والمعنى: دلنا على الصراط المستقيم وأرشدنا إليه وأرنا طريق هدايتك الموصلة إلى أنسك وقربك. ... وقال عاصم الأحول عن أبي العالية: "الصراط المستقيم" رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده.

أصل الصراط في كلام العرب الطريق، .... "المستقيم" صفة لـ "الصراط" وهو الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف ومنه قوله تعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه"

قرأ عمر بن الخطاب وابن الزبير رضي الله عنهما "صراط من أنعمت عليهم". واختلف الناس في المنعم عليهم، فقال الجمهور من المفسرين: إنه أراد صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وانتزعوا ذلك من قوله تعالى: "ومن يطع الله والرسول فأولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" [النساء: 69]. فالآية تقتضي أن هؤلاء على صراط مستقيم، وهو المطلوب في آية الحمد وجميع ما قيل إلى هذا يرجع، فلا معنى لتعديد الأقوال والله المستعان.‏

"اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ..."

تفسير بن كثير:

الهداية ههنا الإرشاد والتوفيق أما الصراط المستقيم فقال الإمام أبو جعفر بن جرير أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعاً على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وذلك في لغة العرب.

وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده بن سمعان عن رسول الله e قال "ضرب الله مثلا صراطاً مستقيماً وعلى جنبي الصراط سوران فيهما أبواب ففتحه وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول : يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً و لاتعوجوا وداع يدعو فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإسلام والسوران حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله وذلك الراعي على رأس الصراط كتاب الله والراعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم.

وروى بن أبي حاتم وبن جرير عن أبي العالية "اهدنا الصراط المستقيم" هو النبي e وصاحباه من بعده ، قا لعاصم فذكرنا ذلك للحسن فقال صدق أبو العالية ونصح ، وكل هذه الأقوال صحيحة يصدق .. واتباع منها في النبي e ومنها في الخلفاء وكل عبد صالح وكل ذلك من الصراط المستقيم . "صراط الذين أنعمت عليهم" الذين أنعم الله عليهم المذكورون في سورة النساء حيث قال تعالى: "من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً" وقا لالضحاك عن بن عباس صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين. .....

وقوله تعالى "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" غير صراط المغضوب عليهم وهم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه و لاصراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق - طريقة اليهود والنصارى.

غير المغضوب عليهم - اليهود ولا الضالين النصارى ولا أعلم بني المفسرين في هذا اختلافاًً.

يستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها آمين مدّ بها صوته ورفع بها صوته ، قال الترمزي هذا الحديث حسن ، قال رسول الله e "أعطيت آمين في الصلاة وعند الدعاء لم يعط أحد قبلي إلا أن يكون موسى كان موسى يدعو وهارون يؤمّن فافتحوا الدعاء بآمين فإن الله يستجيب لكم، من قال أن المأموم لا يقرأ لأن تأمينه على قراءة الفاتحة بمنزلة قراءتها.