الإتباع طاعة ومحبة

تعظيم المناسبات

شراب الوصل

 

الإتباع طاعة ومحبة

يقول المولى تبارك وتعالى:

{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.

{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى}.

{رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت}.

ويقول حضرة النبى صلى الله عليه وسلم:

(آل بيتى كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك) البزار والطبرانى.

(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وهو حبل ممدود من السماء إلى الأرض وآل بيتى عترتى أذكركم الله فى أهل بيتى عترتى "ثلاثا" إنهما اجتمعا ولن يفترقا حتى يردا على الحوض يوم القيامة وإنى سائلكم عنهما يوم القيامة فانظروا ماذا تخلفونى فيهما) الترمذى فى صحيحه.

(يا معشر بنى هاشم والذى بعثنى بالحق نبيا لو أخذت بحلقة الجنة ما بدأت إلا بكم) رواه الإمام أحمد فى مسنده.

(ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول ربى فأجيب، وإنى تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال (وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى) مسلم فى صحيحه.

(أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وعلى قراءة القرآن فإن حملة القرآن فى ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه) الديلمى.

(أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة وأحبونى بحب الله وأحبوا أهل بيتى بحبى) الترمذى فى صحيحه والحاكم فى المستدرك.

(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وتكون عترتى أحب إليه من عترته ويكون أهلى أحب إليه من أهله ويكون ذاتى أحب إليه من ذاته) البيهقى فى شعب الإيمان والديلمى فى مسنده.

(من مات على حب آل محمد مات شهيدا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له بابا فى القبر إلى الجنة ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا على جبهته آيس من رحمة الله ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة) الترمذى فى الكشاف عند الآيه الكريمة ﴿والله متم نوره﴾ ونقله عنه الإمام الفخر الرازى فى الكبير.

دعا صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال (اللهم إن هؤلاء أهلى) رواه البخارى ومسلم.

فاتبعاهم فيه النجاة من هول يوم القيامة وفيه دخول الجنة ومن تخلف عنهم هلك ودخل النار بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين القرآن وأهل بيته وأنهما اجتمعا ولن يفترقا إلى يوم القيامة.

محمد مقبول

تعظيم المناسبات

الغريب أن البعض لا ينكر فقط زيارة الأولياء بل يعتبر زيارة روض الحبيب صلى الله عليه وسلم بدعة، والاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم بدعة، وهذا من الخلط العجيب والجفاء الصريح.

بداية يجب أن نعرف معنى البدعة من وجهة نظر هؤلاء الفئة، فيقولون أن البدعة هى أى عبادة استحدثت بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلنتأمل ذلك الرأى ونعمل فيه عقولنا وقلوبنا، ولنسأل أنفسنا ..

أولا: متى تم جمع المصحف؟ هل جمع فى صورته الحالية فى عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كلا بالطبع، فقد جمع فى عصر الإمام عثمان بن عفان رضى الله عنه.

ثانيا: متى تم جمع الحديث الشريف؟ هل جمع فى صورته الحالية فى عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كلا بالطبع، فقد جمع فى عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه.

ثالثا: متى زاد عدد درجات المنابر؟ هل فى عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كلا بالطبع، فقد زادت فى عهد سيدنا الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه.

رابعا: متى واظب المسلمون على تأدية صلاة القيام فى المساجد؟ هل فى عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كلا بالطبع، فقد بدأت فى عهد الإمام عمر بن الخطاب رضى الله عنه.

فلنتأمل تلك الأمثلة كلها، فإن كان رأى تلك الفئة صحيح، فهذا معناه -وحاشا لله- أن سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه يذهب إلى النار ومعه المصحف الذى استحدثه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه يذهب إلى النار ومعه الأحاديث، وسيدنا الإمام على كرم الله وجهه يذهب إلى النار ومعه المنابر، وسيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يذهب إلى النار ومعه صلاة القيام، فهل هذا معقول أو مقبول؟ بالطبع لا يمكن أن يعقل هذا أو يقبل.

ففى البدعة ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقرب من 14 حديث، تندرج فى معنى حديث واحد الذى أخرجه الإمام مسلم فى كتاب الأقضية والبخارى برواية أخرى فى كتاب الصلح وهو قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد عليه).

وقوله (ما ليس منه) أى أن كل ما هو منه فهو ضمنه، بمعنى آخر لا يعقل أن تكون أى عبادة أيا كانت من صلوات أو أذكار ... الخ نوعا من البدعة، هدانا وهداكم الله فلنعقل هذا الكلام ونعمل فيه قلوبنا وعقولنا، ونرى ما إذا كان كلام تلك الفئة يعقل أو يقبل أم لا.

ولنتأمل حديثه صلى الله عليه وسلم الذى أخرجه البزار (من سن فى الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كان له أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن سن فى الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده فعليه وزرها ووزر من عمل من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا).

معنى ذلك أنه من يعمل أى عمل فى صالح المسلمين فى دينهم أو دنياهم فقد عمل سنة حسنة.

ونعود للموضوع الرئيسى وهو تعظيم المناسبات، وقول تلك الفئة أن الإحتفال بمولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعة.

يقول الشيخ محمد عبد الباعث فى كتاب إبراء الذمة:

(إن عدم فعله صلى الله عليه وسلم -أى الإحتفال بمولده- لا يدل على المنع أو عدم الجواز؛ وذلك أن احتفال المسلمين بمناسباته صلى الله عليه وسلم كالمولد النبوى وذكرى الإسراء والهجرة يعطيهم الإستشراف على تلك الأحداث الإسلامية العظيمة التى تمثل أيامه وسيرته، أما عدم إلتفاته هو صلى الله عليه وسلم فالعلة فيه أنه هو صلى الله عليه وسلم قد أقيم فى هذه الأحداث وأدوارها التاريخية، حيث كان هو موضوعها، وبذلك تحقق له صلى الله عليه وسلم الإستغناء عن مناسباتها، مع إننا لا نسلم بأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يذكر هذه الأحداث، فلقد كان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين وعلل صيامه بقوله (يوم ولدت فيه) بل كان يحتفل بأيام غيره من الأنبياء وهو الأصل فى صيامه ليوم عاشوراء.

أما الصحابة فلقد خرج عليهم صلى الله عليه وسلم وهم يحتفلون بهداية الله لهم وأن الله قد من عليهم بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن سيدنا معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: (ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومن به علينا، قال: آلله! ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إنى لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتانى جبريل فأخبرنى أن الله عز وجل يباهى بكم الملائكة) فكان ذكر الله احتفال بالهداية واحتفال بالإسلام وضمنا احتفال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه هو السبب فى الهداية والسبب فى الإسلام!!!

فالنبى صلى الله عليه وسلم من نور الله وآل بيته من نوره، والإحتفال بمناسباته إنما هو تعبيرا عن حبهم والشوق إليهم، فمن أحب قوما حشر معهم، ويقول الإمام فخر الدين رضى الله عنه:

لولا هواهم فى القلوب وفى الحشا      مـا ذاق قـلـب لذة الإيـمـان

محمد عادل

شراب الوصل

وإنى وأيم الله ما غبت عنكم    وعاريتى ردت لرب البرية

 

قوله تعالى( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) قال مجاهد: هذا وعيد من الله تعالى للمخالفين أوامره، بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى، وعلى الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى المؤمنين،كما ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات، فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا أخرجه أحمد، ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون 154 البقرة، ولذلك أقسم الشيخ غير حانث أنه ماغاب عنا بعد إنتقله إلى الرفيق الأعلى ثم قال أن العارية وهى روح التكريم وفيها الصفات الربانية قد عادت لربها كما بدأ أول خلق يعيد، وأيم الله: أيم الله إيمان الله وهو قسم، العارية الشئ المعار (ردت عادت لصاحبها) ردت لرب البرية: ردت عادت لرب البرية لصاحبها الذى برأها.

 

وإنى فيكم فاشهدونى وعاينوا جمالى موصول وسرى بصحبتى

 (واعلموا أن فيكم رسول الله ) 7 الحجرات، قالها الحق أن النبى صلى الله عليه وسلم فينا وهذا لايتعلق بحياته الدنيوية فقط بل بقى رسول الله مابقى الكتاب الكريم والسنة المطهرة وهذا لعموم المسلمين أما سيدنا عمر رضى الله عنه فقد رأى النبى صلى الله عليه وسلم بينهم بعد موته لولا أن نبهه سيدنا أبوبكر ليفرق بين ظاهر الأمور وهى انتقال النبى صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه وباطنها ببقاء النبى صلى الله عليه وسلم بين الناس، ورأى آخر يقول أن حديث الصديق رضى الله عنه أرقبوا محمدا فى آل بيته وذلك هو أن ترى الشيخ كاملا فى خليفته ووريثه مولانا الشيخ إبراهيم فلذة كبده رضى الله عنهم وبه يكون الجما ل موصول ويسرى السر بصحبة وريثه الذى هو هو .

فاشهدونى وعاينوا: فاشهدونى من المشاهدة وهى الحضور والشهادة خبر قاطع وشهيد من قوله {أو ألقى السمع وهو شهيد} أى الحضور بالسمع والقلب فهو لذلك غير غائب عنه وعاينوا من المعاينة وهى النظر والمواجهة والرؤية التى لاشك فيها، جمالى موصول: الموصول هو المتصل الغير منقطع ومنه ( حبل الله الموصول) والجمال من صفات الله، وسرى بصحبتى السر هو الإخفاء والكتم بصحبتى من المصاحبة والصاحب من قوله {إذ يقول لصاحبه لا تخزن إن الله معنا} والصاحب هو المعاشر.

محمد صفوت