الذكر فى السنة

ولي نظم در

نيل المراد في شرح الأوراد

 

الذكر فى السنة

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:(مثل البيت الذى يذكر الله فيه والذى لا يذكر الله فيه كمثل الحى والميت).(يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى، فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه).

(سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات).

(ألا أنبأكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها فى درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله).

(من أكثر من ذكر الله أحبه الله).

(أذكروا الله حتى يقولوا مجنون).

(مررت ليلة أسرى بى برجل مغيب فى نور العرش، قلت من هذا؟ أهذا ملك؟ قيل لا، قلت نبى؟ قيل لا، قلت من هذا؟ قال هذا رجل كان فى الدنيا لسانه رطب بذكر الله وقلبه معلق بالمساجد).

سئل صلى الله عليه وسلم (أى العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: الذاكرون الله كثيرا، قيل: يا رسول الله ومن الغازى فى سبيل الله؟ قال: لو ضرب بسيفه فى الكفار والمشركين حتى ينكسر ويتخضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه).

سأل رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أى الجهاد أعظم أجرا؟ قال: أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، قال فأى الصائمين أعظم أجرا؟ قال أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا، فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه لعمر رضى الله تعالى عنه: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل).

(كان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه).

فى أقوال الأنبياء والمرسلين

قال سيدنا عيسى عليه السلام:

(يا معشر الحواريين كلموا الله كثيرا وكلموا الناس قليلا، قالوا: وكيف نكلم الله كثيرا؟ قال: اخلوا بمناجاته، اخلوا بدعائه) جامع العلوم والحكم

وقال سيدنا موسى عليه السلام:

(يارب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ فأوحى الله إليه أنا جليس لمن ذكرنى، قال: يارب إنا نكون على حال نجلّك أن نذكرك عليها، قال: اذكرنى على كل حال) نزهة المجالس

فى أقوال الصالحين والأولياء

يقول سيدى أبو الدرداء رضى الله عنه فى جامع العلوم والحكم:

(الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله تعالى يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك).

ويقول أيضا رضى الله عنه فى نزهة المجالس:

 (للذكر بداية وهى توجه صادق، وله توسط وهو نور طارق، وله نهاية وهو حال خارق، وله أصل وهو الصفا، وله فرع وهو الوفا، وله شرط وهو الحضور، وبساط وهو العمل، وخاصية وهو الفتح المبين).

يقول سيدى أبو سعيد الخراز رضى الله عنه فى نزهة المجالس:

(إذا أراد الله أن يوالى عبدا فتح له باب الذكر، فإذا استلذ بالذكر فتح عليه باب القرب ثم رفعه إلى مجالس الأنس ثم أجلسه على كرسى التوحيد ثم رفع عنه الحجاب وأدخله دار الفردانية وكشف عنه الجلال والعظمة، فإذا نظر الجلال والعظمة بقى بلا هو، فيصير فانيا بارئا عن دعاوى نفسه محظوظا لله).

يقول سيدى ذا النون المصرى رضى الله عنه فى جامع العلوم والحكم:

(من اشتغل قلبه ولسانه بالذكر قذف الله فى قلبه نور الإشتياق إليه).

وذكر صاحب جامع العلوم والحكم أن أبو مسلم الخولانى رضى الله عنه كان كثير الذكر فرآه بعض الناس فأنكر حاله فقال لأصحابه (أمجنون صاحبكم) فسمعه أبو مسلم فقال له (لا يا أخى ولكن هذا دواء الجنون).

سئل الشبلى رضى الله عنه عن قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية) فقال: أهل البلاء هم أهل الغفلة عن ذكر الله. نزهة المجالس.

ويقول سيدى عبد القادر الجيلانى رضى الله عنه:

عقد النوائب والشدائد     يا من تحل بذكره

ويقول القطب الكبير سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنه فى الجوهرة المضيئة:

ولازم الذكر سرا كان أو علنا

 

اسلك طريقى تعش فى نعمة وهنا

ويقول الإمام فخر الدين رضى الله عنه قى ديوانه شراب الوصل:

وإن جمحت فالذكر عين الحماية

 

فإن جنحت للسلم فاجنح لسلمها

كان المغيرة بن حكيم الصنعانى إذا هدأت العيون نزل إلى البحر وقام فى الماء يذكر الله مع دواب البحر.

ذات مرة نام أحد المريدين عند سيدى إبراهيم بن أدهم رضى الله عنه فقال: فكنت كلما استيقظت من الليل وجدته يذكر فأغتم ثم أعزى نفسى بالآيه {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء}.

وكان لأبى هريرة رضى الله عنه خيط فيه ألف عقدة فلا ينام حتى يسبح بها.

وكان خالد بن معدن يسبح أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن، فلما مات وضع ليغسل فجعل يشير بإصبعه يحركها بالتسبيح.

وقيل لعمير بن هانئ (ما ندرى لسانك يفتر، فكم تسبح كل يوم؟) فقال (مائة ألف تسبيحة إلا أن تخطئ الأصابع).

وعن عبد الله بن عمر قال: أخبرنى أهل الكتاب أن هذه الأمة تحب الذكر كما تحب الحمامة وكرها، وإنهم أسرع إلى ذكر الله من الإبل إلى وردها يوم ظمئها.

وأرواح المشتاقين لا تسكن إلا برؤيته

 

قلوب المحبين لا تطمئن إلا بذكره

قال الإمام الثورى رضى الله عنه:

لكن بذاك يجرى على لسانى

 

لا لأنى أنساك أكثر ذكرك

وقال غيره:

كما انتفض العصفور بلله القطر

 

وإنى لتعرونى لذكراك هزة

وقال بعضهم:

وأبحت جسمى لمن أراد جلوس
وحبيب قلبى فى الفؤاد أنـيس

 

ولقد جعلتك فى الفؤاد محدثى
فالجسم منى للجليس مـؤانس

وهكذا نرى سلف هذه الأمة الصالح من العلماء والأولياء وحالهم ومريديهم مع الذكر والأوراد بأعداد بعينها، والذكر بطريقة وبهيئة بعينها، فهذا شأن العارفين بالله.

أحمد عباس

ولي نظم در

أيا همم

يخيب بها من يرتضى برقادك
تبارك من بالمستـجار أزالـك
طعام جهول يرتضى برقـادك

 

أيا همم كلت عن السير فى الضحى
أيا حجب كانت على العين ساترا
أيا كتب فيها الكـلام كـغـصـة

الإمام فخر الدين رضى الله عنه يوبخ أصحاب الهمم الضعيفة التى لا تقوى على السير فى مدارج الصالحين والرقى بها إلى أسمى المراتب حيث الإشراقات والتجليات التى لا يحجبها حجاب، ولا يعوق تجليها ستر، حيث رضى أصحاب هذه الهمم –خيبة وخسرانا- بالتخلف والقعود إلى الأرض، وعلى النقيض من هؤلاء نجد بعضا من الذين علت هممهم فانكشفت عنهم تلك الحجب بفضل المستجار صلوات ربى وسلامه عليه.

كما يحذر رضى الله عنه من اتباع هؤلاء الأشخاص أو الاستعانة بهم أو بتلك الكتب التى خلت من أى علم سوى القتاد أى الشوك الذى يرتضيه من يؤمونهم من الجهلاء طعاما ومددا لهم، وما يلبث هذا القتاد إلا أن يتحول إلى غصة تؤلم حلوقهم وقد تقضى عليهم.

والمتأمل فى تلك الأبيات يجد ذلك البيان وهذا الجمال أسلوبا ومعنى ولفظا فمن الأساليب الإنشائية كالنداء فى قوله (أيا همم) و(أيا حجب) و(أيا كتب) فالغرض من كل منها التوبيخ والذم، أما قوله (تبارك من بالمستجار أزالك) فالأسلوب خبرى لفظا إنشائى معنى، غرضه الدعاء والتعظيم، وقد حفلت الأبيات بالتصدير البيانى، ومن ذلك (أيا همم) و(أيا حجب) و(أيا كتب) حيث شبه الهمم والحجب والكتب وكأنها أشخاص تنادى وفى ذلك تشخيص للمعنى ناهيك عن استخدام أداة النداء (أيا) وهى للبعيد دلالة على بعد هؤلاء عن المكانة اللائقة وعن تلك المراتب العالية.

ومن التشبيهات: تشبيه الحجب بالساتر، والكلام بالغصة، وطعام الجهول بالقتاد، وفيها تجسيد للمعنى وتنفير من الغفلة.

والكناية فى (المستجار) فهى كناية عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولتأكيد المعنى نجد تقديم ما حقه التأخير، كتقديم الجار والمجرور فى (عن السير) و(على العين) و(بالمستجار) و(فيها الكلام).

ومن المحسنات البديعية: التضاد بين (كلت والسير) و (ساتر وأزالك)، ومن المصاحبات اللغوية الجمع بين (كلت والسير) و(الحجب وساترا) و(غصة وطعام) وكلها لتأكيد المعنى وجذب الإنتباه.

السيد عبد اللطيف

نيل المراد في شرح الأوراد

معنى ورد:

في (كتاب المديح) من حديث السري بن يحيى قال: حدثني المعتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن الحسن عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ينفع بإذن الله تعالى من البرص والجنون والجذام والبطن والسل والحمى والنفس أن تكتب بزعفران أو بمشق - يعني المغرة - أعوذ بكلمات الله التامة وأسمائه كلها عامة من شر السامة والغامة ومن شر العين اللامة ومن شر حاسد إذا حسد ومن أبي فروة وما ولد). كذا قال، ولم يقل من شر أبي قترة. العين اللامة: التي تصيب بسوء. تقول: أعيذه من كل هامة لامة. وأما قوله: أعيذه من حادثات اللمة فيقول: هو الدهر. ويقال الشدة. والسامة: الخاصة. يقال: كيف السامة والعامة. والسامة السم. ومن أبي فروة وما ولد. وقال: ثلاثة وثلاثون من الملائكة أتوا ربهم عز وجل فقالوا: وصب بأرضنا. فقال: خذوا تربة من أرضكم فامسحوا نواصيكم. أو قال: نوصيكم رقية محمد صلى الله عليه وسلم لا أفلح من كتمها أبدا أو أخذ عليها صفدا. ثم تكتب فاتحة الكتاب وأربع آيات من أول "البقرة"، والآية التي فيها تصريف الرياح وآية الكرسي والآيتين اللتين بعدها، وخواتيم سورة "البقرة" من موضع "لله ما في السماوات وما في الأرض" [البقرة: 284] إلى آخرها، وعشرا من أول "آل عمران" وعشرا من آخرها، وأول آية من "النساء"، وأول آية من "المائدة"، وأول آية من "الأنعام"، وأول آية من "الأعراف"، والآية التي في "الأعراف" "إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض" [الأعراف: 54 ] حتى تختم الآية؛ والآية التي في "يونس" من موضع "قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين" [يونس: 81]. والآية التي في "طه] "وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى" [طه: 69]، وعشرا من أول [الصافات]، و"قل هو الله أحد" [الإخلاص: 1]، والمعوذتين. تكتب في إناء نظيف ثم تغسل ثلاث مرات بماء نظيف ثم يحثو منه الوجع ثلاث حثوات ثم يتوضأ منه كوضوئه للصلاة ويتوضأ قبل وضوئه للصلاة حتى يكون على طهر قبل أن يتوضأ به ثم يصب على رأسه وصدره وظهره ولا يستنجي به ثم يصلي ركعتين ثم يستشفي الله عز وجل؛ يفعل ذلك ثلاثة أيام، قدر ما يكتب في كل يوم كتابا. في رواية: ومن شر أبي قترة وما ولد. وقال: (فامسحوا نواصيكم) ولم يشك. وروى البخاري عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها. فسألت الزهري كيف كان ينفث؟ قال: كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه. وروى مالك عن ابن شهاب عن عروه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين وتفل أو نفث. قال أبو بكر بن الأنباري: قال اللغويون تفسير "نفث" نفخ نفحا ليس معه ريق. ومعنى "تفل" نفخ نفخا معه ريق. قال الشاعر:

فإن يبرأ فلم أنفث عليه      وإن يفقد فحق له الفقود

وقال ذو الرمة:

ومن جوف ماء عرمض الحول فوقه           متى يحس منه مائح القوم يتفل

أراد ينفخ بريق. وسيأتي ما للعلماء في النفث في سورة الفلق إن شاء الله تعالى. ‏

روى ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الرقي إلا بالمعوذات. قال الطبري: وهذا حديث لا يجوز الاحتجاج بمثله في الدين؛ إذ في نقلته من لا يعرف. ولو كان صحيحا لكان إما غلطا وإما منسوخا؛ لقوله عليه السلام في الفاتحة (ما أدراك أنها رقية). وإذا جاز الرقي بالمعوذتين وهما سورتان من القرآن كانت الرقية بسائر القرآن مثلهما في الجواز إذ كله قرآن. وروي عنه عليه السلام أنه قال: (شفاء أمته في ثلاث آية من كتاب الله أو لعقة من عسل أو شرطة من محجم). وقال رجاء الغنوي: ومن لم يستشف بالقرآن فلا شفاء له.

.......وقال صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ومن استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل)....... قال مالك: لا بأس بتعليق الكتب التي فيها أسماء الله عز وجل على أعناق المرضى على وجه التبرك بها إذا لم يرد معلقها بتعليقها مدافعة العين. ..... وقد روى عبدالله بن عمرو قال قال وسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا فزع أحدكم في نومه فليقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وسوء عقابه ومن شر الشياطين وأن يحضرون). وكان عبدالله يعلمها ولده من أدرك منهم، ومن لم يدرك كتبها وعلقها عليه. فإن قيل: فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من علق شيئا وكل إليه). ورأى ابن مسعود على أم ولده تميمة مربوطة فجبذها جبذا شديدا فقطعها وقال: إن آل ابن مسعود لأغنياء عن الشرك، ثم قال: إن التمائم والرقى والتولة من الشرك. قيل: ما التولة؟ قال: ما تحببت به لزوجها. وروي عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له قلبا). قال الخليل بن أحمد: التميمة قلادة فيها عوذ، والودعة خرز. وقال أبو عمر: التميمة في كلام العرب القلادة، ومعناه عند أهل العلم ما علق في الأعناق من القلائد خشية العين أو غيرها أن تنزل أو لا تنزل قبل أن تنزل. فلا أتم الله عليه صحته وعافيته، ومن تعلق ودعة - وهي مثلها في المعنى - فلا ودع الله له؛ أي فلا بارك الله له ما هو فيه من العافية. والله اعلم. وهذا كله تحذير مما كان أهل الجاهلية يصنعونه من تعليق التمائم والقلائد، ويظنون أنها تقيهم وتصرف عنهم البلاء، وذلك لا يصرفه إلا الله عز وجل، وهو المعافي والمبتلي، لا شريك له. فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كانوا يصنعون من ذلك في جاهليتهم. وعن عائشة قالت: ما تعلق بعد نزول البلاء فليس من التمائم. وقد كره بعض أهل العلم تعليق التميمة على كل حال قبل نزول البلاء وبعده. والقول الأول أصح في الأثر والنظر إن شاء الله تعالى. وما روي عن ابن مسعود يجوز أن يريد بما كره تعليقه غير القرآن أشياء مأخوذة عن العراقيين والكهان؛ إذ الاستشفاء بالقرآن معلقا وغير معلق لا يكون شركا، وقوله عليه السلام: (من علق شيئا وكل إليه) فمن علق القرآن ينبغي أن يتولاه الله ولا يكله إلى غيره؛ لأنه تعالى هو المرغوب إليه والمتوكل عليه في الاستشفاء بالقرآن. وسئل ابن المسيب عن التعويذ أيعلق؟ قال: إذا كان في قصبة أو رقعة يحرز فلا بأس به. وهذا على أن المكتوب قرآن. وعن الضحاك أنه لم يكن يرى بأسا أن يعلق الرجل الشيء من كتاب الله إذا وضعه عند الجماع وعند الغائط. ورخص أبو جعفر محمد بن علي في التعويذ يعلق على الصبيان. وكان ابن سيرين لا يرى بأسا بالشيء من القرآن يعلقه الإنسان. ‏انتهى تفسير القرطبي.

.. عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له كيف أصبحت يا حارث قال أصبحت مؤمنا حقا فقال انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك فقال قد عزفت نفسي عن الدنيا وأسهرت لذلك ليلي واطمأن نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها فقال يا حارث عرفت فالزم ثلاثا "[1]


[1] ) أورده الطبراني في الكبير ، كما أورده بن كثير في تفسير آية 4 سورة الأنفال.